تحصل السمنة نتيجة الخلل في التوازن بين السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها من الطعام وكمية الطاقة التي يحرقها الجسم، تعرف في هذا المقال على السمنة الوراثية، وتأثير العوامل الوراثية في معدل الاستقلاب وحرق الدهون بالجسم، وتنظيم الشهية، وتحديد النمط الوراثي المسؤول عن السمنة الوراثية.

تحصل السمنة  نتيجة الخلل المزمن بتوازن الطاقة  لدى الشخص الذي يحصل على السعرات الحرارية من الطعام والشراب بشكل فائض عن حاجة جسمه للقيام بالعمليات الاستقلابية والوظائف المختلفة مثل الوظائف الحيوية، والحركية، وغيرها. [1]

انتشرت السمنة في العقود الأخيرة بشكل كبير بسبب انتشار تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية وقلة ممارسة النشاط البدني، بالإضافة إلى العوامل البيئية والوراثية المساهمة بذلك. [1]

ولكن حتى في البيئة المسببة للسمنة لا يصاب الجميع بها، وهذا يدل على أن جزءًا كبيرًا من التباين في الوزن بين البالغين يرجع إلى العوامل الوراثية التي لها تأثير على السمنة أكبر من تأثير بيئة الطفولة عليها وهذا يسمى بالسمنة الوراثية. [1]

اقرأ أيضًا أسباب السمنة

تؤثر العوامل البيئية والعوامل الوراثية على السمنة، إذ تنتشر السمنة الوراثية على نطاق واسع بين الأطفال، وهذا يزيد احتمال استمرار السمنة حتى مرحلة البلوغ مما يسبب مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. [2]

تأثير الجينات على السمنة

منذ عشرات الأعوام تمت دراسة الجينوم البشري لربط الاختلافات الجينية بالإصابة بأمراض معينة ومنها السمنة، حيث يرتبط العديد من الجينات بالسمنة وتساهم الاختلافات الجينية في زيادة خطر الإصابة بالسمنة الوراثية من خلال التأثير على العمليات الاستقلابية في الجسم، وتنظيم مراكز الشهية في الدماغ، والمسارات العصبية المسؤولة عن عادات الأكل. [2]

اقرأ للمزيد السمنة والاكتئاب

تؤثر الاختلافات الوراثية أيضًا على الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل: مقاومة الأنسولين، واضطراب شحوم الدم، وارتفاع ضغط الدم، وترسب الدهون في الكبد، وهي علامات السمنة. [2]

 

دور الجينات في توازن الطاقة

تعد الطاقة أمرًا بالغ الأهمية للبقاء على قيد الحياة، ويوجد بالجسم بشكل طبيعي آليات تساعد في تنظيم الطاقة يهدف الحماية من فقدان الوزن، لكن هذه الآليات نفسها بسبب الخلل الوراثي والعوامل البيئية تؤدي الآن إلى زيادة الوزن الوراثي، إذ أن الجينات نفسها التي ساعدت أجدادنا في النجاة من المجاعات تؤدي اليوم إلى الإصابة بالسمنة في البيئات التي يتوفر فيها الغذاء بكثرة. [1]

ينظم الدماغ تناول الطعام من خلال الإشارات العصبية الواردة من الجهاز الهضمي، والأنسجة الدهنية، والبنكرياس، ثم يقوم الدماغ بتنسيق هذه الإشارات ويستجيب بطريقة مختلفة لدى الأشخاص حسب اختلاف التعليمات الوراثية لديهم، ثم يصدر أمرًا إما بتناول المزيد من الطعام وتقليل استخدام الطاقة، أو القيام بالعكس، لذلك تعتبر الجينات أساس الإشارات والاستجابات التي توجه تناول الطعام، حيث أن التغيرات الوراثية الصغيرة في هذه الجينات يمكن أن تؤثر على نوعية استجابة الدماغ. [1]

اقرأ أيضًا مخاطر السمنة

 

دور الجينات في عملية التمثيل الغذائي

يوجد بعض الأشخاص المحظوظين القادرين على تناول كميات كبيرة من الطعام دون أن يزيد وزنهم، وآخرين يعانون من زيادة الوزن بشكل سريع حتى عند تناول كميات قليلة من الدهون، يعود السبب في ذلك إلى اختلاف معدل الاستقلاب الذي يتحكم به عدة عوامل إلى جانب العامل الوراثي. [3]

تلعب الجينات دورًا هامًا في معدل الاستقلاب الأساسي وهو معدل الاستقلاب أثناء الراحة، أي كمية السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم أثناء الراحة. [3]

اقرأ أيضًا علاج السمنة

يختلف معدل الاستقلاب من شخص لآخر، وكلما كان معدل الاستقلاب أسرع، كلما تناول الشخص المزيد من الطعام دون زيادة الوزن. والعكس صحيح أيضًا. أما بحالة نقص الاستقلاب  فقد يشعر وكأن عليه فقط النظر إلى الطعام لزيادة الوزن. نعم هذا نوع من المبالغة، ولكن قد يكون شخصين لهما نفس الوزن، والطول، وشكل الجسم، والعمر، والجنس، ولكن يمكنهما حرق السعرات الحرارية بمعدلات مختلفة. [3]

 

دور الجينات في تكوين الشهية

يوجد بعض الجينات المسؤولة عن تنظيم الشهية، إذ أن بعض الأشخاص الذين يفرطون في تناول الكربوهيدرات لديهم نفس النمط الجيني في مناطق معينة من الصبغيات. [3]

هناك بعض المتلازمات الوراثية التي تؤدي إلى زيادة الشهية مثل متلازمة برادر ويلي التي يعاني المصابون بها من خلل في الجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى زيادة الشهية وفرط استهلاك الطعام. [3]

اقرأ للمزيد خرافات عن السمنة يجب عدم تصديقها

تحديد النمط الجيني المسؤول عن السمنة

تحديد النمط الجيني يحصل أثناء نمو الجنين بآليات معقدة تشارك بها الصفات الموروثة من الأب والأم بالإضافة إلى عوامل أخرى، وتشمل بعض العوامل المؤثرة على تغيرات النمط الجيني ما يلي:

تغذية الأم

يؤدي سوء تغذية الأم سواءً الإفراط في تناول الطعام أو سوء التغذية إلى حدوث تغيرات جينية يمكن أن تؤثر على الجنين ويكون لها تأثيرات على السمنة، حيث أن الإفراط في تناول الطعام عند الأمهات، بما في ذلك الوجبات الغذائية منخفضة البروتين والألياف، تسبب السمنة لدى الجنين. [2]

السلام عليكم ولدت قيصري قبل ٤ أشهر وأنوي إن شاء الله ممارسة رياضة المشي مع التخفيف من الأكل وكذلك أفكر في مساج الخشب للتنحيف، ولكن هل له فائدة وهل هو مضر لمن قامت بعملية قيصرية قبل ٤ أشهر ؟

يؤدي سوء تغذية الأمهات إلى تأخر نمو الجنين داخل الرحم وهذا يزيد خطر التغيرات الجينية الدائمة التي تؤثر على استقلاب الأنسولين لدى الجنين، وعندما يولد الطفل ويحصل على المغذيات المختلفة، فإن ذلك يعرضه للإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني بسبب خلل استقلاب الإنسولين لديه. [2]

اقرأ أيضًا ١٠ أمراض خطيرة تؤدي للوفاة بسبب السمنة

 

تعرض الأم للسموم

يؤدي تعرض الأم للسموم الموجودة في دخان السجائر أو التعرض للمركبات الكيميائية مثل الكلوريدات العضوية، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والزرنيخ إلى حصول تعديلات جينية تؤدي إلى السمنة الوراثية، لذلك يطلق على هذه السموم اسم "المواد المسببة للسمنة" أو "المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء". [2]

 

تعرض الأم للأذى النفسي

توجد علاقة بين مرض السكري من النوع الثاني والأطفال الذين يولدون لأمهات تعرضن في فترة حملهن إلى الحزن والأذى النفسي. [2]

اقرأ للمزيد نصائح لعلاج السمنة

 

عوامل أخرى

تؤدي إصابة الأم بمرض السكري وعمر الأم الأصغر، وانخفاض الوزن قبل الحمل، إلى حدوث اضطرابات استقلابية لدى الجنين والإصابة بالسمنة في وقت لاحق في مرحلة الطفولة. [2]

يؤدي سوء تغذية الأم المرضع وسوء التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة إلى السمنة في مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ المبكر.

اقرأ أيضًا ٧ أسباب للسمنة وزيادة الوزن

اقرا ايضاً :

هل من محاسن لبرد الشتاء القارس

نصيحة الطبي

تتحكم العوامل الوراثية والبيئية بالسمنة الوراثية، ويحصل تحديد النمط الوراثي في مرحلة الحمل لذلك يجب على الأم الحامل الحصول على التغذية الجيدة بدون زيادة أو نقصان، والابتعاد عن الحزن والشدة النفسية، وتجنب التعرض للسموم في فترة الحمل.