بمرور السنين، يتغير جسم كل شخص بشكل طبيعي، بما في ذلك، الأنف، ولهذا قد يبدو الأمر للبعض أن الأنف ينمو مع تقدم العمر، لكن وعلى الرغم من أن الأنف يتغير بالفعل حجمه وشكله مع تقدم العمر، إلا أن السبب ليس لأنه ينمو، بل بسبب التغيرات التي تطرأ على عظام وغضروف وجلد الأنف كلما تقدم السن. [1]
تعرف في هذا المقال متى يتوقف نمو الأنف، وما هي أسباب تغير شكل الأنف مع تقدم العمر، وهل لذلك مخاطر على الصحة.
محتويات المقال
متى يتوقف نمو الأنف؟
يستمر نمو الأنف في مرحلة الطفولة والمراهقة والبلوغ المبكر، لكن يتوقف نموه عند بلوغ سن معين، وقد اختلف الباحثون حول متى يتوقف نمو الأنف بالتحديد، منهم من أفاد أنه يتوقف في سن 12 عام، ومنهم من قال أن الأنف يتوقف عن النمو عند بلوغ سن 16 أو 17 عام، وآخرين يعتقدون أن معظم الهياكل العظمية، بما فيها الأف تصل حجمها النهائي عند بلوغ سن العشرين تقريباً. وقد يفسر اختلاف الجنس والعرق هذه الاختلافات. [1][2]
سواء توقف نمو الأنف عند سن السادسة عشر أم ببلوغ سن العشرين، فإن هذا يعني أن زيادة حجم الأنف التي يلاحظها البعض مع تقدم السن ليس بسبب النمو.
يذكر أن العظام الوحيدة التي تستمر في النمو في سن 20-79 عاماً هي عظام الجمجمة والحوض، حيث قد يكتسب هذين الجزئين على مدار هذه الأعوام جميعها مقدار بوصة فقط في القطر. [2]
كيف يتغير شكل الأنف مع التقدم في العمر؟
من أجل تحديد كيفية تغير الأنف على مدار العمر، قام الباحثون في إحدى الدراسات بفحص التحليلات ثلاثية الأبعاد لصور ما يقرب من 700 مشارك في الدراسة من القوقازيين الذين تتراوح أعمارهم بين 20-80 عاماً.
قام الباحثون بفحص العديد من معالم الأنف، والتي تشمل ارتفاع وطول جسر الأنف، وأطوال كل من فتحتي الأنف، وبروز حافة الأنف إلى نسبة ارتفاع الأنف، وعرض الأنف، وزوايا الطرف. ثم قام الباحثون بعد ذلك بفرز البيانات حسب العمر والجنس.
وقد وجد الباحثون أن جميع القياسات تتأثر بشكل كبير بالعمر، وكانت أبرز التغييرات في القياسات على وجه التحديد انحدار الأنف إلى الأسفل، وأن المسافة بين الأنف والفم تصبح أقل، بالإضافة إلى زيادة اتساع فتحتي الأنف، وكل هذه العوامل تزيد من مساحة الأنف وحجمه ليبدو أكبر وأطول بمرور الوقت. [1]
ما أسباب تغير شكل الأنف مع تقدم العمر؟
لتفسير أسباب تغير وزيادة حجم الأنف بمرور السنين، يجب توضيح تكوين الأنف:
يتكون الأنف وغيره من أعضاء الجسم من الغضاريف، وبينما يعتقد الكثير من الناس أن الغضروف لا يتوقف عن النمو أبداً، فإن الحقيقة هي أن الغضروف يتوقف عن النمو. مع ذلك، فإن الغضروف مصنوع من الكولاجين والألياف الأخرى التي تبدأ في التدلي مع التقدم في العمر. [3]
يعود السبب في تدلي الأنف مع مرور الوقت والعمر ليظهر أكبر حجماً هو الجاذبية الأرضية. ويحدث ذلك لأن الكولاجين والإيلاستين المسؤولان عن ليونة ومرونة الأعضاء يبدآن بالتكسر مع مرور الوقت، وبالتالي تفقد البشرة قوتها وتماسكها وليونتها، ثم يأتي دور الجاذبية الأرضية في عملية التدلي، حيث أنها تؤثر على كل من مقدمة الأنف، والجفون، والفك، وشحمة الأذن، والثدي الذي يظهر مترهلاً. [2][3]
ما التغيرات الهيكلية التي تحدث للأنف مع تقدم العمر؟
مع مرور السنين، يخضع الأنف للعديد من التغييرات الهيكلية أو التشريحية، والتي في النهاية تجعل الأنف يبدو أطول وأكبر حجماً. وتشمل أبرز هذه التغييرات ما يلي: [1]
- ترقق جلد الأنف وفقدان مرونته.
- تدلي طرف الأنف.
- ضعف وتلين الغضروف الأنفي.
- تعظم الغضروف الأنفي، مما يجعله هشاً مثل العظام.
- انفصال قطع الغضروف التي تربط الأجزاء العلوية والسفلية على جانبي الأنف.
هل يؤثر كبر حجم الأنف على الصحة؟
يعتبر الأنف عضو أساسي له وظيفتين رئيسيتين:
- إدخال الهواء الدافئ والرطب إلى الرئتين.
- إعطاء حاسة الشم.
في بعض الحالات، قد تسبب التغيرات التي تحدث في بنية الأنف مع تقدم العمر انسداد تدريجي في الأنف، مما يؤثر على وظائفه الأساسية.
لا يقتصر القلق حول زيادة حجم الأنف المرتبطة بالعمر بسبب احتمالية تأثيره على الصحة، بل أيضاً لما قد يسبب للبعض من إنزعاج حول المظهر الجمالي له، إذ أن الأنف يمثل قيمة جمالية للعديد من الأشخاص. لذلك، قد يلجأ البعض إلى إجراء عمليات جراحية تجميلية لتحسين مظهر الأنف. [1]
اقرأ أيضاً: تأجيل علامات تقدم السن