يصاب العديد من الرجال بتضخم البروستاتا الحميد، خصوصًا بعد بلوغ سن 50 عام، وبينما قد تكون أعراض التضخم خفيفة وبسيطة، إلا أنها في بعض الأحيان قد تكون شديدة، ولا تستجيب للعلاجات الدوائية، وتستلزم إجراء عملية جراحية للتخفيف منها.
يلجأ الأطباء إلى إجراء عملية البروستاتا بالليزر لعلاج أعراض تضخم البروستاتا المرتبطة بعملية التبول سواء كانت أعراض بسيطة أو أعراض حادة، والتي تنتج عن ضغط غدة البروستاتا المتضخمة على الإحليل.
في السطور القليلة القادمة سوف نستعرض أسباب إجراء عملية تضخم البروستاتا بالليزر وبعض مخاطرها.
محتويات المقال
أسباب إجراء عملية تضخم البروستاتا بالليزر
يمكن لعملية إزالة البروستاتا بالليزر أن تقلل وتحد من أعراض تضخم البروستاتا الحميد، والتي غالبًا ما تكون أعراض بولية، وتشتمل على ما يلي: [1,2]
- تكرار الرغبة في عملية التبول.
- استهلاك وقت أطول في عملية التبول.
- كثرة التبول وخاصة في الليل.
- توقف التبول وعودته ثانية في المرة الواحدة.
- التأخر في بدء عملية التبول.
- الإحساس بعدم القدرة على الانتهاء من التبول وإفراغ المثانة كلها.
- حدوث التهابات في الجهاز البولي.
كذلك من يهدف إجراء عملية البروستاتا بالليزر إلى معالجة مضاعفات تحبس البول والوقاية منه، مثل: [1,2]
- فقدان القدرة على التحكم في عملية التبول أو عدم القدرة على التبول بشكل كامل.
- تكون مجموعة من الحصوات في المثانة.
- حدوث تلف في الكلى، أو المثانة، أو كليهما.
- وجود دم في البول.
- الإصابة المتكررة بالتهابات المسالك البولية.
للمزيد: احتقان والتهاب البروستاتا ما الفرق بينهما؟
كيفية إجراء عملية إزالة البروستاتا بالليزر
يتم إجراء عملية تضخم البروستاتا بالليزر بالخطوات التالية:
قبل العملية
قد يوصي بعض الأطباء بالامتناع عن بعض الأدوية التي قد تزيد من خطر النزيف قبل الخضوع لعملية إزالة البروستاتا بالليزر، ومنها ما يلي: [3]
- مميعات الدم مثل الوارفارين، الكلوبيدوجريل.
- بعض مسكنات الألم، مثل الأسبرين، والإيبوبروفين.
من المحتمل أن يصف الطبيب للمريض مضاد حيوي للوقاية من الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
في الغالب يكون التخدير قبل العملية إما تخدير عام أو تخدير في العمود الفقري، ما يعني أن المريض يكون واع ومستيقظ أثناء إجراء الجراحة. [1]
أثناء العملية
بعد أن يتم تخدير المريض للتحضير لإجراء عملية تضخم البروستاتا بالليزر، يقوم الطبيب بما يلي: [1]
- يدخل الطبيب أداة جراحية تسمى الريزيكتوسكوب من رأس القضيب حتى تصل إلى مجرى البول، وهي عبارة عن منظار يحتوي على كاميرا، تسمح للطبيب برؤية غدة البروستاتا.
- يقوم الجراح بإدخال جهاز ليزر داخل الريزيكتوسكوب، ويعمل هذا الجهاز إطلاق نبضات ليزر في غدة البروستاتا لقطع الأجزاء التي تعيق عملية التبول، وتسمى هذه المرحلة باسم التفكيك. بعد ذلك، يتم إغلاق الأوعية الدموية باستخدام الليزر.
- يتم سحب جهاز الليزر من الريزيكتوسكوب، واستبداله بجهاز يسمى المورسيليتور، ويعمل هذا الجهاز على إزالة القطع الصغيرة التي تم قطعها من البروستاتا المتضخمة، وإزالتها من الجسم.
- يرسل الجراح أجزاء من أنسجة البروستاتا إلى المختبر للتحليل، للتحقق من وجود أي غير دلالات غير طبيعية، مثل سرطان البروستاتا.
بعد العملية
من المتوقع حاجة المريض لتركيب قسطرة بولية في الأيام التي تلي عملية إزالة البروستاتا بالليزر، وذلك بسبب صعوبة التبول في البداية، وقد يعاني المريض أيضًا من مضاعفات أخرى، وتشمل: [1,3]
- وجود قطرات دم في البول، وهو أمر طبيعي في حال كانت قطرات الدم غير سميكة وبكميات قليلة.
- حرقان البول، والرغبة المتكررة في عملية التبول، وكذلك التهيج والحرقان خاصة عند رأس القضيب، ومن الممكن استمرارها لعدة أسابيع على حسب الجراحة وحجم البروستاتا.
- سلس البول، بحيث يصبح من الصعب حبس البول، وذلك بسبب قوة الاندفاع من المثانة، فقد اعتادت المثانة على مجرى بولي ضيق بسبب تضخم البروستاتا، وفي الغالب تختفي هذه المشكلة مع الوقت.
في الغالب يغادر المريض المستشفى في نفس يوم الجراحة، أو يحتاج البقاء يوم آخر على حسب نوع الجراحة التي أجراها. [4]
أنواع جراحة البروستاتا بالليزر
هناك عدة أنواع من جراحة البروستاتا بالليزر ومنها ما يلي: [1,5]
- التبخير الانتقائي الضوئي للبروستاتا، حيث يقوم الليزر بتذويب تضخم أنسجة البروستاتا والتضخم في القناة البولية.
- استئصال البروستاتا البسيط: باستخدام ليزر الهولميوم، وهو يشبه عملية التبخير الانتقائي، ولكن باستخدام نوع مختلف من الليزر.
- استئصال البروستاتا الكامل: ويستخدم فيه ليزر هولميوم في قطع وإزالة الورم المتسبب في منع البول.
يتوقف اختيار نوع جراحة تضخم البروستاتا الليزر على توصيات الطبيب الذي يستند في اختياراته إلى بعض العوامل، ومنها:
- حجم التضخم الموجود في البروستاتا.
- الصحة العامة للمريض.
- نوع الأدوات الليزرية المتاحة.
- قدرة الطبيب على استخدام أداة الليزر.
اقرأ ايضاً: عملية استئصال البروستاتا عبر الاحليل
مزايا عملية البروستاتا بالليزر
هناك آليات أخرى لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، ومنها الاستئصال عن طريق الإحليل أو استئصال البروستاتا المفتوح، ولكن تتميز عملية البروستاتا بالليزر بمجموعة من العوامل، ومنها ما يلي: [4]
- معدلات شفاء أسرع: يحتاج التعافي بعد عملية البروستاتا بالليزر وقت أقل من الطرق الأخرى والجراحات العادية.
- استخدام القسطرة لوقت أقل: في حال إجراء عملية البروستاتا بالليزر، غالبًا ما يحتاج المريض للقسطرة لمدة زمنية لا تتجاوز اليوم الواحد، بينما في الجراحات المفتوحة يحتاجها لمدة طويلة، قد تصل لعدة أسابيع.
- احتمال النزيف أقل: تعتبر عملية البروستاتا بالليزر الخيار الآمن للرجال الذين يتناولون مميعات دم أو مصابين بحالة سيولة الدم، حيث أن احتمالية الإصابة بالنزيف أقل مع الليزر مقارنة بالجراحة العادية.
- نتائج العملية أسرع: تظهر بسرعة كبيرة نتائج جراحة الليزر في القضاء على أعراض تضخم البروستاتا، على عكس العلاج بالجراحة العادية أو استخدام الأدوية والذي يستغرق عدة شهور مع عدم ضمان نتائجه وفعاليته.
- سرعة العودة للحياة الطبيعية: لا تستغرق عملية البروستاتا بالليزر أكثر من ليلة واحدة في المستشفى حتى يستطيع المريض المغادرة وممارسة حياته بصورة طبيعية.
مضاعفات عملية البروستاتا بالليزر
على الرغم من وجود مزايا كبيرة لعملية البروستاتا بالليزر، لكن يوجد لها بعض المخاطر والمضاعفات، ومن بين هذه المضاعفات ما يلي: [1,3]
- حدوث التهابات في الجهاز البولي، مثل المثانة، أو الخصية، أو الكلى، وهو نوع من الالتهابات التي تصاحب أي جراحة في البروستاتا، ومن الممكن أن تزيد فرصته كلما طالت فترة وجود قسطرة بولية، ولتفادي الالتهاب يوصي الطبيب باستخدام مضاد حيوي.
- صعوبة عملية التبول لفترة قصيرة، وهي من المضاعفات التي لا تستمر لفترة طويلة وتنتهي في غضون أيام بعد إزالة القسطرة البولية.
- حدوث تضييق في مجرى البول: في بعض الحالات النادرة يحتاج المريض لعلاج إضافي بعد انتهاء جراحة البروستاتا بالليزر للتخلص من بقايا الأنسجة التالفة المفتتة بالليزر مما ينتج عنه ضيق في مجرى البول.
- ضعف الانتصاب والعجز الجنسي لدى الرجال: وهي من المضاعفات القليلة النادرة عقب عملية البروستاتا بالليزر وسرعان ما تختفي آثارها.
- إصابات في الإحليل.
اقرأ أيضًا: أضرار تضخم البروستاتا
نصائح لما بعد عملية البروستاتا بالليزر
هناك مجموعة من النصائح التي يتلوها الطبيب على مسامع مرضاه عقب الانتهاء من جراحة البروستاتا بالليزر، ومن بين هذه النصائح ما يلي: [1]
- الالتزام بجرعات الدواء الموصوفة من الطبيب لاسيما المضادات الحيوية.
- تأجيل العلاقة الجنسية لفترة لا تقل عن أسبوع على الأقل لتفادي حدوث قذف قد ينتج عنه نزيف وألم.
- الابتعاد عن الأنشطة العنيفة من رفع أحمال وخلافه لفترة لا تقل عن أسبوعين خاصة مع استئصال البروستاتا بالليزر هولميوم.
نصيحة الطبي
تعد عملية تضخم البروستاتا بالليزر من العمليات الواعدة، فهي ذات مميزات عديدة مقارنة بالعمليات الجراحية الأخرى التي قد يتم استئصال البروستاتا من خلالها، ولكن على الرغم من ذلك، من المهم الانتباه لمضاعفاتها المحتملة، واستشارة الطبيب فور ظهور إحداها.