في عام ١٩٣٠ لاحظ طبيب الأمراض الجلدية التركي "هولوسي بهجت" مرضاً يتمثل بثالوث من تقرحات الفم القلاعية (بالإنجليزية: Aphthous Oral Ulcers) والآفات التناسلية (بالإنجليزية: Genital Lesions) والتهابات العين المتكررة (بالإنجليزية: Recurrent Eye Inflammation)، وأصبح أول طبيب يصف هذا المرض في العصر الحديث، وسمي هذا المرض باسم داء بهجت أو متلازمة بهجت.
ما هو داء بهجت؟
داء بهجت (بالإنجليزية: Behcet’s Disease) أو متلازمة بهجت (بالإنجليزية: Behcet’s Syndrome) هو مرض مزمن من أمراض المناعة الذاتية، وهو عبارة عن اضطراب التهابي نادر يسبب تلفاً في الأوعية الدموية وبالتالي فهو يؤثر على العديد من أجهزة الجسم.
ويتميّز داء بهجت بالتقرحات التي تصيب الفم والأعضاء التناسلية، إضافة إلى الآفات الجلدية المختلفة والمشاكل التي تصيب العينين. كما قد تتأثر أنظمة الجسم الأخرى بهذا المرض بما في ذلك المفاصل والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي (CNS) والجهاز الهضمي. وتختلف شدة هذا المرض من شخص إلى آخر.
لا يزال السبب الدقيق لحصول داء بهجت غير معروفاً.
اقرأ أيضاً: أنواع أمراض المناعة الذاتية
حقائق عن داء بهجت
- يعد داء بهجت مرضاً نادر الحدوث في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تبلغ نسبة الإصابة به شخص من بين كل ١٧٠٠٠٠ شخص بينما هو شائع في تركيا وآسيا واليابان والشرق الأوسط.
- وفقاً للجمعية الأمريكية لداء بهجت فإن نسبة الإصابة بداء بهجت في تركيا هي الأعلى، حيث يوجد ٤٠٠ شخص مصاب من بين كل ١٠٠٠٠٠ شخص.
- عدد النساء المصابون بداء بهجت أكثر من الرجال في الولايات المتحدة، بينما نسبة إصابة الرجال به أعلى من النساء في الشرق الأوسط.
- يصيب داء بهجت عادة الأشخاص في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر.
- لا يزال الأطباء والعلماء الباحثون غير قادرون على تحديد السبب الدقيق وراء حدوث داء بهجت.
- لا يعد تناول الكثير من الطعام الشرق أوسطي الحار سبباً وراء حدوث داء بهجت كما يدعي البعض.
- لا يعد داء بهجت من الأمراض المعدية ولا ينتقل من شخص إلى آخر.
- تختلف الأعراض التي تظهر نتيجة للإصابة بهذا المرض من مصاب إلى آخر. قد يعاني بعض المرضى من واحد أو اثنين فقط من الأعراض الخفيفة التي تظهر بشكل مفاجىء ثم تختفي مثل التقرحات والآفات في الفم والأعضاء التناسلية. ومع ذلك فقد يعاني مرضى آخرون من شكل أكثر حدة من المرض وقد تظهر عليهم واحدة أو أكثر من الأعراض التالية: التهاب المفاصل أو التهاب القزحية أو طفح جلدي أو جلطات الدم أو الحمى أو الصداع أو التشوش أو مشاكل في الإدراك والتركيز أو تصلب في الرقبة وغيرها من المفاصل ومشاكل الجهاز الهضمي (على سبيل المثال لا الحصر).
- على الرغم من كون داء بهجت يعتبر من الأمراض الخطيرة بالنسبة لبعض من الأشخاص، وعلى الرغم من عدم وجود علاج محدد له، إلا أنه يمكن للمريض المصاب بداء بهجت أن يعيش حياة طويلة مع وجود الرعاية الطبية. وإن ما يقوله بعض الأشخاص حول كون متوسط العمر المتوقع لمريض داء بهجت هو ١٠ سنوات ليس صحيحاً.
- يمكن التحكم في داء بهجت عن طريق متابعة المريض لحالته الصحية وفقاً للأعراض الظاهرة عليه وطلب الرعاية الطبية من الأطباء من مختلف التخصصات، حيث قد يقوم الأطباء بوصف أدوية تحتوي على الستيرويدات إما موضعية أو عن طريق الفم وذلك لتوفير الراحة للمريض وتسكين الألم الناتج عن الالتهاب.
اقرأ أيضاً: ما هو التهاب القزحية؟
أقسام داء بهجت
يمكن تقسيم داء بهجت إلى الأقسام الفرعية التالية:
- داء بهجت العصبي (بالإنجليزية: Neuro-Behcet).
- داء بهجت العيني (بالإنجليزية: Ocular-Behcet).
- داء بهجت الوعائي (بالإنجليزية: Vasculo-Behcet).
أعراض داء بهجت
قد تتشابه أعراض داء بهجت مع أعراض الأمراض التالية:
- متلازمة ريتر (بالإنجليزية: Reiter's Syndrome) أو التهاب المفاصل التفاعلي (بالإنجليزية: Reactive Arthritis).
- متلازمة ستيفنس جونسون (بالإنجليزية: Stevens-Johnson Syndrome).
- متلازمة سويت (بالإنجليزية: Sweet’s Syndrome).
ولهذا فإنه ينبغي معرفة كل متلازمة منها وأعراضها والمقارنة بينهم للتمكن من القيام بالتشخيص التفريقي.
مآل داء بهجت
تعد الراحة أثناء نوبات ظهور الأعراض مهمة جداً للمساعدة في الحد من شدتها. وعندما تدخل الأعراض في مرحلة الهدوء فإنه ينبغي ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي.
يعد التوتر والإجهاد من المحفزات الشائعة لأمراض المناعة الذاتية، لذلك فقد يساعد تعلم طرق الاسترخاء على تقليل عدد نوبات ظهور الأعراض التي يعاني منها المريض.
لا يوجد دليل على أن أي نظام غذائي محدد يمكن أن يخفف من أعراض داء بهجت، ولكن بشكل عام فإن تناول الطعام الصحي يعزز المناعة ويقلل من خطر حدوث المزيد من المشاكل الصحية. ينبغي اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع مع الحرص على تناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضار وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون والسكريات. كما لاحظ بعض الأشخاص المصابين بالمرض إلى أن حساسية الطعام قد تؤدي إلى ظهور نوبات الأعراض.
لا يوجد أي رابط بين داء بهجت ومضاعفات الحمل. ولكن الأدوية المستخدمة لعلاج هذا المرض قد يكون لها تأثيراً ضاراً على الجنين. ولهذا السبب فإنه من الأفضل مناقشة التخطيط للحمل مع الطبيب أولاً.
في بعض الأحيان قد يولد طفل مصاب بداء بهجت، إلا أن هذا الأمر نادر الحدوث وعادة ما يختفي المرض من تلقاء نفسه خلال ستة إلى ثمانية أسابيع.
إن مرض بهجت لا يؤثر على متوسط العمر المتوقع للشخص المصاب. إن أهم ما في الأمر هو معالجة الأعراض والحفاظ على نمط حياة صحي ونشط عندما يشعر المريض بالتحسن وامتلاك الطاقة.
كما أنه من المهم الرجوع إلى الأطباء من ذوي الاختصاص وفقاً للأعراض الظاهرة واتباع التعليمات. ومن الضروري أن يكون المريض ذو دور فاعل فيما يتعلق بصحته للتعايش مع اضطراب المناعة الذاتية المزمنة مثل داء بهجت.