يعاني العديد من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب من اضطرابات في النوم، حيث يعد الأرق من أكثر الأعراض الشائعة للاكتئاب، كذلك قد يعاني بعض مرضى الاكتئاب من فرط النوم من ناحية أخرى، فكيف يؤثر الاكتئاب على النوم؟ وهل يختلف ذلك من شخص لآخر؟

سنتناول الحديث في هذا المقال عن العلاقة بين الاكتئاب والنوم، وكيف يؤثر كل منهما على الآخر، والعلاجات المستخدمة، ومتى يجب الحصول على الاستشارة الطبية.


ما هي العلاقة بين الاكتئاب والنوم؟

غالباً ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب صعوبة في النوم أو الاستغراق في النوم، وتسمى هذه الحالة بالأرق والذي يعد أحد العلامات الشائعة للاكتئاب، وعادةً ما تعاني النساء من الأرق أكثر من الرجال.

من ناحية أخرى قد يعاني بعض مرضى الاكتئاب من الإفراط في النوم على نحو غير طبيعي. [1]

يمكن القول أن قلة النوم الناجمة عن حالة طبية، مثل توقف التنفس أثناء النوم، أو بسبب عوامل شخصية أو حياتية يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. في المقابل، يمكن أن تكون عدم القدرة على النوم لفترة طويلة مؤشرًا إلى أن الشخص قد يكون مكتئبًا. [1]

أظهرت الأبحاث أن العلاقة بين الأرق والاكتئاب متبادلة، حيث وجدت دراسة أجريت عام 1997 أن كلاًّ من الأرق وفرط النوم مرتبطان بمعدل أعلى من الأفكار والسلوكيات الانتحارية ، كما أن الأرق  يزيد من خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب بمعدل عشر أضعاف. [2]

 وتوصلت دراسة أخرى أجريت عام 2006 إلى وجود صلة واضحة بين الاكتئاب وقلة ساعات النوم (أقل من 6 ساعات)، وكذلك النوم المفرط (أكثر من 8 ساعات). [2]

اقرأ أيضًا: أسباب الاكتئاب

كيف يؤثر الاكتئاب على النوم؟

يعاني ما يصل إلى 70 ٪ من الأشخاص المصابين بالاكتئاب من أحد أنواع اضطرابات النوم، مثل: [2]

  • الأرق: وهو اضطراب يشتمل على صعوبة النوم أو النوم لوقت كافي بشكل متواصل.
  • فرط النوم : يُسمى فرط النوم بالنعاس المفرط أثناء النهار، وهو الشعور بالنعاس بشكل غير طبيعي طوال اليوم، على الرغم من الحصول على قسط كافٍ من النوم.

كذلك، يعاني ما يقارب من 40% من الأشخاص الذين لديهم أرق من الاكتئاب السريري، وما يصل إلى 80% من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب يعانون من نوبات الأرق. [3]

تؤثر اضطرابات النوم على وظيفة الناقل العصبي السيروتونين الذي يلعب دروًا في تعزيز الحالة المزاجية. كذلك يمكن أن تسبب اضطرابات النوم اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مما يزيد من خطر التعرض للاكتئاب. [3]

يجدر الإشارة إلى أن بعض مرضى الاكتئاب قد يختبرون كل من الأرق وفرط النوم خلال نوبة واحدة من الاكتئاب. [3]

اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات النوم

علاج اضطرابات النوم والاكتئاب

يعتمد العلاج على تحديد المشكلة الرئيسية، فإذا كان الشخص لديه اكتئاب ويسبب له قلة النوم، فينصح بالبحث عن علاج للاكتئاب، أما إذا كان الشخص يعاني من أحد اضطرابات النوم ولديه أعراض الاكتئاب، يتم علاج اضطراب النوم لتجنب حدوث الاكتئاب. [2]

وتشمل بعض الطرق الفعالة لعلاج الاكتئاب: [3][4]

  • مضادات الاكتئاب: يوجد العديد من أنواع مضادات الاكتئاب ولكن أكثرها شيوعًا أدوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  • العلاج النفسي: يمكن علاج الاكتئاب بشكل فعال أيضاً من خلال مختلف أنواع العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والعلاج بين الأشخاص (IPT)، والعلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) الذي الذي يركز على إدارة الأرق المزمن.
  • علاجات تحفيز الدماغ: يتم اللجوء لهذه الطريقة عندما لا تكون الأدوية والأساليب الأخرى فعالة، حيث يتم علاج الاكتئاب باستخدام الصدمات الكهربائية (ECT) أو الطرق الناشئة لتحفيز الدماغ، مثل التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS)، وتحفيز العصب المبهم (VNS)، ويتم إجراؤها فقط تحت إشراف أخصائي مدرب.

عانيت من مشاكل بالمعدة وصار قلق وتوتر ونوبة هلع، وصف لي الطبيب سيرترالين ٥٠ مغ، ارتحت عليه ضليت ٨ سنوات رجعت تعبت وجاءتني نوبة قوية رفعته ل١٠٠ ما استفدت، هل يجب أرفع أكثر أو تغيير الدواء؟

طرق لتحسين النوم وأعراض الاكتئاب 

يمكن اتباع بعض الخطوات للمساعدة على تحسين جودة النوم وتخفيف أعراض الاكتئاب، وتشمل: [1][2]

  • الحرص على تناول نظام غذائي صحي ومنتظم، من خلال تناول حصص منتظمة من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، واللحوم الخالية من الدهون للحفاظ على الصحة العامة.
  • ممارسة الرياضة بفترة لا تقل عن 30 دقيقة من التمارين المعتدلة يومياً،ومن الأمثلة على الرياضات المشي.
  • تحديد وقت محدد للخلود والاستيقاظ من النوم، إذ يساعد اتباع جدول نوم ثابت في السيطرة على بعض أعراض الاكتئاب واضطرابات النوم.
  • تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل، حيث يمكن أن يقلل الضوء الأزرق والمنبهات الصادرة عن الهواتف، أو الأجهزة اللوحية، أو أجهزة التلفاز من إمكانية الاستغراق في النوم وجودته.
  • تحديد وقت محدد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
  • الحفاظ على علاقة جيدة مع أفراد العائلة والأصدقاء، والتي بدورها يمكن أن تقلل من آثار الاكتئاب وأعراضه، والشعور بالرضا مما يساعد أيضاً على النوم.
  • محاولة الهدوء والتأمل وتصفية الذهن، من خلال التنفس ببطء في حال الشعور بالتوتر.
  • أخذ حمامًا دافئًا قبل النوم مباشرة، مما قد يساعد على الاستغراق في النوم.
  • النوم في غرفة ذات درجة حرارة باردة نسبيًا.

اقرأ أيضًا:علاج الاكتئاب بالفيتامينات

اقرا ايضاً :

تأثير اختطاف الاطفال على نفسية الطفل المختطف

متى يجب الذهاب للطبيب؟

يوصى بالحصول على استشارة طبية في حال تواجد أحد الأعراض التالية: [2]

  • الشعور بالحزن المستمر لعدة أيام تصل لأكثر من أسبوعين.
  • التفكير بشكل متكرر بالانتحار أو وإيذاء النفس.
  • الشعور بآلام جسدية غير مبررة.
  • المعاناة من مشاكل في الجهاز الهضمي دون أسباب واضحة.
  • عدم القدرة على النوم لعدة أيام متواصلة.
  • عدم القدرة على التركيز أو تذكر الأشياء بوضوح.
  • الاستيقاظ فجأة أثناء الليل، والشعور بصعوبة في التقاط النفس.
  • الشعور بالنعاس المفرط بشكل غير طبيعي أثناء النهار.

نصيحة من الطبي

يمكن الحد من خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات النوم من خلال عدة طرق، مثل الحرص على اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة. ويوصى في حال المعاناة من أيّ منهما بالحصول على استشارة طبية.