ارتفاع ضغط الدم وانخفاض دقات القلب هي حالة نادرة، تعني أن تدفق الدم يسبب ضغطًا أكبر على الأوعية الدموية، بينما ينبض قلبك بشكل أبطأ، وتتعدد أسباب هذه الحالة ما بين الأسباب الخطيرة والأسباب غير الخطيرة.

سنتناول الحديث في السطور القادمة عن ارتفاع ضغط الدم وانخفاض دقات القلب، وأسبابه، وطرق العلاج. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

الفرق بين ضغط الدم والنبض القلبي

ضغط الدم والنبض هما مقياسان يتم استخدامهما لمراقبة صحة القلب والأوعية الدموية، يعرف النبض أيضًا باسم معدل ضربات القلب، ويشير إلى عدد ضربات قلبك في دقيقة واحدة، ويتراوح المعدل الطبيعي لضربات القلب من 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة.أما ضغط الدم فهو مقدار للقوة التي يمارسها الدم داخل الأوعية الدموية، ويكون المعدل الطبيعي لضغط الدم هي 120/80 ملم زئبق.[1]

يحدث ارتفاع ضغط الدم وانخفاض دقات القلب عندما يكون قياس ضغط الدم أعلى من 130 ملم زئبق لضغط الدم الانقباضي، وأعلى من 89 ملم زئبق لضغط الدم الانبساطي، بينما معدل ضربات القلب يكون أقل من 60 مرة في الدقيقة. [1]

يرتبط ارتفاع معدل ضربات القلب ارتباطً وثيقًا بارتفاع ضغط الدم، حيث أن ارتفاع معدل ضربات القلب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبالنسبة للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، فإن ارتفاع معدل ضربات القلب يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك من المهم بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم معدل ضربات القلب أيضًا مع مراقبة مستويات ضغط الدم.[2]

يوجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تسبب زيادة معدل ضربات القلب، تشمل ما يلي: [2]

  • النشاط البدني: حيث يمكن أن تزيد ممارسة الرياضة من معدل ضربات القلب، لأن القلب ينبض بشكل أسرع لتزويد العضلات النشطة بالدم والأكسجين.
  • استخدام المواد المخدرة: يمكن أن تسبب أي أدوية أو عقاقير  تحتوي على مادة الكافيين، مثل القهوة، أو تحتوي على المواد المنشطة، مثل الكوكايين والميثامفيتامين، زيادة معدل ضربات القلب.
  • الإجهاد: خاصة الإجهاد العقلي او النفسي، مثل القلق، أو الخوف، أو الضيق العاطفي، حيث يمكن لهذه الحالات أن تزيد من معدل ضربات القلب بشكل مؤقت.

أسباب ارتفاع ضغط الدم وانخفاض دقات القلب

يمكن أن تتسبب العديد من الحالات الصحية والعوامل الخارجية في ارتفاع ضغط الدم أو انخفاض نبضات القلب، تشمل هذه الحالات ما يلي:

منعكس كوشينغ

منعكس كوشينغ هو حالة نادرة تسبب انخفاض النبض القلبي وارتفاع ضغط الدم، وينتج عن استجابة الجسم لزيادة الضغط داخل الجمجمة، والضغط داخل الجمجمة هو قياس ضغط الدم في الدماغ.[1]

يعد منعكس كوشينغ هو إحدى طرق الجسم لمحاولة منع ضغط الدم من الارتفاع الشديد داخل الجمجمة، حيث يرسل إشارات لمستقبلات في القلب لإبطاء معدل ضربات القلب لخفض الضغط داخل الجمجمة.[1]

يحدث منعكس كوشينج نتيجة لبعض الحالات، تتضمن كلًا من:[1]

  • أورام الدماغ.
  • ارتجاج المخ.
  • نقص الأكسجين في الدماغ.
  • التهاب السحايا.
  • السكتة الدماغية.
  • الصدمة.
  • نزيف في المخ.

تشمل أعراض منعكس كوشينغ ما يلي:[1]

  • انخفاض معدل ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التنفس البطيء أو غير المنتظم.

ويعد منعكس كوشينغ حالة طارئة تستدعي اللجوء إلى الرعاية الصحية على الفور، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة إلى تلف الدماغ بشكل دائم، وقد يكون مهددًا للحياة، لذلك بمجرد يشخص الأطباء هذه الحالة، يكون هدفهم الأساسي هو علاج السبب وتقليل الضغط داخل الجمجمة.[1]

أختي منذ فترة طويلة ينزل ضغطها إلى ٣ وإلى ٢ وأجرينا فحوصات كاملة لا يوجد أي خلل في الجسم يسبب الهبوط، لقد جزعنا ونحن لا نعرف السبب ؟

اضطرابات في كهربية القلب

يمكن أن يشير معدل النبض القلبي المنخفض أحيانًا إلى وجود مشكلة في مسار التوصيل الكهربائي للقلب، حيث يمتلك القلب نظامًا كهربائيًا ينتقل بنمط مميز لجعل القلب ينبض بإيقاع منتظم، وإذا كان هناك تلف، أو تندب، أو تمدد مفرط للقلب، فقد لا يعمل النظام الكهربائي بشكل فعال، مما يؤدي إلى انخفاض معدل النبض.[1]

يمكن أن يساهم ارتفاع ضغط الدم المزمن في تلف النظام الكهربائي للقلب، مما يؤدي بدوره إلى انخفاض معدل النبض، ويمكن أن تساهم عوامل أخرى أيضًا في اضطرابات كهربية القلب، مثل التدخين، أو وجود تاريخ لتعاطي المخدرات، أو الكحول بكثرة، أو شيخوخة القلب.[1]

تغلظ أنسجة القلب

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل إلى إحداث تغييرات في أنسجة القلب، حيث تصبح الأنسجة أكثر سمكًا في محاولة للخفق بقوة أكبر لمقاومة الضغط المرتفع، لكن قد يصعب على هذا النسيج السميك النبض بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى قد تباطؤ نبضات القلب، حيث يستغرق وقتًا أطول لنقل النبضات الكهربائية.[3]

أدوية ضغط الدم

يمكن لبعض الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم أن تتسبب أيضًا في خفض معدل ضربات القلب، مثل حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، حيث تعمل هذه الأدوية على خفض ضغط الدم عن طريق تقليل النبض، وتقليل الجهد الواقع على القلب.[3]

النزيف الداخلي 

يمكن أن تؤدي إصابة الدماغ الرضحية أو النزيف الداخلي في الدماغ إلى كل من ارتفاع ضغط الدم وانخفاض النبض، حيث تؤدي الإصابات أو النزيف إلى زيادة الضغط داخل الدماغ، مما يؤدي إلى ما يسمى بمنعكس كوشينغ.[3]

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب على المريض اللجوء إلى الرعاية الطبية الفورية إذا كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم وانخفاض معدل ضربات القلب وظهرت عليه أي من الأعراض التالية:[1][2]

  • الدوخة أو الدوار.
  • الشعور بالإغماء.
  • ضيق في التنفس.
  • آلام في الصدر.
  • صعوبة الكلام.
  • ضعف عام.
  • تنميل.
  • تغييرات في الرؤية.

فقد تشير هذه الأعراض إلى أن المريض يحتاج إلى الإقامة داخل المستشفى، أو يحتاج جهاز تنظيم ضربات القلب.[1][2]

نصيحة من الطبي

ينبغي على مرضى ارتفاع ضغط الدم مراقبة صحة قلبهم عن كثب، حيث يؤثر ارتفاع ضغط الدم على كافة أعضاء الجسم بشكل عام، وعلى القلب بشكل خاص، وذلك من خلال مراقبة معدل نبضات القلب، ويجب اللجوء على الفور إلى الرعاية الصحية حال حدوث ارتفاع ضغط الدم وانخفاض دقات القلب.

اقرا ايضاً :

حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم وكيفية الوقاية من تفاقمها