استذهان | Intellectualization

استذهان

ما هو استذهان

عندما تواجهنا الحياة بتقلباتها المرة وبأحداثها المقلقة، لا يتساوى الناس في طرق تعاملهم وتقبلهم للأحداث؛ فهناك من يتمكن من الأحداث ولا يجعلها تتمكن منه وينجو منها دون خسارة نفسية كبيرة. وهناك من يتبنى بعض الحيل النفسية الدفاعية ليتمكن من التعامل مع هذا الحادث المؤلم أو حالة القلق والتوتر التي يمر بها. ومن ضمن هذه الحيل النفسية الدفاعية الاستذهان.

يعرف الاستذهان بأنه تعامل الشخص مع الأحداث المؤلمة بصورة عقلانية بحتة؛ بحيث لا يدع مجالاً للعواطف والمشاعر أن تتدخل في رؤيته لوضعه أو مشكلته. فعندما نتعرض لمشاكل أو مواقف مقلقة، من المتوقع أن تظهر علينا بعض علامات الضغط والتوتر والحزن وحتى التعرق الشديد وجمود التعبيرات الوجهية. لكن وعلى الصعيد الآخر، نجد أناساً متحكمين في مشاعرهم بشكل كامل فيبدون في حالة هدوء شديد وانضباط، في هذه الحالة، يمكنك أن تتوقع أنهم يتعاملون تحت تأثير حيلة الاستذهان.

الاستذهان لا يعني أن من يقعون تحت وطأته ليس لديهم مشاعر ولا يتأثرون بما يحيط بهم، بل هم في واقع الأمر يصدون تلك المشاعر ويمنعونها من أخذ حريتها حتى يستطيعوا التأقلم مع الوضع الجاري إلى أن يستعيدوا القوة اللازمة للتصدي للمشكلة في ظل تفاعل مشاعرهم وحضورها.

أمثلة على الاستذهان:

تتنوع الأمثلة التي نستخدم فيها حيلة الاستذهان للتأقلم مع الأوضاع الصعبة ومواصلة سيرنا في الحياة، فمثلاً:

  1. عندما تخسر صديقاً عزيزاً، قد تلجأ إلى أشياء أخرى يمكنك فعلها لتسلية وقتك وشغل تفكيرك، منها زيارة الأقارب وقضاء وقت أطول مع أصدقائك الآخرين. أو طبخ وجبة شهية وتذكير نفسك بالأشياء التي كنت تمتنع عن فعلها أثناء وجود هذا الصديق والآن أصبح لديك متسع من الوقت لفعل ما تريد. تفكيرك بهذا الشكل لا يلغي حقيقة أنك فقدت أعز أصدقائك لكنه يسكن من الألم بعض الوقت إلى أن تتجاوز الفترة الأولية من الحرمان من رؤيته وتتعايش مع الأمر وتنشغل أكثر فلا تعود تفكر فيه من جديد، وإن فكرت فمشاعرك وقتها لا تكون بنفس القوة التي كانت عليها بعد وقوع الحادثة مباشرة.
  2. عندما يصاب أحدهم بمرض لا يرجى شفائه كالسرطان مثلاً، يلجأ البعض إلى البحث في هذا المرض والتعرف على أعراضه واستشارة الأطباء لمعرفة كيفية التعامل مع المرض ومنع تطوره واتباع أنظمة غذائية ودوائية سليمة. كل هذا يمنعه من الجلوس والتفكير في المرض والبكاء والاكتئاب.
  3. عندما يموت أحد أقاربك المعززين إلى قلبك؛ قد ينشغل بالك وقت الوفاة بتحضير الكفن وتنظيم إجراءات الدفن والصلاة على الميت؛ تاركاً مشاعرك المفعمة تجاه هذا المتوفى لبعض الوقت حتى لا تنهار ويفسد الوضع.

غالباً ما تكون حالات الاستذهان هذه غير إرادية، وتحمل في طياتها الرحمة لأنك ربما لا تقدر على وقع الصدمة وقتها وقد تفتر عواطفك وتنجرح بشدة إذا واجهتك المشكلة أو الصدمة في أولها بعواطفك أولاً.

لكن لا شك أن تجاهل المشاعر أو كبتها لا يعود بالخير دائماً، فلا بد من الاعتراف بمشاعرك في لحظة ما والبكاء على هذا الحبيب أو القريب والتحدث إلى من تحب واستشارة الطبيب أيضاً إن تطور الأمر.

الاستذهان له فوائده في بادئ الأمر فقط وعند وقوع الصدمة التي غالبا ما تكون خارج الحسبان، أما بعد أن تهدأ الأوضاع عليك أن تجبر عقلك على الهدوء أيضاً وعلى تحرير مشاعرك والابتعاد عن التفكير المنطقي التحليلي لبعض الوقت حتى تجد مشاعرك وعواطفك متنفساً؛ فهذا صحي لك وسيساعدك على المضي قدما في الحياة ومواجهة مصاعبها وآلامها المتتالية.

changingminds.org/ex...
The Amazing Concept of Intellectualization Explained With Examples
https://childhoodtraumarecovery.com/2015/04/09/intellectualization-as-a-defence-mechanism-following-childhood-trauma/

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بعلم النفس

سؤال من أنثى سنة

في علم النفس

لماذا لم يهبني القدر حباً حتى الآن و أنا أنتظره منذ سنين و اعلم أنه متى وجدته سأجد سعادتي الأبدية؟

هذه يعتمد على شخصيتك ومستوى وطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تستطيعين نسجها مع المعارف والأصدقاء، والحب سيأتي بالتأكيد، فلا تستعجل. وكل شيء بأوانه.

سؤال من ذكر سنة 39

في علم النفس

انا اناني واعيش في غربة واعمل حوالي 12 ساعة وابكي طوال اليوم , ماذا افعل ؟

الاعراض التي تشكو منها تشير الى اضطراب المزاج الكابي وتحتاج الى مراجعة طبيب نفسي للتعرف على سيرتك المرضية وحالتك النفسية وشخصيتك بشكل شامل ثم يتم وضع الخطة العلاجية ولعملك لمدة 12 ساعة دور كبير في الحالة وحكمك على نفسك والناس امر مغلوط بسب حالتك ونظرتك النفسية الخاطئة بالتعميم ايضا فنت تشعر بالدونية بسبب ذلك ومارس امور ترفع مزاجك كالصلوات والاستماع للموسيقى والرياضة وروج عن نفسك بالرحلات ومعاشرة الناس وابتعد عن العزلة