تعد العلاقة ما بين الرجفان الأذيني والرياضة معقدة جداً، فالرياضة مهمة جداً للصحة ولها فوائد في الحفاظ على صحة القلب. ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن تتسبب الرياضة بزيادة محتملة في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني أو تفاقم أعراضه. [1،2]

فما مدى خطر حدوث الرجفان الأذيني عند الرياضيين مقارنة بغيرهم من الأفراد؟ وما أنواع الرياضة المسموحة لمرضى الرجفان الأذيني؟ كل ذلك تجد الإجابة عنه في المقال التالي.

إن الرجفان الأذيني هو اضطراب في نبضات القلب، والذي يحدث نتيجة وجود اضطرابات في الإشارات الكهربائية المتواجدة في الأذينين، والذي يتسبب بأن تصبح انقباضات الأذينين سريعة وغير منتظمة. [1،2]

تتسبب العديد من العوامل بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، ومنها الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وفرط تناول الكحول، والتدخين، وزيادة مستويات التوتر والإجهاد لدى الفرد، والتقدم بالسن. [2]

كما أن ممارسة الرياضة بشكل مفرط يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني. [2]

وفيما يلي سنذكر جميع التفاصيل المتعلقة بالرجفان الأذيني والرياضة:

خطر الإصابة بالرجفان الأذيني للرياضيين

أظهرت دراسة نشرت في شهر يوليو من عام 2021 بواسطة المجلة البريطانية للطب الرياضي بعض النتائج التي تثبت وجود علاقة ما بين الرياضة والرجفان الأذيني. حيث قام الباحثون فيها بتحليل 13 دراسة لها علاقة بالموضوع والتي أجريت ما بين عامي 1990 - 2020. [3،4]

تضمنت الدراسات 70478 مشاركاً، مقسمين إلى مجموعتين، وهما:

  • 63662 من غير الرياضيين.
  • 6816 رياضيًا، والذين يمارسون مختلف أنواع الرياضات، بما فيها ركوب الدراجات، والجري، والسباحة، والتزلج على الجليد، والتجديف، وكرة القدم. [3،4]

وبعد المقارنة ما بين المجموعتين لمعرفة أي منهم أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني، وجد أن الرياضيين معرضين للإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 2.46 مقارنة بغير الرياضيين. [3،4]

أيضًا، قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين بناءًا على إصابتهم بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم أو عدم إصابتهم بهذه الأمراض، ووجدوا أن خطر الإصابة بالرجفان الأذيني كان متساويًا تقريبًا بالنسبة للرياضيين وغير الرياضيين. وهذا ما يؤكد وجود علاقة ما بين ممارسة الرياضة والرجفان الأذيني  وأن ممارسة الرياضات المختلفة لوحدها يمكن أن تعتبر من عوامل خطر للإصابة بالرجفان الأذيني. [3،4]

كما وجد ما يلي:

  • إن ممارسة الرياضات المختلطة ترتبط بخطر أعلى للإصابة بالرجفان الأذيني مقارنة بممارسة رياضة التحمل فقط.
  • إن خطر الإصابة بالرجفان الأذيني لدى الرياضيين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا أعلى بأربع مرات مقارنة بالرياضيين الأكبر سنًا.
  • كان خطر الإصابة بالرجفان الأذيني للرياضيين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا أعلى مقارنة بالخطر المتواجد لدى بأقرانهم غير الرياضيين بنسبة تصل إلى حوالي 76%. [3،4]

 لكن، من القيود التي كانت ترتبط بهذه الدراسات أنه لم يتم ذكر عدد الإناث المشاركات في الدراسات، وبالتالي لم تحديد تأثير الجنس على الرجفان الأذيني و مدى تأثيره على العلاقة ما بين الرجفان الرياضة. [3]

يمكنك التحقق من صحة قلبك بالإجابة عن بعض الأسئلة انقر هنا وابدأ الاختبار الآن.

تأثير الرياضة على مرضى الرجفان الأذيني

بالإضافة إلى مساهمة الرياضة بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، فمن الأمور المهمة التي تندرج تحت موضوع الرجفان الأذيني والرياضة هي تأثير الرياضة على مرضى الرجفان الأذيني. [1،5]

فالإصابة بالرجفان الأذيني يمكن أن يؤثر على قدرة الفرد بممارسة التمارين الرياضية، وخاصة التمارين الشاقة، حيث عند ممارسة التمارين الرياضية سوف تبدأ نبضات القلب بالتسارع، والذي يعد أمرًا طبيعيًا في العادة، لكن في حالة مرضى الرجفان الأذيني يمكن أن يتسبب هذا التسارع بتفاقم الأعراض لدى المرضى المصابين بالرجفان الأذيني. [1،5]

ومن هذه الأعراض:

  • خفقان القلب.
  • الدوخة.
  • التعرق.
  • ضيق التنفس. [1،5]

ويمكن أن يؤدي تسارع ضربات القلب في بعض الأحيان إلى انخفاض ضغط الدم والإغماء، كما يمكن أن يشعر المريض بألم بصدره، في هذه الحالات يجب مراجعة الطبيب فورًا. [1،5]

أيضًا، عند ممارسة مريض الرجفان الأذيني للرياضة سوف يشعر بالتعب والإرهاق بسهولة، بالإضافة إلى أن تفاقم الأعراض سيجعل تمرينه أكثر صعوبة. [1،5]

ويجب الانتباه عند ممارسة الرياضة لمرضى الرجفان الأذيني الذين يتناولون مميعات الدم، فتعرضهم لأي إصابة يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث النزيف المفرط لديهم. [1].

اقرأ أيضاً: أسباب وعوامل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

هل الرياضة ممنوعة لمرضى الرجفان الأذيني؟

إن تأثير الرياضة على مرضى الرجفان الأذيني لا يعني بأنه يمنع على هؤلاء المرضى ممارسة التمارين الرياضية، فهي مفيدة جدًا للحفاظ على صحة القلب وتمنع حدوث الفشل القلبي الذي يعد من المضاعفات الشائعة للرجفان الأذيني. [1،5]

أيضًا، من فوائد الرياضة لمرضى الرجفان الأذيني أنها:

  • تساعد في الحفاظ على وزن صحي.
  • تساعد في إبطاء معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم على المدى الطويل.
  • تساعد في تخفيف القلق والتوتر. [1،5]

كل ذلك يحسن من حياة المريض ويقلل من مخاطر حدوث المضاعفات لديه. [1،5]

فالموضوع لا يتعلق بمنع ممارسة الرياضة لمرضى الرجفان الأذيني، وإنما يتعلق باستشارة الطبيب لاختيار التمارين الرياضية المناسبة لهم، واتخاذ جميع الاحتياطات المناسبة قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية. [5]

اقرا ايضاً :

الطبٍّ و الخيّال

الرياضة المسموحة لمرضى الرجفان الأذيني

نظرًا لعلاقة الرجفان الأذيني والرياضة، فإنه من المهم تحديد للمريض الرياضات المسموح بها، حيث يسمح له بممارسة الرياضة المعتدلة وتجنب التمارين الرياضية الشديدة. [1]

ومن أنواع الرياضة المسموحة لمرضى الرجفان الأذيني:

  • المشي لمسافات قصيرة أو الهرولة.
  • ركوب الدراجة على الأسطح المستوية، وتجنب المرتفعات الطويلة أو شديدة الانحدار.
  • ممارسة اليوجا.
  • البيلاتيس.
  • رياضة الهايكنج. [1،5]

يمكن ممارسة الرياضة باستخدام جهاز المشي أو دراجة التمارين الرياضية. كما يمكن لمرضى الرجفان الأذيني رفع الأثقال الخفيفة. [5]

اقرأ أيضاً: طرق الوقاية من الرجفان الأذيني

نصائح لممارسة مرضى الرجفان الأذيني للرياضة

يوجد عدد من النصائح التي يمكن أن يعطيها الطبيب للمريض بهدف التقليل من التأثير السلبي للرياضة على الرجفان الأذيني، ومنها:

  • ممارسة التمارين معتدلة الشدة بشكل متناوب مع التمارين منخفضة الشدة، أي أن يقوموا بممارسة التمارين معتدلة الشدة لفترة زمنية معينة ثم يتبعها ممارسة التمارين الأقل شدة أو الراحة لفترة زمنية، وتكرار ذلك.
  • ممارسة تمارين الإحماء لمدة 10 دقائق.
  • البدء بالتدريج عند تجربة أي تمرين جديد.
  • تجنب ممارسة الرياضة لفترات زمنية طويلة.
  • الحفاظ على ترطيب الجسم أثناء التمرين، وذلك بشرب كميات كافية قبل وأثناء التمرين.
  • التوقف في حال الشعور بألم الصدر أو الإرهاق الشديد. [1،5]

متى يسبب الضغط جلطة؟ أي هل إذا ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب جلطة قلبية أو دماغية؟

في النهاية، يرتبط الرجفان الأذيني والرياضة ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض، لكن هذا لا يعني أنه لا يجب عليهم ممارسة الرياضة بتاتاً، بل على العكس يجب عليهم ممارسة الرياضات المعتدلة ولفترة زمنية غير طويلة.

اقرأ أيضاً: القلق والرجفان الأذيني