يَتعرّض الحاجُ إلى العديد من أنواع العدوى والظروف البدنية المُجهدة، ولهذا قد تظهر عليه أعراض تستدعي استشارة الطبيب أثناء الحج، لا سيّما أن الحاجَ يَمرّ بالعديد من الأمكنة، ويختلط بالكثيرين أثناء أداء الشعائر. [1][2]
وتبعًا لوجود العديد من الحالات المرضية المعدية والمزمنة، فإن التمييز بين أعراض حالة وأخرى، يتطلّب استشارة الطبيب، ويوضّح المقال أعراض الإصابة بالحالات المرضية الشائعة أثناء الحج. [1][2]
محتويات المقال
أعراض الإصابة بضربة شمس
تزيد درجات الحرارة في موسم الحجّ عن 45 درجة أحيانًا، ومع ممارسة الشعائر في أوقات الذروة الشمسية، دون أي غطاء للرأس، ودون الحصول على سوائل كافية، فقد يتعرض الحاجُ إلى الإصابة بضربة شمس شديدةٍ، تتمثل أعراضها بالآتي: [3-5]
- الصداع الشديد.
- الدوار وفقدان الاتزان.
- تسارع نبضات القلب.
- الارتباك والتشتت الذهني.
- القلق.
- الإغماء.
وتوجب هذه الأعراض التوجّه لاستشارة الطبيب فورًا، لأن الحالة قد تتفاقم، فتؤدي إلى كل من الآتي: [3][4]
- انخفاض التدفق الدموي تجاه الدماغ.
- زيادة ضغط الدم داخل الجمجمة.
- الهذيان.
- التشنجات.
- الغيبوبة.
وعلى صعيدٍ آخر، يُمكن الوقاية من ضربة الشمس أثناء أداء فريضة الحجّ باتباع الإجراءات الآتية: [3][4]
- استخدام واقٍ شمسي.
- شرب كميات كافية من السوائل؛ بمعدل 2-4 لترات يوميًا.
- أداء بعض الشعائر مساءً إن أمكن.
- المشي في المناطق المظللة، واستخدام المظلة للمناطق المشمسة.
اقرأ أيضًا: أهم النصائح والإرشادات قبل أداء مناسك الحج
أعراض الإصابة بعدوى
يَسهل انتشار أي نوع من العدوى في موسم الحجّ إثر التزاحم والتجمعات الكبيرة، ويُشار إلى أنّ أكثر الأنواع انتشارًا هي عدوى الجهاز التنفسيّ؛ والتي تُوجب استشارة الطبيب في الحالات الآتية: [6][7][23]
- الإعياء الشديد وزيادة حدّة الأعراض.
- السعال المستمر والمصحوب بالدم.
- صعوبة التنفّس.
- ضيق الصدر جرّاء تراكم البلغم.
- الحُمى الشديدة.
- بحة الصوت.
ولا بدّ من التنبيه إلى احتمالية تعرّض الحجاج لنوعين خطيرين من عدوى الجهاز التنفسيّ، وهما:
أعراض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
تُعد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) عدوى فيروسية، يُسببها فيروس كورونا، ويمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، أو من شخص لآخر، ومن أعراضها: [8][9]
- صعوبة التنفّس.
- الحُمى المستمرة والشديدة.
- السعال الحاد.
أعراض التهاب السحايا بالمكورات السحائية
يُعدّ التهاب السحايا بالمكورات السحائية (Meningococcal disease) عدوى بكتيرية، تُصيب الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، ومن أعراضها التي تستوجب الاستشارة الطبية الفورية: [8][9]
- الحُمى المصحوبة بالتقيؤ.
- الصداع الشديد.
- الطفح الجلدي.
- تيبّس الرقبة.
- النعاس الشديد.
- الهذيان.
- التشنجات.
وللوقاية من الإصابة بعدوى أثناء موسم الحجّ؛ يوصى بتطبيق النصائح الآتية: [7][8]
- التأكد من أخذ اللقاحات قبل التوجه لرحلة الحجّ، بالأخص لقاح السحايا (MenACWY).
- ارتداء الكمامات الواقية.
- تجنّب تناول منتجات الألبان غير المُبسترة (التي لم تطبخ على درجات حرارة عالية).
اقرأ أيضًا: أمراض الحج الأكثر شيوعًا
أعراض التسمم الغذائي
يتعرّض الحاج إلى الإصابة بالتسمم الغذائي إثر تناوله لطعام أو شراب مُلوّث، وتلاحظ في هذه الحالة عدّة أعراض تستدعي الاستشارة الطبية، ومنها: [10][11]
- الإسهال، ويعد العرض الأكثر انتشارًا.
- الغثيان والتقيؤ.
- آلام البطن الحادة.
- الإمساك الشديد.
ويلاحظ في أغلب الحالات انتشار إسهال السفر لدى المصابين بتسمم الغذاء؛ وهو حالة تُسببها البكتيريا غالبًا، ويمكن أن تسببها الفيروسات أو الطفيليات أيضًا، وتستدعي استشارة الطبيب لأن طرق علاجها تختلفُ حسب المُسبب، ويُذكر من أعراض إسهال السفر البكتيري والفيروسي ما يأتي: [12-14]
- ألم شديد وتقلصات في البطن.
- الإسهال الدمويّ.
- الحُمى.
- التقيؤ.
كما تنقل الأغذية الملوثة أكثر من 200 مرضٍ، من أبرزها التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي، ويمكن للحاج الوقاية من التسمم الغذائي باتباع الإجراءات الآتية: [10][11]
- غسل اليدين قبل إعداد الطعام وتناوله.
- تجنب تناول الأطعمة منتهية الصلاحية.
- التأكد من نظافة الأسطح التي يُحضّر عليها الطعام.
اقرأ أيضًا: صحتك الهضمية في موسم الحج
أعراض مرتبطة بالأمراض المزمنة
نشر مركز الرعاية الصحية في مطار الملك عبد العزيز دراسة إحصائية عام 2023، وقد بينت أنّ أمراض القلب والأوعية الدموية هي الأكثر انتشارًا بين الحجاج، وتليها الأمراض التنفسية، ومن ثمّ مرض السكريّ. [5]
وتوضح الأعراض الشائعة لكلّ من هذه الأمراض المزمنة ضمن الآتي:
أعراض مرتبطة بأمراض القلب
تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية بمثابة السبب الرئيس للوفاة أثناء أداء فريضة الحجّ، وغالبًا ما تتفاقمُ الحالة المرضية وتظهر أعراضها أثناء رمي الجمرات في منطقة مِنَى؛ بسبب الجهد البدني المبذول. [17-19]
تُوجب أمراض القلب الاستشارة الطبية عند التخطيط لأداء فريضة الحجّ، لا سيّما أنّ الإجهاد البدني قد يؤدي مباشرةً إلى إقفار عضلة القلب (نقص التروية)؛ وهي حالة تقلّ فيها كميات الدم والأوكسجين الواصلة إلى القلب، ومن أعراضها التي توجب استشارة الطبيب: [17-19]
- ألم في الصدر، والكتفين، والظهر، والعنق، والفك، والذراع.
- ضيق التنفس.
- تسارع نبض القلب.
- الغثيان والتقيؤ.
- التعرّق الشديد.
أعراض مرتبطة بالأمراض الصدرية
تزيد الظروف الجوية المُغبرّة، والمشي لمسافات طويلة، وسهولة انتشار عدوى الجهاز التنفسيّ، من شدّة الأمراض التنفسيّة المزمنة، مثل الربو والانسداد الرئوي، فتظهر عندئذٍ أعراض تستدعي استشارة الطبيب، ومنها: [21-23]
- ضيق الصدر المفاجئ.
- الكتمة وصعوبة التنفس.
- السعال الحاد، وأحيانًا يكون مصحوبًا بالبلغم.
- أزيز الصدر (سماع صوت يشبه الصفير أثناء التنفس).
ويمكن التعامل مع تفاقم هذه الأعراض أثناء الحجّ؛ وفقًا للإجراءات الآتية:
- تناول الأدوية في مواعيدها، ويمكن استخدام بخاخات الربو قبل الذهاب إلى السعي.
- تجنّب ما يحفّز حدوث النوبات، مثل التدخين أو الغبار.
- الانتظام في ممارسة الرياضة بين الحين والآخر.
كما نَشرت المجلة الطبية الإندونيسيّة دراسة عام 2020؛ وقد بينت نتائجها أنّ الإصابة بنوبة ربو أو تفاقم أعراض المرض أثناء الحج، يزيد حسب عاملين اثنين؛ أحدهما تعرّض المصاب لنوبة ربو في العام السابق للحجّ، والآخر هو الإصابة بالسمنة. [20]
أعراض مرتبطة بمرض السكري
تصلُ نسبة الحجاج المصابين بالسكري إلى قرابة 220,000 حاج سنويًا، ويتطلب أداء شعائر الحجّ مجهودًا بدنيًا، بالأخصّ أن الحاج يتعرّض إلى الطقس الحار، وقد يفوّت أدويته، ولا يحصل على كميات متوازنة من الماء والغذاء، وهذه كلها عوامل تعرّض مريض السكريّ إلى الآتي: [15][16]
- هبوط مستوى سكر الدم؛ وتتمثل أعراضه الإعياء، والصداع، والتعرّق، وتسارع ضربات القلب.
- ارتفاع مستوى سكر الدم؛ ويذكر من أعراضه الشائعة جفاف الفم، والعطش المفرط، والجوع الشديد.
- جروح القدمين والتهابها؛ ويلاحظ في هذه الحالة احمرار القدمين، ووجود الفقاعات المائية فيهما.
وتوجب الأعراض المذكورة أعلاه التوجه لاستشارة الطبيب أثناء رحلة الحجّ، مع التأكد من فحص مستويات سكر الدم دوريًا، وأخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر. [15][16]
اقرأ أيضًا: أعراض مقلقة أثناء تأدية مناسك الحج
نصيحة الطبي
ترتفع درجات الحرارة أثناء موسم الحجّ في بعض الأحيان، ويَسهُل فيه انتقال العدوى من شخصٍ لآخر بسبب التزاحم، وهذا يعرّض الحاج إلى الكثير من الأمراض المعدية، ويؤثر مباشرةً على حالته الصحية، مؤديًا لظهور أعراض تستدعي استشارة الطبيب أثناء الحج.
يوفر موقع الطبي خدمة التواصل مع طبيب عن بعد، فإذا راودك أيّ سؤال عن أعراض تستدعي استشارة الطبيب أثناء الحج، فلا تتردد في استخدام هذه الخدمة.