يعاني العاملون في المنظومة الصحية على مستوى العالم من ضغوط العمل بشكل كبير جداً، وزادت هذه الضغوط بشكل كبير خلال جائحة كوفيد 19، مما أدى إلى زيادة نسبة الانتحار في الفترة الأخيرة بين العاملين في المنظومة الصحية، وخصوصاً الممرضات.
أوضحت دراسة أن نسبة الانتحار عالية في الممرضات بشكل كبير جداً، مقارنة بالنساء الأخريات في المجتمع.
تفاصيل الدراسة
وجدت الدراسة التي استمرت من عام 2007 إلى عام 2018، أن هناك 2374 حالة انتحار من الممرضات، و 857 حالة انتحار من الأطباء، و 156,141 حالة انتحار من باقي فئات المجتمع في الولايات المتحدة.
كما وجدت أن الممرضات أكثر مرتين عرضةً للانتحار من النساء الأخريات، وأكثر عرضة للانتحار بنسبة 70 % من الأطباء الإناث، كما أن الممرضات كن أكثر عرضة لمشاكل العمل بنسبة 90 %، وأكثر عرضة للاكتئاب بنسبة 20 - 30 %.
كما أظهرت الدراسة أن أكثر طرق الانتحار شيوعاً هي تناول جرعة زائدة من الأدوية، في حين أن الدراسة أنه لا يوجد فرق بين معدل انتحار الممرضين الذكور والأطباء مقارنة بمعدل انتحار عامة الشعب.
يعد اضطراب الشخصية الوسواسية احد اشهر اضطرابات الشخصية التي تنطوي على سعي صاحبها للكمال والتفاني المبالغ فيه في العمل والانغماس ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
كل هذه الأرقام كانت قبل انتشار الجائحة، ويرى العلماء أن هذه الأرقام زادت بشكل كبير خلال الجائحة، وذلك بسبب تعرض الممرضات بشكل كبير للفيروس من خلال معاملتهم الدائمة للمرضى، وخوفهم الشديد من العدوى بسبب رؤيتهم لحالات الوفاة الكثيرة.
للمزيد: دور الاعلام في الوقاية من الانتحار
في العموم وقبل انتشار الفيروس كانت معدلات انتحار الممرضات عاليةً للغاية، وذلك بسبب كمية الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها مثل ساعات العمل الطويلة، ورؤية الحالات الخطيرة والمتوفاة باستمرار، وقلة التقدير المادي والمعنوي من قبل أفراد المجتمع، وتقليل العمالة في العديد من الدول. بالإضافة لكل ذلك يوجد ضغط المنزل، ورعايتها لأسرتها وأبنائها.
كل هذه الضغوط تؤثر بشكل كبير على الممرضات، مما يدفعهن للانتحار للتخلص من كل هذه الضغوط.
للمزيد: الإنتحار ما هو و ما أسبابه؟
يعاني النظام الصحي عامة من ضغط شديد، فساعات العمل المتزايدة، وكثرة الحالات الخطرة والتي تحتاج لرعاية صحية، و قلة المقابل المادي، ومعرفة الشخص أنه قادر على إنقاذ حياة شخص، كل هذه العوامل تسبب ضغطاً شديداً على العاملين في النظام الصحي.
أعاني من عدم التركيز بحياتي من ناحية شغل البيت أو الجلسة مع الأهل حتى فيه كلامي أكون مو مركزه كثير أوقات أقول كلام، ولا أعرف أرتبه أحس عقلي متبعثر أشعر بالإحراج كثر بسبب هالشي، وأحس بتشتت كثير حتى عندي عادة بس ما أدري هل هي فرط حركة أم لا تحريك رجلي اليمين باستمرار، حتى رقت النوم مرتاح إلا لما اسوي
يجب التخفيف من هذه الضغوط عن طريق زيادة المقابل المادي، وتقليل ساعات العمل، وتقديم رعاية نفسية للأطباء والممرضات والممرضين، وإظهار التقدير المعنوي لكل أفراد النظام الصحي، وتهيئة جو عام مناسب للعمل، كل ذلك قد يساعد على تخفيف الضغوط عليهم مما قد يقلل من نسب الانتحار.
الممرضات جزء أساسي من المنظومة الصحية على مستوى العالم، يجب تقديرهم واحترامهم، فهم من يقدمون الرعاية الصحية لكثير من الأشخاص، كما أنهم يقدمون الرعاية الصحية لكبار السن، ومع مرور الوقت وانخفاض أعداد الممرضات سيجد المجتمع نفسه أمام مشكلة كبيرة، بسبب نقص الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن بسبب قلة أعداد الممرضات، كما ستحدث مشكلة في الرعاية الصحية المقدمة لجميع المرضى، لذا يجب الاهتمام بالممرضات، والعمل على حل مشاكلهم، واحترامهم وتقديرهم.