طورت لقاحات كورونا لمواجهة جائحة كورونا التي أخلت بجميع الموازين والأنظمة العالمية، وتسببت بملايين الوفيات، وقد كان للقاح أثر كبير في تراجع انتشار فيروس كورونا، والحد من الإصابة بالأعراض الشديدة والوفاة نتيجة للعدوى.
انتشرت مؤخراً شائعات حول إمكانية تأثير لقاح كورونا على الخصوبة وتسببه بالعقم، ولكن هل هذه المعلومات صحيحة، وما مصدرها؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
ما هو عمل لقاح كورونا في الجسم؟
قبل التطرق إلى لقاح كورونا والعقم يجب أولاً معرفة وظيفة لقاح كورونا في الجسم، ومبدأ عمله وما هو تأثيره في الخلايا والجهاز المناعي.
أنتجت لقاحات كورونا لتعلم خلايا الجسم كيفية إنتاج بروتين الحسكة، وهو البروتين المكون للحسكات (الأشواك) المحيطة بفيروس كورونا، من خلال إدخال مادة وراثية إلى الجسم تعرف بالحمض النووي المرسال تحمل التعليمات الخاصة ببناء بروتين الحسكة.
بعد إنتاج الجسم للحسكات يتنبه الجهاز المناعي إلى أن الحسكات أجسام غريبة عن الجسم فيقوم بمهاجمتها، ويكون خلايا مناعية قادرة على تذكر الحسكات، وعند غزو فيروس كورونا للجسم تتذكر خلايا الجهاز المناعي التي تحمي الجسم الحسكات وتقوم بمهاجمة الفيروس ومنعه من التسبب بالعدوى، او الأعراض الشديدة للشخص.
بعد إتمام اللقاح لوظيفته في نقل الحمض النووي الريبي المرسال للخلايا يقوم الجسم بإتلاف مكونات اللقاح والتخلص منها دون أية آثار جانبية قريبة أو بعيدة المدى.
للمزيد: تعرف الى 10 خرافات حول لقاح كورونا
هل يسبب لقاح كورونا العقم؟
لا يوجد دليل علمي إلى الآن يثبت بأن هناك أي تأثير للقاح كورونا على الخصوبة لدى الرجال أو النساء، بمعنى آخر لا يسبب لقاح كورونا العقم.
لا تطرح اللقاحات للاستخدام إلا بعد أن تمر في العديد من مراحل التجارب، ويتم تأكيد سلامة وأمان استخدامها على البشر، ولو تمت ملاحظة أن هناك أي تأثير للقاحات كورونا المختلفة على الخصوبة أو أي عضو أو وظيفة أخرى في الجسم لكان تم إيقافها ولم تطرح للاستخدام العام.
ما هو اساس اشاعة ان لقاح كورونا يسبب العقم؟
تستند شائعة أن لقاحات كورونا تسبب العقم إلى فكرة تم دحضها أطلقها طبيب ألماني يدعى الدكتور وولفغانغ وودارج وتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وتنص على أن أحد مكونات بروتين الحسكة الذي يعلم اللقاح الجسم صنعه يشابه بروتين سينسيتين -1 (بالإنجليزية: Syncytin-1) وهو البروتين الذي يساعد على تطور المشيمة التي تحيط بالجنين، مما دفع إلى الاعتقاد بأن الجسم لن يهاجم حسكات فيروس كورونا فقط بل سيهاجم البروتينات المكونة للمشيمة ويقوم بإتلافها أيضاً.
عرف عن الدكتور وودارج بإدلائه بتصريحات مضللة في الماضي حول فيروس كورونا وعدم خطورته، مما دفع العاملين في مجال اللقاحات إلى العمل على دحض فكرته تماماً، وإثبات أنه لا يوجد تشابه بين البروتينين، وبأن الجهاز المناعي لن يقوم بمهاجمة المشيمة أو مهاجمة أي عضو آخر بعد تلقي لقاح كورونا.
بالإضافة إلى ذلك لا يوجد دليل إلى أن العقم ومشاكل الخصوبة لدى الرجال أو النساء من الآثار الجانبية لأي نوع من لقاحات كورونا التي يتم استخدامها حول العالم، كما أن تقنية الحمض النووي المرسال المستخدمة في إنتاج لقاحات كورونا هي ليست تقنية جديدة وقد تم استخدامها من قبل في إنتاج لقاحات الإنفلونزا،والكلب، وفيروس زيكا، وعلاج السرطان، ولكن كان لتناقل تصريحات الدكتور وودارج المضللة دور في تردد الناس في أخذ لقاحات كورونا.
اقرأ أيضاً: لقاح كورونا للحامل: نصائح ومحاذير
هل يمنع لقاح كورونا العقم؟
على الرغم من أن البيانات لا تزال محدودة حول تأثير فيروس كورونا في الخصوبة لدى الرجال والنساء، إلا أنه يمكن للقاح كورونا أن يمنع العقم، حيث أظهرت الدراسات وجود الحمض النووي الريبي الخاص بفيروس كورونا في السائل المنوي لدى الرجال الذين تعرضوا لعدوى كوفيد 19، وكان للفيروس تأثير أيضاً على خصوبة النساء اللواتي تعرضن للعدوى، مما يعني أن اللقاح يمنع أو يحد من مشاكل الخصوبة التي تسببها العدوى بفيروس كورونا.
من مشاكل الخصوبة التي يمكن أن تسببها العدوى بفيروس كورونا لدى الرجال والنساء ما يلي:
- انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون وهرمون الديهدروتستوستيرون (الهرمونات الذكرية).
- انخفاض في كميات السائل المنوي.
- ارتفاع في الهرمون الملوتن لدى الرجال والنساء، وهو هرمون يؤثر على المبيضين لدى النساء والخصيتين لدى الرجال ويعني ارتفاعه أن هناك مشاكل في المبايض لدى المرأة، أما ارتفاعه لدى الرجال فيشير إلى تلف الخصية أو وجود اضطراب جنسي لدى الرجل.
- الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل.
للمزيد: فوائد أخذ لقاح كورونا