يصاب طلاب الطب بالخوف من أعراض بعض الأمراض التي يتعلموها خلال فترة الدراسة، وتعرف هذه الحالة باسم متلازمة طالب الطب، لنتعرف على متلازمة طالب الطب، أسبابها، وهل يمكن علاجها؟
ما هي متلازمة طالب الطب؟
تعرف متلازمة طالب الطب بأنها حالة حادة من توهم الإصابة بمرض خطر، والخوف الشديد من ذلك. ويمكن اعتبار هذه الحالة نوعاً من "الأبوفنيا"، أو ما يطلق عليه تجربة رؤية الارتباطات بين أشياء لا وجود لها.
أصبح الإصابة بهذه المتلازمة شائعاً في وقتنا الحالي، ويرجع ذلك إلى توفر المعلومات الطبية بصورة كبيرة على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يجعل كثيراً من الناس يبحثون في الشبكة الإنترنت عن أمراض يخشون الإصابة بها، خصوصاً عند وفاة أي شخص بسبب الإصابة بها.
تبدأ أعراض هذا المرض في الظهور على طالب الطب عندما يبدأ بالتعلم أو القراءة عن مرض معين، وهو ما يجعله يعتقد أنه يعانيه. ومن الجدير بالذكر أن الإصابة بمتلازمة طالب الطب لا يقتصر فقط على طلاب كلية الطب، وإنما يمكن أن يصاب بها كل من يقرأ في المواضيع الطبية.
يشعر طالب الطب أنه مصاب بحالة متلازمة طالب الطب عندما يبدأ بدراسة قوائم بأعراض مرضية نادرة وخبيثة، ويقنع نفسه بالإصابة وظهور أعراض المرض عليه، خصوصاً كلما قرأ عن المرض أكثر. وعلى سبيل المثال قد يعاني طالب الطب من الصداع، في حين أنه يقرأ عن أورام الدماغ، والذي يكون الصداع من أحد أعراض هذا المرض، وبالتالي يفترض أن إصابته بالصداع هي دليل على وجود ورم في دماغه.
وترتبط حالة متلازمة طالب الطب بأمرين:
- وجود مرض بسيط تتشابه أعراضه مع مرض آخر خطر، وتكون في الأغلب هذه الأعراض بسيطة، مثل ارتفاع درجة الحرارة، أو زيادة نبضات القلب.
- شعور المصاب ببعض التأثيرات النفسية للمرض الذي يقرأ عنه أو يدرسه، وعند الفحص يتبين أنه سليم عضوياً، ولا يعدو الأمر سوى كونه مشكلة نفسية.
اسباب متلازمة طالب الطب
إن المشاكل الصحية التي يتخيلها مريض متلازمة طالب الطب، يمكن أن تسبب قلقاً حقيقياً وكبيراً لمن يصاب بها. ويمكن أن يتردد المصاب في طلب المساعدة للعلاج، وهذا الأمر لا يدل على شيء جيد لدى الأطباء، لأنهم يرفضون بشكل قوي أن يصبحوا مرضى.
وتعتبر نزعة طالب الطب في تشخيص إصابته بالأمراض التي يدرسها معروفة تماماً. ومن الأمور المنتشرة بين طلاب الطب، كذلك، إصابتهم بردود أفعال مزعجة اتجاه بعض عناصر دراستهم. ويأتي قلق التشريح على رأس أكثر هذه العناصر، حيث يصيب بعض الطلاب ضيق في الحالة النفسية عقب تشريحهم جثة لأول مرة.
ويرى بعض الاختصاصيين أنه حتى إن كانت مخاوف هؤلاء الطلاب غير صحيحة، إلا أنهم في حاجة لمن يناقشهم فيها، وإلا كانوا أكثر ميلاً لتجاهل الأمراض الحقيقية التي قد تصيبهم في المستقبل.
ويمكن أن يكون سبب الإصابة بمتلازمة طالب الطب كالتالي:
- قلة المعلومات لدى طالب الطب حول الحالة الصحية التي يقرأ عنها.
- نتيجة الحصول على معلومات سطحية، وبالذات في سنوات الدراسة الأولى في الكلية، حيث لا يلم الطالب بجميع جوانب الأمراض وأعراضها، وبخاصة الأمراض النادرة والخطرة.
لذلك فأية أعراض تصيب طالب الطب سيعتقد أنها لمرض خطر، بدلاً من كونها عرض بسيط أو صداع خفيف نتيجة للضغط النفسي.
الامراض التي تسبب متلازمة طالب الطب
تعتبر أكثر الأمراض التي تتسبب بالإصابة بمتلازمة طالب الطب هي الأمراض النفسية. كما يعتقد أن طلاب الطب النفسي هم أكثر عرضة للإصابة بها، وذلك نتيجة قلة محددات تشخيص الأمراض النفسية.
ويرتبط تفاقم الإصابة بهذه المتلازمة مع نمط الحياة المتبع من قبل طالب الطب، ويزداد خطر إصابته بالأمراض النفسية بسبب ما يلي:
- قلة النوم.
- التوتر.
- إساءة استخدام المواد المنبهة.
ويؤدي اتحاد القلق مع التوهم في بعض الحالات إلى الإصابة بحالة متلازمة طالب الطب، وذلك دليل على أن ليس جميع طلبة الطب، وكذلك ليس كل القريبين من مرضى حقيقيين يصابون بهذه المتلازمة؛ ولذلك فإن المصاب لا يكذب، وأيضاً لا يتمارض، وإنما هو مصاب باتحاد القلق والتوهم، الذي جعله يشعر بالأعراض التي قرأ عنها. ولكن تزيد نسبة إصابة طالب الطب بهذه الحالة، على الرغم من إمكانية إصابة أي شخص بها، وذلك بحكم التخصص.
اقرأ أيضاً: نصائح مهمة لصحة نفسية جيدة
أعاني من عدم التركيز بحياتي من ناحية شغل البيت أو الجلسة مع الأهل حتى فيه كلامي أكون مو مركزه كثير أوقات أقول كلام، ولا أعرف أرتبه أحس عقلي متبعثر أشعر بالإحراج كثر بسبب هالشي، وأحس بتشتت كثير حتى عندي عادة بس ما أدري هل هي فرط حركة أم لا تحريك رجلي اليمين باستمرار، حتى رقت النوم مرتاح إلا لما اسوي
علاج متلازمة طالب الطب
ويمكن أن يتم علاج متلازمة طالب الطب بفصل المصاب تماماً عن كل ما يقرأه، والتفكير في أشياء أخرى، وإن كان تنفيذ هذا الأسلوب غير مجدي بالنسبة لبعض الحالات؛ حيث لا يستطيعون فصل أنفسهم عما يدرسونه أو يقرأونه.
ويعتمد علاج متلازمة طالب الطب على التعامل مع السبب، أي التوهم والقلق. وينقسم العلاج إلى قسمين:
- العلاج النفسي، ويكون العلاج النفسي بالاستماع إلى المريض، ومناقشته في مخاوفه، وما يثير القلق لديه.
- العلاج السلوكي، ويطلب الطبيب من المريض اتباع بعض السلوكيات والإجراءات، التي تسهم في التقليل من حدة القلق والتوتر لديه، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، وبعض تمارين التنفس والاسترخاء.
ويمكن أن يلجأ الطبيب المعالج لفحص التاريخ العائلي للمريض، ويطلب الطبيب من المصاب بهذه الحالة اللجوء إلى طبيب متخصص لقطع الشك باليقين، والتأكد من التشخيص.
ولكن وجد أن طالب الطب يتخلص من هذه المتلازمة بالتدريج، وذلك عند اكتشاف أن المرض ليس عرضاً بسيطاً، وإنما عدد من الأعراض، والعديد من عوامل الخطورة، ويستطيع بهذا الشكل، وبصورة تدريجية، التمييز بأن ما يمر به إما من:
- عارض نفسي، سببه التوتر والقلق من الامتحانات.
- التفكير السلبي حول الأعراض البسيطة للأمراض الخطرة، التي يمر بها في أوقات كثيرة، ومع الوقت يطمئن ويشعر أنها أعراض طفيفة عادية، ويبدأ في التفكير بشكل سليم مع التدرج في سنوات الدراسة.
مضاعفات متلازمة طالب الطب
ويمكن أن يتسبب القلق الشديد لدى المصابين بمتلازمة طالب الطب في إصابتهم ببعض الأمراض، وتكمن المشكلة في إهمال أمثال هؤلاء للعلاج، تحت دعوى أنهم يعرفون أفضل من الطبيب المسؤول عن العلاج؛ وذلك بسبب كثرة البحث والمتابعة.
وينصح المتخصصون بعدم إهمال متلازمة طالب الطب عند ملاحظتها؛ حيث يؤدي الإهمال إلى تفاقمها، تصل في كثير من الأحيان إلى الإصابة بمرض الاكتئاب.
وقت الاصابة بمتلازمة طالب الطب
تشير دراسة حديثة إلى أن هناك أوقاتاً ومراحل معينة للإصابة بمتلازمة طالب الطب، وتكون أعلى معدلات الإصابة بهذه المشكلة في النصف الأخير من السنة الدراسية الثانية، وحتى النصف الأول من السنة الرابعة.
كما قد تظهر بعض الحالات من السنة الأولى، وكذلك في سنة الامتياز، والسنة الأولى بعد التخرج. ولكن هناك فرصة للإصابة بهذه الحالة في أي وقت أثناء الدراسة.
تم تسجيل بعض الحالات المصابة بمتلازمة طالب الطب قبل بداية دراسة الطب، كما ارتبطت احتمالية ترك الدراسة الطبية مع الإصابة بهذه المتلازمة.
تعد الهند من أكثر الدول التي يصاب بها طلبة السنة الأولى في العالم بمتلازمة طالب الطب بحسب الإحصائيات. وكان أول وصف لمتلازمة طالب الطب في عام 1960، وكان طبيب الأعصاب الدكتور جورج لينكولن قام بوصف حالة خوف من المرض، لمجرد قراءة أعراضه، وذلك في الكتاب الذي أصدره عام 1908، وأشار في كتابه إلى أن الطلاب الذين يدرسون الطب يقومون باستشارة مدربيهم بشكل متواصل، خوفاً من إصابتهم بالأمراض التي يدرسونها.
اول وصف لاضطراب الحركات النمطية بالانجليزية Stereotypic Movement Disorder كان في بدايات التسعينات حيث تم اعتبارها اعراضا ذهانية عند الحالة ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :