يتم تصنيف أنواع التسمم الغذائي بشكل رئيسي بالاعتماد على نوع الجراثيم المسببة للأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، إذ وعلى الرغم من أن هناك مئات من الأمراض يمكن انتقالها عن طريق الأغذية، إلا أن أكثرها شيوعاً ناتج عن 3 أنواع من الجراثيم؛ البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات. [1]
تعرف في هذا المقال على أنواع التسمم الغذائي الشائعة والنادرة. بالإضافة إلى أعراض، ومضاعفات، وعلاج كل منها.
محتويات المقال
أنواع التسمم الغذائي
تشمل أنواع التسمم الغذائي الأكثر شيوعاً ما يلي:
التسمم الغذائي البكتيري
يعتبر التسمم الغذائي البكتيري الأكثر شيوعاً بين حالات الإصابة بالتسمم، والذي قد يحدث بسبب أنواع مختلفة من البكتيريا، من أكثرها شيوعاً ما يلي: [1]
بكتيريا السالمونيلا
تعتبر منتجات الألبان، والبيض، ولحوم البقر، والدواجن من الأطعمة التي يحتمل أن تكون ملوثة بالسالمونيلا بمعدل خطر أكبر مقارنةً بغيرها. لكن ذلك لا ينفي احتمالية تلوث أطعمة أخرى بالسالمونيلا، مثل الفاكهة، والخضروات، والمكسرات. [2][3]
- الأعراض
في الغالب، تبدأ أعراض التسمم الغذائي المرتبط ببكتيريا السالمونيلا بعد حوالي 12-72 ساعة من تناول الطعام الملوث، لكن قد يتأخر ظهورها حتى 6 أيام من التعرض. وتستمر لمدة 4-7 أيام. تشمل الأعراض: [2][3]
- الإسهال.
- القيء.
- تقلصات المعدة.
- الحمى.
- المضاعفات
يمكن أن يستدعي التسمم الغذائي البكتيري المرتبط بالسالمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella) الحاجة إلى دخول المستشفى. وفي حالات غير شائعة، يمكن أن تسبب عدوى السالمونيلا الشديدة متلازمة رايتر، والتي قد تسبب بدورها إصابة الشخص بالتهاب المفاصل المزمن. [2][4]
- العلاج
يوصى في حالات التسمم الغذائي البكتيري المرتبط بالسالمونيلا بما يلي: [2][3]
- أخذ قسط كاف من الراحة.
- شرب الكثير من السوائل لمنع الجفاف.
- عدم العودة إلى العمل أو المدرسة حتى مرور 48 ساعة على الأقل دون أعراض.
- استشارة الطبيب إذا كانت الأعراض شديدة.
في حالات قليلة، قد يتم علاج التسمم البكتيري الناتج عن بكتيريا السالمونيلا باستخدام المضادات الحيوية، وخاصة لدى الفئات التالية: [3]
- المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة، مثل الإسهال الشديد أو الحمى الشديدة.
- المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.
- المرضى المعرضين لخطر أكبر للإصابة بمضاعفات صحية خطيرة، مثل الرضع وكبار السن أكبر من 65 عام.
بكتيريا الإشريكية القولونية
تشمل أنواع الأطعمة المحتمل تلوثها بالبكتيريا الإشريكية القولونية بمعدل خطر أعلى من غيرها اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيداً، ومنتجات الألبان، والفواكه والخضروات النيئة أو غير المغسولة جيداً، ومياه الشرب أو السباحة الملوثة. [1][2]
- الأعراض
تبدأ أعراض التسمم الغذائي المرتبط بالبكتيريا الإشريكية القولونية في غضون 3-4 أيام، لكن قد تظهر لدى البعض خلال أقل من يوم من التعرض للطعام الملوث، وقد يتأخر ظهورها لمدة تصل إلى 10 أيام. تستمر الأعراض في معظم الحالات لمدة 5-10 أيام.
تشمل الأعراض الشائعة ما يلي: [1][2][3]
- الإسهال الدموي.
- القيء.
- الغثيان.
- ألم المعدة.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو عدم وجود حمى على الإطلاق.
للمزيد: أعراض التسمم الغذائي
- المضاعفات
في الحالات الشديدة، قد تسبب عدوى الإشريكية القولونية ما يلي: [2][3]
- فقر الدم.
- التهاب المسالك البولية.
- متلازمة انحلال الدم اليوريمي؛ من أعراضها انخفاض إنتاج البول، والبول داكن اللون جداً، وفقدان اللون الورد في الخدين وداخل الجفون السفلية للعين. ويمكن أن تؤدي هذه المتلازمة إلى الإصابة بالفشل الكلوي.
- العلاج
يعتمد علاج التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا الإشريكية القولونية على مدى شدتها، وذلك كما يلي: [2][3]
- في الحالات الخفيفة: مراقبة الأعراض، والراحة، وشرب الكثير من السوائل للوقاية من الجفاف.
- في الحالات الشديدة، مثل الحال المعاناة من إسهال دموي أو آلام شديدة في المعدة، يوصى باستشارة الطبيب على الفور.
- في حال حدوث بعض المضاعفات، مثل فقر الدم وفشل الكلى، فقد يتم إجراء غسيل الكلى أو نقل الدم.
لا يوصى عادةً باستخدام المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للإسهال لعلاج عدوى الإشريكية القولونية.
بكتيريا الليستيريا
تعتبر المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيداً، واللحوم الباردة المطبوخة سابقاً، والخضروات والفواكه النيئة، والحليب الخام غير المبستر من الأطعمة التي يحتمل أن تكون ملوثة بالليستريا بمعدل خطر أكبر مقارنةً بغيرها. [2][3]
على الرغم من أن عدوى الليستريا تعد من أنواع التسمم الغذائي البكتيري الشائعة على نحو عام، إلا أن بعض الفئات تعد أكثر عرضةً للإصابة بها، مثل: [2]
- النساء الحوامل.
- الأطفال.
- كبار السن.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
- الأعراض
تبدأ أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي المرتبط ببكتيريا الليستيريا في غضون 1-4 أسبوع، لكن قد يتأخر ظهورها لمدة تمتد إلى 70 يوم. وقد تستمر الإصابة لعدة أيام أو أسابيع. تشمل الأعراض ما يلي: [1][3]
- الغثيان.
- القيء.
- الحمى.
- الصداع.
- التعب والآلام العامة في الجسم.
- الإسهال أحياناً.
- تصلب الرقبة، وفقدان التوازن، والارتباك، وآلام العضلات، والتشنجات، وذلك في حال انتشار البكتيريا من الأمعاء إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- المضاعفات
يمكن أن تسبب عدوى الليستيريا تسمم غذائي حاد، كما وقد تسبب مضاعفات خطيرة، تشمل: [1][2]
- الإجهاض، والولادة المبكرة، وولادة جنين ميت، وذلك بالنسبة للنساء الحوامل.
- تسمم الدم.
- التهاب السحايا.
- العلاج
في معظم الحالات، يمكن التعافي من التسمم الغذائي بسبب عدوى الليستريات دون استخدام المضادات، لكن يمكن أن يتم اللجوء إلى العلاج بالمضادات الحيوية في الحالات التالية: [3][5]
- إصابة النساء الحوامل.
- المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة.
- المرضى المعرضين للإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
- انتشار عدوى الليستيريا إلى خارج الأمعاء.
بكتيريا العطيفة
تشمل أنواع الأطعمة المحتمل تلوثها ببكتيريا العطيفة بمعدل خطر أعلى من غيرها الحليب غير المبستر، واللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيداً، والمحار، ومياه الشرب الملوثة. [1][2]
يعد الأطفال الرضع والرجال أكثر عرضةً للإصابة بالعطيفة أو الكامبيلوباكتر (بالإنجليزية: Campylobacter). [2]
- الأعراض
تبدأ أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي المرتبط ببكتيريا العطيفة في غضون 2-5 يوم، وتستمر لمدة أسبوع تقريباً. وتشمل: [2][3]
- الإسهال، والذي قد يكون دموي.
- التقيؤ.
- الغثيان.
- الحمى.
- تشنجات أو تقلصات المعدة.
- العلاج
يوصى في حالات التسمم الغذائي الناتجة عن بكتيريا العطيفة ما يلي: [2][3]
- الراحة.
- الإكثار من شرب السوائل.
- تناول المضادات الحيوية باستشارة طبيب، وذلك فقط بالنسبة للمرضى الذي يعانون من أعراض شديدة أو الذين يعانون من عوامل خطر للإصابة بمضاعفات أشد خطورة، مثل ضعف المناعة.
تشمل أنواع البكتيريا الأخرى التي قد تنتقل بالغذاء مسببة التسمم ما يلي: [1][2][3]
- بكتيريا الشيجيلا.
- بكتيريا المكورات العنقودية.
- البكتيريا العصوية الشمعية (بالإنجليزية: Bacillus Cereus).
اقرأ أيضاً: التسمم الغذائي عند الأطفال
التسمم الغذائي الفيروسي
تشمل أنواع التسمم الغذائي الناتجة عن الإصابة بعدوى فيروسية عن طريق الطعام فيروس التهاب الكبد أ والنوروفيروس (بالإنجليزية: Norovirus). وفيما يلي أهم المعلومات التي تتعلق بهذين الفيروسين: [1][3]
فيروس التهاب الكبد أ
- تشمل الأطعمة التي تمثل مصادر محتملة لفيروس التهاب الكبد أ المحار النيء أو غير المطبوخ جيداً، ومياه الشرب الملوثة، والأطعمة المبردة المطبوخة مسبقاً والتي لم يتم إعادة تسخينها قبل استخدامها.
- تظهر الأعراض خلال 15-50 يوم. وتستمر لمدة شهرين أو أقل، لكن في بعض الحالات قد تستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر.
- تشمل الأعراض المحتملة الإسهال، والغثيان، والبول الداكن، والبراز فاتح اللون، واصفرار الجلد (اليرقان)، وألم المعدة، وألم المفاصل، وفقدان الشهية.
- يجب مراجعة الطبيب في حال الشك بالإصابة بالتهاب الكبد أ.
النوروفيروس
- تشمل الأطعمة التي تمثل مصادر محتملة للنوروفيروس المحار أو أي نوع من الأطعمة لمسها أشخاص مصابون.
- تظهر الأعراض في غضون 12-48 ساعة. وتستمر لمدة 1-3 يوم، وقد تمتد حتى 6 أيام.
- تشمل الأعراض المحتملة الإسهال المائي أو الدموي، والغثيان، والقيء، وآلام المعدة.
- يوصى في حال الإصابة بالإكثار من شرب السوائل وأخذ قسط كاف من الراحة، واستشارة الطبيب.
اقرأ أيضاً: علاج التسمم الغذائي
التسمم الغذائي الطفيلي
يمكن أن تنتقل الطفيليات عن طريق الغذاء مسببة حالة من التسمم، ومن أنواعها الشائع انتقالها عن طريق الطعام ما يلي: [1]
- الجيارديا.
- سيكلوسيبورا.
- الديدان المستديرة.
- الديدان الشريطية.
من الأمثلة على الأطعمة التي تمثل مصدراً محتملاً للطفيليات ما يلي: [1]
- اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيداً.
- النباتات البحرية النيئة.
- الخضروات النيئة الملوثة.
تشمل أعراض التسمم الغذائي المرتبط بعدوى الطفيليات ما يلي: [1]
- الإسهال.
- ألم البطن.
- السعال.
- آلام العضلات.
أخطر أنواع التسمم الغذائي
يعتبر التسمم الغذائي الناتج عن الإصابة ببكتيريا المطثية الحاطمة (بالإنجليزية:Clostridium Perfringens) نوع نادر غير شائع، لكنه خطير ومهدد للحياة.
يحدث التسمم المرتبط بالبكتيريا المطثية الوشيقية بسبب السموم الوشيقية التي تنتجها، والتي غالباً ما توجد في التربة والرواسب في المسطحات المائية، لكن يمكن أن يحدث التسمم الغذائي بها عن طريق الغذاء بسبب تناول أطعمة معلبة بشكل غير صحيح؛ منزلية أو تجارية.
تؤثر السموم الوشيقية (بالإنجليزية: Botulism Spores) على الجهاز العصبي وتسبب أعراض ومشاكل صحية خطيرة، تشمل: [4]
- شلل العضلات.
- عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
- الدوخة.
- الضعف.
- صعوبة التنفس.
تشمل خطوات علاج التسمم الغذائي الناتج عن البكتيريا المطثية ما يلي: [4]
- مساعدة المصاب على التنفس، وقد يستلزم الأمر استخدام جهاز التنفس الصناعي لمدة أسابيع أو أشهر بسبب شلل عضلات التنفس.
- مضاد للسموم.
يوصى في حال الشك بالإصابة بهذا النوع من التسمم الغذائي بطلب الرعاية الطبية على الفور.