مخاطر وأضرار الفيلر: هل يمكن أن يسبب العمى؟

تحوّل الفيلر من مجرد إجراء تجميلي بسيط إلى هوس عالمي؛ فنتائجه الفورية، وقدرته على إعادة نضارة البشرة وتغيير ملامح الوجه دون جراحة جعلته خيارًا مفضّلًا لدى الكثيرين. ولكن وسط هذا الاندفاع كشفت الأطباء عن حقيقة صادمة: خطأ واحد في حقن إبرة الفيلر قد يُسبب مضاعفاتٍ خطيرة أولها العمى!

فكيف يتحوّل هذا الإجراء التجميلي لخطر يُهدد الوجه، والعينين والدماغ؟! تعرّفي على مخاطر الفيلر التي لا يخبرك بها أطباء التجميل.

أضرار ومخاطر خفية للفيلر: ما هو الانسداد الوعائي؟

يُعدّ الانسداد الوعائي (Vascular Occlusion) أخطر المضاعفات المرتبطة بحقن الفيلر، يحدث عندما تدخل مادة الفيلر عن طريق الخطأ إلى أحد الشرايين، مما يُسبب انسداده وانقطاع تدفق الدم عن الجلد أو حتى العين والدماغ. 

وتكمن خطورته أنّه قد يُسبب سلسلة من المضاعفات الخطيرة إذا لم يُعالج فورًا، أهمها الآتي:

• نخر الجلد (Tissue Death) وموت الأنسجة في منطقة الفيلر بسبب توقف تدفق الدم.
• تشوّهات دائمة في ملامح الوجه خصوصًا عند تأخر التدخل الطبي الطارئ.
• السكتة الدماغية التي تعتبر من أخطر المضاعفات، وتحدث عندما يُسبب انسدادًا في شرايين الدماغ.

الفيلر والعمى: كيف يحدث هذا السيناريو المرعب؟

يُعتبر الفيلر من مضاعفات الفيلر النادرة، ويحدث عندما يحقن الأخصائي المادة بالخطأ في داخل أحد الشرايين التي تغذي العين، أو في حال حقن كمية كبيرة تسبب ضغطًا على الأوعية الدموية المرتبطة بها.

وعند دخول الفيلر إلى مجرى الدم، يمكن أن ينتقل إلى الشريان العيني أو أحد فروعه التي تغذي الشبكية مباشرة. وبمجرد حدوث انسداد في هذه الشرايين، ينقطع تدفّق الدم والأكسجين عن الشبكية بشكلٍ مفاجئ، مما يؤدي إلى حالة طارئة قد تتسبب في فقدان دائم للبصر خلال دقائق معدودة.

قبل الحقن: تعرفي أخطر مناطق الفيلر على الإطلاق!

ربطت الدراسات مخاطر الفيلر بحقنه في مناطق معينة، أهمها الآتي:

• الأنف: يُعتبر أخطر هذه المناطق بحسب الدراسات، فقد لوحظ أنّ حقن الفيلر فيه يرتبط بأعلى معدلات الانسداد الوعائي ومضاعفات الفيلر الأخرى، مثل العمى أو السكتة الدماغية.
• الجبهة وحول الحاجبين: فهي تمر بشرايين تتصل مباشرة بالشريان العيني، ما يزيد خطر انسداد الشرايين المغذية للشبكية.
• الشفاه وخاصة الشفة العليا: تحتوي على أوعية دقيقة يمكن أن تنتقل عبرها مادة الفيلر نحو الشرايين العينية.
• الخطّ الدمعي وتحت العين: منطقة رقيقة للغاية وتُعد من أكثر الأماكن حساسية للانسداد الوعائي.

لهذا ينبغي أن تتم هذه الإجراءات على يد مختصين ذوي خبرة عالية ودراية دقيقة بتشريح الوجه.

قد يهمك: كل ما تحتاج معرفته عن فيلر الأنف!

كيف تحمين نفسك من مخاطر الفيلر؟ خطوات بسيطة قد تنقذك!

للوقاية من مضاعفات الفيلر الخطيرة، أوصى الباحثون بإجراء مسح بالموجات فوق الصوتية قبل الحقن؛ فهذه التقنية تساعد على رؤية الشرايين بدقة شديدة، وتحديد المناطق التي يجب تجنبها لمنع حدوث انسداد وعائي أثناء الحقن.

وبحسب الجمعية البريطانية لجراحي التجميل (BAAPS)؛ فإن تحديد مواقع الأوعية الدموية مسبقًا هو أفضل طريقة لتجنب المضاعفات.

كما أوصت الجمعية بالنصائح الآتية قبل الخضوع لأي جلسة فيلر:

• اختاري مختصًا مرخّصًا وذو معرفة دقيقة بتشريح الوجه والمسارات الوعائية.
• استشيري الطبيب حول الفحص بالموجات فوق الصوتية لتحديد الشرايين قبل إجراء الفيلر.
• اختاري العيادات المرخصة والموثقة من وزارة الصحة؛ ولا تدعي العروض والتخفيضات تخدعك.
• اسألي عن بدائل الفيلر الآمنة.

نصيحة الطبي

في النهاية، قد يبدو الفيلر حلًا سريًا لتحصلي على نضارة فورية، لكنه ليس خاليًا من المخاطر، خاصة إذا أُجري في مناطق حساسة أو بيد غير مختص.

ولا تختاري الإبرة قبل أن تختاري الطبيب، واسألي دائمًا عن استخدام الموجات فوق الصوتية قبل الحقن لضمان أعلى درجات الأمان. وتذكري أن خطوة احترازية بسيطة قد تحمي وجهك وبصرك من مضاعفات لا يمكن إصلاحها.