يُعدّ القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome) من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا، ومع ذلك يظلّ أحد أكثرها غموضًا وتشابكًا في الأعراض. فهو ليس مرضًا عضويًا محددًا، بل اضطراب في طريقة عمل الأمعاء، ما يجعل أعراضه متنوّعة، وتختلف من شخص لآخر. [1][2]
في هذا المقال، نستعرض جميع أعراض القولون العصبي بالتفصيل، والعلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب.
محتويات المقال
أبرز أعراض القولون العصبي
تتمثّل أشهر أعراض القولون العصبي بـ:
ألم البطن (المغص)
يُعتبر ألم البطن العرض الأبرز والأكثر شيوعاً للقولون العصبي. وعادةً ما يتميز بالآتي: [3][4]
- الوصف: غالباً ما يوصف بأنه تقلصات أو تشنجات (مغص) متقطعة تأتي وتذهب.
- الموقع: يتركز الألم عادةً في الجزء السفلي من البطن، أو قد يشمل البطن بأكمله، ومن النادر أن يكون الألم في الجزء العلوي من البطن وحده.
- التوقيت: السمة المميزة أن هذا الألم غالباً ما يخف أو يزول بعد التبرز أو إخراج الغازات.
- التشخيص: لتشخيص القولون العصبي، يجب أن يتكرر هذا الألم بمعدل يوم واحد في الأسبوع على الأقل خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
الانتفاخ والغازات
يشكو كثير من المرضى من انتفاخ البطن، وشعور بالامتلاء وكأن المعدة "منفوخة". [5]
يترافق ذلك غالبًا مع كثرة إخراج الغازات، وقد يُعدّ من أكثر الأعراض المزعجة والمستمرة في القولون العصبي، خصوصًا بعد تناول بعض أنواع الأطعمة. [5]
تغيّر في عدد مرات التبرز
يختلف الروتين الطبيعي لحركة الأمعاء من شخص إلى آخر، لكن المصابين بالقولون العصبي يلاحظون تغيّرًا واضحًا في ذلك، فيذهبون إلى الحمّام أكثر أو أقل من المعتاد. [3]
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
الإسهال
يُسمى في هذه الحالة القولون العصبي المصحوب بالإسهال (بالإنجليزية: IBS-D)، حيث يعاني المريض من زيادة عدد مرات التبرز، وعادة ما يكون البراز رخو أو مائي، مع شعور مفاجئ وملحّ بالحاجة للتبرز أحيانًا. [4]
قد تحدث هذه النوبات صباحًا أو بعد تناول الطعام مباشرة، ما يسبب قلقًا اجتماعيًا لدى بعض المرضى. [4]
الإمساك
يُسمى بهذه الحالة القولون العصبي المصحوب بالإمساك (بالإنجليزية: IBS-C)، يتميّز: [2][4]
- قلة عدد مرات الإخراج (3 مرات أسبوعيًا أو أقل).
- براز صلب وجاف، وقد يكون على شكل كرات صغيرة منفصلة، أو رفيعاً جداً "كالقلم الرصاص".
- صعوبة شديدة وإجهاد أثناء محاولة التبرز.
- الإحساس المزعج بأن الأمعاء لم تفرغ بالكامل بعد الانتهاء من الحمام، مما قد يدفع المريض للمحاولة مجدداً دون جدوى.
القولون العصبي المختلط (إمساك+إسهال)
يتأرجح المريض بين نوبات من الإسهال الشديد ونوبات من الإمساك، أحيانًا في نفس اليوم، ويُعدّ من أكثر الأنواع تعقيدًا، ويحتاج إلى خطة علاج مخصصة لكل مريض. [4]
الإرهاق وصعوبة النوم
يعاني أكثر من 50% من المصابين بالقولون العصبي من الإرهاق المستمر والتعب العام، كما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأرق، ويشمل ذلك: [3][4]
- صعوبة في الخلود إلى النوم.
- الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.
- الشعور بعدم الراحة أو كأنك لم تنم جيداً في الصباح.
أعراض أخرى للقولون العصبي
إلى جانب الأعراض السابقة، هناك علامات أخرى للقولون العصبي، منها: [5][6]
- مخاط أبيض في البراز.
- غثيان أو قلة الشهية.
- الصداع المتكرر.
- حرقة المعدة أو ارتجاع المريء.
- كثرة التجشؤ.
- الحاجة المتكررة أو الملحة للتبول.
- صعوبة التركيز أو ما يُعرف بـ"ضباب الدماغ".
- آلام المفاصل أو العضلات.
أعراض القولون العصبي عند النساء
يُعتبر القولون العصبي أكثر شيوعًا بين النساء، وتلاحظ النساء المصابات أن الأعراض ليست ثابتة، بل تتأثر بشكل مباشر بالدورة الشهرية. فيما يلي أبرز علامات القولون العصبي عند النساء: [7]
- أثناء الدورة: تزداد الأعراض سوءاً بشكل ملحوظ خلال فترة الحيض، فالتقلبات الهرمونية تزيد من شدة تقلصات البطن، والانتفاخ، وآلام الظهر، والإرهاق.
- أعراض أخرى: النساء المصابات بالقولون العصبي أكثر عرضة للإصابة بأعراض متلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزية: PMS)، والأرق، والقلق، والاكتئاب.
- نوع القولون: تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون المصحوب بالإمساك (IBS-C) مقارنة بالرجال.
العوامل التي تحفّز أعراض القولون العصبي
تتفاوت المحفّزات من شخص إلى آخر، لكن هناك مجموعة من الأطعمة والعوامل الشائعة التي تُثير الأعراض، أبرزها: [3][4]
- الأطعمة الدهنية والمقلية.
- منتجات القمح والشعير والغلوتين.
- منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن واللبن.
- الفواكه والعصائر الغنية بالفركتوز.
- الثوم والبصل والعسل.
- الأطعمة الغنية بالألياف القاسية.
- المحليات الصناعية، مثل السوربيتول والمانيتول.
- الأطعمة الدهنية والمقلية.
- التوتر والقلق النفسي، لذلك يُسمى بـ "العصبي".
كم تستمر أعراض القولون العصبي؟
القولون العصبي هو اضطراب مزمن، قد يرافق المريض لسنوات طويلة أو حتى مدى الحياة، لكن الأعراض لا تستمر بنفس الشدة طوال الوقت، بل على شكل نوبات متقطع، حيث قد يمر المريض بفترات طويلة من الراحة التامة (أشهر أو سنوات)، تليها نوبات مفاجئة من الأعراض عند التعرض لمحفز معين. [5]
أعراض لا تدل على القولون العصبي
رغم أن القولون العصبي بحد ذاته غير خطير، إلا أن ظهور بعض العلامات يستدعي مراجعة الطبيب فورًا، لأنها لا تتوافق مع أعراض القولون العصبي، وقد تشير إلى مرض آخر أكثر خطورة، مثل سرطان القولون، ومنها: [3][8]
- نزيف شرجي أو دم في البراز.
- فقدان وزن مفاجئ وغير مبرّر.
- ألم شديد ومستمر لا يخف أبداً، حتى بعد التبرز.
- ظهور الأعراض لأول مرة بعد سن 45 أو 50 عاماً.
- ارتفاع في الحرارة.
- فقر دم ناتج عن نقص الحديد.
- وجود كتل متورمة في البطن أو تضخم في الغدد الليمفاوية.
- إسهال دهني.
- شعور دائم بالحاجة إلى التبرز دون نتيجة. [9]
نصيحة الطبي
القولون العصبي ليس مرضًا واحدًا بقدر ما هو مجموعة من الأعراض الشائعة، مثل ألم البطن، أو الإسهال، أو الإمساك، أو حتى نوبات مختلطة من كليهما.
إذا كانت الأعراض متكررة أو شديدة، استشر الطبيب؛ لإجراء تقييم دقيق وشامل، واستبعاد أي حالات أخرى مشابهة قد تكون خطيرة، مثل سرطان القولون.
يعرف القولون العصبي على انه اضطراب مزمن يتسم بظهور نوبات من الامساك والاسهال او الاثنين معا اضافة الى آلام في ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :