اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي معقد يتمثل بتقلبات المزاج، والنظرة الدونية للذات، وغيرها العديد من الأعراض. [1]

عند تجاهل علاج اضطراب الشخصية الحدية فإنه يسبب مجموعة من المضاعفات التي قد تشكل خطرًا على حياة الفرد، وسنناقش في هذا المقال أبرز مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية، وكيف من الممكن التغلب على هذا الاضطراب.

مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية

تظهر مضاعفات الشخصية الحدية نظرًا لتأخر علاج الاضطراب، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب صعوبة تشخيصه، حيث تتشابه أعراض الاضطراب مع أعراض اضطرابات نفسية أخرى، فغالبًا ما يتم الخلط بين اضطراب الشخصية الحدية وغيره من الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب، وثنائي القطب. [1]

تشمل مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية ما يلي:

مشاكل في العلاقات

يجد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية عادةً صعوبة في الحفاظ على علاقات مستقرة وصحية، حيث أن مرضى اضطراب الشخصية الحدية يمتلكون رؤية أحادية اللون للأشخاص، أي إما أبيض أو أسود، فإما أن يرون الشخص الآخر جيدًا أو سيئًا، وتتغير هذه النظرة بشكل مفاجئ وفوري، وذلك لعدة أسباب تشمل: [1]

  • العواطف الشديدة وغير المستقرة.
  • الخوف من الهجران.
  • صعوبة في الثقة والتواصل.

يمكن أن يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات مع العائلة والأصدقاء والأشخاص المقربين للمرضى.

اقرأ أيضًا: ما هي صفات الشخصية الحدية؟

من الممكن أن يؤثر الاضطراب أيضًا على العلاقات الزوجية، وقد يكون ضعف الانتصاب والاضطرابات الجنسية من مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية، وخصوصًا ذلك الناتج عن وجود تاريخ من الاعتداء الجنسي. قد يكون دافع هذا السلوك هو خوف من الهجران، أو رغبة في التأكيد على الحب والاهتمام. [2]

وقد تؤدي المشاكل المستمرة في العلاقات في مكان العمل على فقدان العمل، خصوصًا إذا اتبع المريض نهج الحب والكره تجاه رئيس العمل. [1]

ولكن تجدر الإشارة أن ذلك لا يمكن تعميمه على جميع المرضى، حيث أن بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدودية يعملون بشكل جيد جدًا، ومن الممكن الاستمرار في العلاقات بشكل طبيعي. 

إيذاء النفس

يعد إيذاء النفس واحد من أهم مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية، حيث أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يلحقون الأذى بأنفسهم، مثل حرق أو إحداث جروح في الجسد، وقد يصل الأمر إلى محاولة الانتحار والوفاة، وقد تصل نسبة الوفيات الناتجة عن محاولات الانتحار إلى 10%. [1,3]

غالبًا ما يقوم الفرد المصاب بالاضطراب بإيذاء نفسه عندما يكون مضطرب المزاج وغير سعيد، في محاولة للتعبير والتعامل مع مشاعرهم، وللتعبير عن الغضب بشكل أكبر، وكعقاب الذات، وصرف الانتباه عن النفس، واستدراج المشاعر العادية بشكل غير ملائم. [3]

أيضًا، قد يرغب مريض الشخصية الحدية في ممارسة بعض السلوكيات الخطرة، التي ستؤدي إلى عواقب صحية وجسدية سيئة، مثل: [1,3,4]

  • الإسراف في الإنفاق المالي.
  • سوء استخدام المواد الخطرة.
  • القيادة العشوائية، والتي غالبًا ما تسبب حوادث السير.
  • ممارسة العلاقة الجنسية بطرق غير آمنة.

اقرأ أيضًا: كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية

أتكلم أثناء النوم بكلام واضح ومفهوم واحيانا اضحك، وأحرك يدي في منامي ما هي الوسيلة للتخلص من الحالة

الإصابة بأمراض مزمنة

لا تقتصر مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية على البيئة المحيطة، ولكنها أيضًا تؤثر على الصحة والجسم، حيث أنها تزيد من خطر الإصابة ببعض المشاكل، مثل: [1,3,4]

  • الاكتئاب.
  • ثنائي القطب.
  • الإدمان.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • اضطرابات الطعام، مثل نهم الطعام، والذي غالبًا ما يتطور إلى الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، وسوء التغذية.

مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية على المقربين

عندما يعاني شخص ما من اضطراب الشخصية الحدية، فإنه لا يؤثر عليه فقط، بل يؤثر أيضًا على من حوله، حيث أن التعامل مع المصابين بالاضطراب ليس سهلًا، بل إن من تأثير ومضاعفات اضطراب الشخصية الحدية على المحيطين بالمرض ما يلي: [5]

  • الشعور بالذنب تجاه ما أصاب المريض، حيث أنه قد ينجم اضطراب الشخصية الحدية عن صدمة في الطفولة، لذلك يجد أفراد العائلة أنفسهم يشعرون بالمسؤولية جزئيًا.
  • زيادة الضغوط والعبء على العائلة، والشعور بالعجز بسبب الأعراض التي يعاني منها المريض من صعوبة في التعامل مع العلاقات، ولأعراضه الأخرى مثل الغضب، وإلحاق الأذى بالنفس والانتحار، وسلوكيات أخرى.
  • الشعور بالمسؤولية، فعادةً ما يشعر أفراد العائلة والأصدقاء بالحاجة إلى التدخل عندما يكون أحد المقربين في حالة من الاضطراب، وأحيانًا يشعرون بمسؤولية تجاه صحة الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الحدية.
  • الحاجة إلى دعم النفسي للأفراد المحيطين بالمريض.

اقرأ أيضًا: أدوية علاج اضطراب الشخصية الحدية

اقرا ايضاً :

هوس الطعام الصحي

نصيحة الطبي

في النهاية، تنتج مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية نتيجة لتأخر العلاج أو إهماله، لذلك من المهم الاهتمام بذلك، وتشجيع الأفراد المصابين بالاضطراب على الاستمرار في العلاج، حيث أن هناك فرصة لتحسن أعراض اضطراب الشخصية الحدية مع مرور الوقت، وتجنب المضاعفات الخطيرة.