فوائد ومضار الرجيم الكيميائي

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بما يُعرف بالرجيم الكيميائي، مع آلاف المنشورات التي تعد بنتائج مذهلة في وقت قياسي دون أي حرمان أو بذل أي مجهود يُذكر!ولكن ما هي المخاطر المخفية لهذه النتائج المغرية؟ وهل للرجيم الكيميائي أي فوائد؟ اكتشف الإجابة قبل أن تبدأ أول وجبة! [1][2]

ما هو الرجيم الكيميائي؟

الرجيم الكيميائي (Chemical Diet) هو نظام غذائي يعتمد على اختيار أنواع محددة من الأطعمة لتحفيز تفاعلات كيميائية يُعتقد أنها تحرق الدهون، بدلًا من التركيز على حساب السعرات الحرارية في الطعام. [1][2]

يُعتبر هذا الرجيم من الحميات الصارمة جدًا، ويستمر عادةً لفترة قصيرة تتراوح بين 7- 14 يومًا فقط، وخلال هذه الفترة يُركز الشخص على تناول أطعمة معينة، مثل البيض والدجاج والخضروات مع تقليل الكربوهيدرات والدهون قدر الإمكان. [1][2]

ويروج له العديد من المؤثرين والمشاهير باعتباره من أسرع الطرق لخسارة الوزن، رغم تحذير بعض أخصائيي التغذية من أضراره. [1][2]

قد يُهمك: الرجيم السريع، رجيم الثلاثة أيام!

مبادئ الرجيم الكيميائي

صمم هذا النظام الغذائي بحيث يتناول الشخص أقل قدر من السعرات الحرارية، والكربوهيدرات والدهون؛ لخسارة أكبر قدر من الوزن خلال فترة قصيرة، وتعتمد مبادئ الرجيم الكيميائي على الآتي: [1][2][3]

• تناول البروتين مع نوع محدد من الخضروات أو الفواكه:

يرى مؤيدو هذا الرجيم أن الجمع بين بعض الأطعمة، مثل البروتينات والخضروات أو الفواكه، يُحفّز تفاعلات كيميائية داخل الجسم تُسرّع عملية الأيض وحرق الدهون.

• اتباع قائمة وجبات محددة وعدم تغييرها:

يُلزم هذا النظام متّبعيه بقائمة صارمة من الوجبات تتكوّن غالبًا من بيض مسلوق أو دجاج مشوي مع أنواع معيّنة من الخضروات والفواكه. ويُمنع استبدال أي صنف، بحجة أن تغيير المكونات يضعف فعالية الرجيم ويؤثر على “التفاعل الكيميائي” بين الأطعمة.

• التقليل من السعرات الحرارية:

صحيحُ أن هذا النظام لا يعتمد على حساب دقيق للسعرات الحرارية، إلا إن إجمالي ما يتناوله الشخص يوميًا لا يتجاوز عادةً 850 إلى 1000 سعرة حرارية فقط، وهي كمية أقل بكثير مما يحتاجه الجسم ويحرقه يوميًا للحفاظ على وظائفه الحيوية ونشاطه الطبيعي.

قد يُهمك: رجيم البروتين.

فوائد الرجيم الكيميائي: بين التجارب الفردية وما تقوله الدراسات

يُروج الكثيرون للرجيم الكيميائي ويزعمون أنه يقدم الفوائد الآتية: [2][3]

• فقدان الوزن بسرعة:

شارك العديد من الأشخاص تجاربهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنهم فقدوا عدة كيلوغرامات خلال بضع أيام فقط، ويرون أن هذا منحهم دافعًا قويًا للاستمرار في الحمية الغذائية.

• تخفيف بعض الحالات الصحية:

ادّعى بعض الأشخاص أن الرجيم الكيميائي ساعدهم في تخفيف أعراض التهاب المسالك البولية، وحصى الكلى والمثانة، وتقليل احتباس السوائل في الجسم، رغم أن هذه المزاعم تفتقر لأي دعم علمي.

ولم تثبت الدراسات أيًّا من هذه الفوائد إطلاقًا، بل حذّر بعضها من أضرار الرجيم الكيميائي، كما شددت على أهمية استشارة طبيب أو أخصائي التغذية قبل تجربة هذا النوع من الحميات أو أي نظام غذائي صارم.

اقرأ أيضًا: رجيم السعرات الحرارية.

أضرار الرجيم الكيميائي

صحيح أنّ الرجيم الكيميائي قد يُساعد على خسارة الوزن بسرعة، إلا أنّ العديد من الأطباء وأخصائيي التغذية حذروا من مخاطره على الجسم، خصوصًا: [1][2][4]

• سوء التغذية:

يحرم هذا النظام الغذائي الجسم من العناصر الغذائية التي يحتاجها، فهو يركز على تكرار تناول أطعمة محددة، مما قد يُسبب سوء التغذية وظهور أعراض منها الدوار، أو التعب العام أو ضعف التركيز.

• فقدان الكتلة العضلية:

عند تناول كمية قليلة من السعرات، يبدأ الجسم باستخدام العضلات كمصدر للطاقة، مما يؤدي تدريجيًا إلى فقدان الكتلة العضلية، ونتيجةً لذلك يتراجع معدل الأيض وحرق الدهون مع مرور الوقت.

• انخفاض معدل الأيض:

بسبب تقليل كمية السعرات المتناولة بشكلٍ كبير، يقل معدل الأيض وحرق الدهون للحفاظ على الطاقة، مما يجعل خسارة الوزن أصعب لاحقًا.

• اضطرابات في القلب والضغط:

يُمكن أن يُؤدي نقص الأملاح والبوتاسيوم في الجسم إلى اختلال توازن السوائل والأملاح، مما قد يُؤثر على وظائف القلب وضغط الدم خصوصًا عند اتباع الرجيم الكيميائي لمدة طويلة.

• اضطرابات الأكل:

بسبب الاعتماد على أنواع محددة من الطعام، قد يشعر الشخص بالملل والحرمان، مما يزيد احتمالية إصابته بنوبات الشره المرضي والأكل العاطفي بعد انتهاء الرجيم.

• اضطرابات في الجهاز الهضمي:

عادةً ما يُكرّر الشخص الأطعمة ذاتها يوميًا عند اتباع هذا النظام، ومع انخفاض كمية الألياف في الوجبات، تزداد احتمالية الإصابة بالإمساك المتكرر والانتفاخ (النفخة) نتيجة بطء حركة الأمعاء وضعف التنوع الغذائي.

نصيحة الطبي

احذر من اتباع أنظمة صارمة مثل الرجيم الكيميائي؛ فمع أنك قد تحصل على نتائج سريعة على الميزان، إلا أن هذا الرجيم يرهق جسمك أكثر مما يُفيده، وعادةً تكون نتيجته مؤقتة، خصوصًا أن معظم الوزن الذي فقدته يكون من الماء والعضلات لا من الدهون، هذا إلى جانب أضراره، مثل الإصابة بسوء التغذية، ومشكلات في الضغط والقلب، والإمساك وزيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل. 

احرص على الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن يوفر حاجة جسمك من العناصر الغذائية الأساسية، ويمكنك استشارة طبيب أو أخصائي تغذية معتمد إذا كنت تواجه صعوبة في فقدان الوزن الزائد؛ ليساعدك على خسارته بشكل صحي وآمن!