تتعدّد أنواع الهرمونات الأنثوية والتي يكون لها دور أساسي في حدوث البلوغ، والحيض، والحمل والإنجاب لدى الأنثى، بالإضافة إلى دورها في الحفاظ على الوظائف الجنسية، ومن المُمكن أن يؤدي اضطراب مستويات هذه الهرمونات إلى العديد من الأمراض التناسلية والجنسية لدى النساء. [1]

وفي المقال التالي سنلقي الضوء على أهم 4 أنواع من هرمونات المرأة.

 

أنواع الهرمونات الأنثوية

إنّ الهرمونات الأنثوية هي إحدى أنواع الهرمونات المتواجدة في جسم كل أنثى وتكون مستوياتها أعلى عند الإناث مقارنةً بالذكور، وهي مسؤولة بشكل أساسي عن التطوّر الجنسي والتكاثر. [1]

ويُمكن أن تتضمّن أنواع الهرمونات التي تنظم عمل الجهاز التناسلي عند الإناث بشكل أساسي ما يلي:

الإستروجين

يُعدّ هرمون الإستروجين النوع الرئيس من الهرمونات عند الإناث، والذي يتم إنتاجه بشكل أساسي في المبايض، كما يتم إنتاج كميات صغيرة من هذا الهرمون الجنسي في الغدد الكظرية والخلايا الدهنية. وخلال فترة الحمل، تقوم المشيمة بإنتاج هرمون الإستروجين أيضًا. [1][2]

يتواجد في جسم الأنثى 3 أشكال من هرمون الإستروجين، ألا وهي: [3]

  • الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol).
  • الإسترون (بالإنجليزية: Estrone).
  • الإستريول (بالإنجليزية: Estriol).

يلعب هرمون الإستروجين دورًا كبيرًا في التطوّر التناسلي والجنسي والذي يبدأ عند وصول الأنثى سن البلوغ، كما أنّ له دور مهم خلال بعض الفترات المهمة من حياة الأنثى، بما في ذلك: [1][2]

  • الحيض.
  • الحمل.
  • انقطاع الطمث.

كما يُمكن أن يكون للإستروجين دورًا في الحفاظ على صحة ووظائف الأعضاء التالية: [2]

  • الدماغ.
  • القلب والأوعية الدموية.
  • الشعر.
  • الجهاز العضلي الهيكلي.
  • البشرة.
  • الجهاز البولي.

البروجسترون

إنّ هرمون البروجسترون هو ثاني أهم أنواع الهرمونات الأنثوية، والذي يتم إنتاجه من المبايض، والغدد الكظرية، والجسم الأصفر، كما تقوم المشيمة بإنتاج هذا الهرمون خلال فترة الحمل. [1][3]

ترتفع مستويات البروجسترون أثناء فترة التبويض و خلال فترة الحمل، ويُمكن أن يتمثّل دور لدى الأنثى فيما يلي: [1][2]

  • إعداد بطانة الرحم للبويضة المخصّبة.
  • دعم الحمل.
  • قمع إنتاج هرمون الإستروجين بعد التبويض.

الهرمون المنبه للجريب

يُعدّ الهرمون المنبه للجريب أحد أنواع الهرمونات الأنثوية التابعة لمجموعة موجهات الغدد التناسلية أو الغونادوتروبينات (بالإنجليزية: Gonadotropins) والتي يتم إفرازها من الغدة النخامية المتواجدة في الدماغ. [1][5]

يتمثّل دور الهرمون المنبه للجريب بشكل أساسي فيما يلي: [1][5]

  • بدء البلوغ، حيث يحفّز هذا الهرمون إنتاج هرمون الإستروجين والبروجسترون من المبايض وهي الهرمونات المسؤولة عن حدوث البلوغ لدى الفتاة فهي تعمل على تطوّر الثديين، ونموّ شعر الجسم، وحدوث الحيض.
  • تحفيز الجريبات في المبيض لدى النساء اللاتي يأتيهن الحيض، الأمر الذي يعمل على تحفيز نموّ البويضات وتجهيزها لحين حدوث الإباضة.

هرمون ملوتن

يُعتبر هرمون ملوتن، أو ما يُعرف باسم الهرمون المنشط للجسم الأصفر، أيضًا أحد أنواع الغونادوتروبينات التي يتم إفرازها من الغدة النخامية والذي يدعم الوظيفة الإنجابية والخصوبة لدى النساء، حيث أنّه يعمل جنبًا إلى جنب الهرمون المنبه للجريب للتحكم في الدورة الشهرية وحدوث الإباضة. كما يساعد هذا الهرمون الأنثوي على الاستعداد للحمل المحتمل، وذلك من خلال تعزيز إنتاج وإفراز هرمون البروجسترون من الجسم الأصفر. [2][6]

أيضًا، يُمكن أن يكون لهرمون ملوتن دور في دعم وظائف بعض أجزاء الجهاز العصبي المركزي. [6]

اقرأ أيضًا: أطعمة تساعد في تنظيم هرمونات المرأة

دور الهرمونات الأنثوية

تعتبر الهرمونات الجنسية الأنثوية جزءًا لا يتجزأ من العديد من وظائف الجسم، كما أنّ لها دور كبير في مختلف مراحل حياة الأنثى، والتي تشمل ما يلي:

البلوغ

تبدأ مرحلة البلوغ عند الإناث عادةً بين سن 8 - 13 عامًا وتنتهي عادةً بعمر 14 عامًا تقريبًا، وخلال هذه المرحلة تبدأ الغدة النخامية بإنتاج كميات أكبر من هرمون ملوتن والهرمون المنبه للجريب، الأمر الذي يحفّز إنتاج هرمون الإستروجين والبروجسترون من المبايض. [1][2]

تؤدي هذه الزيادة في الهرمونات الجنسية الأنثوية إلى: [1][2]

  • نموّ الثديين.
  • نموّ الشعر في منطقة العانة، والإبط، والساقين.
  • زيادة الطول.
  • زيادة تخزين الدهون في الجسم، وخاصةً في منطقة الوركين، والأرداف، والفخذين.
  • اتساع منطقة الحوض والوركين.
  • زيادة إنتاج زيوت البشرة.
  • نضوج المبايض، والرحم، والمهبل.
  • بداية الدورة الشهرية.

الحيض

تحدث أول فترة حيض لدى الإناث بعد حوالي عامين إلى ثلاثة أعوام من بدء نموّ الثديين، ومن المُمكن أن يختلف سنّ بدء الحيض من أنثى لأخرى، لكنّه عادةً ما يحدث في سن 12 - 13 عامًا. عادةً ما يحدث الحيض لدى العديد من النساء بشكل منتظم حتى وصولهم لمرحلة انقطاع الطمث. [1][2]

تحدث الدورة الشهرية في ثلاث مراحل والتي خلالها يحدث تغيّر في مستويات الهرمونات الأنثوية، وتشمل هذه المراحل ما يلي:

  • المرحلة الجريبية

إنّ المرحلة الجريبية هي المرحلة الأولى من مراحل الدورة الشهرية والتي تبدأ في اليوم الأول من بدء نزيف الدورة الشهرية (الحيض) لدى الأنثى. وخلال المرحلة الجريبية، تبدأ الغدة النخامية في إنتاج هرمون ملوتن والهرمون المنبه للجريب، الأمر الذي يحفّز إنتاج هرمون الإستروجين ونموّ الجريبات في المبايض. [1][2]

تحتوي كل جريبة من جريبات المبيض على بويضة واحدة. وبعد بضعة أيام، سيظهر جريب واحد مهيمن في كل مبيض، بينما تمتص المبايض الجريبات المتبقية. ومع استمرار الجريب المهيمن في النموّ، سيتم إنتاج كميات إضافية من هرمون الإستروجين. [1][2]

تحفّز هذه الزيادة في هرمون الإستروجين إطلاق الإندورفين الذي يرفع مستويات الطاقة ويحسن المزاج، كما يعمل هرمون الإستروجين على زيادة سمك بطانة الرحم استعدادّا للحمل المحتمل. فضلًا عن حدوث زيادة في مستويات هرمون ملوتن خلال هذه الفترة. [1][2]

وعادة ما تستمر المرحلة الجريبية لمدة أسبوعين تقريبًا. [2]

  • مرحلة التبويض

تصل مستويات هرمون الإستروجين وهرمون ملوتن إلى ذروتها خلال مرحلة الإباضة، الأمر الذي يُسبّب تمزّق الجريب المهيمن وإطلاق البويضة. تستمر هذه المرحلة لمدة تتراوح من 16 إلى 32 ساعة. [1][2]

لحدوث الحمل، من المهم حدوث تخصيب للبويضة خلال مدة تتراوح ما بين 12 - 24 ساعة من إطلاق البويضة من المبيض. [1][2

  • مرحلة الجسم الأصفر

تبدأ مرحلة الجسم الأصفر بعد الإباضة، حيث ينغلق الجريب الممزّق ويزداد إنتاج البروجسترون، الأمر الذي يزيد من سمك بطانة الرحم وبالتالي يُصبح الرحم جاهزًا لاستقبال البويضة المخصّبة. وتنتقل البويضة إلى الرحم عبر قناة فالوب، وبمجرّد وصول البويضة إلى نهاية قناة فالوب، تلتصق بجدار الرحم. [1][2]

فإذا لم تحدث عملية الإخصاب للبويضة، ستنخفض مستويات ​​هرمون الإستروجين والبروجسترون مرة أخرى، الأمر الذي يُسبّب انسلاخ بطانة الرحم وبدء نزيف الدورة الشهرية (الحيض).

الحمل والولادة

يبدأ الحمل في اللحظة التي تُزرع فيها البويضة المخصّبة في جدار الرحم، وخلال هذه المرحلة تحدث العديد من التغيّرات في مستويات الهرمونات عند المرأة، بما فيها:

  • إنتاج هرمون الغدد التناسلية المشيمية البشرية من المشيمة، وهو الهرمون الذي يتم الكشف عن وجوده في البول أو الدم للتحقق من وجود الحمل عند المرأة.
  • تعزيز إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون، ممّا يمنع الدورة الشهرية ويساعد في دعم الحمل، حيث يعمل البروجسترون على زيادة سماكة عنق الرحم وتكوين السدادة المخاطية.
  • هرمون اللبن المشيمي البشري، وهو هرمون يتم تصنيعه في المشيمة، والذي ينظّم عملية التمثيل الغذائي لدى النساء ويساعد في تغذية الجنين النامي، كما أنّه يساعد في تحفيز الغدد اللبنية للرضاعة الطبيعية.
  • ارتفاع مستويات هرمون الريلاكسين الذي يساعد في غرس المشيمة ونموّها، كما أنّه يمنع الانقباضات في الرحم حتى نهاية الحمل. ومع بدء المخاض، يساعد هذا الهرمون على ارتخاء الأربطة والأوتار في الحوض.

تحدث العديد من التغيّرات في مستويات الهرمونات الأنثوية عند الولادة، حيث تبدأ مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون في الانخفاض على الفور لتصل في النهاية إلى مستويات ما قبل الحمل. ومن المُمكن أن يؤدي هذا الانخفاض المفاجئ والكبير في الهرمونات الأنثوية إلى تطوّر اكتئاب ما بعد الولادة. [2]

انقطاع الطمث

تبدأ مرحلة انقطاع الطمث عادةً بعمر الخمسينات، حيث تتوقف الدورة الشهرية عند المرأة بشكل تام وتُصبح غير قادرة على الحمل والإنجاب، ويحدث ذلك نتيجة انخفاض إنتاج المبايض لهرمون الإستروجين والبروجسترون. [1][2]

يُمكن أن تمر المرأة بمرحلة انتقالية قبل وصولها إلى مرحلة انقطاع الطمث، وتسمى هذه المرحلة الانتقالية بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، والتي يحدث فيها تقلبات كبيرة في مستويات الهرمونات الأنثوية، الأمر الذي يُسبّب معاناة المرأة من بعض الأعراض خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، منها: [1][2]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • الهبّات الساخنة.
  • اضطرابات النوم.
  • تغيّرات في المزاج.
  • جفاف المهبل.

عادةً ما تستمر مرحلة ما قبل انقطاع الطمث لمدة تتراوح ما بين 2 - 8 سنوات، ويتم تشخيص وصول المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث بمجرّد مضيّ عام كامل دون أن يحدث لها الحيض. [1][2]

الرغبة الجنسية

تلعب الهرمونات الأنثوية دورًا كبيرًا في حدوث الإثارة الجنسية عند المرأة، وهذا ما يُفسّر تغيّر مستويات الرغبة الجنسية لديها على مدار المراحل المختلفة من الدورة الشهرية والتي يحدث فيها العديد من التغيّرات في مستويات الهرمونات الأنثوية. [1][3]

بشكل عام، يعمل ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين في الجسم على تعزيز ترطيب المهبل وزيادة الرغبة الجنسية عند النساء، أما بالنسبة لزيادة مستويات هرمون البروجسترون فقد تؤدي إلى تقليل الرغبة الجنسية. [1]

وعادةً ما تكون الرغبة الجنسية في أعلى مستوياتها خلال فترة الإباضة حيث يكون هرمون الإستروجين في أعلى مستوياته. [1][3]

مشكلتى ان عظام الكتف عريضة وليس سمنة علوية كما اننى لدى صلغ وراثى هل هذا طبيعى ام هناك مشكلة فى الهرمونات وما هو العلاج ؟

اضطراب الهرمونات الأنثوية

من الطبيعي أن تتغيّر مستويات الهرمونات الأنثوية خلال الفترات المختلفة من حياة المرأة، إلّا أنّه يبقى هناك توازن في مستويات هذه الهرمونات. لكن، في بعض الحالات، ونتيجةً للعديد من الأسباب، يُمكن أن يحدث اضطراب في مستويات هرمونات المرأة الأمر الذي يؤدي إلى معاناتها من عدّة أعراض، بما فيها: [1][2][3]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • زيادة شعر الجسم والوجه.
  • حب الشباب.
  • جفاف المهبل.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • ألم الثدي.
  • مشاكل الجهاز الهضمي.
  • الهبّات الساخنة.
  • التعرّق الليلي.
  • زيادة الوزن.
  • التعب.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • تقلب المزاج.
  • صعوبة النوم.

ويُمكن أن تتضمّن الأسباب المحتملة لحدوث اضطراب في مستويات الهرمونات عند الإناث ما يلي: [1][2]

  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
  • قصور المبيض الأولي.
  • سرطان المبيض.
  • وسائل منع الحمل الهرمونية.
  • العلاج بالهرمونات البديلة.
  • زيادة الوزن.
  • الإجهاد.

اقرأ ايضًا: علاج اضطراب الهرمونات عند النساء

نصيحة الطبي

تُساهم الهرمونات الأنثوية في الحفاظ على الوظائف الجنسية والتناسلية، ومن المهم الحفاظ على توازن مستويات هذه الهرمونات تجنبًا للعديد من التأثيرات السلبية على الصحة الجنسية والإنجابية لدى المرأة.

وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على العديد من المعلومات المفيدة حول هرمونات المرأة وكيفية الحفاظ على مستوياتها.

اقرا ايضاً :

استخدامات السوماتوستاتين العلاجية