الأطباء يحذّرون من الأطعمة "فائقة المعالجة"

كشفت عدة أبحاث علمية أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة (بالإنجليزية: Ultra-processed foods) ترتبط بأكثر من 30 حالة صحية خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والشرايين، أو السكري، أو حتى الاضطرابات النفسية.

والآن، يضيف بحث جديد دليلاً آخر، حيث يربط بين الاستهلاك المرتفع لهذه الأطعمة وزيادة مستويات الالتهاب في الجسم، والذي يُعتبر مؤشراً قوياً لأمراض القلب المستقبلية.

ما هي الأطعمة فائقة المعالجة؟

هي منتجات صناعية أُدخلت عليها تعديلات كثيرة بإضافة مواد حافظة، ومستحلبات، ومحليات، وألوان ونكهات صناعية، مما يمنحها مدة صلاحية طويلة، لكنه يجرّدها من قيمتها الغذائية.

من الأمثلة التي قد نجدها بسهولة في مطابخنا:

• اللحوم المصنعة، مثل المرتديلا والنقانق.
• بعض أنواع الخبز التجاري، وحبوب الإفطار المحلاة.
• الشوربات سريعة التحضير.
• الشيبس والبسكويت.
• المثلجات والزبادي بنكهات الفواكه.
• المشروبات الغازية.

الدراسة الجديدة: علاقة مباشرة بالالتهاب

أظهر بحث جديد من كلية الطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك أن الأشخاص الذين يستهلكون أكبر كمية من الأطعمة فائقة المعالجة لديهم مستويات أعلى بكثير من "بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية" (hs-CRP)، وهو أحد مؤشرات الالتهاب، ورابط قوي لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ووجد الباحثون أن الأفراد الذين تشكّل هذه الأطعمة ما بين 60% - 79% من سعراتهم الحرارية اليومية، لديهم احتمالية أعلى بنسبة 11% لارتفاع مؤشرات الالتهاب مقارنة بمن يستهلكون أقل كمية، وحتى المستهلكون المعتدلون (40% - 59%) أظهروا زيادة في الاحتمالية بنسبة 14%.

وكانت هذه الاحتمالية مرتفعة بشكل خاص في فئات معينة، حيث كان البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 59 عامًا أكثر عرضة لخطر ارتفاع علامات الالتهاب بنسبة 26% مقارنة بالشباب، كما ساهمت السمنة في زيادة الخطر بنسبة 80%، والمدخنون بنسبة 17%.

ما هو بروتين CRP؟

يقوم الكبد بإفراز بروتين CRP في مجرى الدم استجابةً للالتهابات، ويُعد فحصه وسيلة بسيطة وغير مكلفة يستخدمها الأطباء لتشخيص ومتابعة حالات الالتهاب، مثل العدوى أو بعض أمراض المناعة الذاتية.

ويقول د. تشارلز هينيكينز، أحد مؤلفي الدراسة: "يُعتبر بروتين سي التفاعلي مقياساً حساساً للالتهاب، ومؤشراً موثوقاً لمخاطر أمراض القلب في المستقبل."

تحذير واضح

أشار الباحثون أيضاً إلى الارتفاع المقلق في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، خاصة بين الشباب، مؤكدين أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون عاملاً مساهماً في ذلك، إلى جانب دورها المحتمل في مشكلات أخرى تصيب الجهاز الهضمي.

ويضيف د. تشارلز: "ينبغي على الأطباء أن يناقشوا مرضاهم بجدية حول مخاطر هذه الأطعمة، وأهمية العودة إلى تناول الأطعمة الكاملة والطازجة."