السعال الديكي (بالإنجليزية: Whooping cough) هو مرض بكتيري شديد العدوى، يصيب الجهاز التنفسي مسببًا نوبات سعال حادة (تشبه صوت الديك) قد تستمر لأسابيع أو أشهر، ويشكّل هذا المرض خطرًا أكبر بشكل خاص على الرضع والأطفال الصغار، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي وتلف الدماغ، وفي بعض الحالات قد يكون مهددًا للحياة. [1]

لحسن الحظ، يتوفر لقاح فعّال للحماية من السعال الديكي، والذي يساعد على الحد من انتشاره، وتقليل مخاطره إلى حد كبير. سيوضّح هذا المقال تفاصيل عديدة تهم كل شخص حول لقاح السعال الديكي.

ما هو لقاح السعال الديكي؟

يحمي لقاح السعال الديكي من مرض السعال الديكي، وهو عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا البورديتيلة الشاهوقية "Bordetella pertussis"، ويؤدي المرض إلى نوبات سعال شديدة متبوعة بصوت "شهقة" مميز، إلى جانب الحمى، ونوبات مؤقتة من توقف التنفس، وهو خطير بشكل خاص على الرضع. [2]

يأتي لقاح السعال الديكي ضمن تركيبة خاصة تسمى "اللقاح الثلاثي البكتيري" التي توفر الحماية من 3 أمراض معدية خطيرة، وهي: السعال الديكي، والكزاز (بالإنجليزية: Tetanus)، والدفتيريا (بالإنجليزية: Diphtheria)، ويوصى بإعطائه لجميع الرضع والأطفال، والمراهقين، والبالغين أيضًا؛ للحماية من مضاعفات هذه الأمراض، وتقليل انتشارها. [3]

أنواع لقاح السعال الديكي

يوجد نوعان من لقاح السعال الديكي، وكلاهما يوفر الحماية من عدة أمراض: [2]

  • لقاح DTaP: يُعطى للأطفال الأصغر من 7 سنوات، ويوفر حماية ضد السعال الديكي، والدفتيريا، والكزاز.
  • لقاح Tdap: يستخدم كجرعة معززة للمراهقين والبالغين؛ لتعزيز الحماية من نفس الأمراض (السعال الديكي، الدفتيريا، الكزاز).

فوائد لقاح السعال الديكي

يوفر لقاح السعال الديكي عدة فوائد هامة، وهي:

  • الحماية من المضاعفات:

يقدّم اللقاح حماية فعالة ضد مرض السعال الديكي، خاصة للرضع تحت عمر السنة الذين يكونون أكثر عرضة لمضاعفاته الخطيرة، إذ يمكن أن يُسبب المرض التهاب رئوي حاد، وتشنجات لا يمكن السيطرة عليها، وفي بعض الحالات تلف في الدماغ، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من نصف الرضع المُصابين به يحتاجون إلى دخول المستشفى، وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، لكن مع التطعيم، تقل فرص حدوث هذه المضاعفات بشكل كبير. [2][4]

  • الحد من انتشار المرض:

إلى جانب الحماية من المضاعفات، يساهم اللقاح في الحد من انتشار مرض السعال الديكي، إذ تبدأ العدوى بأعراض خفيفة تشبه الرشح، مما يجعل من الصعب التعرف عليها مبكرًا، وبدون التطعيم، قد ينقل المصابون العدوى إلى الآخرين دون إدراك ذلك، مما يزيد من تفشي المرض بين الفئات الأكثر عرضة للخطر. [2]

فئات تُعطى لقاح السعال الديكي

يوصى بإعطاء لقاح السعال الديكي لجميع الفئات العمرية، بما في ذلك الرضع، والأطفال، والمراهقين، والبالغين، والنساء الحوامل، وفقًا للجدول الزمني التالي:

الرضع والأطفال الصغار

يُعطى لقاح السعال الديكي "DTaP" على 5 جرعات بدءًا من عمر شهرين، ضمن جدول التطعيمات الروتينية التالي: [5]

الجرعة العمر
الأولى شهرين
الثانية 4 أشهر
الثالثة 6 أشهر
الرابعة بين 15-18 شهر
الخامسة بين 4-6 سنوات

المراهقون

يجب أن يحصل المراهقون على جرعة واحدة معززة من لقاح السعال الديكي من نوع "Tdap" على عمر 11 أو 12 سنة، وفي حال لم يتلق المراهق على الجرعة المعززة في هذا العمر، فيُنصح بأخذها في أقرب وقت ممكن. [5]

البالغون

يُنصح جميع البالغين الذين لم يتلقوا الجرعة المعززة من لقاح السعال الديكي بأخذ جرعة واحدة في أي وقت، بغض النظر عن موعد آخر جرعة من اللقاح، ولضمان الحماية المستمرة ضد السعال الديكي والكزاز والدفتيريا، يجب تلقي جرعة معززة من لقاح السعال الديكي "Tdap" كل 10 سنوات. [5]

يُوصى بالتطعيم بشكل خاص للأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات، مثل: [3][6]

  • مرضى الربو أو الأمراض التنفسية المزمنة.
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
  • العاملون في المجال الصحي والمستشفيات.
  • الأشخاص المخالطون للرضع عن قُرب، مثل الأهل، والعاملين في دور الحضانة ورعاية الأطفال.

النساء الحوامل

يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بإعطاء لقاح السعال الديكي للنساء الحوامل بين الأسبوع 27-36 من كل حمل، حيث يوفر حماية فعّالة تنتقل إلى الرضيع خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، مما يساعد على توفير وقاية مضاعفة. [2][7]

فئات لا تُعطى لقاح السعال الديكي

يُمنع إعطاء لقاح السعال الديكي للأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه أي من مكوناته، أو الذين سبق وأن تعرضوا لرد فعل خطير بعد تلقي اللقاح في الماضي. [3]

كما من المهم إبلاغ الطبيب قبل تلقي لقاح السعال الديكي في هذه الحالات: [3]

  • المعاناة من ألم شديد أو تورم ملحوظ بعد جرعة سابقة من لقاح السعال الديكي.
  • التعرض لحساسية مهما كانت خفيفة بعد أخذ جرعة سابقة من اللقاح.
  • الإصابة بنوبات تشنجية أو تغيرات عصبية خلال 7 أيام من تلقي جرعة سابقة من اللقاح.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي للإصابة بنوبات تشنجية أو اضطرابات عصبية.
  • تاريخ مرضي للإصابة بمتلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barre syndrome)، وهو اضطراب مناعي ذاتي يؤثر في الأعصاب).

يمكن أخذ لقاح السعال الديكي في الإصابة بعدوى خفيفة مثل الزكام، لكن قد يقترح الطبيب الانتظار بعد التعافي إذا كانت العدوى شديدة. [3]

طريقة إعطاء لقاح السعال الديكي

يُعطى لقاح السعال الديكي عن طريق الحقن العضلي في الفخذ أو الأرداف عادةً. [6]

فعالية لقاح السعال الديكي

يوفر لقاح السعال الديكي حماية فعالة، لكنها لا تدوم مدى الحياة، إذ تتراجع فعاليته مع مرور الوقت؛ لهذا من المهم الحصول على الجرعة المعززة. فيما يلي الإحصائيات التي نشرتها CDC فيما يتعلق بفعالية لقاح السعال الديكي حسب نوعه:

فعالية لقاح DTaP للرضع

  • يحمي 98% من الأطفال خلال السنة الأولى بعد آخر جرعة.
    بعد 5 سنوات، تبقى الحماية لدى حوالي 70% من الأطفال، بينما يحصل الآخرون على مناعة جزئية تقلل من حدة المرض في حال الإصابة.

لقاح Tdap للمراهقين والبالغين

  • خلال السنة الأولى، يوفر حماية لنحو 70% من الأشخاص.
  • بعد 4 سنوات، تتراجع الفعالية إلى 30-40%، لكنها لا تزال تقلل من شدة الأعراض.

فعالية لقاح Tdap أثناء الحمل

  • يحمي أكثر من 75% من الأطفال تحت عمر الشهرين من الإصابة بالسعال الديكي.
  • يقلل خطر دخول حديثي الولادة إلى المستشفى بسبب المرض بنسبة 90%.

الآثار الجانبية للقاح السعال الديكي

لا يسبب لقاح السعال الديكي آثارًا جانبية خطيرة لدى معظم الأشخاص، وغالبًا ما تكون الأعراض خفيفة، وتختفي لوحدها خلال يوم أو يومين، وتتضمن: [2]

  • احمرار أو تورم أو ألم في موضع الحقن.
  • آلام عامة في الجسم.
  • شعور بالتعب.
  • صداع.
  • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
  • غثيان أو قيء.
  • فقدان مؤقت للشهية.

في حالات قليلة جدًا، قد يسبب لقاح السعال الديكي آثار جانبية أشد، مثل: [7]

  • نوبات تشنجية.
  • بكاء الرضيع بشكل مستمر لأكثر من 3 ساعات.
  • ارتفاع شديد في الحرارة (أكثر من 40.5 درجة مئوية).
  • في حالات نادرة جدًا، تورم الذراع أو الساق بالكامل، خاصة عند الأطفال الأكبر سنًا بعد الجرعة 4 أو 5 من اللقاح.

على الرغم من هذه الآثار الجانبية، فإن فوائد لقاح السعال الديكي تفوق مخاطره بكثير، إذ يحمي من مرض قد يكون شديد الخطورة وحتى مهدد للحياة، خاصةً عند الرضع.