سماعة ذكية تشخّص أمراض القلب في 15 ثانية: هل انتهى عصر السماعة التقليدية؟

سماعة ذكية تشخّص أمراض القلب في 15 ثانية: هل انتهى عصر السماعة التقليدية؟

إذا قيل لك إن هناك سماعة طبية قادرة على تشخيص أمراض القلب بدقة عالية، وفي أقل من 15 ثانية، فهل ستصدق؟ قد يبدو هذا مشهدًا من فيلم خيال علمي، لكنه حقيقة أصبحت واقعًا ملموسًا اليوم.

ما هي هذه السماعة الثورية؟

نحن نتحدث عن سماعة طبية تعمل بالذكاء الاصطناعي، تم تطويرها باستخدام خوارزميات متقدمة قادرة على تحليل أصوات القلب بدقة متناهية، وقادرة على التعرف على 3 حالات قلبية شائعة: فشل القلب، الرجفان الأذيني، وأمراض صمامات القلب، عبر التقاطها لأصوات دقيقة جدًا لا يمكن للأذن البشرية سماعها.

على عكس السماعة التقليدية التي نعرفها منذ حوالي 200 عام، والتي تعتمد فعاليتها كليًا على دقة سمع الطبيب، والحاجة لفحوصات معقدة لتأكيد التشخيص، فإن النسخة الذكية قادرة على فعل ما هو أكثر من ذلك بكثير، فهي تحلل الفروقات الدقيقة في نبضات القلب وتدفق الدم، وتسجّل الإشارات الكهربائية للقلب في نفس الوقت، مما يسمح لها بالتعرف على أي خلل أو عدم انتظام في دقات القلب خلال ثوانٍ معدودة.

كيف تم تطوير هذه التقنية؟

أظهرت تجربة واسعة شملت 205 عيادة عامة، و1.5 مليون مريض أن هذه التقنية ضاعفت فرص التشخيص المبكر لفشل القلب مقارنةً بالمرضى الذين لم تُستخدم معهم هذه التقنية، خاصةً لمن يعانون من أعراض قلبية، مثل ضيق التنفس، أو الإرهاق، أو انتفاخ الساقين والقدمين.

كما ساعدت هذه السماعة في اكتشاف مشكلات صمامات القلب والرجفان الأذيني في مراحل مبكرة.

كيف تبدو وكيف تعمل؟

الجهاز بحجم بطاقة اللعب تقريبًا. يتم وضعه على صدر المريض لأخذ قراءة تخطيط كهربية القلب (ECG)، وفي نفس الوقت يقوم الميكروفون المدمج بتسجيل صوت تدفق الدم عبر القلب.

تُرسل هذه المعلومات إلى حاسوب خاص لتحليلها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي تم تدريبها على بيانات صحية لعشرات الآلاف من الأشخاص، وفي النهاية، تُرسل نتيجة الفحص مباشرة إلى هاتف الطبيب، موضحًة ما إذا كان المريض معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب أم لا.

هل هي متوفرة الآن؟

هذه التقنية متاحة بالفعل لبعض المرضى، ويتم استخدامها في عدد من عيادات الأطباء، لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت قبل أن يصبح استخدامها واسع النطاق.

لماذا التشخيص المبكر مهم؟

أمراض القلب ليست مجرد أرقام في الإحصائيات، بل هي من أهم أسباب الوفاة حول العالم، والتأخر في اكتشافها قد يكون كارثيًا، وبالتالي فإن القدرة على معرفة المشكلة بسرعة تعادل إنقاذ حياة. التشخيص المبكر يعني:

  • فرصة أكبر للسيطرة على المرض قبل الوصول إلى مرحلة الخطر.
  • تجنب المضاعفات القاتلة، مثل الجلطات وفشل القلب.
  • تسهيل التدخل الطبي السريع في الحالات الطارئة.
  • تقليل الكلفة المادية للعلاج طويل المدى.

أمراض القلب لا تحدث بين ليلة وضحاها! إذا كنت تشعر بأعراض قلبية غير اعتيادية، أو تشعر بأن هناك خطبًا ما، عليك دائمًا استشارة الطبيب ليُطمئنك أو ليساعدك على تدارك الأمر مبكرًا. ولا داعي دائمًا للذهاب إلى العيادة، فنحن هنا لنقدم لك استشارات عن بُعد مع أفضل المختصين.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية