طور فريق من الباحثين جزيئاً جديداً يمنع تراكم بروتين ضار يسبب مرض باركنسون وبعض أنواع الخرف. هذا الاكتشاف المهم قد يؤدي إلى تطوير علاج جديد يبطئ من تقدم المرض.
ما هو مرض باركنسون؟
مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s Disease) هو مرض عصبي يؤثر بشكل أساسي في الحركة، ويحدث بسبب موت خلايا الدماغ التي تنتج مادة كيميائية تسمى الدوبامين، وهي ضرورية للتحكم في حركة الجسم. تشمل أعراضه الشائعة:
- الرعشة (الرجفة) في اليدين والأطراف.
- تصلب العضلات والجسم.
- بطء الحركة وصعوبة في المشي.
العلاجات المتوفرة حالياً تساعد فقط في السيطرة على الأعراض، ولكن لا يوجد حتى الآن علاج نهائي للمرض.
دور بروتين "ألفا سينوكلين" في مرض باركنسون
البروتين المسؤول عن المرض يسمى ألفا سينوكلين (بالإنجليزية: Alpha-synuclein)، ويوجد هذا البروتين بشكل طبيعي في خلايا الدماغ، ويؤدي وظائف مهمة.
في حالته الطبيعية، يكون هذا البروتين أشبه بخيط مرن يؤدي وظائف حيوية داخل الخلايا العصبية، خصوصاً في تنظيم إطلاق نواقل عصبية، مثل الدوبامين، مما يضمن تدفق التواصل السليم بين الخلايا. وعندما يكون نشطاً، يتخذ شكلاً لولبياً صحياً يسمح له بأداء دوره بكفاءة.
لكن هذا البروتين يمتلك وجهاً آخر مظلماً. ففي داء باركنسون، ولأسباب لا تزال غامضة، يخرج هذا البروتين عن مساره الطبيعي، فتتشابك خيوطه، وتتكتل في كتل لزجة وسامة تُعرف بـ"أجسام ليوي"، وإن هذه التكتلات القاتلة تخنق الخلايا العصبية، وتؤدي إلى موتها، مُسببةً الأعراض الشائعة للمرض.
كيف يعمل الجزيء الجديد؟
أمام هذا التحدي، قام فريق الباحثين في جامعة باث، بالتعاون مع جامعتي أكسفورد وبريستول، بتصميم جزيء صغير من الببتيد (سلسلة قصيرة من الأحماض الأمينية)، يرتبط ببروتين ألفا سينوكلين، ويُجبره على البقاء في شكله اللولبي الصحي والسليم "كالقفل"، مما يمنعه من التحول إلى الشكل المشوه، وتكوين تلك التكتلات السامة التي تسبب تلف الخلايا العصبية.
وقد أظهرت الاختبارات المعملية نجاحاً باهراً؛ حيث أثبت الببتيد استقراره وقدرته على اختراق خلايا شبيهة بخلايا الدماغ، والأهم من ذلك، نجح في استعادة الحركة، وتقليل ترسبات البروتين السامة عند اختباره على ديدان مُصابة بمرض باركنسون، مما يمثل دليلاً قوياً على فاعليته المحتملة.
نتائج مبشرة وتطلعات مستقبلية
وصف الباحثون هذه النتائج بأنها خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة للأمراض العصبية التي لا يوجد لها علاج حالياً.
قال البروفيسور جودي ماسون، قائد الفريق البحثي: "يُظهر عملنا أنه من الممكن تصميم جزيئات تمنع تجمع البروتينات الضارة. هذا يفتح طريقاً جديداً ومثيراً نحو علاجات مرض باركنسون".
من جانبها، قالت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة الذي موّل البحث: "على الرغم من أن البحث لا يزال في مرحلة مبكرة، فمن المشجع رؤية أن هذا الجزيء الجديد يمكن أن يمنع تراكم البروتين الضار. وأضافت: "من خلال تثبيت البروتين في شكله الصحي، يمكن أن يفتح هذا الباب لفئة جديدة من العلاجات التي يمكن أن تبطئ تقدم أمراض غامضة، مثل باركنسون والخرف المصحوب بأجسام ليوي. نتطلع إلى رؤية هذا البحث ينتقل إلى المرحلة التالية".
وبينما لا يزال الطريق طويلاً ويتطلب المزيد من الأبحاث المكثفة، يأمل الفريق العلمي أن التقدم المستمر سيمكن هذه الجزيئات المبتكرة وغيرها من التقدم نحو الاختبارات السريرية على البشر في السنوات القادمة، ليتحول هذا البصيص من الأمل إلى واقع يغيّر حياة الملايين.
الآن، يمكنك الحصول على استشارة طبية متخصصة حول علاجات مرض باركنسون من أفضل الأطباء لدى موقع الطبي!