لا تقتصر أسباب ضعف المناعة على الإصابة بالأمراض والمشكلات الصحية، وإنما يمكن أن يحدث ذلك أيضًا نتيجة اتباع عادات يومية سيئة وغير صحية. وتكمن أهمية تحديد سبب ضعف المناعة باعتباره الخطوة الأولى لتحديد الحل والعلاج المناسب لاستعادة المستويات الطبيعية لمناعة الجسم. [1]
نناقش في المقال التالي كل ما يخص أسباب نقص المناعة وضعفها.
محتويات المقال
أسباب ضعف المناعة
إن المهمة الأساسية لجهاز المناعة هي حماية الجسم من مختلف أنواع الأمراض الناجمة عن العدوى الفيروسية، والبكتيرية، وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي تسبب المرض. [1]
لكن يمكن أن تؤدي بعض العوامل والأسباب إلى ضعف جهاز المناعة وعدم قدرته على مكافحة الأمراض، الأمر الذي يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية. ولهذا، من المهم معرفة أسباب ضعف مناعة الجسم، فذلك يساعد كثيرًا في تجنب هذه المشكلة. [1][2]
وفيما يلي نذكر هذه الأسباب بالتفصيل:
الأمراض والمشكلات الصحية
إن أول ما يتم التفكير به عند تحديد سبب نقص المناعة لدى أي فرد هو احتمالية إصابته بالأمراض والمشكلات الصحية التي تؤثر على جهاز المناعة نفسه أو الخلايا المناعية. ولعل أهم هذه الأمراض ما يلي:
- أمراض المناعة الذاتية
في أغلب الأحيان، يمكن أن يكون سبب ضعف جهاز المناعة هو الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلاياه المسؤولة عن الدفاع عن الجسم. ويحدث ذلك عندما ينتج جهاز المناعة عن طريق الخطأ أجسامًا مضادة لا يمكنها التمييز بين خلايا الجسم والأجسام الغريبة، وبالتالي ستهاجم خلايا الجسم عن طريق الخطأ. [3]
ومن أمراض المناعة الذاتية التي يمكن أن تكون سببًا من أسباب ضعف المناعة ما يلي: [1][3]
- الذئبة الحمامية الجهازية.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- السكري من النوع الأول.
- فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز
تتسبب أنواع عديدة من العدوى الفيروسية والبكتيرية بتثبيط الاستجابة المناعية، ويُعد فيروس نقص المناعة البشرية أشهر هذه الأنواع، والذي يمكن أن يتطور إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب، أو ما تعرف بمرض الإيدز. [1][3]
يقوم فيروس نقص المناعة البشرية بمهاجمة وتدمير الخلايا التائية المساعدة، أو ما تعرف أيضًا بخلايا CD4، وهي نوع من الخلايا المناعية التي تعد عنصرًا مهمًا في الاستجابة المناعية ضد مسببات الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى تثبيط جهاز المناعة ويجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالأنواع الأخرى من العدوى. [3]
- مرض السرطان
يؤثر مرض السرطان على العديد من وظائف أعضاء وأجهزة الجسم، ولعل أشهر أنواع مرض السرطان تسببًا بضعف المناعة هي: [1][3]
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان الدم.
- الورم النقوي المتعدد.
بالإضافة إلى تأثير هذه السرطانات بشكل مباشرة على أنواع متعددة من الخلايا المناعية، يمكن أيضًا أن تتسبب بتثبيط جهاز المناعة بسبب تأثيرها على الطحال، وهو عضو مهم يشارك في الاستجابة المناعية. [3]
فمثلًا يؤدي كل من سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم إلى تراكم خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية في الطحال، الأمر الذي يمكن أن يجعل الطحال ينتفخ ويعمل بشكل أقل كفاءة. [3]
- مرض السكري
يعتبر مرضى السكري من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضعف المناعة، ويمكن أن يعود السبب في ذلك لدور هرمون الأنسولين المحتمل في تحفيز الاستجابة المناعية للخلايا التائية، حيث يمكن أن يقوم هذا الهرمون بتعزيز نشاط الخلايا التائية، مما يسمح لها بالتكاثر بسرعة وإرسال المزيد من الإشارات، وتنشيط بقية جهاز المناعة حسب الضرورة. [4]
لكن لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول علاقة مرض السكري وهرمون الأنسولين بضعف أداء جهاز المناعة. [4]
- أمراض أخرى
يمكن أن تتضمن الأسباب المرضية لضعف المناعة أيضًا ما يلي:
- نقص المناعة الأولية.
- الالتهاب الرئوي.
- أمراض الكبد.
- أمراض الكلى.
- فقر الدم المنجلي.
اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات نقص المناعة الأولية والثانوية
عادات يومية سيئة
لا تقتصر أسباب ضعف المناعة على الإصابة بالأمراض المذكورة سابقًا، وإنما يمكن أن تساهم بعض العادات اليومية بتثبيط جهاز المناعة وجعل الفرد أكثر عرضة للأمراض. وتتضمن هذه العادات اليومية ما يلي:
- التدخين
يعتبر التدخين من أهم أسباب ضعف المناعة المتعلقة بنمط الحياة المتبع، حيث أن النيكوتين المتواجد في السجائر ومنتجات التبغ الأخرى يمكن أن يضعف من قدرة الجسم على محاربة العدوى. [2][5]
كما أن للسجائر الإلكترونية دورًا في إصابة الفرد بضعف المناعة، ولا يقتصر الأمر على احتوائها على النيكوتين فقط، وإنما يمكن أن تتسبب المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في سوائل السجائر الإلكترونية بتثبيط الاستجابة المناعية لدى الفرد. [2]
- الإفراط في شرب الكحول
إن للكحول تأثير سلبي مباشر على جهاز المناعة، ويمكن أن يؤدي الإفراط في شربه إلى إضعاف الجسم وجعله غير قادرًا على مكافحة العدوى والأمراض. فبمجرد قيام الفرد بشرب كميات كبيرة من الكحول سيؤدي ذلك إلى إبطاء قدرة جسمه على محاربة الجراثيم لمدة تصل إلى 24 ساعة. [2][5]
أيضًا، مع مرور الوقت، يؤدي شرب الكثير من الكحول إلى إضعاف قدرة الجسم على إصلاح نفسه، الأمر الذي يزيد من خطر إصابة الفرد بالعديد من الأمراض التي لها دور في ضعف مناعة الجسم، مثل: أمراض الكبد، والالتهاب الرئوي، والسل، وبعض أنواع السرطان. [2]
- عدم ممارسة الرياضة
يمكن أن يساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تعزيز مقاومة الجسم للأمراض التي تسببها الفيروسات والبكتيريا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن مساهمة الرياضة في تحسين تدفق الدم عبر أنحاء الجسم، مما يساهم في وصول المواد والخلايا المقاومة للميكروبات إلى المكان الذي تحتاج إليه. [2]
بالتالي، يمكن أن تتضمن أسباب ضعف المناعة أيضًا اتباع نظام حياة خامل وعدم ممارسة التمارين الرياضية. [2]
ارجو ان يتم توضيح مكان التعرف على الاجسام الغريبة في الجسم . هل تنتقل الى الغدد اللمفاوية ؟ ام هناك وسيط بينهما ؟ و شكرا .
- عدم النوم لساعات كافية
يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى جعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، فضلًا عن استغراقه لوقت أطول للتحسن بعد إصابته بالعدوى، ويعود السبب في ذلك إلى أنه في حال عدم النوم يصبح الجسم غير قادر على إنتاج عدد كبير الأجسام المضادة التي تساعد في الدفاع عن الجسم ضد المرض. [2][5]
كما يطلق الجسم بروتينات معينة تساعد جهاز المناعة، تسمى السيتوكينات، فقط أثناء النوم. ولهذا فإن عدم النوم سيعمل على انخفاض مستويات السيتوكينات وهذا بدوره يؤثر سلبًا على قوة جهاز المناعة. [2]
- اتباع نظام غذائي غير صحي
يمكن أن يتسبب تناول الأطعمة غير الصحية والمعالجة، مثل: الشيبس، والبسكويت، والحبوب المكررة، واللحوم المعالجة، والامتناع عن تناول الأغذية الصحية بجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. [1][6]
حيث تساعد العديد من أنواع الفيتامينات والمعادن المتواجدة في الأطعمة الصحية، مثل: البيتا كاروتين، وفيتامين A، وفيتامين C، وفيتامين E، والزنك، على تعزيز إنتاج الجسم المزيد من خلايا الدم البيضاء التي يحتاجها لمحاربة العدوى. كما أن تناول الألياف يمكن أن يساعد على خفض نسبة الدهون في الجسم، مما يمكن أن يكون له دور في تقوية الاستجابة المناعية. [2][5]
ليس ذلك فقط، يمكن أن تحتوي الأطعمة المعالجة على العديد من المكونات التي لها تأثير سلبي على جهاز المناعة، أهمها: [6]
- السكر، حيث يرتبط ارتفاع السكر بالدم بزيادة إنتاج البروتينات الالتهابية، مثل: البروتين التفاعلي سي والإنترلوكين 6، التي تؤثر سلبًا على وظيفة المناعة. كما إن ارتفاع مستويات السكر في الدم قد يمنع استجابة العدلات والخلايا البلعمية، وهي من أنواع الخلايا المناعية التي تساعد على الحماية من العدوى.
- الملح، فهو يتسبب بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. فضلًا عن إمكانية مساهمة الملح بزيادة البروتينات الالتهابية الأمر الذي يؤدي إلى حدوث استجابة التهابية مفرطة في الجسم، وهو ما سيؤثر سلبًا على وظائف جهاز المناعة.
اقرأ أيضًا: أعراض نقص المناعة في الجسم
القلق والتوتر
من أسباب ضعف المناعة أيضًا تعرض الفرد لمستويات عالية من القلق والتوتر، حيث أن ذلك يؤدي إلى زيادة الالتهاب داخل الجسم الأمر الذي يؤثر سلبًا على جهاز المناعة. [2][5]
وحول مدى تأثير التوتر والقلق على مناعة الجسم، فمن الممكن أن يتسبب كل منهما بإضعاف الاستجابة المناعية في أقل من 30 دقيقة، كما يمكن أن يؤدي التوتر المستمر إلى خسائر أكبر ويجعل من الصعب على الجسم مقاومة الإنفلونزا، والهربس، وغيرها من أنواع العدوى الفيروسية المشهورة. [2]
التقدم في السن
يزداد خطر الإصابة بضعف المناعة مع التقدم بالسن، الأمر الذي يحدث نتيجة لعدة أسباب محتملة، منها: [7]
- إنتاج الجسم لعدد أقل من الخلايا التائية، وهذا ما يمكن أن يقلل من استجابة الفرد للقاحات مع تقدمه بالسن.
- انخفاض التواصل ما بين الخلايا المناعية، الأمر الذي يؤدي إلى بطء حدوث الاستجابة المناعية لدى الفرد.
فيروس كورونا بالانجليزية Corona Virus المسبب لمرض كوفيد 19 بالانجليزية COVID 19 والذي يعتبر وباء عالميا شكل تخوفا كبيرا في ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
الحمل
يعتبر الحمل أحد أشهر أسباب ضعف المناعة عند النساء، وهذا ما يتسبب بجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية. ويمكن أن يعود السبب في ذلك إلى ما يلي:
-
تغيرات تحدث في جهاز المناعة
يتغير أداء جهاز المناعة أثناء الحمل حتى يتمكن من حماية الأم والجنين من الأمراض، حيث يتم تعزيز بعض الأجزاء من جهاز المناعة بينما يتم تثبيط بعضها الآخر، الأمر الذي يخلق توازنًا يمكن أن يمنع إصابة الطفل بالعدوى دون المساس بصحة الأم. [8]
تساعد التغييرات أيضًا على حماية الجنين من الدفاعات المناعية لجسم الأم، فمن الممكن أن يرفض جسم الأم وجود الجنين بداخلها باعتباره جسم غريب، إلا أن ذلك لا يحدث أبدًا، حيث أن هذه التغيرات تجعل جهاز المناعة لا يهاجم الجنين وإنما يتم اعتباره جزء لا يتجزأ عن جسم الأم. [8]
أيضًا، يعمل جهاز المناعة بجهد أكبر خلال فترة الحمل لأنه يقوم بحماية فردين بدلًا من فرد واحد، ويكون هذا الجهد موجهًا تجاه المسببات العدوى الشائعة، ولهذا يمكن أن تكون الأم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التي لا تسبب المرض عادة. [8]
-
التغيرات الهرمونية
من أسباب ضعف المناعة عند الحامل أيضًا التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال هذه الفترة والتي غالبًا ما تؤثر على المسالك البولية، وتجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. فمثلًا تتسبب زيادة مستويات هرمون البروجسترون، الذي يريح عضلات الحالب والمثانة، في زيادة احتمالية بقاء البول في المثانة لفترة طويلة جدًا، وهذا ما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية. [8]
كما أن التغيرات الهرمونية، أهمها ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين، تجعل المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المهبل الفطري. [8]
- زيادة حجم الرحم
إن توسع الرحم أثناء الحمل يتسبب بزيادة الضغط على الحالب، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية. [8]
- التغيرات في كمية السوائل في الرئتين
تحتوي الرئتين على المزيد من السوائل أثناء الحمل، وتؤدي زيادة كمية هذه السوائل إلى زيادة الضغط على الرئتين والبطن، الأمر الذي يجعل من الصعب على الجسم التخلص منها ويزيد من احتمالية تراكمها داخل الرئتين. [8]
يتسبب هذا السائل المتراكم داخل الرئتين بزيادة خطر نمو البكتيريا في منطقة الرئتين كما أنه يعيق من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، الأمر الذي يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي. [8]
بعض أنواع الأدوية
يتسبب تناول بعض الأدوية بالتأثير أيضًا على وظائف جهاز المناعة، ومن أشهرها ما يلي: [1][2]
- مثبطات المناعة، والتي يتم وصفها في حالات أمراض المناعة الذاتية أو بعد زراعة أعضاء الجسم.
- الكورتيكوستيرويدات، التي تستخدم لعلاج الذئبة، أو الساركويد، أو مرض التهاب الأمعاء، أو التهاب المفاصل، أو الربو.
- مثبطات عامل نخر الورم.
- أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج السرطان.
نصيحة الطبي
تتعدد أسباب ضعف المناعة، فمن الممكن أن تحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية أو استخدام بعض أنواع الأدوية. وما لا يتوقعه الجميع هو إمكانية تأثير نظام الحياة والعادات اليومية على قوة وصحة جهاز المناعة.
ولهذا لا بد من الالتزام بنظام حياة صحي من أجل تعزيز مناعة الجسم، وفي حال لم يُجدِ ذلك نفعًا عندها يجب استشارة الطبيب للبحث في الأسباب الممكنة لضعف المناعة عند الفرد. كما بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.
اقرأ أيضًا: مشاكل صحية تنتج عن ضعف مناعة الجسم