يسمح نظام التوازن في الجسم للشخص بالتحرك ضمن البيئة المحيطة به دون السقوط وأن يكون على دراية بموقعه نسبة للجاذبية. يعد نظام التوازن معقد، حيث يتضمن العديد من المدخلات التي تأتي ويتم ترتيبها وتنسيقها من خلال 3 أنظمة حسية ألا وهي النظام الدهليزي، والنظام البصري، والنظام الحسي الجسدي، وأي اضطراب في واحد أو أكثر من هذه الأنظمة يؤدي إلى حدوث اضطراب في نظام توازن الجسم.
نتناول في هذا المقال الحديث حول كل ما يخص نظام توازن جسم الإنسان.
ما اهمية نظام توازن الجسم؟
تكمن أهمية نظام التوازن من خلال الحفاظ على أمرين، ألا وهما:
- منع السقوط: وذلك بإبقاء مركز ثقل الجسم ضمن قاعدة ارتكازه على الأرض، وهو مبدأ فيزيائي معروف، فيميل الشخص إلى اليمين أو الشمال، أو إلى الأمام أو الخلف، وربما يوسع بين القدمين، ليؤمن ذلك الهدف. ولا بد أن يتم ذلك بسرعة كبيرة، وبشكل مستمر، في مختلف الحركات اليومية.
- المحافظة على خيال الأشياء المرئية على شبكية العين ثابتاً، بالرغم من تحرك هذه الأشياء، أو تحرك الرأس. وهو أمر ضروري للمحافظة على وضوح الأشياء المرئية، وإلا أصبحت كمن ينظر إلى صورة فيديو تتحرك خلال أخذها آلة التصوير، تختلط الرؤية ويفقد توازن الجسم. [1، 2]
كيف يتوازن الجسم؟
يتم الحفاظ على توازن جسم الإنسان من خلال عملية تشارك فيها أجهزة مختلفة في الجسم. وتتضمن:
- مركز التحكم بالحركة المتواجد في أسفل الدماغ ويسمى بالمخيخ، والذي يتألف من بنيات عصبية مترابطة فيما بينها، تتلقى معلومات دقيقة عن أية حركة في الجسم من مصادر عدة، تقارنها وتقاطعها وتخرج بنتيجة ترسل على أساسها أوامر إلى العضلات تناسب تلك النتيجة. [1، 2]
- مراكز محيطية مهمتها إخبار المركز العصبي بكل تغير يطرأ على وضعية الجسم، وبكل حركة يتحركها، ليستطيع المركز معرفة الوضعية الجديدة بدقة، ويتصرف حسبها. والمراكز المحيطية هذه هي بشكل رئيسي هي:
- العينان: والتي تساعد على الرؤية الوضع الجديد للجسم وتخبر به مركز القيادة، وتساعد على معرفة مكان وجود الرأس والجسم نسبة للعالم من حول الفرد. [2]
-
- الإحساس العميق، وهو إحساس موجود في أربطة المفاصل وأوتار العضلات، كونها مزودة بنهايات عصبية تشعر بتقلص أو ارتخاء العضلات، كما تشعر بتغير الشد الواقع على أربطة المفاصل. وعندما تتغير وضعية الجسم يتغير الشد الواقع على الأربطة والأوتار، فيزداد في جهة وينقص في الجهة المقابلة. تنقل النهايات العصبية الخاصة هناك هذا التغير بأعصاب خاصة، إلى مركز القيادة، بإشارة سبق التعارف عليها، فيفهم منها المركز الوضعية الجديدة ويتصرف حسبها من أجل الحفاظ على توازن الجسم. [3]
-
- الجهاز الدهليزي، وهو أحد أجزاء الأذن الداخلية وهو مختص بحفظ توازن الجسم، حيث أنه يخبر الدماغ بحركات الرأس وموضع الشخص، وفي الدهليز نوعان من التراكيب التشريحية:
-
-
- الأول، يتألف من ثلاث قنوات متعامدة على بعضها، وهي مملوءة بسائل خاص بها. في هذه القنوات نهايات عصبية تتنبه بتحرك هذا السائل. ولا يتحرك هذا السائل أثناء الحركات المختلفة إلا عندما يدور الرأس، وذلك بفعل عطالة هذا السائل، كما يتحرك الماء في كأس عند تدويرها. ونتيجة لذلك، فإن النهايات العصبية في هذه القنوات تتنبه عندما يدور الشخص، وباتصالاتها العصبية ترسل المعلومات الخاصة بهذا الدوران إلى مركز القيادة. وكل تنبه فيها يعني بالنسبة إلى المركز دوراناً في الرأس باتجاه وسرعة محددتين.
- أما الجزء الآخر من الدهليز فيتألف من جوفين مملوءين أيضاً بسائل، وفيها نهايات عصبية تتوضع عليها بلورات حجرية تضع وزناً عليها. ويتغير هذا الوزن الضاغط بتغير وضعية الرأس، أو عند التحرك بشكل خطي كما في الصعود في مصعد. وتغير هذا الوزن الضاغط ينبه النهايات العصبية، وهي بدورها ترسل إشارات إلى المركز تدل على صفات الحركة الخطية التي قام بها الجسم. [3]
-
بالتالي إن مركز التحكم بالحركة يعرف أية حركة يقوم بها الفرد سواء كانت مستقيمة أو دورانية من الإشارات التي تأتيه من دهليز الأذن الداخلية. [3]
والخلاصة وبتبسيط شديد لآلية حفظ توازن الجسم أن مركز التحكم بالحركة يتلقى معلومات من العينين، ومن الأذنين، ومن النهايات العصبية للحس العميق. ويحلل ويقاطع هذه المعلومات ليخرج بتصور للوضعية الجديدة، فهو بذلك يرسم وضعية للجسم متغيرة باستمرار، ويرسل بناء على هذه الصورة الأوامر اللازمة، عن طريق أعصاب خاصة، إلى العضلات في الأطراف والجذع، لتأخذ وضعية معينة تضمن عدم السقوط. كما يرسل أوامر لكرة العين، لتتحرك بشكل ناعم حركة تثبت بها أخيلة المرئيات على الشبكية بالرغم من حركة الرأس، محافظة بذلك على وضوح الصورة. [1، 2]
ما اسباب حدوث خلل في توازن الجسم؟
إن حدوث الخلل في التوازن قد يكون نتيجة لأحد الأسباب التالية:
- ضعف أو مرض في أحد الأجهزة المحيطية المسؤولة عن إخبار المركز بتغير الوضعية.
- وصول تقارير متضاربة من هذه المراكز، بالرغم من سلامتها، كما في دوار البحر ضمن غرفة، حيث تراها العين ثابتة، وتخبر الأذن بوجود حركة.
- إصابة في المركز نفسه نتيجة نقص في الإرواء الدموي، أو ورم، أو التصلب اللويحي، أو باركنسون أو غيره. [4]
اقرأ أيضاً: انسداد قناة استاكيوس
تمارين توازن الجسم
إن نظام توازن الجسم، مثل الكثير من أجهزة الجسم الأخرى، يضعف خاصة في حال لم يتم استخدامه وتدريبه، بالتالي لابد من إجراء تمارين توازن الجسم للمحافظة على وظيفته أو لاستعادة ما فقد منها.
ومن الضروري أن يكون البرنامج اليومي لتمارين توازن الجسم يحتوي على حركات تهدف إلى المحافظة على آلية التوازن وتقويتها، وهي تشمل نوعين من الحركات:
- حركات للرأس: وذلك بتحريكه في كل الاتجاهات مرات متكررة، وبالسرعة المريحة، بقصد تقوية وظيفة الأذن المتعقلة بالتوازن.
- حركات للجذع والأطراف تتطلب جهداً توازنياً متزايداً كما في الأمثلة التالية:
-
- تمارين توازن الجسم التي يمكن أداؤها في أي وقت وفي أي مكان وبالتكرار الذي يريده الفرد، ما دام هناك بقربه شيء ثابت يمكن الاستناد إليه إذا فقد توازن جسمه.
-
-
- المشي بحيث تكون عقب القدم بتماس أصابع القدم الثانية عند القيام بكل خطوة إلى الأمام.
- الوقوف على قدم واحدة مثلاً أثناء الانتظار في محل تجاري أو لركوب الباص، ومن ثم تبديل القدمين.
- الوقوف والجلوس دون أن استخدام اليدين. [5]
-
-
- رفع الرجل جانباً
-
-
- الوقوف مستقيماً والقدمين متباعدتين قليلاً، والتمسك بطاولة أو بكرسي لتحفظ توازن الجسم.
- رفع إحدى الرجلين إلى الجانب ببطء مع الحفاظ على استقامة الظهر والركبتين طيلة التمرين.
- البقاء لثوان ومن ثم خفض الرجل ببطء.
- تكرتر الحركة 5 - 10مرات لكل رجل.
- الاستراحة لدقيقة واحدة، ثم تكرار الحركة 8 - 15 مرة.
- إضافة التعديلات حسب تطور الفرد. [6]
-
-
- بسط مفصل الفخذ
-
-
- الوقوف على بعد 30 - 45 سم من الطاولة أو الكرسي.
- الانحناء عند مفصل الفخذ والتمسك بالكرسي.
- رفع إحدى الرجلين إلى الخلف ببطء وهي مستقيمة.
- البقاء لثوان، ومن ثم خفض الرجل ببطء إلى الأرض.
- تكرار الحركة 8 -15 مرة لكل رجل.
- الاستراحة لدقيقة واحدة، ثم تكرار الحركة 8 - 15 مرة.
- إضافة التعديلات حسب تطور الفرد. [7]
-
-
- رفع مفصل الفخذ
-
-
- الوقوف مستقيماً، والتمسك بطاولة أو كرسي لحفظ التوازن.
- رفع إحدى الركبتين نحو الأعلى ببطئ، ودون ثني الخصر أو الظهر.
- البقاء لثوان ومن ثم خفض الرجل ببطء إلى الأرض.
- إعادة محاولة ذلك 8 - 15 مرة لكل رجل.
- الاستراحة لدقيقة واحدة، ثم تكرار الحركة 8 - 15 مرة.
- إضافة التعديلات حسب تطور الفرد. [6]
-
-
- المشي بخطوات متقاربة
- رفع الذراعين إلى الجانب بحيث تكونا موازية للأرض.
- المشي في خط مستقيم مع وضع الجزء الخلفي من الكعب مقابل أصابع القدم الأخرى.
- التحرك ببطء وبتحكم.
- الاستمرار لمدة 5 إلى 20 خطوة. [6]
- المشي بخطوات متقاربة
اقرأ أيضاً: كيف نجنب المسنين خطر الوقوع ؟