تشير آخر الدراسات أنّ الصلع الوراثي يُصيب نصف الرجال تقريبًا مع بلوغ سن الخمسين، ورغم توفر علاجات معروفة مثل المينوكسيديل والفيناسترايد، فإن فعاليتها تختلف من شخص لآخر، فضلًا عن أن بعض المرضى يضطرون للتوقف عنها بسبب آثارها الجانبية المزعجة.
ولكن دراسة جديدة كشفت عن دواءٍ جديد يعالج الصلع وبفعالية مذهلة بلغت 539%! فما هو؟ وكيف يعمل؟ وهل له آثار جانبية؟
دواء جديد يغير آلية علاج الصلع: ما هو كلاسكوترون؟
الدواء الجديد المعروف باسم كلاسكوترون (Clascoterone) يُستخدم حاليًا كعلاج موضعي لحب الشباب، إلا أن دراسات أمريكية حديثة كشفت عن إمكاناته لعلاج الصلع الوراثي بآلية مختلفة عن العلاجات التقليدية.
ويعمل كلاسكوترون على منع تأثير هرمون الديهيدروتستوستيرون (DHT) مباشرة على بصيلات الشعر، وهو الهرمون المسؤول عن انكماش البصيلات وضعفها لدى المصابين بالصلع الوراثي، ما يساعد على حماية الشعر وتعزيز نموه.
فعالية كلاسكوترون: نتائج لافتة في التجارب السريرية!
رغم أن كلاسكوترون لا يزال في المرحلة الثالثة من الدراسات السريرية المتعلقة بالصلع، فإن نتائجه الأولية أثارت اهتمام الباحثين. فقد شملت تجربتان سريريتان نحو 1500 رجل يعانون من الصلع الوراثي، واستمرتا لمدة 6 أشهر، أظهرت إحداهما تحسنًا بنسبة 539%، بينما سجلت الأخرى تحسنًا بلغ 168% مقارنة بالمجموعة الضابطة.
ووفق الباحثين، فإن هذه النتائج تُعد من الأعلى التي سُجّلت حتى الآن بين العلاجات الموضعية للصلع.
مقارنة مع علاجات الصلع: ما الذي يميز كلاسكوترون؟
يوضح الخبراء أن العلاجات التقليدية ما تزال ذات فائدة، إلا أن لكل منها محدوديات؛ فالمينوكسيديل يعمل على تحسين تدفق الدم إلى فروة الرأس دون معالجة السبب الهرموني، في حين قد يسبب الفيناسترايد آثارًا جانبية تتعلق بالصحة الجنسية لدى بعض المستخدمين. أما زراعة الشعر، فرغم فعاليتها، تبقى خيارًا مكلفًا وقد لا تمنع عودة الصلع مستقبلًا.
بالمقابل، أظهر دواء كلاسكوترون مميزاتٍ عديدة، منها:
- يُستخدم كمحلول موضعي على فروة الرأس.
- لا يُمتصه الجسم بكمية كبيرة، مما يُقلل فرص ظهور الآثار الجانبية.
- يُعالج مشكلة الصلع من جذورها.
- أظهر فعالية كبيرة في تحسين نمو الشعر.
هل كلاسكوترون آمن؟ إليك ما تقوله الدراسات حتى الآن
تشير الدراسات المتاحة إلى أن الآثار الجانبية لكلاسكوترون غالبًا ما تكون خفيفة إلى متوسطة، مثل الاحمرار أو الجفاف أو الحكة الموضعية. فلم تُسجَّل حتى الآن آثار جانبية مقلقة لدى المشاركين في الدراسات الخاصة بعلاج الصلع، وهو ما يعطي انطباعًا أوليًا بأنه علاج موضعي آمن نسبيًا، ومع ذلك، قد تتغير الصورة عند نشر النتائج الرسمية للمرحلة الثالثة.
متى يتوفر كلاسكوترون في الأسواق؟
رغم حصول كلاسكوترون على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عام 2020 لعلاج حب الشباب، فإن اعتماده كعلاج للصلع يتطلب استكمال دراسات متابعة السلامة لمدة 12 شهرًا إضافية. وبعد ذلك يمكن التقدم بطلب رسمي للموافقة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وإذا سارت الأمور كما هو مخطط، فقد يتم تقديم الطلب خلال العام القادم، مما يعني أن الدواء قد يصبح متاحًا للمرضى قريبًا جدًا بعد موافقة الجهات التنظيمية.
نصيحة الطبي
قد يكون كلاسكوترون أحد أهم العلاجات الواعدة للصلع، لكن حتى اعتماده رسميًا، تبقى العلاجات الحالية فعّالة إذا استُخدمت بالشكل الصحيح وتحت إشراف الطبيب. تابع آخر التطورات العلمية، فقد تشهد السنوات القادمة ظهور خيار دوائي أقوى وأكثر أمانًا.