نتيجة لضغوط العمل والحياة، يتحمل الجهاز العصبي الكثير من الأعباء التي يمكن أن تؤثر على وظائفه بالسلب، ولذلك نحتاج دوماً إلى اتباع طرق تقوية الأعصاب في الجسم التي تضمن الحفاظ على صحتها ووقايتها من المشكلات الصحية المحتملة.

تقوية الاعصاب بالغذاء

يمكن تقوية الأعصاب بالغذاء عن طريق تناول مجموعة من الأغذية، وتشمل:

  • الدهون الصحية: تساعد الدهون الصحية في تهدئة الجهاز العصبي، حيث أن الخلايا العصبية مغطاة بطبقة واقية تسمى المايلين (بالإنجليزية: Myelin)، وتساهم الدهون الصحية في الحفاظ على الطبقة الواقية صحية عن طريق منع إزالة الميالين أو تآكل المايلين.

تشمل الأطعمة الغنية بالدهون الصحية: الأفوكادو، المكسرات، والأسماك الدهنية.

  • الخضروات الورقية: الخضار الورقية الخضراء غنية بمركب فيتامين ب، وفيتامين سي، وفيتامين E، والمغنيسيوم، وكلها عناصر هامة من أجل تقوية الجهاز العصبي والأعصاب، حيث أن فيتامين ب ضروري في عملية تصنيع وتداول النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية في الدماغ تنظم ضربات القلب، والتنفس والهضم، كما أن المغنيسيوم يساعد في تهدئة الأعصاب، فيما يعمل كل من فيتامين E، وفيتامين سي كمضادين لشيخوخة الجهاز العصبي.
  • الشوكولاتة الداكنة: تحتوي الشوكولاتة الداكنة على مستويات مرتفعة من الفلافانول الذي يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. تساعد هذه الخصائص في خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ والقلب.
  • البروكلي: يوفر البروكلي مستويات مرتفعة من فيتامين K المعروف بتحسين قوة الدماغ والمهارات المعرفية، كما أن البروكلي غني بمركب يسمى الجلوكوزينولات (بالإنجليزية: Glucosinolates) الذي يمكن أن يبطئ من انهيار الناقل العصبي، أستيل كولين (بالإنجليزية: Acetylcholine)، وهو ناقل عصبي يحتاجه الجهاز العصبي المركزي لأداء وظيفته بشكل صحيح، ويحافظ على الدماغ والذاكرة الحادة. ترتبط المستويات المنخفضة من أستيل كولين بمرض الزهايمر.
  • البيض: يحتوي البيض على الكولين (بالإنجليزية: Choline)، وفيتامين ب، ويستخدم الدماغ مادة الكولين الموجودة في البيض لصنع أستيل كولين، وهو ناقل عصبي مهم للذاكرة والتواصل بين خلايا الدماغ.
  • بذور اليقطين: تعتبر بذور اليقطين مصدراً ممتازاً للمغنيسيوم، والنحاس، والحديد، والزنك، كما أنها تحتوي على مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم والدماغ من أضرار الجذور الحرة.

المغنيسيوم ضروري للتعلم والذاكرة ويرتبط انخفاض مستويات المغنيسيوم بالعديد من الأمراض العصبية، بما في ذلك الصداع النصفي والاكتئاب والصرع، ويستخدم الدماغ النحاس للمساعدة في التحكم في الإشارات العصبية، وعندما تكون مستويات النحاس خارجة عن السيطرة، يكون هناك خطر أكبر للإصابة بالاضطرابات العصبية، مثل مرض الزهايمر.

كما يعد الزنك من العناصر الضرورية للإشارات العصبية، وقد ارتبط نقصه بالعديد من الحالات العصبية، بما في ذلك مرض الزهايمر ومرض باركنسون والاكتئاب.

  • مشروبات لتقوية الأعصاب: بالإضافة إلى تقوية الأعصاب بالأغذية، يمكن تناول مشروبات لتقوية الأعصاب مثل العصائر الطازجة بدون إضافة سكر، ومشروب الكاكاو، والعصائر الخضراء المصنوعة من الخضروات.

للمزيد: فوائد فيتامين ب المركب للاعصاب

تقوية الاعصاب بالتمارين

يمكن أن تساهم ممارسة الرياضة في تقوية الأعصاب، وعلاج المشكلات التي تؤثر على صحة الجهاز العصبي، وتتمثل في:

  • التمارين الهوائية: تزيد التمارين الهوائية من معدل ضربات القلب، وتعزز صحة العضلات، وترفع معدل التنفس. بالنسبة لمعظم الأشخاص، يفضل ممارسة التمارين الهوائية 30 دقيقة في اليوم، ما بين 3-5 أيام في الأسبوع. ينصح بممارسة المشي لمدة 10 دقائق بعد كل وجبة، كما يمكن ركوب الدراجة أو ممارسة السباحة.
  • تمارين المرونة: تساهم تمارين المرونة، التي تسمى أيضاً تمارين التمدد، في الحفاظ على مرونة المفاصل. يساعد التمدد لمدة 5 إلى 10 دقائق الجسم على الإحماء والاستعداد للأنشطة الهوائية مثل المشي أو السباحة، وهي ضرورية لمختلف مراحل العمر، وخاصةً تقوية الأعصاب للشباب.
  • تمارين التوازن: يعد الحفاظ على نظام التوازن الخاص بالجسم أمراً هاماً للوقاية من آلام المفاصل أو الضعف أو الدوخة. يمكن أن تساعد تمارين التوازن في التغلب على عدم الثبات، وخاصةً تقوية الأعصاب لكبار السن.
  • تمارين القوة: تعمل تمارين القوة على تحسين صحة الأعصاب في مختلف أعضاء الجسم، وتجعل العضلات أقوى وأكثر مقاومة للإصابة، وخاصةً تقوية الأعصاب اليد، وتقوية الأعصاب الرجل.

وتساعد تمارين القوة على تقوية الأعصاب لمرضى السكري، حيث أنهم أكثر عرضة لمشاكل الأعصاب مثل مرض الاعتلال العصبي الناتج عن ارتفاع مستويات السكر في الدم، والقدم السكري، ولذلك يجب على مريض السكري إجراء

تمارين تقوية عضلات القدمين والذراعين بانتظام بعد استشارة الطبيب لتحديد التمارين المناسبة.

  • تمارين الاسترخاء: من الضروري ممارسة تمارين الاسترخاء الهامة للتخلص من التوتر الذي يؤثر على صحة الأعصاب، وتشمل تمارين اليوغا والتأمل، والتنفس العميق.

اقرأ أيضاً: الغذاء وأمراض الأعصاب

تقوية الاعصاب عند الاطفال

يمكن تقوية الأعصاب للأطفال بالطرق التالية:

  • تناول أطعمة صحية: يجب على الأم أن تهتم بإدراج الأطعمة الصحية ضمن النظام الغذائي الخاص بصغارها، والذي يشمل الخضروات، والفواكه، والبروتين، ومنتجات الألبان، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: ينبغي اعتياد الأطفال منذ الصغر على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتي تضمن تعزيز وظائف الجسم بشكل عام، والعضلات والأعصاب بشكل خاص.

للمزيد: امراض الاعصاب عند الأطفال

تقوية الاعصاب بالاعشاب

تساعد بعض الأعشاب في تقوية الأعصاب، وتتمثل في:

  • جذر فاليريان (بالإنجليزية: Valerian Root): تساهم جذر فاليريان على تهدئة الجهاز العصبي عندما يكون مفرط النشاط، وذلك عن طريق التأثير على مستويات الناقلات العصبية المشاركة في الراحة والنوم.

يمكن تناول جذر حشيشة الهر أو جذر فاليريان كمكمل أو شربه كشاي، ويفضل استخدامه قبل النوم، لما له من آثار شبيهة بالمهدئات.

  • بلسم الليمون (بالإنجليزية: Lemon Balm): تعرف أيضاً بالمليسة، وتستخدم هذه العشبة في علاج اضطرابات الجهاز العصبي، ويمكن أن تحسن مستويات بعض النواقل العصبية في الجسم، كما أنها تؤثر بشكل إيجابي على العوامل المتعلقة بالمزاج والأداء المعرفي، مما يساعد في حالات مثل القلق. كما أنه يدعم الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التركيز.

يتم تناول المليسة كمكمل غذائي، أو يمكن شربها كشاي.

  • اشواغاندا (بالإنجليزية: Ashwagandha): هي عشبة طبية شائعة الاستخدام في طب الأيورفيدا، وتساعد الجسم على تقليل التوتر والحفاظ على التوازن. كما أنها تتسم بخصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، مما يجعلها مفيدة في حماية الجهاز العصبي وعلاج اضطراباته، وكذلك الحماية من الخرف ومرض الزهايمر، كما أنها قد تعزز الذاكرة والوظيفة الإدراكية، وتتوفر هذه العشبة كمكمل غذائي.
  • رهوديولا (بالإنجليزية: Rhodiola): الجذر الذهبي هو نبات يساعد على التعافي بشكل أفضل من الإجهاد الجسدي أو العقلي، والإرهاق، وهذا يجعله مفيداً لمنع الضرر طويل المدى للجهاز العصبي.

رهوديولا لها تأثيرات مضادة للالتهابات وقائية للأعصاب، ويمكن أن تحفز الجهاز العصبي، وقد تزيد من مستويات الناقل العصبي، وبالتالي تحسين الوظيفة الإدراكية، وتعزيز التعلم والذاكرة، ويتم أخذها كمكمل غذائي.

  • زهرة الآلام (بالإنجليزية: Passionflower): عشب آخر هام للجهاز العصبي، لما له من تأثيرات مهدئة، حيث يستخدم لعلاج مشاكل النوم والقلق والتركيز وحتى الألم، حيث ينظم تأخير أحد الناقلات العصبية، وبالتالي يساهم في الشعور بمزيد من الاسترخاء والهدوء.

تتوفر زهرة الآلام وهي مجففة، ويمكن تناولها مثل الشاي.

  • الجنكة بيلوبا (بالإنجليزية: Ginkgo Biloba): يمكن أن تساعد الجنكة في تحسين بعض المشكلات مثل القلق والذاكرة والوظيفة الإدراكية، وقد تلعب دوراً في الوقاية من مرض الزهايمر والخرف، وتعمل الجنكة عن طريق تغيير مستويات النواقل العصبية مثل السيروتونين، وكذلك طريق تقليل الالتهاب في الجهاز العصبي.

يتم الحصول على فوائد الجنكة من الأقراص، والكبسولات، والشاي.

  • البابونج: يعرف البابونج بخصائصه المهدئة للأعصاب، وذلك لتأثيراته الفعالة على الجهاز العصبي، حيث أنه غني بمركبات تتفاعل مع المستقبلات في الدماغ التي تنظم دورة النوم والاستيقاظ، أيضاً يؤثر البابونج أيضًا على أحد الناقلات العصبية المهدئة، ويمكن أن يساعد في تخفيف القلق، ويمكن تناول شاي البابونج قبل النوم.

اقرأ أيضاً: فوائد البابونج

اقرا ايضاً :

متلازمة مخرج الصدر  Thoracic outlet syndrome