تتمثّل أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الكبار بالطنين والدوّار، كما تُصيب هذه الحالة الأطفال والرضّع أيضًا، وتتمثّل أعراضها بالبكاء المستمرّ والتقيؤ ونزول إفرازات من الأذن. يُناقش هذا المقال كل ما يخص أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال والكبار، ويُشير إلى بعض الإجراءات الوقائية، ويذكر دواعي استشارة الطبيب.
محتويات المقال
6 أعراض لالتهاب الأذن الوسطى
قد يُؤثّر التهاب الأذن الوسطى على القدرة السمعيّة للمُصاب، وقدرته على التوازن، ونوضح فيما يلي أبرز أعراض التهاب الأذن الوسطى:
صعوبة سماع الأصوات
ينتقل الصوت في الأذن الوسطى من خلال اهتزاز 3 عظيمات؛ تُعرف بالركاب، والمطرقة، والسندان، وقد يُسبب التهاب الأذن الوسطى تجمعًا للسوائل في القناة السمعية، ممّا يؤدي إلى صعوبة في انتقال الصوت عند المصاب. [1][2]
فقدان السمع
غالبًا ما تكون صعوبة السمع عرضًا مؤقتًا لالتهاب الأذن الوسطى، ولكنّ بعض الحالات قد تصل إلى فقدان السمع بشكل تامّ، لا سيّما إذا كانت التهاب الأذن الوسطى متكررًا، وارتبط بتلفٍ في طبلة الأذن أو العظيمات الناقلة للصوت أو العصب السمعيّ.
وتشير دراسة منشورة عام 2016 في مجلة مراجعات الطبيعة لأساسيات الأمراض (بالإنجليزية: Nature Reviews Disease Primers) إلى أنّ 30 شخصًا من كلّ 10,000 فرد يُصابون بفقدان السمع إثر التعرّض لالتهاب الأذن الوسطى. [1][2]
إفرازات الأذن
قد تظهر إفرازات صفراء أو خضراء بعد الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وتُعدّ مؤشرًا على حدوث ثقب في غشاء الطبلة. كما يشير القسم الطبيّ لجامعة بنسلفانيا الأمريكيّة إلى أنّ جميع حالات التهاب الأذن الوسطى الحادّ تُسبب تجمعًا للسوائل خلف طبلة الأذن، وقد يستمّر هذا العرض إلى أسابيع أو شهور بعد التعافي. [3]
ويُشار إلى أن تكوّن القيح أو الصديد أحد علامات التهاب الأذن الوسطى الحادّ، وتعدّ هذه الحالة خطيرة، إذ تُسهم في الإصابة بتسوس الاذن (بالإنجليزية: Mastoiditis)، أو التهاب السحايا، أو خراج الدماغ، وذلك نتيجة انتشار العدوى. [2]
طنين الأذن
تشير دراسة منشورة عام 2018 في مجلة العلوم البيولوجية والطبية (بالإنجليزية: Journal of Biosciences and Medicines) إلى أنّ طنين الأذن يظهر لدى 43% من المصابين بالتهاب الأذن الوسطى المزمن. كما يُسمع طنين الأذن من قبل المصاب وحده، ويحدثُ دون مرور أيّ أمواج أو إشارات صوتيّة في الأذن، وقد يلاحظ في إحدى الأذنين أو كلتيهما. [4]
الألم والحمى
يحدث التهاب الأذن الوسطى تبعًا للعديد من الأسباب، ومنها العدوى البكتيريّة أو الفيروسيّة، ويُعدّ الألم وارتفاع درجة الحرارة من أبرز الأعراض التي تظهر عند المصاب، لا سيّما مع تعرّض غشاء الطبلة إلى التمزّق أو الانتفاخ. [2][5]
وقد تبدأ الحالة بعدوى فيروسيّة تُصيب قناة استاكيوس، وهي القناة المسؤولة عن نقل السوائل والإفرازات الأذنية في الأذن الوسطى، وقد تمهد العدوى الفيروسيّة الظروف الملائمة لتكاثر العدوى البكتيرية فيما بعد. [2][5]
الدوار
نُشرت دراسة عام 2022 في مجلّة الأرشيف الأوروبي لطب الأنف والأذن والحنجرة (بالإنجليزية: European Archives of Oto-Rhino-Laryngology)، وقد أُجريت على 447 فردًا مصابًا بالتهاب الأذن الوسطى المزمن؛ وأوضحت نتائجها أنّ أكثر من 50% من الأفراد المشاركين قد تعرّضوا للدوار واختلال التوازن. [5]
كما أشارت الدراسة إلى زيادة في احتمالية الإصابة بالدوّار لدى الكبار الذين أُصيبوا في طفولتهم بالتهاب الأذن الوسطى الحاد على نحو متكرر، وقد يُعزى سبب الدوار إلى ما يلي: [5]
- فقدان الخلايا الشعرية المرتبطة بالقوقعة، وتلعب هذا الخلايا دورًا في نقل الصوت وحفاظ التوازن.
- ناسور المتاهة الذي يؤثّر على القناة الهلالية الخلفية، ويعد الناسور فتحة غير طبيعيّة بين موضعين في الجسم.
- انتشار الوسائط الالتهابيّة والسموم التي تُسببها البكتيريا إلى مواضع أخرى في الأذن، مما يُسبب تجمعًا للسوائل واختلالًا في التوازن.
وتجدر الإشارة إلى أنّ احتمالية الإصابة بالدوّار تزداد عند المصابين بالتهاب الأذن الوسطى مع ازدياد تدهور السمع لديهم.
أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
لا يتمكن الطفل الرضيع من التعبير عن أعراض التهاب الأذن الوسطى، ولهذا يُعدّ البكاء المستمرّ أو التصرّف بعصبية العرض الرئيس لديه، بالإضافة إلى صعوبة النوم وارتفاع درجة الحرارة، أو سحب الأذن المصابة بيده أحيانًا. [3]
كما يرتفع خطر إصابة الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى تبعًا لقصر قناة استاكيوس واتساعها، الأمر الذي يُسهل وصول مُسببات العدوى، ويُذكر من أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال: [3]
- ألم الأذن.
- امتلاء أو انسداد الأذن.
- نزول إفرازات من الأذن.
- صعوبة سماع الأصوات.
- الإعياء والتعب العام.
- احتقان الأنف.
- السعال.
- الإسهال.
- الخمول.
- فقدان الشهية.
ويُعد التهاب الأذن الوسطى من أكثر الأمراض شيوعًا عند الأطفال، إذ تُشير دراسة منشورة عام 2016 في مجلّة مراجعات الطبيعة لأساسيات الأمراض (بالإنجليزية: Nature Reviews Disease Primers) إلى أنّ 80% من الأطفال يُصابون بالتهاب الأذن الإفرازي مع بلوغ سنّ 10 سنوات، وهي حالة من تراكم السوائل في الأذن الوسطى دون ظهور أي أعراض أُخرى للالتهاب. [1]
قد تؤثر أعراض التهاب الأذن الوسطى على تطوّر الطفل، وقدرته على التحدّث والتواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى تحصيله الدراسيّ، لا سيما إذا تعرّض الطفل لفقدان السمع التام خلال سنواته الأولى. [1][2]
نصائح للوقاية من التهاب الأذن الوسطى
يُشير المركز الوطني لمعلومات التقنية الحيوية (بالإنجليزية: National Center for Biotechnology Information) إلى أنّ 21,000 فرد يتعرّضون للوفاة إثر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى سنويًا، ويُمكن الوقاية من هذا المرض باتباع الإجراءات الآتية: [2][3][6]
- إرضاع الطفل لمدة 6 شهور على أقل تقدير، حيث تسهم الرضاعة الطبيعية في تعزيز مناعته، وبالتالي تحميه من الالتهابات.
- حمل الطفل أثناء الرضاعة في وضعيّة لا تُسبب أي ضغط أو انسداد للأذن، ويوصى بتجنّب تمديد الطفل عند إعطائه زجاجة الحليب.
- تلقي اللقاحات اللازمة للوقاية من العدوى، ومن أمثلتها لقاح الإنفلونزا ولقاح المكورات الرئوية (بالإنجليزية: Pneumococcal Vaccine).
- تجنّب الأماكن المزدحمة، لا سيّما عند وضع الطفل داخل حضانة أو الحاقه بأحد الأنشطة الجماعيّة.
- تعقيم اليدين وغسلهما باستخدام الصابون أو المعقمّات الكحولية، للتخلّص من الجراثيم المُسببة للالتهاب.
- الابتعاد عن دخّان السجائر الذي يُسهم في عودة التهاب الأذن الوسطى أو جعله أكثر حدّة.
- توخي الحذر والانتباه قبل الذهاب للسباحة، إذ تُسهم المياه الملوثة في الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى أو زيادة حدّة أعراضه، ويمكن تجنّب السباحة أو استخدام سدادات الأذن في هذه الحالة.
اقرأ أيضًا: كيفية علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال والكبار
دواعي استشارة الطبيب
تستدعي إصابة الطفل الرضيع بالحمّى التوجّه مباشرة إلى الطوارئ، ويُذكر من أعراض التهاب الأذن الوسطى التي تستدعي استشارة الطبيب ما يلي: [3]
- ظهور انتفاخ أو تورّم خلف الأذن.
- استمرار الأعراض أو زيادة شدّتها مع استخدام العلاج الموصوف.
- ظهور أعراض جديدة، مثل: الدوّار، أو الصداع الشديد، أو ارتعاش عضلات الوجه.
- ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير مع الشعور بآلام في الجسم.
- الشعور بألم شديد في الأذن ثمّ اختفاؤه فجأة، فقد يعد هذا دليلًا على ثقب طبلة الأذن.
نصيحة الطبي
توجد العديد من أعراض التهاب الأذن الوسطى؛ التي تتمثّل بنزول إفرازات من الأذن وسماع الطنين والشعور بالدوّار، ويوصى في هذا الصدد بمراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض، واتخاذ التدابير الوقائية لمنع عودة الالتهاب.
بإمكانك الآن التحدث مع طبيب معتمد عن أعراض وعلامات التهاب الأذن الوسطى؛ عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يُقدمها موقع الطبي.