كثرة الأحاديث على وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الكثيرين مرتبكين: هل زيت الكانولا صحي فعلًا أم أنه ضار؟

في هذا المقال ستجد الإجابة الواضحة بعيدًا عن المبالغات، حيث نستعرض فوائد زيت الكانولا، وأضراره المحتملة، وما يميّزه عن الزيوت الأخرى المشهورة، مثل زيت الزيتون.

ما هو زيت الكانولا؟

زيت الكانولا (بالإنجليزية: Canola oil) هو زيت نباتي يُستخرج من بذور الكانولا، ويُعد من أكثر الزيوت شيوعًا حول العالم، ويُشتهر حاليًا كأحد أفضل الزيوت لصحة القلب؛ لأنه يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة مقارنةً بمعظم الزيوت النباتية الأخرى. [1][2]

لكن يجدر بالذكر أن معظم محاصيل الكانولا المزروعة اليوم معدّلة وراثيًا (GMO) بهدف تحسين جودة الزيت، وحماية النبات من الإصابة بالأمراض، كما أن أغلب منتجات زيت الكانولا تمر بعملية تُسمى الهدرجة، حيث يُضاف الهيدروجين إلى الزيت لتغيير تركيبه الكيميائي، وجعله صلبًا في درجة حرارة الغرفة، مما يُطيل فترة صلاحيته، ويسهّل استخدامه. [1]

لسوء الحظ، فإن عملية الهدرجة تزيد من نسبة الدهون المتحولة في الزيوت، وهذا ما أثار الجدل حول ما إذا كان زيت الكانولا صحيًا بالفعل أم لا. [1]

فوائد زيت الكانولا

كشفت الدراسات العملية عن العديد من الفوائد الصحية لزيت الكانولا؛ لكن يجدر العلم أنها أُجريت على الأنواع غير المهدرجة والتي لم تتعرض لدرجات حرارة عالية، ومن هذه الفوائد: [2][3]

  • غني بالدهون الصحية:

يحتوي زيت الكانولا على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة المفيدة، خصوصًا أحماض أوميغا-3 مثل حمض "ألفا-لينولينيك" (ALA)، وهو عنصر أساسي لا يستطيع الجسم تصنيعه، ويجب الحصول عليه من الغذاء.

  •  حماية القلب:

تشير بعض الدراسات إلى أن حمض ALA في زيت الكانولا قد يساهم في حماية القلب عبر خفض ضغط الدم، وتقليل الكوليسترول الضار (LDL)، والحد من الالتهابات.

وفي دراسة أجريت على 72 سيدة مصابة بتكيس المبايض (PCOS)، أدى استهلاك 25 غرامًا من زيت الكانولا (الذي لم يتعرّض لدرجات حرارة عالية) يوميًا لمدة 10 أسابيع إلى خفض مستويات الدهون الثلاثية، وتحسين نسبة الكوليسترول الضار إلى الكوليسترول النافع، مقارنة بزيت الزيتون المكرر، وزيت دوار الشمس. 

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

  • مصدر جيد لفيتامين هـ:

يُعد زيت الكانولا غنيًا بفيتامين هـ (فيتامين E) مثل باقي الزيوت النباتية، والذي يُعرف بأنه مضاد أكسدة قوي يساعد على:

    • حماية الخلايا من أضرار الجذور الحرة.
    • دعم جهاز المناعة.
    • تقليل خطر تجلط الدم.
    • منع أكسدة الكوليسترول الضار LDL، مما يخفّض خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وأمراض القلب.
  • تأثير إيجابي على متلازمة الأيض:

إن كثرة تناول الدهون المشبعة مرتبط بمقاومة الإنسولين، والسمنة، ومتلازمة الأيض، ووجدت بعض الأبحاث أن استبدال الدهون المشبعة بالدهون الأحادية غير المشبعة (مثل الموجودة في زيت الكانولا) قد يساعد على تحسين حساسية الإنسولين، وتنظيم مستويات السكر في الدم، لكن العلاقة ما تزال غير مُثبتة. [4]

أضرار زيت الكانولا

بالرغم من اعتباره خيارًا صحيًا للقلب، إلا أن هناك بعض المخاوف الصحية المرتبطة باستخدام زيت الكانولا، منها: [2][5]

  • تعتبر نسبة أوميجا 6 إلى أوميجا 3 أعلى في زيت الكانولا، وقد ربطت بعض الدراسات ذلك بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، أهمها السمنة، والزهايمر، وحتى أمراض القلب.
  • معظم أنواع زيت الكانولا الموجودة في الأسواق هي مكررة، أي تعرّضت للحرارة وعمليات كيميائية أدّت إلى نزع محتواها الطبيعي من العناصر الغذائية المفيدة.
  • تعريض زيت الكانولا إلى عملية الهدرجة المذكورة سابقًا يؤدي إلى تكوّن الدهون المتحوّلة التي لم تكن موجودة في الزيت الطبيعي، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  • أشارت دراسة عام 2017 أجريت على الفئران، أن استهلاك زيت الكانولا لفترة طويلة قد يؤثر سلبًا على الذاكرة، لكن الأمر يحتاج إلى المزيد من الإثباتات.

هل يفضّل استخدام زيت الكانولا للقلي؟

يمكن استخدام زيت الكانولا في الطبخ، لكن يفضّل تجنبه في القلي العميق؛ لحصول عدة تغيرات خطيرة في تركيبة الزيت، منها: [3][4]

  • تكوّن الدهون المتحولة:

تكرار تسخين زيت الكانولا يؤدي إلى زيادة الدهون المتحولة بشكل كبير، فقد وجدت إحدى الدراسات أن إعادة تسخين الزيت رفعت نسبة الدهون المتحولة فيه بنسبة 233%.

  • إنتاج مركبات ضارة:

تتكوّن مجموعة من الجذور الحرة عند استخدام نفس زيت الكانولا لعدة المرات، وهي مركبات تسبب تلف الخلايا وتزيد من الالتهابات داخل الجسم.

بشكل عام، لا يُنصح بإعادة استخدام زيت الكانولا بعد القلي.

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

ما الفرق بين زيت الكانولا وزيت الزيتون صحيًا؟

يحتوي كل من زيت الكانولا وزيت الزيتون على نسبة عالية بالدهون غير المشبعة المفيدة لصحة القلب، لكن هناك بعض الفروقات بينهما في القيمة الغذائية كما هو موضّح في الجدول: [6]

القيمة الغذائية (لكل ملعقة طعام) زيت الكانولا زيت الزيتون
السعرات الحرارية 124 سعرة حرارية 119 سعرة حرارية
الدهون الكلية 14 غرام 14 غرام
الدهون المشبعة  1 غرام 2 غرام
فيتامين هـ 2.45 ملغ 1.94 ملغ

بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الفروقات الأساسية بين زيت الكانولا وزيت الزيتون، وهي: [7]

  • زيت الزيتون طبيعي وغير معدّل وراثيًا، على عكس معظم منتجات زيت الكانولا.
  • يحتوي زيت الزيتون (خاصة البكر) على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات والأمراض المزمنة، بينما لا يحتوي زيت الكانولا على أي مضادات أكسدة بعد تكريره.
  • يُعتبر كلا النوعين صحيان عند الاستخدام المعتدل، لكن زيت الزيتون البكر الممتاز يتميز بخصائص إضافية مضادة للأكسدة، ومثبتة علميًا لصحة القلب أكثر من زيت الكانولا.

أفضل بدائل زيت الكانولا

هناك بدائل صحية يمكن الاعتماد عليها بدلًا من زيت الكانولا، خاصة عند الطهي بالحرارة العالية، وهي: [2]

نصيحة الطبي

زيت الكانولا من الزيوت النباتية قليلة الدهون المشبعة، وغني بالدهون غير المشبعة الصحية، إضافةً إلى أحماض أوميغا 3 وفيتامين هـ، لكن فوائده ترتبط أساسًا بالأنواع الطبيعية غير المهدرجة. في المقابل، قد يسبب الإفراط في تناوله مخاطر على صحة القلب، والذاكرة، ويزيد من الالتهابات. لذلك يُنصح باستخدامه باعتدال، وتجنب استعماله في القلي العميق، مع الحرص على اختيار الأنواع الطبيعية غير المهدرجة.

اقرا ايضاً :

 تسع  حقائق  عن  إنقاص  الوزن  الدائم