الشعرانية | Hirsutism

الشعرانية

ما هو الشعرانية

تُعد الشعرانية (بالإنجليزية: Hirsutism) حالة صحية تتسبب بنمو الشعر الزائد والداكن اللون عند النساء والفتيات، وعادة ما يحدث هذا النمو في المناطق التي يظهر فيها الشعر بشكل طبيعي عند الذكور، مثل: الوجه، أو الرقبة، أو الصدر، أو البطن، أو أسفل الظهر، أو الأرداف، أو الفخذين. [1][2]

تحدث كثرة الشعر عند 5 - 10% من الإناث، وغالبًا ما يكون نتيجة لإصابة الأنثى ببعض المشكلات الصحية. ولهذا، ينصح دائمًا باستشارة الطبيب عند نمو الشعر الزائد غير المرغوب به، حيث أنه سيقوم بتحديد سبب المشكلة ووصف العلاج الذي سيساعد على علاج كثرة الشعر أو التخفيف منه. [1][2]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

الفرق بين الشعرانية وفرط الشعر

من الممكن أن تتشابه أعراض الشعرانية مع حالة فرط الشعر (بالإنجليزية: Hypertrichosis)، أو ما تسمى أحيانًا بمتلازمة المستذئب، إلا أنهما يُعدان حالتين منفصلتين، ففي حالة الشعرانية ينمو الشعر الزائد في بعض مناطق الجسم، بينما في حالة فرط الشعر يكون هناك زيادة عامة في نمو الشعر في جميع أنحاء الجسم. [1][3]

إن في 50% من النساء المصابات بالشعرانية يكون لديهن ارتفاع في الهرمونات الأندروجينية، وهي هرمونات جنسية تتواجد عادة بمستويات منخفضة عند الإناث وبمستويات أعلى عند الذكور، حيث تتسبب هذه الهرمونات بتحفيز بصيلات الشعر مما يؤدي إلى نمو شعر عند المرأة بشكل أكثر من المعتاد. [1][4]

بينما في 50% المتبقية من الحالات تكون مستويات الهرمونات الأندروجينية طبيعية، ويكون سبب الشعرانية الإصابة بحساسية الجريب، حيث تكون بصيلات الشعر حساسة بشكل مفرط للهرمونات الذكرية. [1][3]

تعد متلازمة المبيض المتعدد الكيسات السبب الأكثر شيوعًا للشعرانية، حيث أنها تكون السبب في ثلاث من أصل أربع حالات كثرة الشعر عند النساء، حيث يحدث ارتفاع في مستويات الهرمونات الأندروجينية عند الإصابة بهذه المتلازمة، الأمر الذي يؤدي إلى نمو الشعر الزائد في مناطق غير مرغوب بها. [1][3]

 كما يمكن أن تتضمن أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ما يلي: [1][2]

  • حب الشباب.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • صعوبة في فقدان الوزن.

لكن، لا تعد متلازمة المبيض المتعدد الكيسات السبب الوحيد للإصابة بالشعرانية، فمن الممكن أن تتضمن أسباب الإصابة به أيضًا ما يلي: [1][3]

  • أورام الغدة الكظرية.
  • أورام المبيض.
  • متلازمة كوشينغ.
  • تضخم الغدة الكظرية الخلقي.

كما في بعض الأحيان، يمكن أن يكون سبب الشعرانية وجود مستويات عالية من هرمون الأنسولين، كما هو الحال عند بعض النساء المصابات بمقاومة الأنسولين أو المصابات بداء السكري من النوع الثاني، حيث يمكن أن يعمل هذا الهرمون على تحفيز خلايا المبيض لإنتاج الأندروجينات. [3][4]

أيضًا، يمكن أن يزداد خطر الإصابة بكثرة الشعر عند النساء مع التقدم بالسن والوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث، حيث تحدث العديد من التغيرات الهرمونية في جسم المرأة. [3][4]

يمكن أن تسبب بعض الأدوية أيضًا نمو الشعر الزائد عند النساء، ومن أهم الأمثلة عليها ما يلي: [1][3][5]

  • التستوستيرون.
  • الستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids)، أو ما تعرف باسم المنشطات.
  • حبوب منع الحمل.
  • الأدوية التي تحتوي على البروجستين (بالإنجليزية: Progestin).
  • الجلايكورتيكويدات (بالإنجليزية: Glucocorticoids).
  • الدانازول (بالإنجليزية: Danazol).
  • المينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil).
  • الفينيتوين (بالإنجليزية: Phenytoin).

ويجب التنويه إلى أنه في بعض الحالات لا يمكن تحديد سبب الشعرانية عند المرأة. [1][3]

عوامل خطر الإصابة بالشعرانية

بالإضافة إلى أسباب الشعرانية المذكورة سابقًا، يوجد عدد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، منها: [3]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالشعرانية.
  • العرق، حيث أن نمو الشعر الزائد يكون أكثر احتمالية لدى النساء في مناطق البحر الأبيض المتوسط، أو جنوب آسيا، أو الشرق الأوسط.
  • السمنة، فزيادة الوزن تؤدي إلى إنتاج المزيد من الهرمونات الذكرية في الجسم.

تتمثل أعراض الشعرانية بشكل أساسي بنمو الشعر الزائد، والذي يكون داكن اللون وخشن الملمس، في مناطق الجسم الحساسة للهرمونات الذكرية، بما في ذلك: [1][3][4]

  • الشفة العليا.
  • الذقن وخط الفك.
  • الظهر.
  • الصدر والبطن.
  • الفخذ الداخلية.
  • المنطقة ما حول الحلمات.

إلى جانب كثرة الشعر، يمكن أن تعاني المرأة أيضًا من الأعراض التالية نتيجة ارتفاع الهرمونات الأندروجينية لديها: [3][4]

  • البشرة الدهنية.
  • حب الشباب.
  • تساقط الشعر وتراجع خط شعر الرأس.
  • اتساع البظر.
  • عمق وخشونة الصوت.
  • ازدياد الكتلة العضلية.
  • صغر حجم الثديين.

من أجل تشخيص إصابة المرأة بالشعرانية، سيقوم الطبيب بما يلي: [1][3][4][6]

  • إجراء الفحص الجسدي للتحقق من نمو الشعر الزائد عند المرأة والكشف عن أية أعراض أخرى تعاني منها، مثل: حب الشباب.
  • سؤال المرأة عدة أسئلة بخصوص الأعراض التي تعاني منها، أهمها عدم انتظام الدورة الشهرية، بالإضافة إلى التاريخ المرضي للمرأة وعائلتها.
  • طلب إجراء الفحوصات التالية التي ستساعد في تحديد سبب المشكلة:
    • فحوصات الدم، وذلك للتحقق من مستويات الهرمونات، بما فيها تحليل هرمون التستوستيرون، وتحليل ديهيدرو إيبي إندروستيرون (بالإنجليزية: Dehydroepiandrosterone)، وتحليل مستويات 17-هيدروكسي بروجستيرون.
    • اختبار تحفيز الهرمون الموجه لقشر الكظر، والذي يقيس استجابة الغدة الكظرية لهرمون قشر الكظر، حيث يحفز هذا الهرمون إنتاج الغدد الكظرية لهرمون الكورتيزول.
    • الموجات فوق الصوتية لفحص المبيضين والرحم.
    • الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية لفحص الغدة الكظرية.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

وبمجرد تشخيص المرأة بالشعرانية، يمكن أن يستخدم الطبيب مقياس فريمان-جالوي (بالإنجليزية: Ferriman-Gallwey)، والذي سيساعد على تحديد مدى شدة الحالة، وذلك من خلال النظر إلى نمو الشعر في تسع مناطق من الجسم ومن ثم سيعطي درجة تتراوح من 0 إلى 4 لكل موقع من مواقع الجسم، حيث تشير درجة 0 إلى عدم وجود شعر  بينما تشير درجة 4 إلى نمو الشعر الكثيف في المنطقة. [3][5]

ومن ثم يتم جمع الدرجات الخاصة لكل مناطق الجسم، وتكون المرأة مصابة بالشعرانية المتوسطة في حال كان مجموع الدرجات يتراوح بين 8 - 1، بينما تكون مصابة بالشعرانية الشديدة في حال كان مجموع الدرجات أعلى من 15. [5]

يتضمن علاج الشعرانية العديد من العلاجات الدوائية والتي يعتمد اختيارها على سبب المشكلة، ومن الممكن أن تتضمن هذه العلاجات ما يلي: [3][5][6]

  • الأدوية التي تغير من طريقة نمو الشعر الزائد عند النساء، لكن عند التوقف عن استخدام هذه الأدوية سينمو الشعر من جديد.
  • الأدوية المضادة للأندروجينات، بما فيها:
  • حبوب منع الحمل التي تجعل الجسم ينتج كميات أقل من الهرمونات الذكرية، ومع الاستخدام المنتظم لها سيقل الشعر الزائد في الوجه أو الجسم.
  • منبهات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، والتي ستعمل على تقليل كمية الأندروجين التي يتم إنتاجها في المبيضين، وتأتي على شكل حقن ومن الممكن أن تكون باهظة الثمن.
  • دواء الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin)، وهو خيار متاح لعلاج كثرة الشعر عند النساء الناجمة عن الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
  • دواء الإيفلورنيثين (بالإنجليزية: Eflornithine)، وهو كريم يتم دهنه على البشرة من أجل إبطاء نمو الشعر الزائد عند النساء.
  • الأدوية الستيرويدية، والتي يتم وصف جرعة مخفضة منها في حالات فرط نشاط الغدد الكظرية.
  • الأدوية الخافضة للأنسولين، مثل: الميتفورمين أو البيوجليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)، فمن الممكن أن تساعد على خفض مستويات الأندروجينات في الدم. لكن نظرًا لتسببها بآثار جانبية، فعادةً لا يفضل استخدامها كخط أول لعلاج الشعرانية الناجمة عن ارتفاع الأنسولين.

تعُد الشعرانية إحدى المشكلات الصحية طويلة الأمد، ولهذا لا بد من التعايش معها والالتزام ببعض النصائح والطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف الشعر الزائد عند المرأة. [1][2]

ولعل أولى وأهم النصائح للتعايش مع الشعرانية هي فقدان الوزن في حال كانت المرأة تعاني من زيادة الوزن والحفاظ عليه ضمن المعدلات الطبيعية، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تنظيم مستويات الهرمونات لدى المرأة. [2][3]

كما بإمكان المرأة إزالة الشعر الزائد باستخدام التقنيات التالية: [1][3]

  • الحلاقة باستخدام شفرة الحلاقة أو ماكينة الحلاقة الكهربائية، والتي توفر حلًا سريعًا إلا أنه من الممكن أن تحتاج المرأة إلى القيام بذلك بشكل يومي لإزالة الشعر غير المرغوب به.
  • نتف الشعر، وذلك باستخدام الملقط، أو الخيط، أو آلة نتف الشعر الكهربائية، إلا أن هذه الطريقة يمكن أن تسبب الألم والاحمرار.
  • إزالة الشعر بالشمع، وهي طريقة سريعة لإزالة الكثير من الشعر غير المرغوب فيه من الجذور، إلا أنها يمكن أن تسبب الألم والاحمرار.
  • كريمات إزالة الشعر، والتي تحتوي على بعض المواد الكيميائية القوية المزيلة للشعر، وهي سهلة الإستخدام إلا أنها يمكن أن تسبب تهيجًا للبشرة الحساسة، ولهذا ينصح باختبارها أولًا على منطقة صغيرة قبل استخدامها على مساحات كبيرة من الجسم.
  • إزالة الشعر بالليزر، حيث تعمل حرارة الليزر على إزالة الشعر من الجذور. لكن من المهم تكرار العملية عدة مرات للحصول على نتائج فعالة، كما في بعض الأحيان يمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى بعد التوقف عن استخدام الليزر. 
  • التحليل الكهربائي، وهي طريقة يمكن أن تساعد على إزالة الشعر الزائد نهائيًا، حيث يتم ضرب الشعر من الجذور بتيار كهربائي. وبعد تكرار العملية عدة مرات، سيتوقف الشعر عن النمو في المناطق المعالجة.

أيضًا، يعتبر تشقير الشعر الزائد إحدى الخيارات التي يمكن للمرأة المصابة بالشعرانية تجربتها من أجل إخفاء منظر الشعر غير المرغوب به من خلال جعل لونه فاتحًا. [3]

بالنسبة لبعض الحالات، يمكن أن يكون التعايش مع الشعرانية أمرًا صعبًا ومرهقًا، ولهذا ينصح دائمًا بمتابعة الحالة مع طبيب يتفهم مخاوف المرأة ويحاول جاهدًا لإيجاد العلاج المناسب لها. كما أن الانضمام لمجموعة الدعم التي تضم أفراد آخرين يعانون من نفس الحالة يمكن أن تساعد على توفير بعض الراحة للنساء الاتي يعانين من الشعرانية.

لا يمكن دائمًا منع الإصابة بالشعرانية، إلا أن اتباع نظام حياة صحي يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بها، ويشمل ذلك ما يلي: [3][4]

  • تناول نظام غذائي متوازن وصحي.
  • فقدان الوزن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تجنب الأدوية غير الضرورية المعروفة بأنها تسبب الشعرانية، واستشارة الطبيب في حال كانت المرأة تتناول أدوية يمكن أن تسبب هذه المشكلة للبحث في إمكانية استبدالها أو ضبط جرعاتها.

يمكن أن تسبب الشعرانية بالتأثير على الحالة النفسية للمرأة، فمن الممكن أن تعاني المرأة من ضائقة عاطفية، كما يمكن أن يكون لديها صورة ذاتية سيئة بسبب الشعر غير المرغوب فيه. وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي كثرة الشعر عند النساء بتطور أعراض الاكتئاب أو القلق. [3]

بالرغم من كون الشعرانية من الحالات الصحية طويلة الأمد، إلا أن الالتزام بالعلاجات الدوائية الموصوفة واتباع نظام حياة صحي يمكن أن يساعد كثيرًا على التخفيف من نمو الشعر الزائد عن النساء المصابات بهذه الحالة. [1]

ومن المهم معرفة أن بصيلات الشعر تنمو لمدة ستة أشهر قبل أن تتساقط، وهذا يعني أن بعد تناول أدوية علاج الشعرانية يمكن أن يستغرق الأمر ستة أشهر قبل أن ينخفض نمو الشعر لدى المرأة. [1]

[1] Patty Weasler. What Is Hirsutism? Retrieved on the 14th of May, 2024.

[2] National Health Service. Excessive hair growth (hirsutism). Retrieved on the 14th of May, 2024.

[3] Lisa Fields and Julie Marks. Hirsutism. Retrieved on the 14th of May, 2024.

[4] Adam Felman. What to know about hirsutism. Retrieved on the 14th of May, 2024.

[5] April Cashin-Garbutt. What is Hirsutism? Retrieved on the 14th of May, 2024.

[6] Betterhealth.vic.gov.au. Hirsutism (excessive hair) - women. Retrieved on the 14th of May, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الغدد الصماء

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية