يتعرّض الجميع دون استثناء لضغوطات عاطفية ومشاكل الحياة المختلفة والتي يُمكن أن تؤثر على صحتهم النفسية. لكن، من المُمكن أن تكون بعض الأمراض النفسية شائعة إلى حدٍ ما عند النساء، ويعود ذلك إلى طبيعة التحديّات والظروف التي يواجهونها إضافةً لطبيعة أجسادهن الفسيولوجية. [1]

وفي هذا المقال سنتعرف على 6 أنواع من الأمراض النفسية الشائعة عند النساء والأسباب الكامنة وراء ذلك.

{subscription_link}

اضطرابات نفسية شائعة عند النساء

يُلاحظ إصابة النساء بعدد من الاضطرابات النفسية بنسبة أكبر مقارنةً بالرجال، وتشمل أنواع هذه الاضطرابات ما يلي:

القلق والتوتر

تعتبر حالات القلق والتوتر إحدى أهم أنواع الاضطرابات النفسية تأثيرًا على النساء، حيث تشير الإحصائيات إلى أنّ النساء من بعد البلوغ وحتى وصولهن لعمر 50 عامًا معرّضات للإصابة بالقلق بنسبة الضعف مقارنةً بالرجال. [1][2]

ويعود ذلك لعدّة أسباب أهمها دور المجتمع في فرض بعض القوانين على النساء دون الرجال وتقليص حقوقهم في التعليم، وحرية التنقل، وتولي بعض المناصب. كما قد تتعّرض بعض النساء إلى التعنيف الجسدي والجنسي في العديد من المجتمعات، ممّا يؤدي إلى إصابتهم بصدمات نفسية. [1][3]

إضافةً إلى محاولة المرأة على التوفيق بين جميع الأدوار التي تشغلها بين الحياة العملية والإجتماعية، ممّا يزيد من الضغوطات التي على عاتقها، الأمر الذي يزيد من شعورها بالقلق والتوتر. [4]

كما أنّ فسيولوجية جسم المرأة والمراحل المختلفة التي تمر بها بدءًا من البلوغ مرورًا بفترات الحمل والولادة ووصولًا لمرحلة سن الأمل وما يُرافقها من تغيّرات في مستويات الهرمونات يُمكن أن يساهم في زيادة احتمالية إصابة المرأة بالقلق والتوتر. [3]

أيضًا، يُساهم هرمون الإستراديول المفرز من الغدد التناسلية عند النساء في تباين احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية بين الرجال والنساء. فضلًا عن تواجد هرمون التستوستيرون بنسب أقل لدى النساء مقارنةً بالرجال، حيث يمتلك هذا الهرمون خصائص مضادة للقلق والاكتئاب. [1][2]

الإكتئاب

يزداد خطر الإصابة بالإكتئاب عند النساء بمقدار الضعف مقارنةً بالرجال، وقد يؤثر الاكتئاب على سير الحياة بشكل كبير، ويشمل ذلك التأثير على قدرة الشخص على القيام بالأعمال اليومية، وعلاقاته الشخصية، كما أنّه يؤثر سلبًا على جودة النوم، وفي حال عدم علاج الإكتئاب وتحسين الوضع النفسي للشخص، يُمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى زيادة خطر محاولات الانتحار. [1][5]

تتعرّض النساء إلى العديد من أشكال الاكتئاب، أهمها اكتئاب ما بعد الولادة والاضطرابات النفسية قبل الدورة الشهرية، وذلك بسبّب حدوث العديد من التغيّرات الهرمونية خلال هذه الفترات. [1][3]

كما تتسبّب بعض الضغوطات الإجتماعية بزيادة خطر إصابة المرأة بالاكتئاب، إذ يُلقى على عاتقها دور أساسي ومحوري في تربية وتعليم أطفالها، وإنجاز الأعمال الأخرى الموكلة إليها دون مساعدة الآخرين في بعض الأحيان. [1]

إضافةً للضغوطات الإقتصادية، إذ تُعطي بعض أنواع الأعمال رواتب أعلى للرجال ويكون لهم أولوية أكبر في الترقية. كما تعاني الكثير من السيدات العاملات من الشعور بالذنب لتركها أبنائها لساعات طويلة، ممّا يؤدي إلى زيادة العبء النفسي عليها وزيادة تعرضها للاكتئاب. [1]

لذلك من الضروري مساعدة المرأة في تربية الأبناء والأعمال المنزلية إضافةً لتخصيص وقت لسماع الضغوطات التي تمر بها للتعبير عن مشاعرها والتخفيف عنها. [1]

اضطراب ما بعد الصدمة

تتعرّض العديد من النساء إلى الصدمات النفسية نتيجةً لصراعات عنيفة، والحروب، والكوارث الطبيعية، وما يترتب عليها من تهجير قصري. علاوةً على ذلك، إنّ قُرابة 20% من النساء تعرّضن أو واجهن محاولة إغتصاب خلال فترة ما من حياتهن، الأمر الذي يزيد من خطر إصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة. [1][2]

فمن المُمكن أن تلقي المرأة اللوم على نفسها جراء حدوث هذه الصدمات، الأمر الذي يزيد من الأثر النفسي السلبي التي يُمكن أن تشعر به المرأة بعد الصدمات، ممّا يزيد من خطر إصابتها بهذا النوع من الاضطرابات النفسية. [1]

وتشير المؤسسة الوطنية للأمراض العقلية إلى أنّ النساء معرضات للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بمعدل ضعف إصابة الرجال به، كما أنّ احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب بشكل مزمن تكون أعلى عند النساء بمقدار أربعة أضعاف مقارنةً بالرجال. [1]

تُرافق إصابة المراة باضطراب ما بعد الصدمة عددًا من الأفكار السلبية، والكوابيس، وتقلبات في المشاعر، وهذا ما يؤكد أهمية تقديم الدعم النفسي للنساء المصابات بهذا الاضطراب. [4]

انا طالبة في كلية الطب ولكن اشعر ان المجال لا يناسبني وانا خائفة وبسبب ذلك اعاني من قلق شديد ومستمر يمنعني من ممارسة حياتي واشعر بسبب ذلك بالام جسدية اريد ان اعرف كيف اذا كنت احتاج لعلاج نفسي او لا

اضطراب الأكل

تُقدّر احتمالية إصابة النساء باضطرابات الأكل بمقدار 10 أضعاف إحتمالية إصابة الرجال بها، وعادةً ما تكثر الإصابة بهذه الأمراض لدى النساء بين سن 18 - 21 عامًا. ويعتبر كلًا من فقدان الشهية والشره المرضي من أهم اضطرابات الأكل عند النساء. [3][4][6]

تهتم الإناث بمختلف أعمارهن بالمظهر الخارجي، وهذا ما يجعلهم يدققون على أوزانهم ويحاولون أقصى جهدهم لتجنُّب زيادة أوزانهم. ومن المُمكن أن يُسبّب الإفراط في التفكير بهذه الأمور إلى زيادة احتمالية الإصابة بفقدان الشهية أو في بعض الحالات قد يحدث العكس وتُصاب المرأة بالشره المرضي. كما تُسبب قلة الثقة بالنفس في الإصابة بهذا النوع الاضطرابات النفسية عند النساء. [4][2]

كما يجدر التنويه إلى أنّ الإصابة باضطرابات الأكل عند النساء يُمكن أن تكون نتيجةً لإصابتهم بالقلق المزمن أو الإكتئاب. [6]

اكتئاب ما بعد الولادة

يُمكن أن تصاب المرأة باكتئاب ما بعد الولادة نظرًا للتغيّرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة، ومواجهتها لمسؤوليات جديدة تتعلق بالإهتمام بالطفل، وقلة النوم، إضافةً للتعب الجسدي بعد فترة الولادة. [4] 

كما أنّ الإصابة بهذه الحالة يُمكن أن تُرافق حالات الإجهاض وصعوبات الحمل، حيث يحدث ذلك نتيجةً للحزن والقلق الشديد الذي تشعر به المرأة، إضافةً للضغوطات التي قد تمارس عليها في هذه الفترة. [7]

ليس ذلك فقط، يكون هذا النوع من الإضطرابات النفسية أكثر شيوعًا عند النساء اللاتي يُعانين مسبقًا من بعض الحالات النفسية، مثل: الاكتئاب والقلق. [7]

اقرأ أيضًا: طرق علاج اكتئاب ما بعد الولادة

اضطراب الشخصية الحدية

من الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا عند النساء مقارنةً بالرجال أيضًا مرض اضطراب الشخصية الحدية، حيث تُصاب به النساء بمعدل 3 أضعاف الإصابة به عند الرجال، ويحدث ذلك نتيجة الاختلافات البيولوجية والاجتماعية بين الجنسين. [7][8]

وعادةً ما تُصاب النساء باضطراب الشخصية الحدية في بداية عمر العشرينات لأنّها تكون في فترة انتقالية ما بين الدراسة، والعمل، والعلاقات الشخصية. [7]

يُرافق الإصابة باضطراب الشخصية الحدية تقلبات في المزاج، والشخصية، والسلوكيات، كما يُرافقه نوبات من الغضب، والقلق، والإكتئاب التي قد تستمر إلى عدة ساعات أو أيام. [7]

نصيحة الطبي

يتعرّض جميعنا للضغوطات والمشاكل في حياتنا وهذا أمرٌ طبيعيٌ للغاية إذا تم التعامل معها بصور صحيحة والعمل على حلها. بينما يُسبّب تراكم تلك المشاكل وما يُرافقها من آثار نفسية في في زيادة خطر الإصابة بعدد من الاضطرابات التي تؤثر على الصحة النفسية.

 لذا لا بدّ من الإهتمام بالصحة النفسية وطلب العون والمساعدة من المحيطين، إضافة لمراجعة المعالجين النفسيين للتغلب على مثل هذه المشاكل. وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع لمعرفة المزيد حول كيفية التعامل مع الضغوطات العاطفية والتقليل من آثارها على الصحة النفسية.

اقرا ايضاً :

فورتايؤكسيتين: أحدث دواء مضاد للاكتئاب