غالبًا ما تشكو النساء الحوامل من صعوبة التركيز وكثرة النسيان وذلك ليس بسبب قلة الراحة والنوم أو التوتر فحسب، بل قد يكون نتيجة تأثير الحمل على الدماغ والتسبب بتغيرات فيه.
كشفت دراسة جديدة أجريت في هولندا وجود علاقة ما بين التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تحدث أثناء الحمل وحدوث تغيرات في دماغ المرأة الحامل وخصوصًا في مناطق مسؤولة عن التأمل والتفكير وأحلام اليقظة.
لطالما كان شرود الحامل في تفكيرها أمرًا شائعًا منذ القدم، ولكن كان من الصعب دراسة سبب هذه الظاهرة وتأثيرها، ولهذا قام مجموعة من علماء الأعصاب بجامعة لايدن بدراسة التغيرات العصبية المرافقة للحمل.
شارك في هذه الدراسة 40 امرأة حامل تم تصوير أدمغتهن بالرنين المغناطيسي قبل الحمل وخلاله وبعد الإنجاب لمدة عام كامل، كما تم قياس مستويات الهرمونات لديهن من خلال فحص بول أجري كل أسبوعين إلى أربع أسابيع، وأجبن أيضًا عن استبيانات تدرس أنماط النوم والضغط النفسي وعلاقة الأم بطفلها.
وما تبين من خلال الدراسة أن التغيرات الهرمونية خلال الحمل تؤثر على الخلايا المسؤولة عن التفكير في الدماغ، وقد تؤثر أيضاً على الطريقة التي تتواصل بها خلايا الدماغ بين بعضها البعض.
لوحظت هذه التغيرات بالأكثر في مناطق من الدماغ تتنشط عند تحول تركيز الشخص من العالم الخارجي إلى أفكاره الداخلية، مما قد يفسر شرود الحامل وصعوبة تركيزها.
وضحت هذه الدراسة وجود علاقة محتملة ما بين التغيرات الهرمونية خلال الحمل وحدوث تغيرات في مناطق في الدماغ مسؤولة عن التركيز، ولكنها لم تثبت السببية مما يبرز الحاجة لمزيد من الدراسات بعدد مشاركات أكبر لتبين التغيرات الدقيقة التي تحدث في دماغ الحامل.