تنتج الخصيتان هرمون التستوستيرون الذكري المسؤول عن الدافع الجنسي، والخصوبة، وتطور كتلة العضلات والعظام، كما أنها تنتج الحيوانات المنوية أيضاً.
تستقر الخصيتان في كيس الصفن الذي يتدلى خارج الجسم أمام منطقة الحوض بالقرب من أعلى الفخذين، وتتصلان عند كل طرف بالحبل المنوي، ويعتبر التركيب الداخلي لكل من الخصيتين مهماً في عملية إنتاج الحيوانات المنوية وتخزينها حتى تنضج وتصبح جاهزة للقذف.
نجيب هنا في هذا المقال عن تساؤلات عديدة حول مواصفات الخصية السليمة، وكيفية التشخيص عند إصابتها بأي مشكلة. [1,2]
محتويات المقال
مواصفات الخصية السليمة
تتصف الخصية السليمة بعدة صفات اعتماداً على تركيبها وتشريحها الداخلي، بالإضافة إلى شكلها الخارجي، نتحدث عنها بالتفصيل فيما يلي: [1,2]
- حجم الخصية السليمة
عند التحدث عن مواصفات الخصية السليمة عند الأطفال يجدر بنا الإشارة إلى حجمها الطبيعي، حيث يبلغ حجم خصية الذكر الرضيع حوالي 1 سم مكعب عند الولادة، وتبقى بهذا الحجم حتى تبدأ الخصيتان في النمو في سن الثامنة تقريباً.
تنمو الخصية بعد ذلك بنمط ثابت لتصل إلى حجمها المناسب خلال فترة البلوغ، ويبدأ الشعر في النمو على كيس الصفن وحول الأعضاء التناسلية، أما بالنسبة لمواصفات الخصية السليمة عند الرجل فيبلغ متوسط حجمها حوالي 4×3×2 سم. [1]
- الأنابيب المنوية
يكون شكل الخصيتين بيضاوياً، يعزى هذا الشكل البيضاوي إلى الأنسجة المعروفة باسم الفصيصات (بالإنجليزية: Lobules) التي تتكون من أنابيب ملفوفة محاطة بأنسجة ضامة كثيفة، كما تميل الخصيتان إلى النمو بنفس المعدل، على الرغم من أن إحداهما قد تنمو بشكل أكبر قليلاً، ومن الشائع أيضاً أن تتدلى إحداهما قليلاً عن الأخرى.
عند تشريح الخصيتين، نجد أن الأنابيب المنوية تشكل معظم حجمها، حيث تساهم الخلايا والأنسجة الموجودة في الأنابيب في إنتاج الحيوانات المنوية، كما تبطن هذه الأنابيب طبقة من الأنسجة تسمى الظهارة أو الطلائية (بالإنجليزية: Epithelium tissue)، حيث تتكون هذه الطبقة من خلايا سيرتولي التي تساعد في إنتاج الهرمونات التي تولد الحيوانات المنوية.
تسمى الأنسجة المجاورة للأنابيب المنوية بخلايا لايديغ (بالإنجليزية: Leydig cells)، وهي المسؤولة عن انتاج الهرمونات مثل التستوستيرون والأندروجينات الأخرى. [2]
- الشبكة الخصوية
بعد تكوين الحيوانات المنوية في الأنابيب المنوية، تنتقل نحو البربخ عبر الشبكة الخصوية (بالإنجليزية: Rete testis)، حيث تساعد هذه الشبكة في مزج خلايا الحيوانات المنوية بالسائل الذي تفرزه خلايا سيرتولي، ويعيد الجسم امتصاص هذا السائل أثناء انتقال الحيوانات المنوية إلى البربخ.
تكون الحيوانات المنوية عاجزة عن الحركة قبل وصولها إلى البربخ، ولكن تساعد الملايين من النتوءات الصغيرة في الشبكة الخصوية والمعروفة باسم الزغب (بالإنجليزية: Microvilli)، في تحريك الحيوانات المنوية على طول الأنابيب وصولاً للبربخ. [1,2]
للمزيد: ما العلاقة بين سرطان الخصية والإنجاب؟
- القنوات الصادرة
القنوات الصادرة (بالإنجليزية: Efferent ducts) هي سلسلة من الأنابيب التي تربط الشبكة الخصوية بالبربخ، حيث تخزن الحيوانات المنوية في البربخ إلى حين نضوجها، وتبطن الأهداب هذه القنوات، فتساعد على تحريك الحيوانات المنوية ونقلها بمساعدة طبقة من العضلات الملساء أيضاً.
تمتص القنوات الصادرة معظم السائل الذي تفرزه خلايا سيتولي مما يزيد من تركيز الحيوانات المنوية في السائل المنوي. [1,2]
اقرأ أيضاً: تقوس القضيب وتأثيره على العلاقة الجنسية
هل يؤثر حجم الخصية على صحتها؟
بشكل عام، لا يؤثر حجم الخصية على صحتها بشكل مباشر، لكن أحياناً يؤثر حجم الخصية على كمية الحيوانات المنوية التي تنتجها، فعندما يكون حجم الخصية كبير عند بعض الحيوانات كبيرة الحجم، فإنها تنتج كمية أكبر من السائل المنوي مقارنة بالخصيات صغيرة الحجم عند الحيوانات الأخرى.
كما أن الأغنام ذات الخصيات الأكبر حجماً تكون أكثر جاذبية للإناث من تلك التي تمتلك خصيات أصغر. [3]
هل تنكمش الخصيتان؟
يمكن أن يختلف حجم الخصية بسبب تغيرات درجة الحرارة المحيطة، كما قد تقترب للجسم أو تبتعد نزولاً بعيداً عن الجسم، فعلى سبيل المثال، تنكمش الخصيتان عند التعرض للماء البارد وتقترب من الجسم مؤقتاً للحصول على الدفء، وعندما تعود درجة حرارة الجسم الطبيعية، تعود الخصيتان إلى حجمهما الطبيعي المعتاد، ويعد هذا التغير في الحجم طبيعياً للمحافظة على سلامة الحيوانات المنوية عند درجة حرارة ثابتة. [1]
قد يصغر حجم الخصية مع التقدم في العمر، ويسمى هذا بضمور الخصية (بالإنجليزية: Testicular atrophy)، حيث يحدث ذلك تدريجياً وببطء شديد يصل إلى أن لا يلاحظ الشخص هذا التغير في الحجم، ويرافق ذلك انخفاض في كتلة عضلات الجسم، بالإضافة إلى انخفاض الرغبة الجنسية. [3]
وللمحافظة على مواصفات الخصية السليمة، يجب على الرجل ملاحظة أية ظروف صحية قد يتعرض لها، والتي من شأنها أن تسبب انكماش الخصيتين، حينها يجب مراجعة الطبيب، وتشمل هذه الظروف ما يلي: [1,3]
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
- تعرض الخصية لصدمة أو ضربة.
- صعوبة التبول.
- حرقان أثناء التبول.
- طفح جلدي على الأعضاء التناسلية أو حولها.
نصائح للحفاظ على مواصفات الخصية السليمة
من النصائح التي تساعد في المحافظة على مواصفات الخصية السليمة ما يلي: [2]
إجراء الفحص الذاتي للخصيتين
يجب على الذكور فحص الخصيتين مرة واحدة شهرياً على الأقل للتأكد من عدم وجود أي تشوهات أو تغيرات، ويوصي الأطباء بإجراء الفحص الذاتي بعد الاستحمام بالماء الساخن، حيث يكون ملمس جلد كيس الصفن أكثر طراوة، مما يساعد على الشعور بالخصيتين في الداخل بطريقة أفضل، ويجرى الفحص من خلال الخطوات التالية:
- الوقوف أثناء إجراء الفحص.
- البحث عن أي تورم في كيس الصفن.
- تحسس كيس الصفن برفق للعثور على إحدى الخصيتين.
- الإمساك بالخصية برفق بين السبابة والإبهام لتحسس سطحها بالكامل.
- تكرار العملية مع الخصية الأخرى.
يجب أن يبحث الرجل عن العلامات التالية أثناء فحص كل خصية على حدة ومراجعة الطبيب فوراً عند ملاحظة أي منها: [3]
- وجود ألم أو ورم أثناء الإمساك بالخصية.
- تغير في حجم أو ملمس الخصية.
- تغير في صلابة الخصية.
الاستحمام بانتظام
ينصح الرجل بالاستحمام بانتظام خلال الأسبوع للحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية كاملة، مما يقلل من خطورة الإصابة ببعض الأمراض والعدوى، التي تسبب المضاعفات الخطيرة، كما ينصح بتجفيف المنطقة جيداً بعد الاستحمام والحفاظ عليها جافة، حيث أن البيئة الرطبة تشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا. [2]
ارتداء الملابس الفضفاضة والمريحة
ينصح الرجال بتجنب ارتداء الملابس الضيقة، لإتاحة المجال لكيس الصفن أن يتدلى بشكل طبيعي خارج الجسم، والمحافظة على درجة حرارته منخفضة عن درجة حرارة الجسم كي لا تتأثر الحيوانات المنوية سلباً. [2]
ارتداء الواقي الذكري أثناء العلاقة الجنسية
يساهم ارتداء الواقي الذكري أثناء ممارسة العلاقة الجنسية في الوقاية من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، والتي تؤثر على كيس الصفن والخصيتين.[3]
اقرأ أيضاً: تقوية القضيب بالعسل والزيوت الطبيعية
ما سبب ظهور كتل وانتفاخات في الخصيتين؟
هناك عدة أسباب لظهور الكتل والتورمات في الخصية، ومن الأمثلة عليها ما يلي: [4]
- دوالي الخصية الناتجة عن تضخم الأوردة في الخصيتين.
- القيلة المائية (بالإنجليزية: Hydrocele) وهو انتفاخ ناتج عن وجود سائل حول الخصية.
- الكيسة البربخية (بالإنجليزية: Epididymal cyst) وهي كتلة ناتجة عن تجمع السوائل في البربخ.
- التواء الخصية وهو تورم مؤلم ومفاجئ يحدث عندما تلتوي الخصية.
- التهاب البربخ.
- سرطان الخصية.
للمزيد: كيف تعالج سرطان الخصية بدون جراحة؟