في اليوم العالمي للقلب، الذي يصادف يوم 29 من شهر سبتمبر، تتكاتف الجهود عالميًا للتركيز على فكرة مهمة تخص صحة القلب، فتلك العضلة التي تقارب بحجمها حجم قبضة اليد هي واحدة من أهم أعضاء الجسم، فهي تعمل على ضخ الدم لكافة أنحاء الجسم لتزويد كل الخلايا والأنسجة بالأكسجين والغذاء اللازم.

وبمناسبة هذا اليوم المميز، سنتعرف في هذا المقال على أهم وأبرز الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من أمراض القلب والحفاظ على صحته.

نصائح للحفاظ على صحة القلب

يعمل القلب على نقل الأكسجين، والهرمونات، والطاقة، ومركبات أخرى إلى مختلف خلايا الجسم، كما يزيل أيضًا المركبات السامة والفاسدة الناتجة عن عملية الأيض ويطرحها خارج الجسم. عندما يتوقف القلب، تفشل بعض الوظائف الأساسية على الفور. [1]

لذلك، من المهم إلقاء الضو، وخصوصًا في اليوم العالمي للقلب، كيفية الحفاظ على صحة القلب، وسنقدم فيما يلي بعض النصائح.

تحديد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب

من أولى الخطوات التي يجب اتباعها للحفاظ على صحة القلب هي معرفة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، والتي تشمل: [2]

  1. ارتفاع ضغط الدم.
  2. ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  3. زيادة الوزن أو البدانة.
  4. الإصابة بمرحلة ما قبل السكري أو السكري.
  5. التدخين.
  6. عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  7. وجود تاريخ عائلي بالإصابة المبكرة بأمراض القلب.
  8. الإصابة المسبقة بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول أثناء فترة الحمل.
  9. اتباع نظام غذائي غير صحي.
  10. تجاوز سن 55 عامًا للنساء أو سن 45 عامًا للرجال.

بعض العوامل المذكورة سابقًا لا يمكن تغييرها، مثل العمر والجنس، وتاريخ العائلة بالإصابة المبكرة بأمراض القلب. ولكن العديد منها يمكن تعديله. فعلى سبيل المثال، ممارسة النشاط البدني بانتظام وتناول الطعام الصحي خطوات مهمة للحفاظ على صحة القلب. [2]

كما ينصح بإجراء الفحوصات الدورية للقلب، ونسبة الكوليسترول والسكري كل 6 أشهر إلى سنة تقريبًا. [1]

قياس ضغط الدم والكولسترول بانتظام

للحفاظ على صحة القلب، من المهم السيطرة على مستويات ضغط الدم، والكولسترول، فهما يعدان من أبرز عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. [2]

يعد ارتفاع ضغط الدم مع التقدم في العمر هو واحد من العوامل الرئيسية للإصابة بأمراض القلب، حيث أن ارتفاع ضغط الدم لمدة طويلة فإنه يمكن أن يتسبب في تلف القلب والأوعية الدموية وتراكم الصفائح داخل الشرايين. لذلك، يجب على البالغين فحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل سنويًا، أو أكثر في حال الإصابة بالمرض. [2,3]

يعتبر ضغط الدم مرتفعًا عندما تكون القراءة 140/90 أو أكثر. وللحفاظ على صحة القلب في حال ارتفاع ضغط الدم ينصح بما يلي: [2,3]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • التقليل من كميات الصوديوم المتناولة، حيث أن تناول ما يزيد عن 5 غم من الملح يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • فحص ضغط الدم بشكل يومي.

اقرأ أيضًا: تعرف على العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وانخفاض دقات القلب

أما عن ارتفاع الكولسترول، فإنه يسبب مجموعة من الأمراض القلبية. الكوليسترول هو مادة دهنية يقوم الجسم بإنتاجها بشكل طبيعي، كما يتواجد في بعض الأطعمة، وهو ضروري لعمل الجسم، ومنه نوعان، الكوليسترول النافع، والكوليسترول الضار. [2,3]

عند تراكم الكوليسترول الضار في الأوعية الدموية، فإنه يسبب مجموعة من الأمراض، مثل السكتة الدماغية. ويوجد مجموعة من العوامل التي تؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم، مثل: [2,3]

  • العمر.
  • الجنس.
  • النمط الغذائي المتبع، حيث أن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة والدهون المتحولة يمكن أن يزيد من مستويات الكوليسترول في الدم.
  • مستوى النشاط البدني.

ينصح بإجراء فحوصات الكوليسترول سنويًا عند بلوغ سن 45 عام.

كيف أعرف أن هناك مشكلة في القلب؟ هل تظهر أعراض محددة؟ وما هي أعراض القلب الخطيرة؟

اتباع نمط حياة صحي

يؤثر نمط الحياة المتبع بشكل كبير على صحة القلب، وفي اليوم العالمي للقلب، يجب التنويه والتطرق إلى التوصيات المهمة حول ذلك. ويقسم أبرز جوانب اتباع نمط حياة صحي إلى 3 جوانب، وهي الغذاء الصحي للقلب، وممارسة التمارين الرياضية، والإقلاع عن التدخين.

  • تناول الغذاء الصحي للقلب

يتضمن الأكل الصحي للقلب اختيار أطعمة محددة، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والتقليل من تناول بعض الأطعمة الأخرى، مثل الدهون المشبعة والسكريات. ومن الدهون المفيدة للقلب هي الدهون غير المشبعة، ومن مصادرها الأفوكادو، والمكسرات، والأسماك، والبذور. [2,3]

ومن النصائح المهم تقديمها في اليوم العالمي للقلب التقليل من مصادر أملاح الصوديوم، وأهمها الأطعمة المعلبة والمصنعة، واستبداله بالأعشاب والتوابل الصحية. [3]

للمزيد: أطعمة مفيدة لصحة القلب

  • الإقلاع عن التدخين

أيضًا، يجب الإقلاع عن التدخين، وعدم التعرض للتدخين السلبي، حيث أنه يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية المؤدية إلى القلب، والدماغ، وأجزاء الجسم الأخرى. وعلى الرغم من صعوبة ذلك، إلا أنه على الفرد الاستمرار في المحاولة، لما لذلك الفعل من أضرار جسيمة على صحة القلب، والجسم. وتجدر الإشارة إلى أن الأمر لا يقتصر على تدخين السجائر، بل أيضًا يتضمن تدخين السجائر الإلكترونية، والأرجيلة. [2,3]

اقرأ أيضًا: اضرار التدخين واثاره السلبية

ممارسة التمارين الرياضية

تساهم ممارسة التمارين الرياضية في تعزيز صحة القلب والوقاية من أمراضه بعدة طرق، حيث أنها تساعد في فقدان الوزن الزائد وتعزز من اللياقة، وتخفض من مستويات الكوليسترول الضار، وتقلل من التوتر، وتخفض من احتمالية الإصابة بعوامل خطر أخرى لأمراض القلب، مثل السكري من النوع الثاني، والاكتئاب، والسرطان. [2]

تعد جميع التمارين الرياضية مفيدة، ولكن تعود فوائد التمارين الهوائية بشكل كبير على صحة القلب والرئتين، وهذا يشمل أي نشاط يجعل القلب ينبض بسرعة، مثل المشي السريع، والركض، وركوب الدراجات، والسباحة.

ينصح البالغين بممارسة التمارين الرياضية بمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، وينصح بالاستمرار في الحركة طوال اليوم، فكلما كان الجلوس أقل، تكون احتمالية الإصابة بأمراض القلب أقل. [2,3]

الحد من التوتر

يساهم التوتر في الإصابة بأمراض القلب بعدة الطرق، حيث أن التوتر بحد ذاته يرفع ضغط الدم، وعوامل أخرى مرتبطة بأمراض القلب، كما أن الطرق المتبعة للتعامل مع التوتر تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل التدخين والإفراط في تناول الطعام. [2]

وللتقليل والحد من التوتر، وبالتالي الوقاية من أمراض القلب والحفاظ على صحته، ينصح بما يلي: [2]

  • المشاركة في برامج إدارة التوتر.
  • ممارسة تمارين التأمل.
  • ممارسة النشاط البدني.
  • تجربة تقنيات الاسترخاء.
  • التحدث مع الأصدقاء والعائلة وأنظمة الدعم المجتمعية أو الدينية.

الحصول على قسط كاف من النوم

خلال فترة النوم، يعمل الجسم على دعم وظائف الدماغ الصحية والحفاظ على الصحة البدنية، وعدم الحصول على ما يكفي من النوم يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية مزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، مثل السمنة والسكري. [2]

يجب على الأشخاص البالغين الحصول على ما يقارب 7-9 ساعات من النوم يوميًا للحفاظ على صحة القلب، وللوقاية من أمراضه.

للمزيد: كيف يؤثر الحرمان من النوم على صحة القلب؟

السكري وأمراض القلب

هناك علاقة وثيقة تربط ما بين السكري وأمراض القلب، ويزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال عدة عوامل، وتشمل: [4]

  1. ارتفاع مستوى السكر في الدم: عند ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مستمر، فإن ذلك قد يسبب ضررًا للأوعية الدموية والأعصاب، وهذا يزيد من احتمالية تطور مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
  2. ارتفاع ضغط الدم: غالبًا يترافق مرض السكري مع ارتفاع ضغط الدم، وكما ذكر سابقًا، إن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  3. اضطرابات الدهون في الدم: الأشخاص المصابين بالسكري قد يكون لديهم تغييرات في مستويات الدهون في الدم، مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع، وهذه التغييرات يمكن أن تزيد من خطر تراكم الدهون في الشرايين وتضييقها.
  4. السمنة: العديد من الأشخاص الذين يعانون من السكري قد يعانون من الوزن الزائد، أو السمنة، وهذا يمكن أن يزيد من خطر أمراض القلب.

للحفاظ على صحة القلب والوقاية من أمراض القلب في حالة السكري، من المهم اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، ومراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، كما أنه من المهم تناول الأدوية الموصوفة بانتظام.

اقرا ايضاً :

الطبٍّ و الخيّال

نصيحة الطبي

صحة قلبك هي مسؤوليتك؛ وفي اليوم العالمي للقلب، من أهم النصائح التي يمكن تقديمها هي الإقلاع عن التدخين وتجنب نمط حياة غير الصحي والخامل قدر الإمكان، من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول النظام الغذائي المتوازن بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الدورية.