تعد ضربات الشمس من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا عند الحجاج أثناء تأديتهم مناسك الحج، وخاصةً عند تزامن موسم أداء هذه الفريضة مع أشهر الصيف الحارة، كما هو الحال في هذا العام. [1]
وفي المقال التالي سنلقي الضوء على العديد من المعلومات المهمة حول ضربة الشمس أثناء الحج، بما في ذلك عوامل خطر الإصابة بها، والأعراض التي تدل على إصابة الحاج بضربة الشمس، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع المشكلة والوقاية منها.
محتويات المقال
ضربة الشمس في الحج
في كل عام، يجتمع الملايين من المسلمين في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وهي إحدى أركان الإسلام الخمسة والتي يجب أن يقوم بها المسلمين لمرة واحدة على الأقل في حياتهم إذا كان لديهم القدرة المادية والجسدية لأداء هذه الفريضة. [1][2]
من الشائع جدًا الإصابة بضربات الشمس أثناء الحج، حيث تتميز المملكة العربية السعودية بمناخها الحار، ومن الممكن أن تتعدى درجات الحرارة فيها 45 درجة مئوية في أشهر الصيف، بالتالي يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجو والتعرض المستمر والمباشر لأشعة الشمس أثناء تأدية هذه الفريضة إلى إصابة الحاجّ بضربة الشمس. [1][2]
تعد ضربة الشمس من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب التدخل السريع ومن الممكن أن يؤدي عدم التعامل الصحيح مع الحالات الشديدة من ضربة الشمس عند الحجًاج إلى تطور عدد من المضاعفات لديهم، بما فيها الإصابة بالإجهاد الحراري والتأثير على وظائف الجهاز العصبي المركزي، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدي ضربة الشمس للحاجّ إلى فقدانه للوعي وفشل الأعضاء لديه. [1][2][3]
ولهذا تسعى حكومة المملكة العربية السعودية لتقديم أفضل الخدمات الصحية الممكنة مجانًا لجميع الحجاج وإصدار العديد من التدابير الوقائية التعليمية المناسبة للحد من حالات ضربة الشمس في الحج وبالتالي توفير مواسم حج أفضل وأكثر أمانًا. [2]
كما تقوم وزارة الصحة السعودية، بالتعاون مع لجان الحج، بتوفير جميع المعدات الطبية، والمرافق اللازمة، والموظفين المدربين على التعامل الصحيح مع ضربة الشمس وذلك في جميع المستشفيات المتواجدة في منطقة مِنى وغيرها من مناطق أداء شعائر الحج المقدسة. [1]
أعراض ضربات الشمس في الحج
إن العلامة المميزة لضربة الشمس عند الحجّاج هي ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية عن 40 درجة مئوية، ومن الممكن أن يرافق ذلك العديد من الأعراض والتي يمكن أن تتراوح شدتها من أعراض بسيطة إلى أعراض أكثر شدة والتي يمكن أن تهدد صحة وحياة الحاجّ. [2][4]
وفيما يلي نذكر أشهر أعراض ضربة الشمس في الحج: [3][4]
- الغثيان.
- القيء.
- الدوخة.
- الصداع، والذي يتم وصفه عادةً على أنه ألم نابض في الرأس.
- انعدام التعرق.
- الإرهاق.
- احمرار الجلد وجفافه، الأمر الذي يحدث نتيجةً لعدم إفراز العرق.
- تسارع نبضات القلب.
- الارتباك، والهلوسة، وعدم التركيز.
- التشنجات.
- فقدان الوعي.
كما في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي ضربة الشمس أثناء الحج إلى حدوث بعض المضاعفات الأكثر خطورة، مثل: زيادة الضغط داخل الجمجمة وتلف في الدماغ أو الأعضاء الداخلية الأخرى، والغيبوبة. ويعد الحجاج الذين يبلغون من العمر 50 عامًا فأكثر عادةً هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات. [1][4]
أسباب الإصابة بضربة الشمس في الحج
إن السبب الرئيس للإصابة بضربة الشمس في الحج هي التعرض لأشعة الشمس الحارقة وارتفاع درجة حرارة الجو، لكن يمكن أن تؤدي بعض العوامل الموجودة أثناء تأدية مناسك الحج إلى زيادة خطر إصابة الحاجّ بضربات الشمس والإجهاد الحراري، وتشمل ما يلي: [1][4]
- الازدحام الشديد.
- الإجهاد البدني وطول المسافات المقطوعة مشيًا على الأقدام.
- ارتفاع نسبة الرطوبة.
- الجفاف.
- عدم تأقلم الحاجّ على الجو والظروف المحيطة به.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس في الحج
يمكن أن تحدث ضربة الشمس لأي حاجّ من حجّاج بيت الله الحرام، إلا أن هناك بعض الفئات من الحجاج تكون أكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس أثناء أدائها لمناسك الحج، وتشمل ما يلي: [1][4]
- كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
- الحجّاج الذين يعانون من السمنة والوزن الزائد.
- مرضى السكري.
- مرضى الفشل الكلوي.
- مرضى القلب.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم.
- المصابون بأمراض الرئة.
- المصابون بالأمراض العقلية.
- الحجّاج الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية، مثل: مضادات الهيستامين، ومدرات البول، وأدوية الصرع.
طرق التعامل مع ضربة الشمس في الحج
من الضروري الاتصال برقم الطوارئ والإسعاف فور مصادفة أي حالة مصابة بضربة الشمس أثناء الحج وكانت الأعراض لديه شديدة ولم تكن هناك استجابة للإسعافات الأولية التي من شأنها أن تخفف من حالة المريض. ويجب التأكيد هنا مرة أخرى على أن أي تأخير في علاج ضربة الشمس في الحج يمكن أن يؤدي أحيانًا إلى تطور المضاعفات. [4][5]
يوجد عدة طرق للتعامل مع ضربات الشمس أثناء الحج والتي يمكن القيام بها لحين وصول طاقم المسعفين إلى مكان الحادثة، حيث أنها ستساعد على تخفيف الأعراض التي يعاني منها الفرد الحاجّ المصاب بضربة الشمس وتقليل من تطور المضاعفات لديه، وتشمل ما يلي: [3][4][5]
- نقل الفرد المصاب إلى مكان يوجد به تكييف، إن أمكن ذلك، أو على الأقل إلى مكان مظلل وجيد التهوية.
- إزالة أي ملابس غير ضرورية.
- تقديم السوائل للفرد المصاب، أهمها الماء.
- ترطيب بشرة المصاب وذلك من خلال رش بعض الماء عليها.
- وضع كمادات الماء على كل من الإبطين، والفخذين، والرقبة، والظهر، حيث تعد هذه المناطق من الجسم غنية بالأوعية الدموية القريبة من الجلد، ويمكن أن يساعد تبريد هذه المناطق على التقليل من درجة حرارة الجسم.
يُفترض أن تساعد هذه الخطوات البسيطة على تبريد جسم الفرد المصاب والتحسين من حالته خلال 30 دقيقة. [5]
ومن الاستراتيجيات والتدابير التي وفرتها المملكة العربية السعودية والتي من شأنها أن تساعد في علاج ضربة الشمس لحجاج بيت الله الحرام هي إنشاء مراكز خاصة لعلاج هذه المشكلة في مختلف مواقع الحج والتي تحتوي على وحدات تبريد للجسم، وهي عبارة عن سرير تم بناؤه خصيصًا لتوفير التبريد السريع وحماية الأعضاء الحيوية للفرد المصاب بضربة الشمس. [2]
للمزيد: كيفية علاج ضربة الشمس
الوقاية من ضربة الشمس في الحج
يمكن منع الإصابة بضربات الشمس أثناء الحج من خلال اتباع الخطوات التالية: [4][5]
- ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون.
- شرب المزيد من الماء والسوائل الأخرى.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خصوصًا في أوقات الذروة، ويمكن أن يساعد استخدام المظلات الشمسية في تحقيق ذلك.
- تجنب شرب السوائل التي تحتوي على الكافيين فهي تعمل على إدرار البول وزيادة خطر الإصابة بالجفاف.
ولا ننسَ هنا ذكر الجهود التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية، من خلال وزارة الصحة، لتوفير التثقيف الصحي للحجاج خلال موسم الحج، والذي يشمل كيفية التعامل مع ضربات الشمس والوقاية منها، بالإضافة إلى التدابير الوقائية التي قامت بها بهدف تقليل معدل الإصابات بضربة الشمس أثناء الحج أهمها توزيع المظلات على الحجاج لتوفير الحماية لهم من أشعة الشمس، كما قامت بتوزيع مياه الشرب المبردة وأكياس من الثلج على مدار اليوم في جميع مواقع الحج. [2]
نصيحة الطبي
من المهم اتباع جميع التدابير الوقائية من أجل تقليل خطر الإصابة بضربة الشمس أثناء الحج، أهمها شرب كميات كافية من الماء واستخدام المظلات لتقليل تعرض الجسم لأشعة الشمس المباشرة. ومن المهم أيضًا الاستعانة بفرق المساعدة الطبية في حال الإصابة بضربة الشمس للحصول على العلاج المناسب وتخفيف الأعراض لدى المصاب.
وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع من أجل الحصول على بعض النصائح حول كيفية الوقاية من ضربات الشمس في الحج وكيفية التعامل معها في حال تمت الإصابة بها لا سمح الله.