تسجيل دخول 
اسأل سينا 
...
يُعرف فيتامين د غالباً باسم “فيتامين الشمس”، وهو عنصر أساسي لصحة العظام والمناعة ونمو الخلايا، لكن دوره لا يتوقف عند هذا الحد. فخلال السنوات الأخيرة، بدأ العلماء يسلّطون الضوء على علاقة محتملة بين فيتامين د والصحة النفسية، وخصوصاً الاكتئاب. [1] فهل يمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى اضطراب المزاج؟
محتويات المقال
هل نقص فيتامين د يسبب الاكتئاب؟
تشير الأبحاث إلى أن فيتامين د يشارك في العديد من العمليات الحيوية في الدماغ، مثل تنظيم النواقل العصبية كالسيروتونين، الذي يلعب دوراً مهماً في استقرار المزاج، والشعور بالسعادة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع يُثبت أن نقص فيتامين د هو سبب مباشر للاكتئاب، ولا يُدرج رسميًا كأحد المسببات المباشرة للإصابة به. [1][2]
ما يعرفه الخبراء هو أن العديد من المصابين بالاكتئاب يعانون في الوقت نفسه من نقص فيتامين د، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الفيتامين هو السبب، وقد يُعزى هذا الارتباط إلى عوامل تتعلق بأسلوب الحياة؛ فالأشخاص المصابون بالاكتئاب قد يجدون صعوبة في الحفاظ على نظام غذائي متوازن، أو قد يقضون وقتًا أقل في الخارج، مما يقلل من تعرضهم لأشعة الشمس اللازمة لإنتاج الفيتامين. [1][2]
لو كان نقص الفيتامين هو السبب المباشر، لكان تناول المكملات الغذائية كافيًا لعلاج الاكتئاب أو منعه، وهذا ليس هو الحال دائمًا. [3]
مع ذلك، تشير دراسات متعددة إلى وجود علاقة محتملة بين نقص فيتامين د واضطرابات المزاج، ربما بسبب تأثير الفيتامين في وظائف الدماغ، وتنظيم إنتاج السيروتونين، ودوره في الحد من الالتهابات التي يُعتقد أنها تلعب دوراً في بعض حالات الاكتئاب. [2]
وفي مراجعة علمية واسعة نُشرت عام 2017، وُجدت أدلة كافية على وجود ارتباط بين نقص فيتامين د والاكتئاب، كما أشارت إلى أن تعويض النقص قد يساعد في تحسين الأعراض لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الحالتين معاً. إلا أن دراسات أخرى حديثة خلصت إلى أن هذا الارتباط لا يعني بالضرورة أن تناول مكملات فيتامين د يصلح كعلاج شامل للاكتئاب، إذ تظل قوة الأدلة محدودة حتى الآن. [4]
وبصورة عامة، يتفق الخبراء على أن العلاقة بين فيتامين د والاكتئاب موجودة، لكنها معقدة وغير مباشرة، وتتأثر بعوامل أخرى مثل نمط الحياة، والحالة الصحية العامة، وربما تلعب دور عامل خطر محتمل فقط، وليس سبباً مباشراً. [1]
كيف يرتبط نقص فيتامين د بالاكتئاب؟
هناك عدة نظريات تحاول تفسير هذه العلاقة المعقدة بين نقص فيتامين د والاكتئاب:
1. عوامل الخطر المشتركة
غالبًا ما تتداخل المجموعات المعرضة لخطر الاكتئاب مع تلك المعرضة لخطر نقص فيتامين د. على سبيل المثال: [3]
- كبار السن: غالبًا ما يعانون من انخفاض إنتاج الفيتامين في الجلد، وقضاء وقت أقل في الخارج.
- المصابون بالسمنة: يمكن أن تُحتجز جزيئات الفيتامين في الأنسجة الدهنية، مما يقلل من توافره في الدم.
- المراهقون والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة: هم أيضًا أكثر عرضة لكلا الحالتين.
2. نقص فيتامين د هو "نتيجة" وليس "سبب" للاكتئاب
وهي فرضية قوية، فالاكتئاب بحد ذاته يغير سلوكيات الفرد بطرق تؤدي إلى نقص فيتامين د، مثلًا: [3]
- العزلة الاجتماعية: من الأعراض الشائعة للاكتئاب الميل للانسحاب والبقاء في المنزل، مما يعني قلة التعرض لأشعة الشمس.
- فقدان الدافع: قد يجد الشخص صعوبة بالغة في النهوض من السرير أو الخروج، ناهيك عن الاهتمام بتحضير وجبات مغذية.
- إهمال الرعاية الذاتية: قد لا يتناول المصابون بالاكتئاب طعامًا صحيًا، أو ينسون تناول المكملات الغذائية.
3. تنظيم السيروتونين:
يُعتقد أن فيتامين د يشارك في إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي يُعرف بـ "هرمون السعادة"، وقد يؤدي نقص الفيتامين إلى انخفاض مستويات السيروتونين، مما قد يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب. [5]
4. الالتهابات:
هناك علاقة بين الالتهاب المزمن والاكتئاب، وفيتامين د يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، وقد يساهم في تقليل الالتهاب داخل الدماغ والجسم. [2]
5. مستقبلات الدماغ:
توجد مستقبلات لفيتامين د في مناطق بالدماغ قد تلعب دورًا في تنظيم العواطف، مثل القشرة الجبهية الأمامية، وتحت المهاد، والمادة السوداء. [5]
أعراض نقص فيتامين د التي قد تتشابه مع الاكتئاب
عادة لا يُسبب نقص فيتامين د أعراضاً واضحة، لكن في بعض الأحيان قد تظهر علامات قريبة من أعراض الاكتئاب، مثل: [3]
- التعب العام وضعف الطاقة.
- تقلبات في المزاج، والشعور بالحزن أو الإحباط.
- اضطرابات في النوم.
- تغيرات في الشهية والوزن.
- ضعف التركيز أو النسيان.
- القلق أو العصبية الزائدة.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة سابقًا.
لذلك، إذا كنت تعاني من أعراض اكتئابية، قد يكون من المفيد فحص مستوى فيتامين د في الدم؛ لاستبعاد نقصه كأحد العوامل المساهمة.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
هل تساعد مكملات فيتامين د في علاج الاكتئاب؟
نتائج الدراسات متباينة، وجدت بعض الدراسات الصغيرة أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب (والذين لديهم نقص في الفيتامين) شعروا بتحسن في الأعراض بعد بدء تناول المكملات، بينما دراسات أخرى كبرى لم تجد تأثيراً يُذكر. [6]
ففي دراسة شملت أكثر من 18 ألف مشارك، لم تُظهر مكملات فيتامين د بجرعة 2000 وحدة دولية يومياً على مدى 5 سنوات أي فرق في درجات الاكتئاب مقارنةً بالعلاج الوهمي. [6]
الخلاصة: لا تُدرج مكملات فيتامين د ضمن الإرشادات الطبية المعتمدة كعلاج أساسي للاكتئاب، لكنها قد تكون مفيدة كعلاج مساعد فقط إذا كان الشخص يعاني من نقص مؤكد، إلا أنها ليست علاجًا سحريًا للاكتئاب بحد ذاته. [6]
نصيحة الطبي
فيتامين د هو عنصر غذائي أساسي لصحتك الجسدية، وربما يؤثر أيضًا في صحتك النفسية. العلاقة بينه وبين الاكتئاب معقدة، والأرجح أنها مزيج من عوامل الخطر المشتركة ونمط الحياة.
إذا كنت تعاني من أعراض اكتئابية أو تظن أن لديك نقصاً في فيتامين د، استشر الطبيب؛ لإجراء الفحوصات اللازمة، ووضع خطة علاج مناسبة.
هناك العديد من التوصيات الغذائية المفيدة للرجل والمراة ولكن عند النظر الى بنية اجسام النساء فان طبيعة اجسامهن تختلف عن ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
