هناك العديد من العوامل التي تؤثر على لون وقوام البراز، منها عوامل طبيعية ومؤقتة لا تستدعي القلق، ومنها عوامل أخرى تدل على وجود مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب وعلاجها.

في هذا المقال سنلقي الضوء على دلالات قوام ولون البراز، وكيفية الحفاظ على صحة الأمعاء والجهاز الهضمي.

قوام ولون البراز الطبيعي

فيما يلي أبرز مؤشرات البراز الطبيعي: [1,2]

  • اللون: يعد البراز صحيًا عندما يكون لونه بني متوسط إلى بني داكن، وذلك لاحتوائه على العصارة المعدية، بالإضافة إلى صبغة تسمى البيليروبين، والتي تتكون عندما تتحلل خلايا الدم الحمراء، وتمنحه اللون البني.
  • الرائحة: تنتج رائحة البراز القوية عن وجود البكتيريا في البراز، حيث تنبعث منها غازات تحتوي على رائحة كريهة.
  • سهولة تمرير البراز: يجب أن تكون حركة الأمعاء الصحية غير مؤلمة وتتطلب الحد الأدنى من الإجهاد، بحيث يسهل تمريره وإخراجه من فتحة الشرج دون ألم.
  • الملمس والقوام: يعتبر البراز الذي يتم تمريره على شكل قطعة واحدة أو بضع قطع أصغر علامة على وجود أمعاء صحية، ويرجع شكل البراز الطويل إلى شكل الأمعاء.
  • التكرار: عادة ما يكون التبرز مرة واحدة يوميًا، وقد يكون مرتين يوميًا، ولكن هذه ليست قاعدة ثابتة، بل يمكن أن يكون التبرز كل يومين، ويعد الحد الأدنى للتبرز ثلاث مرات أسبوعيًا.
  • تشابه خصائص البراز اليومي: يختلف البراز الصحي من شخص لآخر، ولكن من المفترض أن يبقى بنفس الخصائص لدى الشخص الواحد، وفي حالة ظهور أي تغير فيه، فهذا يؤشر بوجود مشكلة صحية. 

كما يعد البراز صحيًا في حال استمرت عملية الإخراج مدة 10-15 دقيقة، وفي حال استغراقها مدة أطول، قد يكون ذلك دليلًا على الإصابة بالبواسير، أو الإمساك، أو حالات أخرى. [2]

دلالات لون البراز

يمكن ملاحظة بعض التغيرات في لون البراز، بعض منها تغيرات طبيعية، والبعض الآخر يؤشر بمشاكل صحية. فيما يلي أبرز تغيرات لون البراز ودلالاتها. [3]

البراز الأصفر أو الإسهال

قد يسبب لون البراز الأصفر تناول الجزر، أو البطاطا الحلوة، أو الكركم، أو الطعام المزود بلون أصفر صناعي، وهي أمور طبيعية ومؤقتة. [3]

ولكن قد يشير البراز الأصفر على الإصابة ببعض الاضطرابات، مثل: [1,2,3]

  • العدوى المعوية، وخاصةً إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل الإسهال، والحمى، وتقلصات في المعدة، وأعراض شبيهة بالأنفلونزا. ومن الأمثلة على العدوى التي قد تسبب الإسهال الأصفر داء الجيارديات (بالإنجليزية: Giardiasis)، وهي عدوى في الأمعاء الدقيقة يسببها طفيل الجيارديا.
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease)، أو حتى الأدوية المستخدمة في علاج المشكلة.
  • الدهون الزائدة في البراز، وهي حالة قد تنتج عن مشكلة في بطانة الأمعاء، مثل الإصابة باضطرابات في امتصاص العناصر الغذائية في الطعام، أو صعوبة في إنتاج إنزيمات معينة أو العصارة الصفراء، وفي هذه الحالة، يكون البراز دهني، وقد تكون رائحته كريهة.

أيضًا، يصاب بعض الأشخاص ببراز أصفر بعد جراحة استئصال المرارة، وذلك لأن كمية أكبر من العصارة الصفراء تنتقل مباشرة إلى الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال المائي الذي غالبًا ما يكون أصفر اللون. [3]

البراز الأخضر

قد لا يعني إخراج البراز الأخضر وجود مشكلة معينة، حيث أن هناك بعض الأسباب الطبيعية للون البراز الأخضر، مثل الإكثار من تناول الخضروات الورقية، مثل اللفت أو السبانخ، فيمكن أن يميل لون البراز إلى الأخضر، كما أن تلوين الطعام باللون الأخضر قد يجعل البراز مائلًا للأخضر. [3]

ومن أسباب البراز الأخضر أيضًا ما يلي: [1,2,3]

  • مرور البراز بشكل سريع من الأمعاء إلى المستقيم، نتيجة الإصابة بتسمم غذائي، أو اضطراب في الأمعاء، وغالبًا ما يسبب الإسهال الأخضر.
  • وجود الكثير من الأملاح الصفراوية، وعدم كفاية صبغة البيليروبين في البراز.
  • تناول مكملات الحديد.
  • الحمل.

البراز الشاحب

تتسبب الأملاح الصفراوية في الأمعاء في ظهور البراز بلونه البني المميز، أما إذا كان البراز بلون شاحب أو أبيض أو رمادي، فهذا يدل على نقص الصفراء في البراز، وهي مشكلة صحية يمكن أن تحدث نتيجة انسداد القنوات الصفراوية بسبب حصوات المرارة، وتحتاج هذه المشكلة إلى استشارة الطبيب لأنها يمكن أن تسبب مشاكل صحية في المرارة أو الكبد أو البنكرياس. [1,2]

قد يعني البراز الشاحب أو ذو اللون الفاتح أيضًا وجود دهون زائدة في البراز، ويسمى بالإسهال الدهني، كما قد يكون لامعًا، أو دهنيًا، أو كريه الرائحة، أو رغوي. [3]

في بعض الأحيان، تسبب الأدوية المضادة للإسهال إلى تغير لون البراز ليصبح شاحبًا بشكل مؤقت، كما أن إجراء اختبار حقنة الباريوم الشرجية تسبب البراز الشاحب. [1,3]

البراز الأحمر

يمكن أن يكون البراز الأحمر ناتجًا عن تناول البنجر، أو التوت، أو عصير الطماطم، أو البطيخ، أو الأطعمة التي تحتوي على لون صناعي أحمر، ولكن في بعض الحالات، قد يدل البراز الأحمر على أمر يستدعي مراجعة الطبيب، مثل وجود نزيف في الجهاز الهضمي. في حال كان اللون أحمر داكن، فهذا يعني أن المشكلة في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي مثل المعدة أو المريء، أما إذا كان اللون أحمر فاتح، فهذا يعني أن النزيف من الجهاز الهضمي السفلي مثل الأمعاء الغليظة أو المستقيم.

قد يدل البراز الأحمر على الإصابة بإحدى الحالات التالية: [3]

  • البواسير.
  • التشوهات الشريانية الوريدية.
  • الشقوق الشرجية.
  • التهاب القولون التقرحي.
  • داء الرتج.
  • سرطان القولون. 

براز أسود أو داكن

يمكن أن تتسبب بعض المكملات الغذائية والأدوية في تحول البراز إلى اللون الأسود بشكل مؤقت، مثل مكملات الحديد، البزموث، مكملات الفحم، كما يمكن أن يصبح لون البراز داكن بسبب بعض الأطعمة مثل التوت الأزرق، التوت الأسود، عصير العنب، وعرق السوس الأسود. [1]

ولكن، قد يشير البراز الأسود إلى وجود نزيف في الجهاز الهضمي العلوي، نظرًا إلى أن البراز يستغرق بعض الوقت للانتقال إلى الأسفل، فهو أقدم وبالتالي أغمق. تشمل الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب برازًا داكنًا يشبه القطران ما يلي: [1,2,3]

كما أن الإمساك قد يسبب تغير لون البراز ليصبح داكنًا في بعض الحالات.

دلالات قوام البراز

فيما يلي أبرز التغيرات في قوام البراز ودلالاتها: [1,2,3]

  • البراز الرخو: يمكن أن يستمر البراز الرخو لعدة أيام، وهو أمر غير خطير قد ينتج عن التغيرات في النظام الغذائي والإكثار من الأطعمة والمشروبات الغنية بالفركتوز مثل السكر الذي يضاف للأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية. كما أن تناول أطعمة دسمة وتؤثر على وظائف الجهاز الهضمي يمكن أن يسبب البراز الرخو، وهناك سبب آخر للإصابة بهذه المشكلة، وهي العدوى المعوية المعروف أحيانًا باسم أنفلونزا المعدة.
  • البراز المخاطي: يمكن رؤية المخاط في البراز الطبيعي، حيث يقوم المخاط بتليين الأمعاء وحمايتها من حمض المعدة، أو العدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية، كما أنه يسهل مرور البراز. ولكن في حالة زيادة المخاط ليصبح سميكًا وشبيهًا بالهلام، وباللون الأبيض أو الأصفر، فقد يشير إلى وجود مشكلة في الأمعاء مثل الإصابة بتهيج أو التهاب في جدار الأمعاء، وتستدعي هذه المشكلة استشارة الطبيب المتخصص. 
  • البراز الصلب: من الطبيعي أن يكون البراز طريًا ورطبًا، ولكن في حالة كان البراز شديد الصلابة ويصعب إخراجه، فهذا يعني الإصابة بالإمساك وصعوبة التبرز، وقد يصاحبه بعد الدماء نتيجة محاولة التبرز والتغوط الشديد، ويمكن أن يكون الإمساك على هيئة كريات صغيرة من البراز.

يعتبر الإمساك من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن علاجها من خلال تناول الأطعمة الغنية بالألياف، ولكن في حالة استمرار الإمساك لفترة طويلة فيجب استشارة الطبيب.

هل الصيام يزيد التهاب المعدة؟ أم أن الصيام يشفي التهاب المعدة؟ فقد تم تشخيصي بالتهاب المعدة منذ أيام ولا أعلم هل الصيام سوف يساعدني على التخلص منه أم سوف يزيد من شدة التهاب المعدة

طرق الحفاظ على صحة الأمعاء والبراز

تساعد بعض الطرق في تعزيز وظائف الأمعاء والبراز الصحي، وتشمل: [2]

  • تناول كمية كافية من الألياف: ينصح بالحصول على حاجة الجسم اليومية من الألياف، حيث يحتاج الرجل إلى 38 غرام يوميًا، وتحتاج المرأة إلى 25 غرام يوميًا في عمر أقل من 50 عام، وتقل الكمية إلى 30 غرام، و21 غرام بعد عمر ال50 عام.
  • الإكثار من شرب الماء: يجب الاهتمام بشرب الماء للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والبراز الصحي، بحيث لا تقل عن 8 أكواب ماء يوميًا.
  • تناول الأطعمة الغنية البروبيوتيك: وهي بكتيريا صحية تساعد على تحسين وظائف الجهاز الهضمي والوقاية من الاضطرابات فيه، ويتوفر البروبيوتيك في الأطعمة بشكل طبيعي، مثل الزبادي، كما يتوافر على شكل كبسولات.
  • ممارسة الرياضة: من الضروري الاهتمام بممارسة الرياضة لتحسين وظائف الأمعاء الطبيعية، كما ينصح بممارسة تمارين اليوغا التي تساعد على الاسترخاء لتخفيف التوتر الذي يمكن أن يؤثر على المعدة والبراز.

اقرا ايضاً :

كيف نتخلص من حرقة المعدة والحموضة؟