يعاني كثير من الطلبة والطالبات في فترة ما قبل وأثناء الامتحانات من حالة غير مألوفة لهم توصف بالشعور بالضيق، والتوتر، وخفقان القلب (دقات القلب المتسارعة)، وسرعة التنفس، وتصبب العرق، وارتعاش اليدين، وكثرة التفكير، وعدم المقدرة على الأداء الجيد في استرجاع المعلومات. 

يصنف هذا النوع من القلق بالقلق المرضي الذي تترتب عليه آثار جانبية غير مرغوبة تتلخص في اختلاط المعلومات، والارتباك، والنسيان، وعدم الأداء الجيد في الاختبارات، وعلى النقيض من ذلك، فهناك حالة اللامبالاة أو انعدام القلق، وهي أيضاً تؤدي إلى آثار ونتائج سيئة، لذا فدرجة مناسبة من القلق مطلوبة لدفع وتحفيز الطالب نحو العطاء والأداء الجيد، وهو ما يطلق عليه "القلق الحميد" الذي يزود الطالب بالطاقة اللازمة للمذاكرة وخوض الاختبارات بكل ثقة وطمأنينة. 

للمزيد: ماذا تعرف عن القلق النفسي؟

 قلق الامتحانات حالة انفعالية

عُرض هذا الموضوع على الاختصاصي النفسي سليمان بن حميدي الزايدي، فعرف القلق أثناء فترة الاختبارات بأنه حالة انفعالية نفسية تحدث نتيجة إدراك غير متزن أو غير ناضج من الطالب لهذا الموقف، ونظرته للاختبارات على أنها مواقف تهديد له، وهذا خلاف ما يكون عليه الشخص أثناء الاختبار نفسه من توتر وقلق، كما أنه قد يكون ناتجاً عن رغبة قوية لتحقيق الذات، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الرغبة مرضية بمعنى أنها نتاج قصور في الشخصية.

إن الشعور بأن الاختبار موقف صعب يتحدى إمكانات وقدرات الشخص، ويجعله يشعر بأنه غير قادر على اجتيازه أو مواجهته، ويتسبب في حالة من عدم الاتزان أو ما يسمى "قلق الامتحان".

 أعراض القلق من الامتحانات

لقلق الامتحانات أعراض نذكر منها:

  • الشعور بالضيق.
  • خفقان القلب عند تأدية الامتحان.
  • التوتر والأرق أثناء ليالي الامتحان.
  • كثرة التفكير في الامتحان.
  • الانشغال الشديد قبل وأثناء الاختبارات وانتظار نتائجها المرتقبة.

العوامل المسببة للقلق من الامتحانات

هناك عدة عوامل تسبب قلق الامتحانات لدى الطلاب، منها:

الشخصية القلقة

  • مواقف التقييم، وذلك أن الإنسان إذا شعر أنه موضع تقييم يرتفع لديه مستوى القلق (في الامتحان يكرم المرء أو يهان).
  • أساليب التنشئة الأسرية وما يصاحبها من تعزيز الخوف من الاختبارات.
  • دور المدرسين في بث الخوف من الاختبارات واستخدامها وسيلة للانتقام من الطلاب.
  • تعاطي العقاقير، فيتعاطى بعض الطلاب بعض العقاقير أو المنبهات التي يعتقدون بأنها تساعد على الحفظ والتفوق في الامتحان، أو كما أوهمهم المروجون لمثل هذه الأدوية، وهذا خطأ شائع.

أسباب أخرى

  • أهمية التفوق التحصيلي بالنسبة للطلاب.
  • عدم الاستعداد بشكل مناسب للاختبار.
  • اعتقاد الطالب أنه نسي ما درسه وتعلمه خلال العام الدراسي.
  • صعوبة الأسئلة.
  • عدم الاستعداد أو التهيؤ الكافي للاختبار.
  • قلة الثقة بالنفس.
  • التنافس مع أحد الزملاء والرغبة القوية في التفوق عليه.

للمزيد: الثقة بالنفس وتقدير الذات

السلام عليكم، انا ذكر عمري 30 سنة واواجه مشكلة معقدتني في حياتي وتسببلي الاحراج في عملي وحتى حياتي الطبيعية، هو انه صوتي خفيف ومنخفض وناعم علما انه وجهي يملأه الشعر وجسمي كذلك

التخلص من قلق الامتحانات

يقول الاختصاصي سليمان الزايدي: "إن هناك طرقا متعددة للوقاية من القلق المفرط الذي يؤثر في نتائج الطلبة سلباً، وكذلك من السلوكيات والتغيرات الفسيولوجية، والانفعالية، والعقلية التي تربك الطالب وتعوقه عن المهام الضرورية للأداء الجيد في الاختبار بدلاً من مساعدته على التحفيز والتركيز، ومن أهمها ما يلي:

  • أسلوب التحصين المنظم، ويتم ذلك بالتعرف على المثيرات التي تسبب القلق، ثم تعريض الشخص لمواقف الاختبار المتعددة بصورة تدريجية حتى يضعف القلق الناتج عن الاختبار.
  • الإرشاد الجماعي الذي يقوم على أساس مناقشة الطلاب للمشكلات المرتبطة بقلق الاختبار، وأسلوب التعزيز الموجب أو المحفز.
  • عرض أفلام أو مواقف يرى الطالب خلالها كيف يتصرف الآخرون في مواقف الاختبار.
  • عقد محاضرات وندوات تتعلق بتنمية عادات استذكار جيدة.
  • الابتعاد عن المنبهات وضرورة حصول الجسم على الراحة ليلة الاختبار.
  • العمل على تخفيف رهبة الاختبار من خلال المدرسة.

الاستعداد للاختبار

يؤكد الاختصاصي سليمان الزايدي أن القلق والتوتر يقودان إلى التشتت والنسيان والارتباك، وعليه يجب العمل على التغلب عليهما، وعلى الطالب:

  • أن يحاول التمتع بثقة عالية.
  • أن ينتبه جيداً وبدقة لجدول الاختبار ومواعيد بدء كل مادة.
  • أن يحرص على أخذ فترات منتظمة للراحة أثناء الدراسة بغية الترويح عن النفس، وتجديد الطاقة والنشاط، وتحفيز الذاكرة على الاستمرار في الدراسة، ومواصلة بذل الجهد بحماس ورغبة.
  • أن ينام باكراً ليلة الاختبار حتى يكون ذهنه صافياً وعقله منظماً وذاكرته قادرة على التركيز، بعد مراجعة بسيطة للمادة التي سيؤدي الاختبار فيها.
  • أن يستيقظ، أيضاً، باكراً ويتناول وجبة الفطور، فهي ضرورية كبقية الوجبات الغذائية، والحرمان من الغذاء يؤثر سلباً في عمليات الحفظ والتذكر وتنظيم الأفكار.
  • أن يدخل إلى قاعة الاختبار في الوقت المحدد ولا يتأخر لأي سبب كان؛ حتى لا يعرض نفسه للتشويش والارتباك وضياع الوقت.
  • أن لا يناقش رفاقه في المادة التي سيمتحن فيها، ولا يبحث أو يستقصي عن الأسئلة المتوقعة، ولا يشغل باله بالمادة التي انتهى منها لأن ذلك يربكه ويشوش ذهنه وأفكاره.
  • عليه بقراءة ورقة الأسئلة بدقة وبتأن أكثر من مرة حتى يتأكد من أنه فهم تماماً المطلوب من كل سؤال، ولا يتسرع في الإجابة؛ لأن المتسرع قد يغفل أو ينسى نقاطاً مهمة من الإجابة المطلوبة (وهو يعرفها)، وبعد قراءة الأسئلة يبدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة منها، وأن يضع الأجزاء الرئيسية للإجابة المتكاملة في المسودة ويحللها (مراعياً مسألة الوقت).
  • أن يترك ما لا يعرفه حتى ينتهي من الإجابة عن الأسئلة التي يعرفها.
  • أن يخصص لكل إجابة وقتا مناسباً ومحدداً وبما يناسبها حتى لا ينشغل بالإجابة عن أحد الأسئلة فقط.
  • أن يعيد قراءة الأسئلة وإجاباتها مرة أخرى وبتأن للتأكد من عدم نسيان أي سؤال دون إجابة.
  • عدم التسرع في تسليم ورقة الإجابة قبل انتهاء الوقت المحدد، فهذا غير مفيد.
  • عندما ينتهي من امتحان مادة ما يبدأ بالتهيؤ الجيد للمادة التالية.. وهكذا.

اقرأ أيضاً: التغذية في فترة الامتحانات

اقرا ايضاً :

 الاهتمام واللامبالاة وتأثيرهما على سلوك الإنسان