لماذا النساء من جيل X أكثر عرضة لإدمان الأطعمة المصنعة؟

لماذا النساء من جيل X أكثر عرضة لإدمان الأطعمة المصنعة؟

إذا كنتِ تنتمين إلى "الجيل X" وتشعرين بصعوبة مقاومة الأطعمة المصنعة، فقد لا تكون المشكلة في قوة إرادتك وحدها. كشفت دراسة علمية حديثة أن النساء في منتصف العمر، وتحديدًا هذا الجيل، هن الأكثر عرضة لخطر إدمان الأطعمة المصنعة "عالية المعالجة"، والسبب قد يكمن في طفولتهن خلال حقبة الثمانينيات.

ما هو جيل X؟ وما علاقته بالأطعمة المصنعة؟

يضم "الجيل X" مواليد الفترة بين عامي 1965 و1980، وهم اليوم في الأربعينيات والخمسينيات وبداية الستينات من عمرهم، وقد كان هذا الجيل هو الأول الذي نشأ في بيئة غذائية جديدة تمامًا، حيث ظهرت وانتشرت الأطعمة المصنعة "عالية المعالجة" (بالإنجليزية: Ultra-processed foods). 

خلال الثمانينات، شهد العالم طفرة في انتشار الوجبات السريعة والمنتجات الغذائية الجاهزة للتسخين في الميكروويف، "قليلة الدسم"، و"قليلة السعرات"، والتي كانت تُسوَّق باعتبارها بدائل صحية للسيطرة على الوزن، لكن كثيرًا من هذه المنتجات كانت مليئة بالسكريات، والدهون المخفية، والمواد المضافة التي تجعلها شديدة الإدمان.

لقد كان هذا الجيل أطفالًا ومراهقين عندما غزت هذه المنتجات الأسواق، وشكلت جزءًا أساسيًا من نظامهم الغذائي اليومي.

فجوة إدمان بين الأجيال

الدراسة، التي نُشرت في مجلة Addiction العلمية، استندت إلى بيانات من أكثر من 2000 أمريكي، وأظهرت فجوة واضحة بين الأجيال في معدلات إدمان الأطعمة المصنعة:

  • 21% من النساء و10% من الرجال في الفئة العمرية (50 إلى 64 عامًا) ينطبق عليهم معايير إدمان الأطعمة المصنعة.
  • هذه النسبة تنخفض بشكل حاد لدى الجيل الأكبر سنًا (65 إلى 80 عامًا)، حيث تصل إلى 12% فقط لدى النساء و4% لدى الرجال، وهو الجيل الذي لم يتعرض لهذه الأطعمة إلا في مرحلة البلوغ.

كيف يتم تحديد إدمان الطعام؟

لتحديد الإدمان، استخدم الباحثون مقياس ييل لإدمان الطعام (mYFAS 2.0)؛ لقياس السلوكيات المرتبطة بالإدمان، تمامًا كما يتم تشخيص إدمان المواد الأخرى، مثل:

  • الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
  • فشل عدة محاولات للإقلاع.
  • أعراض انسحاب عند الامتناع عن هذه الأطعمة.
  • تجنب الأنشطة الاجتماعية خوفًا من الإفراط في الأكل.

النساء هن أكثر عرضة لإدمان الأطعمة المصنعة

على عكس إدمان المواد التقليدية الذي كان تاريخيًا أكثر شيوعًا بين الرجال، يُظهر إدمان الأطعمة المصنعة نمطًا معاكسًا. التفسير الأكثر ترجيحًا هو الحملات التسويقية الذكية والموجهة في الثمانينيات.

في تلك الفترة، تم الترويج لمنتجات، مثل البسكويت قليل الدسم والوجبات الجاهزة المخصصة "للحمية" والتحكم بالوزن، وهذا جعل النساء يقعن في فخ هذه المنتجات أكثر من الرجال.

تقول آشلي جيرهاردت، كبيرة مؤلفي الدراسة وأستاذة علم النفس في جامعة ميشيغان: "لقد تعرضت نساء هذا الجيل للأطعمة عالية المعالجة خلال نافذة عمر حساسة، وهو ما قد يفسر النتائج". وتضيف: "هذا يؤثر على النساء بشكل خاص بسبب الضغط المجتمعي الهائل المتعلق بالوزن والمظهر".

المفارقة أن هذه المنتجات "الصحية" كانت مُهندسة غذائيًا لتعزيز الرغبة في تناولها، مما ساهم في ترسيخ أنماط أكل إدمانية تحت ستار الحفاظ على الرشاقة.

عوامل خطر إدمان الأطعمة

كشفت الدراسة أن إدمان الأطعمة المصنعة كان مرتبطًا بمؤشرات صحية ونفسية:

  • الوزن: النساء اللواتي يعتبرن أنفسهن زائدات الوزن أكثر عرضة لإدمان الأطعمة بأكثر من 11 مرة. (والرجال 19 مرة).
  • الصحة النفسية: الرجال الذين يعانون من مشاكل نفسية كانوا أكثر عرضة للإدمان بما يصل إلى 4 مرات، بينما وصلت النسبة إلى 3 أضعاف للنساء.
  • العزلة الاجتماعية: الشعور بالوحدة ارتبط بزيادة احتمالية الإدمان ثلاثة أضعاف

رسالة تحذير

تؤكد الباحثة آشلي جيرهاردت، قائدة فريق الدراسة، أن هذه النتائج تثير أسئلة خطيرة حول تأثير "النوافذ العمرية الحساسة" على خطر الإدمان، فالأطفال والمراهقون اليوم يستهلكون نسبًا أعلى بكثير من الأطعمة المصنعة مقارنة بجيل X، ما قد ينذر بانتشار أوسع لهذا الإدمان مستقبلاً.

"التدخل المبكر قد يكون مفتاحًا للحد من المخاطر على المدى الطويل، تمامًا كما هو الحال مع الإدمان على المواد الأخرى"، تقول جيرهاردت.

فريق الطبي في خدمتكم للإجابة على كل استفساراتكم.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية