تُطمئن الدراسات الطبية إلى أن الإجهاض لا يؤثّر عادةً على الخصوبة أو فرص الحمل مستقبلًا، ولكن لا تتوقف الأم عن التفكير في المحاولة مجددًا، ويُصاحب ذلك مشاعر مختلطة بين الأمل، والقلق والخوف من تكرار التجربة، فما هو أفضل وقت للجماع بعد الإجهاض لحدوث الحمل دون مخاطر؟ في هذا الدليل الطبي، نوضح التوقيت الآمن بناءً على توصيات الأطباء، ونشرح العوامل التي تؤثر في الخصوبة بعد الإجهاض، لمساعدتكِ على اتخاذ قرار واعي يوازن بين التعافي الصحي وزيادة فرص الحمل. [1][2]
محتويات المقال
متى يُسمح بالجماع بعد الإجهاض؟
توصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بالانتظار لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، أو حتى تزول جميع أعراض الإجهاض، فالجسم يحتاج إلى بعض الوقت للتعافي جسديًا ونفسيًا، ويحدث نزيف ويقوم الرحم بتنظيف نفسه خلال هذه الفترة، لذلك يكون عنق الرحم أكثر اتساعًا من المعتاد، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. [1][2]
ولكن في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب تجنب الجماع لمدة أطول، مثل الإجهاض الصامت، حيث يتوقف نمو الجنين دون ظهور أي أعراض على الأم، أو في حالات الإجهاض غير المكتمل؛ إذ تظل بعض الأنسجة داخل الرحم، لهذا السبب، قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتنظيف الرحم، أو قد يلجأ لإجراءات الكحت والكشط وعمليات تنظيف الرحم. [1][2]
اقرأ أيضًا: ما هي أنواع الإجهاض؟
متى يمكن الحمل بعد الإجهاض؟
يمكن أن يحدث الحمل بعد الإجهاض مباشرة، حتى قبل عودة أول دورة شهرية بعد الإجهاض؛ إذ قد يعود التبويض بشكلٍ طبيعي خلال نحو أسبوعين فقط. كما تشير عدة دراسات إلى أن الحمل خلال فترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر بعد الإجهاض يُعد آمنًا في معظم الحالات، وقد يرتبط بزيادة فرص حدوث حمل صحي وتقليل خطر الإجهاض المتكرر، ويُعزى ذلك إلى أن الحمل السابق قد يُسهم في تهيئة الجسم لاستقبال الحمل الجديد بشكلٍ أفضل. [3][4]
مع ذلك، قد تستدعي بعض الحالات تأجيل محاولة الحمل لفترة أطول، ويُنصح فيها بمراجعة الطبيب قبل محاولة الحمل، ومن الأمثلة عليها: [3][4]
- الحمل العنقودي.
- الحمل خارج الرحم.
- الإصابة بمرض أو عدوى، خاصةً عند الحاجة لتناول أدوية غير آمنة أثناء الحمل.
- الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، أو حالات الإجهاض المتكرر.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
ما هو أفضل وقت للجماع بعد الإجهاض لحدوث الحمل؟
لزيادة فرص الحمل بعد الإجهاض، يُنصح بالجماع في يوم الإباضة نفسه والأيام الخمسة التي تسبقه؛ لأنّ فرص تلقيح البويضة تكون في أعلى مستوياتها خلال هذه الأيام. وبما أنّ الإباضة قد تعود بعد الإجهاض خلال نحو أسبوعين، فإنّ معرفة توقيتها بدقة تُعد خطوة أساسية لزيادة فرص الحمل. [5][6]
وتوجد عدة مؤشرات قد تساعد على تحديد موعد الإباضة، مع العلم أن دقتها قد تختلف من امرأة لأخرى، وتشمل أبرزها: [5][6]
- زيادة الإفرازات المهبلية، وتكون شفافة ولزجة وتشبه بياض البيض.
- الشعور بحساسية أو ألم خفيف في الثديين.
- حدوث انتفاخ أو تقلصات خفيفة في أسفل البطن.
لكن قد لا تكون هذه العلامات واضحة دائمًا بعد الإجهاض؛ بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الجسم خلال هذه الفترة. [5][6]
اقرأ أيضًا: ما هي طرق حساب الحمل بعد الإجهاض؟
نصائح لحمل صحي بعد الاجهاض
يُوصى بالالتزام بالنصائح والإرشادات الآتية لزيادة فرص الحمل بعد الإجهاض: [7][8]
- تناول حمض الفوليك:
ينصح بتناول حمض الفوليك عند اتخاذ قرار الحمل؛ وذلك بهدف حماية الجنين من خطر الإصابة ببعض اضطرابات الجهاز العصبي، علمًا أن الجرعة الموصى بها 400 ميكروغرام يوميًا قبل الحمل، ويجب الاستمرار عليه حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل.
- الإقلاع عن التدخين:
يُعد التدخين من العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإجهاض ومضاعفات الحمل، كما أن التعرض لدخان السجائر (التدخين السلبي) قد يسبب أضرارًا للجنين. لذلك يُنصح بالإقلاع عن التدخين وتجنب أماكن التدخين قدر الإمكان.
- الحفاظ على وزن صحي:
قد يؤثر الوزن الزائد سلبًا في الخصوبة ويجعل حدوث الحمل أكثر صعوبة، كما قد يقلل من فرص نجاح علاجات الإخصاب. ويُعد مؤشر كتلة الجسم فوق 25 دلالة على زيادة الوزن، بينما يشير تجاوزه 30 إلى السمنة، وكلاهما يرتبط بزيادة خطر حدوث مضاعفات الحمل، مثل:
-
- الإجهاض.
- ارتفاع ضغط الدم.
- سكري الحمل.
- تجلط الأوردة العميقة.
- تجنب المواد السامة والملوثات:
يمكن أن تؤثر هذه المواد سلبًا على الجهاز التناسلي لدى الرجال والنساء، لذلك ينصح باتخاذ احتياطات السلامة والابتعاد عنها قدر الإمكان أثناء التخطيط للحمل، ومن الأمثلة عليها:
-
- المواد الكيميائية الصناعية.
- بعض المعادن الثقيلة.
- الأسمدة ومبيدات الحشرات.
- فضلات القطط أو القوارض.
متى تجدر مراجعة الطبيب قبل محاولة الحمل مجددًا؟
يفضل في بعض الحالات مراجعة الطبيب لزيادة فرص الحمل، ومن أبرزها: [9]
- التعرض للإجهاض مرتين أو أكثر في السابق.
- النساء فوق سن 35 عامًا.
- المعاناة من أمراض قد تؤثر على الحمل مثل السكري.
- وجود صعوبة في الحمل أو مشاكل في الخصوبة.
نصيحة الطبي
في معظم الحالات، يُنصح بالانتظار مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين بعد الإجهاض، إلى أن يتوقف النزيف تمامًا، قبل استئناف الجماع. ويمكن البدء بتتبّع الإباضة بعد نحو أسبوعين من اكتمال الإجهاض؛ إذ يبدأ الجسم بالعودة تدريجيًا إلى نمط التبويض الطبيعي. ولزيادة فرص الحمل بعد الإجهاض، يُنصح بممارسة الجماع خلال الأيام الخمسة التي تسبق الإباضة ويوم الإباضة نفسه. ومع ذلك، يبقى الأهم هو منح نفسكِ الوقت الكافي للتعافي جسديًا ونفسيًا قبل محاولة الحمل مرة أخرى.
مبروك حامل هي كلمة تامل كل نساء العالم سماعها من الطبيب بكل الشوق والحنين واللهفة لسماع كلمة ماما من فلذة ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :