أفاد باحثون بأن ثلاثة أشخاص أصيبوا بالشلل في أرجلهم لسنوات استطاعوا الوقوف والمشي، كما تمكن أحدهم من التحرك المتعمد، وذلك بفضل زرعة كهربائية تحفز الحبل الشوكي المصاب بالإضافة الى أشهر من إعادة التأهيل المكثفة.
تم الإبلاغ عن هذا الإنجاز من قبل فريقين من العلماء يعملون بشكل منفصل.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الإنجاز ليس علاجًا، حيث تمكن المرضى من المشي فقط بمساعدة أحد الأشخاص أو عجل وذلك للحفاظ على توازنهم وعند إطفاء جهاز تنشيط العمود الفقري لم يعد بإمكانهم تحريك أرجلهم.
تمكن أحد المرضى خلال جلسة علاج طبيعي في مايو كلينك من التنقل ذهابًا وإيابا لمسافة تغطي طول ملعب كرة القدم.
يعد هذا العمل جزءًا من السعي إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي على استعادة وظائفهم، يقول المتخصصون أنه بالرغم من أنه تم تجربة التقنية من قبل القليل من الأشخاص فقط إلا أنه نهج واعد يحتاج إلى مزيد من الدراسة.
لن يستجيب كل من لديه إصابة مماثلة بشكل مماثل.
الإصابات الحادة في الحبل الشوكي تعطل وصول تعليمات الدماغ التي تحرك العضلات وتنشطها إلى الأعصاب.
لقد جرب العديد من الباحثون تقنيات أخرى، مثل تطويق المرضى في الهياكل الخارجية الشبيهة بالإنسان الآلي أو زرع محفزات العضلات للمساعدة في تحريك الأطراف المشلولة.
قال لي الطبيب عن وجود مشكلة في المخيخ، هل المخيخ له علاج؟
كيف تعمل هذه التقنية الجديدة؟
إحدى النظريات حول آلية عمل هذه التقنية هي أن الدوائر العصبية الموجودة تحت موقع الإصابة نائمة و لكنها لا تزال حية و يمكن تحفيزها بتيار كهربائي بأنماط مخصصة مما يوقظ بعض تلك الدوائر، و مع إعادة التأهيل الصارمة لإحياء الاتصالات الصدئة، تمكنهم في النهاية من تلقي أوامر بسيطة.
يمكن الشفاء إذا توفرت الظروف المناسبة، حيث أن للحبل الشوكي القدرة على إعادة تعلم فعل الأشياء، و لكن ليس كما كان في السابق و لكنه يمكن أن يعمل.
تعطي هذه الدراسة الأمل في إمكانية التحكم الوظيفي للأشخاص الذين يعانون من الشلل.
المرضى الذين تجرى عليهم الدراسة
أصيب أحد المرضى بالشلل منذ عام 2013 بسبب حادث سيارة في الثلج، ولم يتمكن من القيام بأي حركة أو إحساس بمنطقة الأسفل من منتصف ظهره. خضع المريض لما يقرب من 43 أسبوعًا من العلاج البدني المكثف وتعديلات على المحفز.
لماذا تختلف الاستجابة بين المرضى؟
في البداية كان المدربون يساعدون المريض عن طريق تعديل وضعية ركبتيه ووركيه لمساعدته على الوقوف وأرجحة ساقيه وتغير وزنه في حلقة مفرغة. لكن في نهاية المطاف عندما راقب نفسه في المرآة تعلم أن يحرك ساقيه ويدفع نفسه إلى الأمام مشيًا وإن كان مع وجود مدرب خلفه في حالة فقدان توازنه. كما يمكنه إخبار معالجيه عندما يبدأ ، يتوقف أو يسرع.
ليس من الواضح لماذا لم يتمكن المريضان الآخران من اتخاذ خطوات مستقلة، لكن التقرير ينبه ويحذر بشأن أخذ معايير السلامة حيث كسر أحد المرضى مفصل وركه خلال تمرين إعادة التأهيل حتى بالرغم من دعمه بعناية.
سوف يحتاج هذا النهج إلى دراسات أكبر و أطول ليس فقط لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يساعد المرضى الآخرين و لكن لتحديد المخاطر. كما أنه ليس من المعروف كم ستكلف مثل هذه الرعاية، حيث يعمل الباحثون لتحسين المحفزات.