تعد مشكلة تعاطي المخدرات آفة عصرنا الحديث، حيث يزداد انتشارها يومًا بعد يوم، بل وما يزيد الأمر سوءًا ظهور أنواع جديدة مجهولة التركيب والمصدر. تتعدد أنواع المخدرات وتؤدي جميعها إلى مخاطر صحية خطيرة قد تهدد الحياة، ناهيك عن جعل المدمن مغيبًا عقليًا يعاني من اضطرابات نفسية، ويتحول من إنسان سوي متزن نفسيًا إلى شخص عدائي للمجتمع وربما مجرمًا. [1]
يتناول هذا المقال أنواع المخدرات وتأثيرها على الجسم، وكذلك أضرار استخدامها لتوعية الشباب بمخاطر هذه المواد على الصحة البدنية والنفسية.
محتويات المقال
أنواع المخدرات
يوجد العديد من أنواع المخدرات فمنها ما يستخرج من نباتات طبيعية ومنها ما يتم تصنيعه كميائيًا، وجميعها بلا استثناء خطيرة على الصحة البدنية والنفسية وقد تؤدي إلى الوفاة، وتقسم أنواع المخدرات بناء على عدة عوامل منها تأثيرها على الإنسان، أو شدة إدمانها، أو تركيبها الكيميائي، وغير ذلك. [2]
نذكر فيما يلي تقسيم أنواع المخدرات حسب التأثير: [1] [2] [3]
- المهدئات: يعمل هذا النوع على تثبط الجهاز العصبي فيعطي شعورًا بالاسترخاء والنعاس، ولكنها تسبب أيضًا الكوابيس، والشعور بالقلق، وكذلك سلوكيات عدوانية، ومن أمثلتها الكحول والمهدئات كالبنزوديازيبينات.
- المنشطات: تزيد أنواع المخدرات المنشطة من الطاقة، واليقظة، والانتباه، ولكنها قد تؤدي إلى شعور بالقلق، والذعر، وجنون الارتياب، ومن أمثلتها الكوكايين، والأمفيتامين، والميثامفيتامين.
- المواد الأفيونية: هي مسكنات قوية للألم ولكنها تعطي شعورًا بالنشوة، وقد تسبب أيضًا الارتباك، وتثبط التنفس، وربما تؤدي إلى الوفاة في الجرعات العالية. تستخدم بعض المواد الأفيونية طبيًا تحت إشراف الطبيب لتسكين الألم، ومع ذلك قد يساء استخدامها بغرض الإدمان، مثل الكودايين، والمورفين، والأوكسيكودون، وتتضمن المواد الأفيونية أيضًا الهيروين وهو مخدر خطير ليس له استخدامات طبية.
- المهلوسات: تؤدي المهلوسات إلى رؤية أشياء أو سماع أصوات غير حقيقية والشعور بالانفصال عن الواقع، وتشمل تأثيراتها أيضًا زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وربما فقدان الذاكرة، ومن أمثلة المهلوسات ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك.
تتضمن أشهر أنواع المخدرات ما يلي:
الهيروين
يحضر الهيروين (بالإنجليزية: Heroin) من المورفين المستخرج من نبات الخشخاش، ويعد من أكثر أنواع المخدرات خطورة. يعمل الهيروين على زيادة تأثير الدوبامين عن طريق الارتباط بمستقبلات ميو الأفيونية في المخ ما يمنح شعورًا لحظيًا بالنشوة، وسرعان ما تبدأ الآثار غير مرغوبة بالظهور، ومنها: [4] [5]
- دفء الجلد واحمراره.
- جفاف الفم.
- الغثيان والقيء.
- القشعريرة.
- شعور بثقل الأطراف.
- حكة شديدة.
- الإحساس بالنعاس.
- ضعف الإدراك والوظائف العقلية.
قد يسبب الهيروين أيضًا بطء معدل ضربات القلب وانخفاض معدل التنفس، وربما يؤدي إلى الغيبوبة أو الوفاة. [5]
الكوكايين (الكراك)
الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine) هو أحد أخطر أنواع المخدرات يحضر من أوراق الكوكا، يعمل على تحفيز الدوبامين في المخ وهو ما يعطي شعورًا بالنشوة، كما أنه ينشط جميع وظائف الجسم فيشعر المدمن بأنه مفعم بالحيوية والطاقة، ولكن لا يستمر هذا الشعور سوى دقائق، ثم ما يلبث أن يتحول الأمر إلى غضب شديد وتصرفات غريبة. [1] [4] [5]
تشمل آثار الكوكايين على الجسم ما يلي: [4]
- اتساع حدقة العين.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
- دوار.
- ارتعاش العضلات.
- سرعة الانفعال، والقيام بتصرفات عدوانية أو غريبة.
- جنون الشك والارتياب.
- قلق وذعر.
- أرق.
يؤدي استخدام الكوكايين على المدى الطويل إلى فقدان حاسة الشم، ونزيف من الأنف، وتهيج الحاجز الأنفي، وكذلك مشاكل في البلع، بالإضافة إلى ذلك قد يسبب الكوكايين تلف العديد من أعضاء الجسم والإصابة بسكتة دماغية. [4]
اقرأ أيضًا: المخدرات وأضرارها على جسم الأنسان
القنب (الماريجوانا، الحشيش، ويد)
يعد القنب (بالإنجليزية: Cannabis Sativa) النبات الذي يحضر منه الماريجوانا والحشيش ومواد مخدرة أخرى، يتسبب تعاطي الماريجوانا أو الحشيش في الشعور بالضحك دون سبب أو الإحساس بالاسترخاء والنعاس، ولكن في المقابل تؤدي الماريجوانا والحشيش إلى: [5] [6]
- نسيان الأحداث القريبة.
- الشعور بالإرهاق.
- عدم القدرة على التركيز.
- القلق، والخوف، والذعر.
- فقدان التوازن والتنسيق.
- زيادة معدل ضربات القلب.
يمكن أن يؤدي تعاطي جرعات عالية إلى الإصابة بذهان حاد مؤقت من هلاوس وأوهام، وربما فقدان الهوية الشخصية، علاوة على ذلك يتسبب تعاطي هذا النوع من أنواع المخدرات على المدى الطويل إلى الإصابة باضطرابات نفسية. [4] [6]
المهدئات (البنزوديازيبينات)
تعد المهدئات مثل البنزوديازيبينات أدوية تستخدم لعلاج حالات طبية كاضطرابات النوم، وقد يساء استخدامها لتأثيرها المهدئ، ولكن يصاحبها أعراض أخرى بجانب النعاس، مثل: [7]
- التلعثم وصعوبة الكلام.
- ضعف التركيز والارتباك وربما الدوار.
- مشاكل في الحركة والذاكرة.
- انخفاض ضغط الدم.
- بطء معدل التنفس.
اقرأ أيضًا: تأثير المخدرات على الجهاز العصبي
حمض الليسرجيك (إل إس دي)
يعد مخدر ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (بالإنجليزية: Lysergic Acid Diethylamide or LSD) أحد أنواع المخدرات والمهلوسات، حيث يتسبب في هلاوس سمعية وبصرية، ويرى المدمن الأشياء حوله بطريقة غريبة من تغير ألوانها وأشكالها، وربما يشعر كأنه خارج جسده، كذلك قد يسبب هذا المخدر تجربة سيئة ومرعبة لا يستطيع الشخص الهروب منها، ويشعر بخوف شديد، وجنون الارتياب، والانفصال عن الذات. [8]
تتضمن آثار مخدر إل إس دي أيضًا ما يلي: [8]
- القلق الشديد.
- نوبات هلع.
- الشعور بالجنون أو الموت.
تجدر الإشارة إلى أن تعاطي حمض الليسرجيك بجرعات عالية قد يؤدي إلى الوفاة. [8]
اقرا ايضاً :
الكيتامين
يعد الكيتامين (بالإنجليزية: Ketamine) من الأدوية المستخدمة طبيًا في التخدير قبل العمليات الجراحية، وكذلك في تخدير الحيوانات وتهدئتها، وقد يساء استعماله من قبل المدمنين لتأثيره المهدئ والمهلوس. [7] [9]
يصنف الكيتامين من أنواع المخدرات الانفصامية، حيث يعطي شعورًا بالانفصال عن الواقع، كما أنه يسبب حدوث الآثار الآتية:
- هلاوس.
- مشاكل في الانتباه، والذاكرة، والتعلم.
- الارتباك.
- فقدان الذاكرة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تثبيط حاد للتنفس.
- فقدان الوعي.
يمكن أن يتسبب استخدام الكيتامين على المدى البعيد إلى الإصابة بآلام في المعدة، وقرحة وألم في المثانة، ومشاكل في الكلى، وكذلك الاكتئاب وضعف في الذاكرة. [7]
اقرأ أيضًا: مخدرات الاحتفالات.. ملجأ المراهقين والشباب
الأمفيتامين والميثامفيتامين (الميث، الكريستال ميث، الشبو)
يتسم الأمفيتامين (بالإنجليزية: Amphetamine) بتأثيره المنشط، وقد يستخدم طبيًا لعلاج بعض الحالات مثل النوم القهري، ويمكن أن يساء استخدامه لما يمنحه من شعور بالنشوة والطاقة، وزيادة الانتباه. [1]
يعد الميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methamphetamine) من مشتقات الأمفيتامين، وهو أخطر أنواع المخدرات وشديد الإدمان. يعطي الميثامفيتامين شعورًا لحظيًا بالنشوة ويزيد من النشاط البدني، ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الآثار مسببًا ما يلي: [1]
- زيادة معدل التنفس.
- سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- قلة الشهية.
قد يؤدي استخدام هذا النوع من أنواع المخدرات على المدى البعيد إلى الأرق واضطراب المزاج، وسلوكيات عدوانية، وهلاوس وأوهام، وجنون الارتياب، بالإضافة إلى مشاكل شديدة في الأسنان، وربما حكة شديدة تؤدي إلى تقرح الجلد. [7]
حبوب النشوة
حبوب النشوة هي مخدر الميثيلين ثنائي أكسيد الميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methylenedioxymethamphetamine or MDMA) والذي ويطلق عليه أيضًا الإكستاسي أو المولِّي، وهو من مشتقات الميثامفيتامين. [10]
يعمل هذا المخدر على زيادة نشاط بعض النواقل العصبية في المخ، مثل الدوبامين، والسيروتونين، والنورإبينفرين ما يعطي شعورًا بالنشوة والسعادة، ولكن في المقابل يصاحبه آثار جانبية، منها: [10]
- تعرق.
- غثيان.
- تشنج العضلات.
- قشعريرة.
- صرير الأسنان اللاإرادي.
- عدم وضوح الرؤية.
يمكن أن يؤدي استعمال هذا النوع من أنواع حبوب المخدرات على مدار أسبوع واحد إلى التهيج والسلوكيات العدوانية، وكذلك الإصابة بمشاكل في الذاكرة، والاكتئاب، والقلق، واضطراب في النوم، علاوة على قلة الرغبة الجنسية. [10]
يؤدي تناول جرعات عالية من حبوب النشوة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، وربما الإصابة بفشل الكبد أو الكلى، أو القلب، وقد يصل الأمر إلى الوفاة. [10]
اقرأ أيضًا: كل ما تود معرفته عن جهاز تحليل المخدرات المنزلي
المواد المستنشقة
تشمل أنواع المخدرات أيضًا المستنشقات والمذيبات العضوية الطيارة الموجودة في المنظفات، والدهانات، والغراء، والبنزين، وسائل الولاعات، وأقلام التحديد، وغيرها. [7]
تُمتص هذه المواد بسرعة عند استنشاقها مسببة تأثيرات سلبية على المخ، منها: [4] [7]
- ارتباك وعدم وضوح الكلام.
- غثيان.
- صداع.
- شعور بالدوخة، والدوار، والنعاس.
- فقدان الشهية.
- هلاوس وأوهام.
- اختناق.
- تشنجات.
- غيبوبة وربما الوفاة.
قد يؤدي استخدام هذه المواد إلى تلف الكبد والكلى، وكذلك الإصابة بتشنجات نتيجة تلف الأعصاب، وربما تؤدي إلى تضرر المخ بسبب نقص الأكسجين. [7]
المخدرات الاصطناعية أو المصممة
تعد المخدرات المصممة من أنواع المخدرات الأكثر خطورة، فهي مخدرات جديدة يتم تصنيعها من خليط من مركبات كيميائية تحاكي تأثير المواد المخدرة كالمنشطات، أو المهلوسات، أو المهدئات، أو خليط من هذه التأثيرات، وعادة ما يكون تركيبها مجهولًا، ما يسبب تحديًا للأطباء لعلاج حالات التسمم منها. [11]
نصيحة الطبي
تتعدد أنواع المخدرات ولكل منها تأثير مختلف على الجسم، ولكن جميعها يؤدي إلى مخاطر صحية على صحة الفرد النفسية والبدنية، بل وربما تهدد الحياة، ولا يقتصر الأمر على ذلك، فمخاطر المخدرات تمتد إلى الأسرة والمجتمع بأسره، لذا ينصح بالحرص على الامتناع عن استخدام أي منها والوقوع في فخ الإدمان وما يعقبه من أضرار.
اقرأ أيضًا: طرق الوقاية من المخدرات
هل الإقلاع عن التدخين فجأة يؤثر على الغدة الكظرية؟ مع العلم أنا مدخن جديد لي ٦ شهور فقط، وأريد تركه