ناقوس الخطر من سارس (SARS) ومن هو على شاكلته
بدأت أولى حالات متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (بالإنجليزية: Severe Acute Respiratory Syndrome) أو ما يعرف بمرض السارس في مقاطعة قوانغدونغ بجنوب شرق الصين وذلك في نوفمبر سنة 2002، ولقد انتشر المرض خلال عدة أشهر بسبب البطء في الإبلاغ عن الحالات المصابة وأصيب 826 شخصاً في 26 دولة بهذا المرض، وقد توفي منهم 774 شخصاً، ويعود السبب في مرض السارس إلى سلالة من سلالات فيروس كورونا وهي من الفيروسات التاجية التي تسبب الإلتهابات للبشر والحيوانات.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا
الحجر الصحي والتعاون الدولي لوقف السارس
عندما تفشى السارس لم يكن العلماء متأكدين إذا كانوا يستطيعون القضاء على هذا المرض، أو إذا أصبح من الأمراض الموسمية التي تقضي على مئات الآلاف من الأشخاص سنويًا مثل الإنفلونزا، واتخذ الأطباء العديد من الإجراءات للحد من تفشي المرض وانتشاره وذلك من خلال عزل الأشخاص ووضعهم في الحجر الصحي إلى أن يتم شفائهم ويصبحون غير قادرين على نقل العدوى. وتم احتواء مرض السارس بحلول شهر يوليو من سنة 2003 وذلك بسبب التعاون الدولي لعزل وحجر الأشخاص المصابين، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية عانت الصين وهونغ كونغ أكثر من غيرها من مرض السارس حيث تحتاج الصين في المستقبل إلى أن تكون أكثر شفافية بين مقاطعاتها وحكومتها الوطنية.
طرق انتشار فيروس السارس
ينتقل فيروس مرض السارس عن طريق الهواء، فإذا قام الشخص المصاب بالعطس في الهواء فتنتشر قطرات صغيرة من لعابه ويمكن أن يتم استنشاقها من قبل شخص آخر فتنتقل له العدوى وذلك مشابه لطريقة انتشار نزلات البرد والإنفلونزا، وهنالك طرق أخرى لانتشار هذا المرض وذلك من خلال براز الشخص المصاب فإذا إذا لم يغسل الشخص المصاب يديه بشكل صحيح بعد الذهاب إلى المرحاض، فقد تنتقل العدوى إلى الآخرين.
تأثيرات مرض السارس على المجتمع
خلال الفترة الأولى من اكتشاف مرض السارس ازداد التوتر في المجتمع وذلك بسبب نقص المعلومات الرسمية الموثوق بها وانتشار الحكايات الشعبية والشائعات عن انتشار الوباء مما أدى إلى تفاقم انتشار الذعر الاجتماعي وزيادة انتشار شراء المخدرات، في بداية يناير سنة 2003 وقعت أول موجة لشراء الأدوية المضادة للفيروسات في مدينة هيوان. وفي فبراير سنة 2003 كان الناس يرتدون أقنعة في كل مكان في شوارع قوانغتشو وامتد انتشار الذعر في العديد من المناطق الأخرى في الصين.
الآثار الإقتصادية لمرض السارس
تسبب مرض السارس بالعديد من المشاكل الصحية والنفسية والإقتصادية، حيث تشير التقديرات إلى أن الدول الآسيوية خسرت ما بين 12-18 مليار دولار أمريكي بسبب انخفاض السفر والسياحة والمبيعات والصناعات المرتبطة بالسياحة، وانخفضت حركة السكان في الصين والعديد من المقاطعات. كما خفضت العائلات طلبها على الطعام والملابس والسفر والترفيه وانخفض عدد الزوار في الفنادق بشكل كبير، وقد قدر تأثير الاقتصاد الكلي العالمي بما يتراوح بين 30 -100 مليار دولار أمريكي.
اقرأ أيضاً: دول العالم و ظاهرة تفشي الأمراض الغامضة
أعراض مرض السارس
تبدأ الأعراض بعد يوم إلى سبع أيام من الإصابة بالمرض وقد تصل فترة الحضانة في بعض الحالات إلى 10 أيام، وتشبه أعراضه أعراض الإصابة بالإنفلونزا، وتشمل الأعراض الأولية مايلي:
- ارتفاع في درجة الحرارة .
- حمى.
- التعب الشديد.
- صداع.
- قشعريرة والشعور بالبرد.
- آلام في العضلات.
- فقدان الشهية.
- إسهال.
بعد حدوث هذه الأعراض تبدأ العدوى بالتأثير على الجهاز التنفسي والرئة، مما يؤدي إلى شعور المريض ببعض الأعراض الأخرى وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- سعال جاف.
- صعوبة في التنفس.
- زيادة في نقص الأكسجين في الدم والتي يمكن أن تكون قاتلة.
الوقاية مرض السارس
تم وضع العديد من الطرق للوقاية من الإصابة بفيروس مرض السارس، حيث يجب تجنب الاتصال المباشر مع أي شخص مصاب بالفيروس حتى بعد مرور 10 أيام على الأقل من ظهور الأعراض. ويوجد بعض الطرق الواجب اتباعها للحد من انتشار الوباء:
- غسل اليدين جيداً باستخدام غسول يحتوي على الكحول.
- تغطية الفم والأنف عند العطس.
- تجنب مشاركة الطعام والشراب.
- تنظيف الأسطح بانتظام مع استخدام المطهر.
- ارتداء القفازات والأقنعة والنظارات الواقية.
منذ نهاية الوباء العالمي في يوليو 2003، عاود السارس الظهور أربع مرات من الحوادث المختبرية، ومرة واحدة في جنوب الصين حيث لا يزال مصدر العدوى غير محدد على الرغم من بعض الاعتقادات أن العدوى انتقلت من الحيوانات، ولكن في حال عودة وباء السارس ستقدم منظمة الصحة العالمية إرشادات بشأن مخاطر السفر إلى المناطق المتضررة، ويجب على المسافرين البقاء على اطلاع حول توصيات السفر الحالية.