التخدير فوق الجافية أو ما يعرف أيضاً باسم إبرة الظهر أو حقنة الايبيدورال (بالإنجليزية: Epidural Anesthesia) وهو مخدر جزئي يتم حقنه في الحيز فوق الجافية لتخدير المنطقة الممتدة من البطن حتى الأرجل. وتعطى عن طريق طبيب متخصص يسمى طبيب التخدير (بالإنجليزية: Anesthesiologist) ويبدأ عمل الإبرة بعد 10-20 دقيقة، حيث تعمل على تقليل الشعور بالألم أو منعه ويعتمد هذا على الإجراء المتخذ من قبل الطبيب.
متى يستخدم التخدير فوق الجافية
يمكن استخدام إبرة الظهر في عدد من الحالات، وتشمل:
- أثناء الولادة الطبيعية والقيصرية.
- خلال بعض أنواع الجراحة مثل الجراحة الكبرى داخل البطن أو جراحة العمود الفقري.
- بعد بعض أنواع الجراحة، للسيطرة على الألم وتقليلة.
- يقلل من مخاطر الجراحة لبعض أنواع المرضى مثل مرضى نقص تروية القلب (بالإنجليزية: Ischemic Cardiac Disease).
- يقلل من المضاعفات التي يمكن أن تحدث للرئة بعد العملية الجراحية، ويزيد من احتمالية إرجاع وظائف الأمعاء بعد العملية الجراحية.
طريقة إعطاء إبرة الظهر
يجب استشارة الطبيب عن التعليمات المتبعة بخصوص تناول الطعام والشراب قبل التخدير فقد يكون هناك بعض النصائح المحددة، ويتم إعطاء إبرة التخدير فوق الجافية عن طريق طبيب التخدير المتخصص ويكون المريض مستقيضاً أثناء أجراء العملية وهو تحت تخدير فوق الجافية، وفي ما يلي بعض الطرق المتبعة أثناء التخدير:
- يجب أن تتوفر معدات الطوارئ قبل البدء بالتخدير، كما يجب توفر المعالجة الوريدية لإدارة السوائل والأدوية إذا لزم الأمر.
- يوضع المريض في وضع الاستلقاء أو الجلوس الجانبي، وينصح بتقوس الظهر لتحسين الفراغات بين الفقرات.
- يتم إعطاء المريض تخدير موضعي لتخدير الجلد في المكان المراد إعطاء حقنة فوق الجافية. حيث يمكن إدخال فوق الجافية على مستويات مختلفة من ظهر اعتمادًا على منطقة الجسم التي تتطلب تخفيف الألم.
- بعدها يتم استخدام إبرة لإدخال أنبوب بلاستيكي دقيق بين عظام الظهر يطلق عليه إسم قسطرة فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural Catheter).
- ثم يتم ترك القسطرة في الظهر وإزالة الإبرة، حيث تستخدم القسطرة لتعبئة الأدوية لتخفيف الألم.
للمزيد اقرأ: تحضير المريض للجراحة
الأمور الواجب مراعاتها بعد أخذ إبرة الظهر
بعد التخدير يمكن أن يستمر الخدر لبضع ساعات قبل بدء آثارة بالتلاشي، وقد يشعر المريض بوخز في البشرة وينصح الطبيب المريض بالراحة بوضع التمدد أو الجلوس حتى يعود الشعور للساقين، ويجب عدم قيادة السيارة أو شرب الكحول لمدة لا تقل عن 24 ساعة من التخدير، وينصح بمراجعة الطبيب عند الشعور بالألم.
الآثار الجانبية لإبرة الظهر
إبرة التخدير فوق الجافية آمنة في معظم الحالات، لكن يوجد بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث عند استخدامها:
- انخفاض في ضغط الدم الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالغثيان أو الدوران، ويتم مراقبة ضغط الدم وإعطاء السوائل والأدوية للمحافظة على ضغط الدم وإرجاعه لوضعه الطبيعي.
- فقدان السيطرة على المثانة.
- حكة في الجلد.
- الشعور بالمرض.
- صداع شديد، والذي يمكن أن يحدث نتيجة ثقب كيس السائل المحيط بالعمود الفقري عن طريق الخطأ.
- تلف الأعصاب المؤقت حيث يمكن أن تتخدر منطقة في الجسم وعادة ما تبدأ بالتحسن بعد عدة أيام أو أسابيع ولكن قد يستغرق في بعض الأحيان أشهر، والذي يمكن أن يحدث نتيجة الأبرة أو انبوب فوق الجافية.
- العدوى، والتي يمكن أن تحدث حول الجلد بجانب أنبوب فوق الجافية.
- نادراً ما يحدث تلف الأعصاب الدائم وفقدان الشعور أو الحركة لأحد الساقين أو كلاهما، ويحدث ذلك نتيجة تلف مباشر للإبرة أو القسطرة أو حدوث عدوى في منطقة فوق الجافية أو بالقرب من الحبل الشوكي أو حدوث نزيف قد يضغط على الحبل الشوكي، أو حقن مخدر خاطئ أسفل قسطرة فوق الجافية.
مضاعفات إبرة الظهر
يوجد بعض المضاعفات لأستخدام تخدير فوق الجافية، والتي تشمل:
- تضيق الشعب الهوائية.
- نزول ضغط الدم.
- متلازمة في الظهر والتي تشمل حدوث آلام في الظهر تمتد على الأرداف إلى الساقين.
- إصابات في الأعصاب أو حدوث الاعتلال العصبي (بالإنجليزية: Neuropathy).
- التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
- التهاب العظم ونخاعه (بالإنجليزية: Osteomyelitis)، وهو التهاب يحدث في العظام بسبب انتشار العدوى من الدم إلى العظم أو بسبب تعرض العظم للكسر أو الجراحة المفتوحة.
- الورم الدموي فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural Hematoma).
- خراج فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural Abscess).
هناك اعتقاد سائد بان المراة لا يمكنها الحمل خلال الرضاعة الطبيعية وهو اعتقاد خاطئ فعلى الرغم من ان الرضاعة الطبيعية ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
موانع استخدام ابرة الظهر
يمنع استخدام تخدير فوق الجافية في الحالات التالية:
- إذا رفض المريض استعمالها.
- تجرثم الدم (بالإنجليزية: Bacteremia).
- عدوى في موقع الوخز.
- الأهبة النزفية (بالإنجليزية: Hemorrhagic Diathesis) والتي تعني الميل إلى النزيف أو الكدمة بسهولة وذلك بسبب عدم تخثر الدم بشكل الصحيح، أو منع تخثر الدم العلاجي (بالإنجليزية:Therapeutic Anticoagulation).
- ارتفاع ضغط الدم داخل القحف (بالإنجليزية: Intracranial Pressure) وهو ارتفاع الضغط حول الدماغ وقد يكون ذلك بسبب زيادة كمية السائل المحيط بالدماغ.
- تضيق الشريان الأبهر بشكل كبير.
- فرط ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية:Pulmonary Hypertension).
- تشوهات في تشريح العمود الفقري.
اقرأ ايضاً: التخدير أثناء الولادة
ابرة الظهر عند الولادة
كثيراً ما يشاع ما بين السيدات الحوامل عن الولادة بلا ألم، وأنه في المستشفى الفلاني تلدين بلا ألم، والحقيقة أنه منذ القدم، والولادة نعتبر ألمها بأنه ألم طبيعي وأن السيدات يستحملن هذا الألم، حتى قيل أنه شعور جيد بالأمومة ، ولولاه لما كانت عاطفة الأمومة.
ظهرت العديد من المسكنات والمهدئات التي تم استخدامه للتخفيف من الألم في مرحلة المخاض، أو ما تعرف بالطلق، قدر المستطاع. وتقدمت مراحل المسكنات والإبر وازدادت شكاوى السيدات من آلام الولادة، حتى أصبحت نسبة كثيرة منهن لايردن أن يتألمن عند الولادة، حتى أصبحن يطلبن أن يلدن بعملية قيصرية لأنهن يخضعن للتخدير العام. حتى ظهرت ما يسمى بإبرة الظهر، والحقيقة أن لهذه الإبرة فوائد كثيرة في مرحلة المخاض الأولى، حيث أن السيدة لا تشعر إطلاقا بآلام المخاض، وبالتالي لا تجهد نفسها ولا جنينها حيث تمر مراحل المخاض إلى الولادة بسهولة ويسر دونما مشاكل، وتبقى المريضة بكامل وعيها ولكن لا تشعر بآلام الولادة.
الشروط والمحاذير المتعلقة باعطاء ابرة الظهر عند الولادة
يشترط في إعطاء الإبرة الظهر عند الولادة أن يقوم بإعطائها طبيب إختصاصي تخدير يملك الخبرة الكافية في ذلك لأن الإبرة الإبرة توضع في النخاع الشوكي في الظهر، لذلك إذا لم يكن الذي وضعها خبيراً فمن الممكن أن تحصل المضاعفات الكثيرة على الحبل الشوكي والدماغ للمريضة. أضف إلى ذلك أنه يجب أن يبقى طبيب التخدير يراقب المريضة وتفاعلها مع الإبرة، وخاصة ضغط الدم حيث من أحد مشاكلها هبوط في ضغط الدم.
ومن أعراضها الجانبية أيضاً الصداع الشديد، رجفة، ورنين في الأذنين، آلام الظهر، ألم مكان إدخال الإبرة، غثيان، و صعوبة في التبول. و قد تشعر الأم بعد الولادة بخدر بالنصف السفلي من الجسم لبضع ساعات. ومن الممكن أيضاً في أقل من 1% من النساء أن يعانوا من صداع شديد بسبب تسرب السائل الشوكي. فبالمراقبة الحثيثة والمتابعة تتم الولادة بإذن الله تعالى وبسلام وبدون ألم.
بالنهاية ثمة نصيحة واحدة هامة جداً، ألا وهي في حال كنت ترغبين في ولادة (طبيعية) فلا تحرمي نفسك منها. وأما إذا كنت من النوع الذي لا يستحمل الألم، فلا تتردي في أن تطلبي من الطبيب أن يخدرك إذا رأيت أنك بحاجة إلى ذلك. والجدير بالذكر أن التأثر بالألم مسألة شخصية بحتة وأن لا أحد يملك الحق في أن يلوم المرأة التي ترغب في الولادة تحت تأثير المخدر وبدون ألم.
اقرأ أيضاً: الدورات التحضيرية للولادة