يستعرض هذا المقال أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون عند الرجال متناولًا الأسباب الرئيسة، وذلك بدءًا بأسلوب الحياة المتبع، ومرورًا بالأمراض والحالات الصحيّة، ووصولًا إلى العوامل الوراثية والجينية التي تؤثر على إنتاج التستوستيرون.
محتويات المقال
أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون عند الرجال
يقوم هرمون التستوستيرون بدور مهم في الجسم، ليس فقط في تحفيز بداية البلوغ وإنما أيضًا في تطوير الخصائص الجنسية الثانوية كنمو الشعر في الجسم وإنتاج الحيوانات المنوية، كما يساعد في الحفاظ على كتلة العظام والعضلات وتخزين الدهون.
ويوجد التستوستيرون بمستويات أعلى بكثير في أجسام الرجال مقارنةً بالنساء. ويُعد الحفاظ على مستويات متوازنة منه أمرًا ضروريًا، إذ إن التغيرات في مستوياته قد تؤدي إلى تأثيرات مختلفة تشمل التقلبات المزاجية وتغيرات في نمو الشعر في الجسم، وتتعدد أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون عند الرجال لتشمل الآتي: [1]
ممارسة تمارين القوة والمقاومة
تزيد ممارسة التمارين الرياضية من مستويات التستوستيرون لدى الرجال، خصوصًا عند اعتماد نمط حياة نشط يشمل ممارسة التمارين البدنية من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيًا.
ويلعب نوع التمرين دورًا كبيرًا في هذا الارتفاع، حيث تؤدي تمارين القوة والمقاومة، مثل: القرفصاء، ورفع الأثقال، والضغط إلى زيادة هرمون التستوستيرون بصورة أكبر بكثير مقارنةً بالتمارين القلبية، التي تركز على تعزيز صحة القلب والسيطرة على الوزن.
يرتفع هرمون التستوستيرون لدى الرجال لفترات وجيزة بعد النشاط البدني، وتختلف هذه الفترة من رجل لآخر، وقد تستمر من 15 دقيقة إلى ساعة. [6]
استخدام الستيرويدات البنائية
يُعد استخدام الستيرويدات البنائية من أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون عند الرجال الرئيسية، حيث يلجأ الرياضيون وبناة الأجسام إلى هذه الستيرويدات بغرض تحسين الأداء الرياضي وزيادة كتلة العضلات. ومن الجدير ذكره تحتوي هذه الستيرويدات على تركيزات عالية جدًا من التستوستيرون، والتي يمكن أن تصل إلى 10 إلى 30 ضعف الجرعة الموصوفة في العلاج بالتستوستيرون.
يمكن للاستخدام طويل الأمد للستيرويدات أن يؤدي إلى اضطرابات هرمونية ومرضية خطيرة، بما في ذلك زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والكبد. [1][2][3]
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن المنشطات (الستيرويدات البنائية)؟
العلاج ببدائل التستوستيرون
يستخدم العلاج ببدائل التستوستيرون، المعروف أيضًا بعلاج التستوستيرون التعويضي (بالإنجليزية: Testosterone Replacement Therapy TRT)، كطريقة فعالة لمعالجة انخفاض مستويات هذا الهرمون.
يشرف الأطباء بدقة على هذا العلاج لتجنب ارتفاع مستويات التستوستيرون فوق الحد الطبيعي، إذ إضافة إلى كون هذا العلاج نفسه قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات التستوستيرون فوق المعدل الطبيعي، إلا أن استخدامه بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى زيادة غير مقصودة أيضًا في مستويات الهرمون، مثل: تطبيق جل التستوستيرون بكمية زائدة، أو عدم غسل اليدين بعد تطبيق الجل. [1][2][3]
العلاج ببعض الأدوية
يمكن أن تكون بعض أنواع الأدوية من أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون عند الرجال، ومن أبرزها دواء الفلوكسيميستيرون (بالإنجليزية: Fluoxymesterone)، وهو يعرف باستخدامه في علاج أعراض نقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال البالغين الذين يعانون من قصور الغدد التناسلية، حيث لا ينتج الجسم لديهم كمية كافية من الهرمون بشكل طبيعي، إذ يوصف الفلوكسيميستيرون للرجال الذي يعانون من مستويات منخفضة من التستوستيرون نتيجة لحالات طبية محددة، مثل: مشكلات الخصيتين أو الغدة النخامية، ولكن قد يُسبب سوء استخدامه أو وصفه بجرعات عالية إلى ارتفاع مستويات التستوستيرون لدى الرجال. [3][4]
العوامل الجينية
تؤثر العوامل الجينية بشكل كبير في تحديد مستويات الهرمونات، ومنها التستوستيرون في الجسم، حيث يتمتع بعض الرجال بتركيبة جينية تزيد من قابليتهم لإنتاج التستوستيرون بكميات كبيرة، هذا الاستعداد الوراثي يجعلهم أكثر عرضة لارتفاع مستويات التستوستيرون. [2]
أورام الغدد الكظرية أو الخصيتين
تتسبب الأورام في الغدد الكظرية أو الخصيتين، وخاصة في الغدد الكظرية، زيادة في إنتاج الهرمونات الجنسية، بما فيها التستوستيرون. أمّا بالنسبة لأورام خلايا ليديغ (بالإنجليزية: Leydig cells) في الخصيتين فإنه ورغم ندرتها إلا أنها تكون قادرة على رفع إنتاج التستوستيرون بشكل واضح.
ويعتبر الكشف المبكر والتدخل العلاجي السريع لهذه الأورام حاسمًا لتجنب التأثيرات السلبية المترتبة عليها. [1][2][3]
اقرأ المزيد: معلومات هامة لا تعرفها عن الخصيتين
تضخم الغدة الكظرية الخلقي
يُعاني بعض الأطفال منذ الولادة من حالة تسمى تضخم الغدة الكظرية الخلقي (بالإنجليزية: Congenital adrenal hyperplasia)، وهي اضطراب وراثي يؤدي إلى إفراز الغدد الكظرية لمستويات عالية من الهرمونات الذكورية، بما في ذلك التستوستيرون، هذا يجعلها من أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون عند الرجال؛ لأنها ستسمر مع الشخص من مرحلة الطفولة وحتى البلوغ.
تؤثر هذه الزيادة في الهرمونات إلى نمو الأطفال بسرعة لدى كلا الجنسين، ما يؤدي إلى ظهور علامات البلوغ مبكًا، مثل: زيادة القوة العضلية، وظهور شعر الجسم في مناطق كالعانة وتحت الإبطين، وتغيرات في الصوت. [5]
نصيحة الطبي
يُعد الحفاظ على مستويات متوازنة من هرمون التستوستيرون أمرًا ضروريًا لصحة الرجل الجنسية والبدنية، يمكن أن يؤدي ارتفاع هذا الهرمون لأي سبب كان إلى مجموعة من التأثيرات الجانبية والمضاعفات الصحية، لذا ينصح بمراقبة مستويات التستوستيرون بانتظام والتشاور مع الطبيب المختص لتقييم أي تغيرات قد تحدث وتحديد الإجراءات اللازمة للحفاظ على توازن هرموني صحي.