يحدث خراج الثدي بشكل شائع لدى النساء المرضعات، إلّا أنّه من المُمكن أن يحدث أيضًا لدى النساء الأخريات. وعادةً ما تتسبّب خراجات الثدي بالعديد من الأعراض المزعجة، ولهذا من المهم مراجعة الطبيب في حال ظهورها من أجل إزالتها كليًا. [1]

وفي المقال التالي سنقوم بالتحدث عن كل ما يخص الخراج في الثدي، بما في ذلك أسباب ظهوره، وأعراضه، بالإضافة إلى طرق علاجه والوقاية منه.

ما هو خراج الثدي؟

إنّ خراج الثدي (بالإنجليزية: Breast Abscess) هو كتلة مؤلمة ومملوءة بالقيح تتواجد تحت جلد الثدي، وعادةً ما تكون خراجات الثدي من مضاعفات التهاب الثدي، وهو عبارة عن عدوى تحدث في أنسجة الثدي. [1][2]

يحدث خراج الثدي بشكل أكثر شيوعًا عند الإناث المرضعات، حيث يُمكن أن يحدث التهاب الثدي عند المرضعات بنسبة 2 - 3%، ومن المُمكن أن تُصاب 5 - 11% منهن بواحد أو أكثر من الخراجات. ومع ذلك، يٌمكن أن تتشكل خراجات الثدي لدى أي فرد، وعادةً ما تتشكل الخراجات غير المرتبطة بالرضاعة عند الأفراد الذين يعانون من السمنة والمدخنين. [1][3]

لا يُعدّ خراج الثدي من الحالات الخطيرة، إلّا أنّه يتطلب العلاج داخل المستشفى أو في عيادة الطبيب. [4]

ما هي أسباب خراج الثدي؟

إنّ السبّب الرئيسي لظهور الخراج في الثدي هو عدم تلقي العلاج المناسب عند الإصابة بالتهاب الثدي، حيث في هذه الحالة يُمكن للعدوى أن تدمّر الأنسجةويتراكم القيح الناجم عن العدوى داخل أنسجة الثدي. [1][4]

يتم تقسيم خراجات الثدي إلى نوعين رئيسيين، وهما الخراجات الرضاعية أو الخراجات غير الرضاعية، وذلك بناءً على ما إن كان خراج الثدي قد ظهر لدى النساء المرضعات أو لدى الفئات الأخرى من الأفراد. [2]

وغالبًا ما تختلف أسباب خراج الثدي عند المرضع عن الأسباب لدى الفئات الأخرى من الأفراد، وفيما يلي توضيحًا لكل منهما:

أسباب خراج الثدي عند المرضع

عادةً ما تحدث خراجات الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية بسبّب الإصابة بعدوى المكورات العنقودية الذهبية والبكتيريا العقدية، وهي من أنواع البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعي على جلد الثدي أو داخل فم الطفل، ومن المُمكن أن تتسبّب بالعدوى في حال وصولها إلى داخل أنسجة الثدي عبر جروح أو تشققات الحلمات. كما يُمكن أن تحدث العدوى في الثدي عند النساء المرضعات نتيجة انسداد قنوات الحليب لديها. [1][3]

إنّ متوسط ​​وقت ظهور التهاب الثدي عند الإناث المرضعات هو 6 أسابيع بعد الولادة. وعادةً ما يزداد خطر تكوين خراج الثدي عند المرضع في حال حدث لديها الحمل الأول بعمر يتجاوز 30 عامًا أو في حال الحمل لأكثر من 41 أسبوعًا. [2][3]

أسباب خراج الثدي عند غير المرضع

يُمكن أن يحدث خراج الثدي عند النساء غير المرضعات أو حتى الرجال، وعادةً ما يحدث هذا النوع من خراجات الثدي نتيجةً لمزيج من البكتيريا العنقودية الذهبية والمكورات العقدية واللاهوائية، حيث يُمكن أن تدخل هذه البكتيريا إلى داخل أنسجة الثدي نتيجة الأسباب التالية: [1][3]

  • تشققات الحلمات.
  • ثقب الحلمات.
  • زراعة الثدي.

يُمكن أن تحدث خراجات الثدي التي لا علاقة لها بالرضاعة الطبيعية بشكل أكثر شيوعًا لدى هذه الفئات من الأفراد: [1][2]

  • المدخنين.
  • الأفراد الذين يعانون من السمنة.
  • مرضى السكري.

اقرأ أيضًا: ما هي أسباب التهاب الثدي وعوامل خطر الإصابة به؟

ما هي أعراض خراج الثدي؟

إنّ من أهم علامات خراج الثدي هو ملاحظة المريض لوجود كتلة في أنسجة الثدي، والتي يُمكن أن يرافقها أي من الأعراض التالية: [1][2][3]

  • ألم الثدي.
  • احمرار وتورّم الثدي.
  • دفء جلد الثدي.
  • إفرازات من الحلمة أو من جزء آخر من الثدي.

كما يُمكن أن تُعاني المرأة من الأعراض التالية نتيجة لوجود عدوى في الثدي: [1][2][3]

  • انخفاض إنتاج الحليب.
  • الحمى.
  • القشعريرة.
  • الصداع.
  • الغثيان والقيء.
  • أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
  • التعب.

كيف يتم تشخيص خراج الثدي؟

يتضمّن تشخيص وجود خراج في الثدي من خلال الآتي: [1][3]

  • سؤال الطبيب حول الأعراض التي يعاني منها المريض.
  • إجراء فحص للثدي.
  • إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية وهي الطريقة التي ستقوم بتحديد ما إن كان هناك خراج في الثدي أم أنّ المرأة تُعاني من التهاب الثدي فقط دون خراج.
  • أخذ خزعة من السائل الموجود داخل كتلة الثدي باستخدام إبرة ومن ثم فحصها داخل المختبر، وهو أمر يُمكن يساعد باستبعاد الإصابة بمشكلات صحية أخرى، مثل: سرطان الثدي أو تكيسات الثدي الحميدة.

ما هو علاج خراج الثدي؟

تتضمّن طرق علاج خراج الثدي ما يلي:

  • تصريف الخراج

تُعدّ طريقة العلاج الرئيسية لخراج الثدي قيام الطبيب بإجراء تصريف لهذا الخراج، وقد يتم ذلك داخل عيادة الطبيب أو في المستشفى، حيث سيقوم الطبيب بتخدير المنطقة موضعيًا ثم سيقوم بإزالة خراج الثدي من خلال إحدى الطريقتين التاليتين: [1][3][4]

  • سحب السائل من داخل الخراج باستخدام بإبرة، والذي عادةً ما يتم استخدامه لعلاج خراج الثدي عند المرضعات أو في حال كان حجم الكتلة أقل من 3 سنتيمتر، ومن المُمكن أن يحتاج الطبيب إلى تكرار هذا الإجراء عدة مرات لإزالة خراج الثدي بشكل كامل.
  • إجراء شق صغير في جلد الثدي للوصول إلى مكان الخراج، ومن ثم استئصال الخراج كليًا.

ويجب التنويه إلى أنّ الأفراد الذين يصابون بخراجات الثدي وليسوا مرضعين يكون لديهم معدّل أعلى لتكرار حدوث هذه الخراجات، ولهذا يُمكن أن يحتاجوا لإجراء أكثر من عملية استئصال أو تصريف لخراج الثدي. [1]

وبشكل عام، يُمكن أن يستغرق التعافي من خراج الثدي بعد إجراء تصريفه مدة تتراوح ما بين بضعة أيام إلى 3 أسابيع، ويعتمد ذلك على شدة العدوى الأولية وما إذا كان الخراج سيتكرر أم لا. [3][4]

ويُمكن أن تتضمّن المضاعفات المحتملة لإجراء تصريف خراج الثدي ما يلي: [3]

  • ظهور الندب.
  • تغيرات في الحلمات و/أو أنسجة الثدي.
  • ظهور الثديين بمظهر غير متكافئ.
  • القروح الداخلية وظهور الناسور.

وعادةً ما يُنصح باستخدام كمادة دافئة لتهدئة الالتهاب والألم في منطقة الثدي، بالإضافة إلى ارتداء حمالة لدعم الثدي، فذلك يُساعد على ارتخاء الأربطة المتواجدة في الثدي، وتقليل حركة الثدي، بالإضافة إلى تقليل حدوث الوذمة. [1][2] 

  • المضادات الحيوية

يُمكن أن يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية للمريض بعد إجراء تصريف خراج الثدي، والذي يتم تناولها لمدة تتراوح ما بين 4 - 7 أيام، وعادةً ما يتم الأخذ بعين الاعتبار العوامل التالية عند اختيار أفضل مضاد حيوي لخراج الثدي: [1][2]

  • أن يكون فعالًا تجاه البكتيريا المسبّبة لعدوى الثدي.
  • يجب إفراز الدواء بتركيز جيد في الحليب.
  • يجب أن يبقى الدواء نشطًا في درجة الحموضة الحمضية الخاصة بالحليب.
  • لا ينبغي أن يتسبّب الدواء بأي ضرر للطفل الرضيع.

وعادةً ما يتم استخدام البنسلينات المقاومة لبيتا لاكتاماز ومن الأمثلة عليها: [2]

  • الكلوكساسيلين (بالإنجليزية: Cloxacillin).
  • الديكلوكساسيللين (بالإنجليزية: Dicloxacillin).
  • الفلوكلوكساسيللين (بالإنجليزية: Flucloxacillin).

إلّا أنّ هذه الأدوية يكون تركيزها قليل في حليب الثدي، وعادةً ما يتم استخدامها لعلاج التهاب النسيج الخلوي في الثدي بشكل جيد، بينّما تكون أقل فعالية في القضاء على التهاب الغدد في الثدي، حيث تكون العدوى بشكل أساسي في قنوات الحليب، وهو السبّب الأكثر احتمالًا لظهور خراج في الثدي. [2]

وبدلًا من ذلك يٌمكن أن يتم استخدام دواء الأريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin)، الذي يُعتبر أفضل مضاد حيوي في علاج التهاب غدد الثدي، إلا أنّ بعض السلالات النادرة من المكورات العنقودية يُمكن أن تكون مقاومة لدواء الأريثروميسين. [2]

وفي الحالات التي يكون لدى المرضى حساسية تجاه البنسلين، يُمكن أن يتم استخدام الأدوية التالية إلى جانب دواء الأريثروميسين: [2]

  • السيفالكسين (بالإنجليزية: Cephalexin).
  • الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
  • الكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin).
  • مسكنات الألم

يٌمكن أن تٌساعد بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية في تخفيف الألم لدى المريض أثناء فترة التعافي من خراج الثدي، ويُعد دواء الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أكثرها فعالية والذي يعمل على تخفيف الالتهاب والتورّم في الثدي أيضًا. كما من المُمكن أن يعتبر دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) خيارًا بديلًا لتسكين ألم خراج الثدي. [1][2]

ومن المهم التنبيه على أهمية تجنُّب استخدام مسكنات الألم الأفيونية، مثل: الترامادول (بالإنجليزية: Tramadol)، فمن المُمكن أن يؤدي إفرازها في حليب الثدي إلى تثبيط الجهاز العصبي المركزي لدى الطفل الرضيع. [2]

اقرأ أيضًا: طرق علاج التهاب الثدي

هل يُمكن الاستمرار بالرضاعة عند وجود خراج الثدي؟

من المهم استشارة الطبيب حول الاستمرار بالرضاعة الطبيعية من الجهة المُصابة أثناء فترة علاج خراجات الثدي، فمن المُمكن أن ينصح بعض الأطباء بالاستمرار بها حيث يعتقدون بأنّ ذلك يُمكن أن يُساعد في تسريع عملية الشفاء، بينما يُفضّل أطباء آخرين بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية من الجهة المصابة نظرًا لوجود احتمالية لانتقال العدوى عن طريق حليب الثدي إلى الطفل الرضيع. [2][3]

أيضًا، بعد التصريف الجراحي المفتوح لخراج الثدي، يمكن أن تكون الرضاعة صعبة لبضعة أيام بسبب ألم الجرح، ولهذا عادةً ما يقوم الطبيب بتشجيع الأم على الرضاعة من الجانب غير المصاب. [2]

لكن، من المهم أن تقوم المرأة بتفريغ الثدي المصاب من الحليب بشكل منتظم في حال لم تقم بإرضاع طفلها خلال فترة التعافي من خراج الثدي، ويتم ذلك إما عن طريق مضخات الثدي اليدوية أو الكهربائية. [2]

حامل في الأسبوع 6 لدي ألم في الظهر والأسفل البطن وعندي دم وردي مستمر منذ 4 أيام أمس كشفت الطبيبة نبض الجنين، وأعطتني إبر وتحاميل تثبيت بعد ما أخذتهم بدا ألم أسفل البطن والظهر هل طبيعي؟

كيف يُمكن الوقاية من خراج الثدي؟

بعد الشفاء من خراج الثدي، من المهم مراقبة انسداد قنوات الحليب في المستقبل، حيث يميل كل من انسداد القنوات والتهاب الثدي إلى الحدوث مرة أخرى في مراحل الحياة اللاحقة. [1][3]

ويُمكن أن تتضمن النصائح التي يُنصح بها للوقاية من التهاب الثدي والخراجات المرتبطة به ما يلي: [1][3]

  • إرضاع الطفل بشكل متكرر، خاصةً عندما يكون الثدي ممتلئًا بالحليب.
  • الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط لتغذية الرضيع خلال 6 أشهر الأولى، إن أمكن ذلك.
  • التأكد من التقام الرضيع للحلمة بشكل صحيح.
  • استخدام وضعيات مختلفة للرضاعة الطبيعية.
  • تقليل الرضعات تدريجيًا عندما يحين وقت الفطام وليس بشكل مفاجئ.
  • تجنُّب ارتداء حمالات الصدر الضيقة وغيرها من الملابس التي تقوم بالضغط على منطقة الثدي.
  • التأكد بشكل يومي من عدم ظهور أي كتل خلف الحلمتين.
  • الإقلاع عن التدخين.

أيضًا، من المهم اكتشاف أي عدوى في الثدي وعلاجها قبل أن تتفاقم الحالة ويظهر الخراج في الثدي، ومن المهم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، حيث أنّ الحليب نفسه لن يكون ملوثًا، كما أن التوقف عن الرضاعة الطبيعية يُمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاحتقان والالتهاب في الثدي. [1][3]

نصيحة الطبي

يُعدّ خراج الثدي من المضاعفات غير الخطيرة لحدوث العدوى في الثدي، وعادةً ما يتضمّن علاجه قيام الطبيب باستئصال الخراج جراحيًا أو سحب السائل المتواجد فيه باستخدام الإبرة. ودائمًا ما يُنصح بمراجعة الطبيب في حال وجود كتلة في الثدي، وذلك لإجراء الفحوصات اللازمة وإعطاء تشخيص صحيح للمشكلة ومن ثم علاجها.

كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للإجابة على جميع استفساراتك حول خراج الثدي وعلاجه.

اقرا ايضاً :

الجراحة النسائية بالمنظار