هل يمكن للطعام الذي تتناولينه يوميًا أن يغيّر طريقة عمل هرموناتك، ويخفّف من أعراض تكيس المبايض، بل ويُحسن فرص الحمل؟ نعم! تكيس المبايض لا يسبب فقط اضطراب الدورة وزيادة الوزن، بل يرتبط أيضًا بمقاومة الأنسولين والالتهابات التي تجعل الأعراض أكثر إزعاجًا. وهنا يظهر دور النظام الغذائي كأداة فعّالة وحقيقية يمكنك البدء بها اليوم دون انتظار، لتخفيف الأعراض وتنظيم الهرمونات وتحسين صحتك على المدى البعيد. [1][2]

في هذا الدليل، نأخذك خطوة بخطوة للتعرّف على أفضل الأنظمة الغذائية التي أثبتت الدراسات فعاليتها في السيطرة على تكيس المبايض، والأطعمة التي تساعدك على استعادة طاقتك وتنظيم هرموناتك، وتلك التي يجب الابتعاد عنها. [1][2]

اختاري مصادر الكربوهيدرات الصحية

ركّزي على تناول مصادر الكربوهيدرات الصحية وحددي كميتها؛ فهذه الخطوة ضرورية لتنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين استجابة الجسم للإنسولين، فكلما تناولتِ كمية أكبر من الكربوهيدرات، ارتفع مستوى السكر في الدم وزاد إفراز الإنسولين، مما يُؤدي لتفاقم أعراض تكيّس المبايض. [3]

ويوضح الجدول الآتي مصادر الكربوهيدرات والحصص الموصى بها: [3][4]

الصنف الغذائي عدد الحصص ملاحظات
الفاكهة حصتان يوميًا (الحصة الواحدة فاكهة بحجم قبضة اليد (80 غرام) أفضل الأنواع: التفاح، والبرقوق، والتوتيات والعنب
الحبوب الكاملة 1- 3 حصص الأرز البني، والشوفان، والكينوا وخبز الحبوب الكاملة
الخضراوات النشوية 1- 3 حصص مثل البطاطس والبازيلاء
منتجات الألبان  3 حصص يوميًا (الحصة الواحدة تعادل كوب حليب، و125 غ زبادي، وقطعة صغيرة من الجبن) يُفضّل اختيار الأنواع قليلة الدسم أو اللاكتوز، أو بدائل مثل حليب اللوز وجوز الهند.

ركزي على الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض

يحدد المؤشر الجلايسيمي (GI) سرعة ارتفاع السكر في الدم بعد تناول الطعام. ويُعد اختيار أطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي من أهم الطرق لتحسين حساسية الأنسولين وتنظيم الدورة الشهرية. [2]

ويمكنكِ اتباع النصائح الآتية لخفض المؤشر الجلايسيمي للوجبات: [3]

  • أضيفي البقوليات والخضروات لزيادة الألياف؛ لأنها تقلل امتصاص السكر في الأمعاء.
  • تناولي الكربوهيدرات مع البروتين والدهون الصحية، فمثلًا تناولي التونة أو الفاصولياء مع البطاطس.
  • استبدلي المنتجات المصنوعة من الطحين الأبيض بتلك المصنوعة من الحبوب الكاملة (خبز الجاودار، خبز الحبوب الكاملة).
  • نوعي بين الحبوب: البرغل، الكينوا، الأرز البري.
  • تناولي البطاطا الحلوة بدلًا من البطاطس العادية.
  • وزعي حصص الفواكه ولا تتناوليها دفعةً واحدة.

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

أضيفي مصادر أوميغا 3 لمكافحة الالتهاب

احرصي على تضمين دهون أوميغا 3 في نظامك الغذائي، إذ تُساهم هذه الدهون الصحية في الحد من الالتهابات المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض. يُنصح بتناول حصتين من الأسماك الدهنية أسبوعيًا، مثل السلمون أو السردين، بالإضافة إلى مصادر نباتية مثل: [2]

  • بذور الشيا.
  • بذور الكتان.
  • الجوز.
  • الأعشاب البحري.
  • الطحالب.

تناولي كمية كافية من البروتين الصحي

يُعد تناول البروتينات قليلة الدهون خيارًا غذائيًا مهمًا للمساعدة في التحكم بالوزن وتحسين مستويات الأنسولين لدى المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. فاستبدال اللحوم الغنية بالدهون المشبعة، مثل اللحوم الحمراء والمصنعة، بمصادر بروتين صحية يُقدم الفوائد الآتية: [5]

  • الشعور بالشبع لمدة أطول.
  • تحسين عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية.
  • الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

ومن مصادر البروتين الصحية: [5]

  • الدواجن المشوية أو المسلوقة.
  • السمك.
  • الفول.
  • البازلاء.
  • التوفو.

استشيري أخصائي التغذية حول حمية مناسبة

قبل اختيار أي حمية غذائية، من المهم استشارة أخصائي التغذية لتحديد النظام الأنسب لحالتك الصحية، ودرجة التكيس، ووزنك وطبيعة نمط حياتك. فكل حمية لها آلية مختلفة في التأثير على الهرمونات، ومقاومة الأنسولين، والالتهابات. فيما يلي أشهر الأنظمة الغذائية التي أثبتت الدراسات فعاليتها لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض:

النظام الغذائي المضاد للالتهابات (Anti-Inflammatory Diet)

يرتكز هذا النظام على تناول الفواكه، والخضراوات، والبروتينات قليلة الدهون، والمكسرات، والبذور، والدهون الصحية، مع تجنب الأطعمة المصنعة، والسكريات العالية، والأطعمة المالحة واللحوم الحمراء المعالجة. [4]

وقد أظهرت دراسة أن النساء المصابات بتكيس المبايض اللاتي اتبعن هذا النظام لمدة ثلاثة أشهر فقدن نحو 7% من وزنهن، كما انخفضت لديهن مستويات الكوليسترول، وتحسّن ضغط الدم وتراجعت مؤشرات الالتهاب بشكل ملحوظ. [4]

حمية البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean Diet)

تُعد واحدة من أفضل الحميات لتكيس المبايض، خاصة عند تقليل الكربوهيدرات. فقد بيّنت الدراسات أن حمية البحر الأبيض المتوسط قد تساعد على فقدان ما لا يقل عن نصف كيلوغرام أسبوعيًا لدى المصابات بتكيس المبايض. [4]

من الأطعمة المسموحة في هذه الحمية: [5]

  • جميع أنواع الفواكه والخضروات.
  • الأسماك والمأكولات البحرية مثل السلمون، التونة، الجمبري، القاروص.
  • الحبوب الكاملة: الأرز البني، الكينوا، الكسكس.
  • الدهون الصحية: زيت الزيتون، المكسرات غير المملّحة، الأفوكادو.

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

حمية داش (DASH Diet)

صُممت حمية داش أصلًا لخفض ضغط الدم، لكنها أثبتت أيضًا فعاليتها في تحسين مقاومة الأنسولين لدى النساء المصابات بتكيس المبايض. وتشير الدراسات إلى أن انخفاض الأنسولين الناتج عن هذه الحمية يساعد في تنظيم الدورة وتحسين التوازن الهرموني. [5]

تعتمد هذه الحمية على: [5]

  • الفواكه والخضروات.
  • الحبوب الكاملة.
  • البروتين منخفض الدهون.
  • تقليل الدهون المشبعة والسكريات المكررة.

حمية الكيتو (Ketogenic Diet)

تعتمد حمية الكيتو على خفض الكربوهيدرات إلى نحو 5% من السعرات اليومية (حوالي 30 جم)، مع زيادة الدهون الصحية. [4]

وقد أظهرت الدراسات أنها تساعد في: [4]

  • خفض مستويات السكر في الدم.
  • تحسين حساسية الأنسولين.
  • تعزيز وظائف الكبد.
  • تنظيم الدورة الشهرية.

وفي دراسة استمرت 12 أسبوعًا، فقدت النساء المصابات بتكيس المبايض حوالي 9 كغم، وانخفض مؤشر كتلة الجسم لديهن بشكل ملحوظ. [4]

تجنبي الأطعمة الممنوعة لتكيس المبايض قدر الإمكان

عند اتباع نظام غذائي لتخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض، ستحتاجين إلى تجنب الأطعمة والمشروبات الآتية التي يمكن أن ترفع مستوى السكر في الدم، وتزيد الالتهابات، وتسبب زيادة الوزن، ومنها: [5]

  • الكربوهيدرات المكررة، مثل:
    • الخبز الأبيض.
    • عجينة البيتزا.
    • المعكرونة العادية.
    • الأرز الأبيض.
  • المشروبات السكرية مثل:
    • المشروبات الغازية.
    • عصير الفاكهة المحلى.
  • الأطعمة السكرية مثل:
    • الكعك والحلويات والبسكويت وغيرها من الحلويات.
    • حبوب الإفطار المحلاة.
    • الزبادي مع السكر المضاف.
    • الآيس كريم مع السكر المضاف الزائد أو بدائل السكر.
  • الدهون المشبعة والمتحولة مثل:
    • اللحوم الحمراء.
    • اللحوم المعالجة والمصنعة كالوجبات السريعة.
    • الدونات.
    •  البطاطس المقلية.
    • البيتزا المجمدة.

نصيحة الطبي

النظام الغذائي يمكن أن يكون نقطة التحوّل الحقيقية في رحلة علاج تكيس المبايض؛ فهو لا يساعد فقط في تنظيم الهرمونات وتقليل مقاومة الإنسولين، بل يعيد توازن جسمك، يُخفّف الأعراض المزعجة، ويحسّن فرص الحمل بشكل ملحوظ. يوضح هذا المقال أهم الإرشادات الغذائية المدعومة بالدراسات، مثل اختيار الكربوهيدرات الصحية، تناول البروتينات قليلة الدهون، إضافة دهون الأوميغا 3، والاعتماد على أنظمة فعّالة مثل حمية البحر المتوسط، حمية داش، وحمية الكيتو.

كما يستعرض الأطعمة التي يجب تجنّبها للسيطرة على الالتهابات والسكر، مما يمنحك خطة واضحة تساعدك على استعادة طاقتك وتحسين صحتك وجودة حياتك خطوة بخطوة.

اقرا ايضاً :

 انتهاء صلاحية المواد الغذائية  .. أين الخطر؟