قد يتعرض الإنسان في حياته إلى بعض الوعكات الصحية، التي تؤدي إلى فقد حاسة الشم المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بفقد حاسة التذوق لديه، بشكل كلي أو جزئي، وبصورة دائمة أو مؤقتة.
حيث يستشعر الشخص في تلك اللحظة، أهمية هذه الحواس وفائدتها، إذ تساعدنا في تذوق الطعم واستنشاق الروائح الجميلة التي تعدل المزاج.
كما تعتبر هذه الحواس من بين خطوط الدفاع التي يعتمد عليها الإنسان في الكشف عن تعرضه إلى خطر يمكن أن يودي بحياته وحياة الآخرين، مثل تسرب الغازات السامة، أو اشتعال الحرائق، أو الطعام السام والمتعفن.
لذلك، فما أن يشعر الشخص بضعف في حاسة الشم والتذوق أو فقدانها، فإنه يبدأ بالبحث عن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق عند الطب التقليدي والطب الحديث.
فما هي طرق علاج فقدان حاسة الشم والتذوق؟ وما الأسباب التي قد تؤدي إلى فقدان حاسة الشم والتذوق؟
هذا ما سنقوم بتوضيحه في هذا المقال.
الاسباب التي تؤدي إلى فقدان حاسة الشم
تعتمد حاسة الشم على الخلايا العصبية الحسية والمستقبلات الكيميائية، التي تتواجد في الأغشية الداخلية للأنف، حيث ترتبط المواد الكيميائية المنبعثة من مصادر الروائح المختلفة مع هذه المستقبلات، مما يحفز الخلايا العصبية هناك بإرسال إشارات عصبية إلى الدماغ؛ للتعرف على الرائحة وتمييزها، كما يوجد براعم التذوق في اللسان المسؤولة عن إرسال إشارات للدماغ لتذوق الطعام. إضافةً إلى دور مستقبلات الشم الموجودة في الأنف في تحديد طعم الغذاء ونوعه.
يرتبط فقدان حاسة الشم ارتباطاً كبيراً مع فقدان حاسة التذوق. حيث أن ٩٥ بالمئة من الحالات التي يتم فيها فقد حاسة الشم، يكون هناك فقد لحاسة التذوق أيضاً، وهناك عدة أسباب صحية أو بيئية أو طبيعية، مثل التقدم في العمر يمكن أن تؤثر على عملية شم الروائح وتذوق الطعام. وذلك إما بفقدان حاسة الشم (بالإنجليزية: Anosmia) وفقدان حاسة التذوق (بالإنجليزية: Ageusia)، بشكل كامل أو بشكل جزئي.
كما يمكن أن يكون فقدان حاسة الشم والتذوق دائماً في بعض الحالات، مثل الإصابة ببعض أمراض الجهاز العصبي.
وفي حال فقدان حاسة الشم والتذوق، نحتاج بداية قبل البدء برحلة البحث عن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق، إلى تحديد السبب الرئيسي لفقدانها وعلاجه إذا أمكن ذلك.
فيما يلي عدد من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان حاسة الشم والتذوق:
- الإصابة بالرشح أو الإنفلونزا، مثل مرض فيروس كورونا (بالإنجليزية: COVID-19).
- الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis).
- أن يعاني الشخص من الحساسية الموسمية أو التهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Hay Fever).
- مشاكل في الفم، مثل التهاب اللثة (بالإنجليزية: Gingivitis).
- الإصابة بمتلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjogren's Syndrome) التي تسبب جفاف الفم والعيون.
- التهابات في الحلق والغدد اللعابية.
- وجود لحميات أنفية (بالإنجليزية: Nasal Polyps) عند الشخص.
- التدخين.
- أن يعاني الشخص من احتقان مزمن في الأنف.
- وجود ورم في الأنف.
- خلل هيكلي في عظام الأنف.
- خلل في الجهاز العصبي عند الشخص، والذي يمكن أن يحدث بسبب:
- التقدم في العمر.
- أورام الدماغ.
- بعض أمراض الغدة الدرقية.
- بعض أنواع الأدوية.
- التصلب اللويحي (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis).
- مرض باركنسون.
- مرض انفصام الشخصية (بالإنجليزية: Schizophrenia) والصرع (بالإنجليزية: Epilepsy).
- اضطرابات هرمونية.
- السكري.
- السكتة الدماغية.
- العلاج بالأشعة.
- شرب الكحول لفترة طويلة.
- نقص بعض الفيتامينات.
- يمكن أن يكون السبب هو خلل جيني، بحيث يولد الشخص مع فقدان حاسة الشم والتذوق.
- التعرض إلى مواد كيميائية سامة.
- بعض مشاكل الأسنان. (1) (2) (3)
اقرأ أيضاً: حاسة الشم.. نعمة من الله تلطف الحياة وتنبه إلى المخاطر المحتملة
علاج فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب كورونا
يعتبر فقدان حاسة الشم والتذوق بشكل مفاجئ، من الأعراض الأولية المصاحبة للإصابة بفيروس كورونا (بالإنجليزية: COVID-19) عند معظم الأشخاص، على الرغم من أن آلية تأثير فيروس كورونا على حاسة الشم والتذوق، لم تحدد بشكل مؤكد إلى هذا الوقت.
ولحسن الحظ، فإن فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب فيروس كورونا يكون مؤقتاً وليس دائماً.
لكن الوقت المستغرق لعودة حاسة الشم والتذوق عند الشخص المصاب بفيروس كورونا، على الرغم من الحصول على علاج فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب كورونا، يكون أطول منه في حال الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي الأخرى.
من غير المعروف حتى الآن السبب وراء فقد حاستي الشم والتذوق عند المصابين بفيروس كوفيد- 19، لكن أشار بعض الباحثين إلى عدة أسباب محتملة ومنها أن فيروس كورونا يرتبط ببروتين يوجد على سطح خلايا موجودة في الأنف والفم، بينما يشير آخرون إلى أن الفيروس يؤثر على خلايا عصبية مسؤولة عن الشم والتذوق، ومن المعتقد حالياً أن حاسة التذوق تفقد نتيجة فقدان حاسة الشم.
وتقدر نسبة الأشخاص الذين يفقدون حاسة الشم نتيجة كورونا بـ 41%، بينما نسبة من يفقد حاسة التذوق هي 38.2%. (1) (2) (3)
للمزيد حول أعراض فيروس كورونا، من هنا
علاج فقدان حاسة الشم والتذوق
غالباً ما يكون فقدان حاسة الشم والتذوق من الأعراض المصاحبة لمرض ظاهر على الشخص. وفي بعض الحالات يمكن أن يكون مؤشر ودليل على وجود أمراض غير ظاهرة.
فعند الشعور بفقدان حاسة الشم والتذوق، يجب التوجه إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة (بالإنجليزية: Otolaryngologist or ENT doctor) لتشخيص الحالة وعلاجها.
تختلف طرق علاج فقدان حاسة الشم والتذوق، تبعاً للسبب الذي أدى إلى فقدانها.
ومن هذه الطرق:
- في حال كان فقد الشم والتذوق ناتجاً عن استخدام بعض الأدوية، يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق عن طريق تخفيض جرعة الدواء أو أخذ دواء بديل، إذا أمكن ذلك. وذلك بعد استشارة الطبيب المختص.
- في حال كان فقد الشم والتذوق ناتج عن وجود ورم أو لحميات أنفية، أو كان فقد الشم ناتج عن خلل هيكلي في عظام الأنف، أدت إلى إغلاق مجرى الأنف، يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق عن طريق إجراء عملية جراحية لإزالة اللحميات أو الورم، أو تعديل الخلل الهيكلي.
- في حال كان فقد الشم والتذوق ناتج عن احتقان في الأنف بسبب الرشح أو التحسس، يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق عن طريق استخدام الأدوية المزيلة للاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants)، والأدوية المضادة للهستامين (antihistamine).
- يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق باستخدام المضاد الحيوي، في حال كان سبب فقد الشم والتذوق من التهاب بكتيري في المجاري التنفسية.
- يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق بالتوقف عن التدخين.
- في حال كان فقد الشم والتذوق ناتج عن التهاب الجيوب الأنفية أو وجود إفرازات في الجيوب، يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب الجيوب الأنفية بإجراء عملية لتنظيف الجيوب، أو باستخدام البخاخات الستيرويدية.
- يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق عن طريق ممارسة تمرين الشم ( بالإنجليزية: Smell Training) الذي يهدف إلى المداومة على استنشاق روائح قوية ومميزة لفترة من الزمن.
- يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق عن طريق استنشاق محلول ملحي من الصيدلية أو منزلي، وادخاله داخل الأنف عدة مرات يومياً. وذلك في حال كان فقد الشم والتذوق ناتج عن التهاب أو حساسية.
- يمكن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق، والوقاية من فقدانهما عن طريق الاعتناء بالفم والأنف والحفاظ على نظافتهما باستمرار.
في بعض الحالات يكون من الصعب علاج فقدان حاسة الشم والتذوق عند الشخص، خصوصًا في حال فقدان الشم والتذوق الناتج عن تقدم العمر.
بالمقابل، يمكن لحاسة الشم والتذوق أن تعود إلى الشخص دون اللجوء إلى أي علاج، أو عند التعافي من المرض الذي سبب فقدان حاسة الشم والتذوق عنده. (1) (2) (3)