فيروس نيباه | Nipah Virus

إنّ خفافيش الفاكهة، والمعروفة أيضًا باسم الثعالب الطائرة، هي العائل الحيواني لفيروس نيباه، ومن المُمكن لهذه الخفافيش أن تنقله إلى حيوانات أخرى، مثل: الخنازير، والخيول، والماعز، والأغنام، والقطط، والكلاب. ومن المُمكن للحيوانات المُصابة بالفيروس، بما في ذلك الخفافيش أن تنقله إلى البشر. وبمجرد حدوث العدوى الأولية من الحيوان إلى الإنسان، يصبح انتقال عدوى فيروس نيباه من إنسان إلى إنسان أمرًا محتملًا. [3][4]

ما هي طرق انتقال فيروس نيباه؟

يُعدّ فيروس نيباه من الفيروسات متوسطة العدوى، ويُمكن أن ينتقل إلى الفرد من خلال إحدى الطرق التالية: [2][3][4]

• الاتصال المباشر والوثيق مع الحيوانات المُصابة، بما في ذلك الخنازير أو خفافيش الفاكهة.
• ملامسة السوائل التي تخرج من أجسام الحيوانات المُصابة، مثل: الدم، أو البول، أو اللعاب.
• تناول الأطعمة أو المشروبات، مثل: الفاكهة أو عصارة النخيل، الملوثة بسوائل الحيوانات المُصابة.
• الاتصال المباشر مع الأفراد الآخرين المُصابين بفيروس نيباه أو السوائل التي تخرج من أجسامهم، مثل: سوائل الأنف أو الجهاز التنفسي، والبول، والدم.

لا يفهم الأطباء تمامًا الفترة التي يبقى بها الفيروس معديًا، ولكن من المرجّح أنّ الفرد المُصاب يكون شديد العدوى للآخرين خلال فترة الحضانة، وتستمر احتمالية نقله للعدوى حتى تبدأ الأعراض بالاختفاء. [2][5]

تختلف شدّة أعراض فيروس نيباه من حالة لأخرى، فمن المُمكن أن تحدث العدوى دون أية أعراض واضحة، بينما في حالات أخرى يُمكن أن يٌعاني المريض من أعراض أكثر خطورة، مثل: العدوى التنفسية الحادة، والنوبات، والتهاب الدماغ المُميت. [1][3]

أعراض فيروس نيباه الأولية

في بداية الأمر، يُمكن أن يُعاني المريض المُصاب بعدوى فيروس نيباه من الأعراض التالية: [1][2]

• الحمى.
• الصداع.
• آلام العضلات.
• القيء.
• التهاب الحلق.
• الدوخة.

أعراض فيروس نيباه المتقدّمة

مع مرور الوقت، يُمكن أن تتطوّر بعض الأعراض المتقدّمة لفيروس نيباه، فمن المُمكن أن يُصاب المريض بمتلازمة تنفسية حادة أو التهاب رئوي غير نمطي الأمر الذي يؤدي إلى معاناة المريض من صعوبة التنفس. [1][3]

أيضًا، في بعض الحالات، يُمكن أن تؤدي عدوى فيروس نيباه إلى الإصابة بالتهاب الدماغ، وهذا ما يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية لدى المريض: [2][3][4]

• النعاس.
• الارتباك العقلي.
• اضطراب الوعي.
• نوبات الصرع، والتي يُمكن أن تتطوّر خلال 24-48 ساعة إلى غيبوبة بالإضافة إلى احتمالية تهديد حياة الفرد.

ما هي فترة حضانة فيروس نيباه؟

تعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الممتدّة ما بين وقت دخول الفيروس للجسم لحين بدء ظهور أعراض العدوى، وتتراوح فترة حضانة فيروس نيباه ما بين 5 - 14 يومًا. لكن، في حالات قليلة جدًا، تم تسجيل فترة حضانة أطول من ذلك حيث قد وصلت إلى 45 يومًا. [2][5]

يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي للمُصاب والأعراض التي يعاني منها، وعادةً ما يتم الأخذ بعين الاعتبار احتمالية الإصابة بعدوى فيروس نيباه لدى الأفراد الذين يعانون من أعراض مشابهة لأعراض فيروس نيباه والذين يعيشون في أماكن انتشار المرض، مثل: بنغلاديش أو الهند. [3]

ويُمكن أن تتضمّن أنواع فحص فيروس نيباه ما يلي:

• تفاعل البوليمراز المتسلسل بالزمن الحقيقي (بالإنجليزية: Real-Time Polymerase Chain Reaction)، والذي يكشف عن الإصابة بعدوى فيروس نيباه في المراحل المبكّرة، ويتم خلاله أخذ مسحات أو عينات من مختلف سوائل الجسم واختبارها، بما في ذلك:
  • مسحات من الحلق أو الأنف.
  • سائل النخاع الشوكي.
  • البول.
  • الدم.
• فحص مقايسة امتصاصية مناعية للإنزيم المرتبط (بالإنجليزية: Enzyme Linked Immunosorbent Assay)، أو ما يُعرف باسم فحص الإليزا، والذي يتم خلاله الكشف عن الأجسام المضادة لفيروس نيباه في جسم الفرد الأمر الذي يساعد في اكتشاف الإصابة بفيروس نيباه في المراحل اللاحقة أو بعد التعافي.

إلى الآن لم يتم اكتشاف لقاح أو علاج جذري لفيروس نيباه، ويقتصر العلاج على توفير الرعاية الصحية للمرضى، ويتضمّن ذلك: [3][4]

• الراحة.
• الحفاظ على رطوبة الجسم.
• علاج الأعراض التي يعاني منها المريض.

لكن، هناك بعض أدوية يتم دراستها الآن وتحديد مدى فعاليتها لعلاج فيروس نيباه، ومن هذه الأدوية: [2]

• الريبافيرين (بالإنجليزية: Ribavirin)، وهو أحد الأدوية المضادة للفيروسات.
• الأجسام المضادة وحيد النسيلة، بما في ذلك تلك التي تستهدف الجليكوبروتين G المتواجد في فيروس نيباه.

لا يوجد لقاح ضد فيروس نيباه، ولهذا إنّ الطريقة الوحيدة لخفض معدلات الإصابة له هي تقديم التوعية للأفراد حول طرق انتقاله وكيفية التقليل من انتقاله. [4][5]

ويُمكن أن تشمل طرق تقليل خطر الإصابة بفيروس نيباه عند تواجد الفرد في الأماكن التي ينتشر فيها الفيروس ما يلي: [2][3][4]

• إبعاد الخفافيش عن عصارة نخيل التمر والأطعمة الطازجة الأخرى.
• غلي عصارة نخيل التمر الطازج.
• غسل وتقشير جميع الفواكه جيدًا قبل تناولها والتخلص من أي فاكهة عليها علامات لدغات الخفافيش.
• تجنّب الاتصال المباشر مع الحيوانات المُصابة واستخدام القفازات والأغطية الواقية الأخرى عند التواجد بالقرب من هذه الحيوانات.
• الحفاظ على أعلاف الخنازير وحظائرها محمية من الخفافيش.
• غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
• تجنّب الاتصال المباشر مع المرضى المُصابين بفيروس نيباه أو ملامسة الدم أو سوائل أجسامهم.
• يجب استخدام الحجر الصحي لعزل المريض عن الآخرين لتجنّب انتشار المرض، وارتداء الأطباء القفازات، والأقنعة، والرداء الواقي عند تعاملهم مع المُصابين بهذا الفيروس.

أيضًا، في في بعض الأحيان، يُمكن أن يكون من الضروري إعدام الحيوانات المُصابة بفيروس نيباه لتقليل خطر انتقال العدوى إلى البشر، وسيتعيّن على الخبراء دفن بقايا الحيوانات أو حرقها بعناية لتقليل أي احتمالات لانتشار المرض. [4]

في بعض الحالات، يُمكن أن تؤدي عدوى فيروس نيباه إلى حدوث بعض المضاعفات، بما فيها: [1][5]

• عدوى في الجهاز التنفسي والتهاب الرئة غير النمطي.
• الضائقة التنفسية الحادة.
• التهاب الدماغ.
• النوبات.
• فقدان الوعي والغيبوبة.
• الموت.

يختلف سير المرض من حالة لأخرى وعادة ما يتراوح ما بين المتوسط ​​والسيئ، وتعتمد نجاة المريض بشكل كبير على توفّر الرعاية الصحية في المنطقة الموبوءة. كما تعتمد شدّة تفشي المرض على مدى نجاح المنطقة المُصابة في التعامل مع حالات الإصابة وعزلها. [2][4]

لكن، وبشكل عام، تعتبر نسبة الوفاة بالمرض عالية إذ قدرت منظمة الصحة العالمية نسبة الوفاة بين 40 - 75%. [2][4]

يتعافى معظم المصابين بفيروس نيباه الذين نجوا من التهاب الدماغ بشكل كامل، لكن يُمكن أن يعاني البعض من أعراض عصبية طويلة الأمد، مثل: النوبات والارتباك، بالإضافة إلى التغيّرات في الشخصية. [2][4]

كما يعاني عدد قليل من الناجين الذين يتعافون من الانتكاس أو الإصابة بالتهاب الدماغ المتأخر. وفي بعض الحالات، يُمكن أن يُسبّب الفيروس لدى الفرد عدوى كامنة، وهذا يعني أنّ الأعراض أو الوفاة يُمكن أن تحدث بعد عدّة أشهر أو حتى سنوات من ملامسة الفيروس. [2][4]

[1] World Health Organization (WHO). Nipah Virus Infection. Retrieved on the 14th of August, 2024.

[2] Charles Patrick Davis. Nipah Virus Infection. Retrieved on the 14th of August, 2024.

[3] Centers for Disease Control and Prevention (CDC). About Nipah Virus. Retrieved on the 14th of August, 2024.

[4] Alexandra Benisek. Nipah Virus: What You Should Know. Retrieved on the 14th of August, 2024.

[5] Angela Betsaida B. Laguipo. What is Nipah Virus? Retrieved on the 14th of August, 2024.