من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالقلق في بعض المواقف، مثل الانتقال إلى منزل آخر أو مدرسة جديدة، لكن قد يُعاني بعض الأطفال من قلقٍ مستمرٍ وشديد، ويُؤثر على حياتهم، وربما يمنعهم من ممارسة أنشطتهم اليومية بشكلٍ طبيعي، مما يدل على إصابتهم باضطراب القلق. [1]
فما أعراض اضطراب القلق عند الأطفال؟ وما أسبابه؟ وكيف يُمكن التعامل معه؟ اقرأ المقال لتعرف الإجابة.
محتويات المقال
اضطراب القلق عند الأطفال
اضطراب القلق (بالإنجليزية Anxiety Disorder) حالةٌ شائعة لدى الأطفال؛ حيث يُقدر أنه يُصيب طفلًا واحدًا من كل 5 أطفال، ويُسبب قلقًا وخوفًا مفرطًا للطفل، مما يمنعه من التركيز أو النوم براحة. [2]
وعلى عكس القلق الطبيعي الذي يكون مؤقتًا، ويُطوّر مهارة الطفل على حل المشكلات، فإن القلق المرضي يُسبب للطفل مشكلاتٍ في المدرسة والمنزل، ويُؤثر سلبًا على علاقته مع الآخرين. [2]
أنواع اضطرابات القلق عند الأطفال
من اضطرابات القلق التي تُصيب الأطفال: [3]
- اضطراب القلق العام (اضطراب القلق المُعمم)
يشعر الطفل المصاب بهذا الاضطراب بقلقٍ شديد تجاه أمور، مثل الواجبات المدرسية، والأصدقاء والعائلة، والمستقبل، مما يُؤثر على درجاته في المدرسة، ويمنعه من اللعب، وتناول الطعام وحتى النوم براحة.
يكون الطفل المصاب متعلقًا كثيرًا بوالديه، ويشعر بخوفٍ وقلقٍ شديدين عندما يبتعد أو ينفصل عنهم، لذلك فإنه قد يرفض الذهاب للحضانة أو المدرسة.
- الرهاب الاجتماعي
يشعر الطفل في هذه الحالة بالقلق عند التحدث مع الآخرين؛ بسبب خوفه الشديد من نقد الآخرين، وشعوره بالحرج، لذلك قد يتجنب المشاركة في أي ألعاب جماعية وأي أنشطة تجعله محط أنظارٍ أمام الآخرين.
- اضطراب الهلع
يُعاني الطفل من نوباتٍ مفاجئة وشديدة من القلق، وتظهر عليه أعراضٌ جسدية، مثل صعوبة التنفس، وتسارع ضربات القلب والرعشة.
في هذه الحالة يشعر الطفل بخوفٍ مفرط وذعرٍ شديد تجاه مواقف وأمور لا تُشكل خطرًا بهذا القدر، ومن الأمثلة عليه رهاب الحيوانات، أو رهاب الظلام أو فوبيا الأصوات المرتفعة.
أسباب اضطراب القلق عند الاطفال
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بالقلق غير واضحٍ بعد، ولكن عادةً ما يرتبط بالأسباب والعوامل الآتية: [2][3][4]
- التعرض لظروف ومواقف صعبة:
يُمكن أن يُصاب الطفل بالقلق عند تعرضه لصدمات نفسية ومواقف صعبة، مثل:
-
- الانتقال إلى منزل أو مدرسة جديدة بصورة متكررة.
- طلاق الوالدين وانفصاله عن أحدهما.
- مرض أو موت أحد المقربين.
- التعرض لحادثة أو إصابة خطيرة.
- التعرض للإهمال والتنمر.
- التعرض للإساءة والإهمال.
- العوامل الوراثية:
يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق إذا كان أحد والديه مصابًا بها أيضًا.
- بعض الحالات الطبية:
فقد يظهر القلق كعرضٍ لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو طيف التوحد؛ بسبب تغيراتٍ في وظائف الدماغ.
- العوامل البيولوجية:
يُعتقد أنّ اضطرابات القلق تحدث بسبب خللٍ في وظائف بعض النواقل العصبية، والتي تُعد مسؤولة عن تنظيم المزاج والاستجابة العاطفية.
- البيئة الأسرية:
يُمكن أن يتعلم الطفل القلق من والديه، فمثلًا إذا كانا يتصرفان بخوفٍ وقلقٍ مفرط كلما تعرضا لمشكلة، فإن الطفل سيستجيب بالطريقة ذاتها عندما يمر بظروفٍ صعبة أيضًا.
أعراض اضطراب القلق عند الأطفال
من أعراض القلق المرضي عند الأطفال: [1][2]
- الرعشة.
- البكاء طوال الوقت ودون أسباب واضحة.
- القلق المستمر.
- صعوبة التركيز.
- العصبية الزائدة وسرعة الانفعال.
- كثرة التبول.
- التشاؤم وكثرة التفكير السلبي.
- رفض الذهاب إلى المدرسة.
- الحركة الزائد، خاصةً أن القلق يمنع الطفل من الشعور بالراحة.
- ضعف الشهية أو زيادتها بشكلٍ مفاجئ.
- رؤية كوابيس مخيفة.
- التعلق الشديد بالوالدين.
- صعوبة في الخلود إلى النوم أو الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل.
- الشعور بألمٍ في المعدة أو العضلات دون سببٍ واضح.
- الشد العضلي المستمر.
تشخيص اضطراب القلق عند الأطفال
يعتمد الطبيب النفسي على الإجراءات والفحوصات الآتية لتشخيص القلق عند الأطفال: [2][5]
إجراء مقابلة شخصية مع الطفل والأهل
وخلالها يطرح الطبيب مجموعةً من الأسئلة حول:
- التاريخ العائلي والمرضي للطفل.
- الأعراض التي يُعاني منها، وشدتها ومدة استمرارها.
- جميع الأدوية التي يتناولها أو تناولها سابقًا.
- تأثير أعراض القلق على أداء الطفل في الأكاديمي والرياضي.
- الظروف الصعبة والصدمات النفسية التي تعرض لها مؤخرًا.
طلب بعض الفحوصات
ويلجأ إليها الطبيب لاستبعاد أي حالات تُسبب أعراضًا مشابهة للقلق، مثل أمراض الغدة الدرقية، وذلك عن طريق إجراء الفحص البدني، أو فحوصات الدم أو الفحوصات التصويرية.
تقييم الأعراض ومقارنتها
يُقارن الطبيب أعراض الطفل بمعايير اضطرابات القلق المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، مما يُساعد الطبيب في تحديد نوع اضطراب القلق لدى الطفل.
استخدام أدوات ومقاييس القلق
تضم هذه الأدوات مجموعة من الأسئلة المصممة للكشف عن اضطراب القلق وتحديد شدة الأعراض، ومن أهمها:
- مقياس اضطرابات القلق العاطفية عند الأطفال (SCARED)، والذي يُستخدم للأطفال في سن 8 سنوات أو أكبر.
- مقياس سبنس للقلق عند الأطفال (SCAS)، ويُمكن استخدامه للأطفال من عمر 6- 7 سنوات.
- مقياس القلق للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (PAS)، المخصص للأطفال من عمر 2.5- 6.5 سنة.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
علاج اضطراب القلق عند الأطفال
يعتمد علاج اضطراب القلق على عوامل، منها عمر الطفل، وسبب القلق وشدة الأعراض، حيث قد يلجأ إلى العلاج النفسي، أو العلاج الدوائي أو كلاهما معًا. [4][5][6]
العلاج السلوكي المعرفي
يُعد الخيار الأول لعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة من القلق، ويُركز هذا العلاج على تحديد الأفكار السلبية، والتي تُؤثر على مزاج الطفل وسلوكه، وتزيد من شعوره بالقلق، حيث يُحاول المعالج النفسي تغييرها. [5][6]
كما يتعلم الطفل تقنياتٍ تُساعده على التعامل مع نوبات القلق ومواجهة مخاوفه، وتستمر عادةً جلسات العلاج النفسي لفترة تتراوح بين 12- 20 أسبوعًا . [5][6]
العلاج بالتعرض
يُعد أحد أنواع العلاج النفسي، ويُركز على تعريض الطفل بشكلٍ تدريجي- وتحت إشراف الطبيب- لمخاوفه؛ ليعتاد عليها ويقل شعوره بالخوف والهلع عند تعرضه لها، فعلى سبيل المثال لو كان الطفل يُعاني من فوبيا القطط، فإن الطبيب سيطلب منه مشاهدة مقاطع مسلية للقطط، وبعد فترة يُشجعه على اللعب معها. [5][6]
العلاج الدوائي
أحيانًا قد يلجأ الطبيب لمضادات الاكتئاب في الحالات المتوسط أو الشديدة، خاصةً إذا لم يستجب الطفل لجلسات العلاج النفسي، ومن الأمثلة عليها: [5][6]
- فلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
- باروكستين (بالإنجليزية: Paroxetine).
- سيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline).
- دولوكستين (بالإنجليزية: Duloxetine) إذا لم تُناسبه الأدوية الأخرى.
لكن مفعولها لا يظهر مباشرةً بعد تناولها، بل يجب الالتزام باستخدامها لمدة 2- 4 أسابيع، كما قد تُسبب آثارًا جانبية، مثل: [1][4]
- جفاف الفم.
- الأرق.
- الصداع.
مضاعفات اضطراب القلق عند الاطفال
يجب عدم إهمال اضطرابات القلق عند الأطفال؛ حيث إن تركها دون علاج يزيد من خطر: [1][7]
- الاكتئاب.
- تعاطي المخدرات مستقبلًا.
- تدني الدرجات أو حدوث مشكلات تمنع الطفل من الدراسة.
- الانتحار.
نصائح للتعامل مع اضطراب القلق عند الأطفال
يُفضل أن يتبع الوالدان الطرق الآتية لتخفيف القلق: [1][8]
- شرح طبيعة الحالة التي يُعاني منها الطفل وأعراضها.
- تشجيعه على مشاركة مخاوفه ومساعدته على إيجاد حلول للتعامل معها.
- تعليمه الطريقة الصحيحة للتعامل مع مشاعره.
- تشجيعه على طلب المساعدة عند الحاجة إليها.
- الالتزام بروتين يومي منظّم؛ لزيادة شعور الطفل بالراحة والاستقرار.
- محاولة توعية الطفل أن القلق والحزن تجاه المواقف الصعبة أمر طبيعي.
- الحديث مع الطفل حول التغيرات التي يمر بها، كالانتقال من مدرسة لأخرى.
- تشتيت ذهن الطفل، فمثلًا إذا كان يشعر بالقلق من الذهاب للمدرسة فيُمكن اللعب معه أثناء الذهاب إليها.
- تعليمه تقنيات الاسترخاء البسيطة، مثل تمارين التنفس العميق.
- تشجيعه على ممارسة الرياضة؛ لتفريغ المشاعر السلبية.
- تقديم أطعمة صحية ومتوازنة.
نصيحة الطبي
يُسبب اضطراب القلق عند الأطفال التوتر والخوف الشديدين، يمنعان الطفل من اللعب وممارسة حياته بشكلٍ طبيعي، وحسب حالة الطفل يلجأ الطبيب للعلاج النفسي أو الأدوية، كما يُمكن للوالدين اتباع طرقٍ بسيطة لتهدئة الطفل وتخفيف شعوره بالقلق.
ويُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي إذا كنت تظن أن ابنك مصابٌ بالقلق؛ ليُقيم الطبيب حالته ويُساعده على التغلب على قلقه.
اثناء مرور الانسان بمراحل النمو المختلفة يحمل معه كل ما زرع في سنواته الاولى من طاقات وقدرات ومواهب يعتقد بعض ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :