يُعدّ إدمان الإباحيّة واحدًا من اضطرابات فرط النشاط الجنسي، وقد يتزامن حدوثه مع الاضطرابات النفسيّة الأُخرى، مثل: اضطرابات القلق. وتتشابه طرق علاجه مع العلاجات المستخدمة في أنواع الإدمان الأخرى، ولكن لا يوجد علاج مُخصص لهذه الحالة بالتحديد. [1]

يُوضّح المقال الآتي طرق علاج إدمان الإباحية، ومجموعة من التوصيات المهمّة.

طرق علاج إدمان الإباحية

يُسبب إدمان الإباحية الرغبة الشديدة وغير المسيطر عليها لمشاهدة المواد الإباحية، وشمل الخطة العلاجية كُلًا من الجانب النفسي، والأدوية، والمجموعات الداعمة. التفاصيل أكثر فيما يأتي: [1]

العلاج النفسي

يعتمد العلاج النفسي لإدمان الإباحيّة على العلاج بالكلام، أي الحوار والاستماع بين المُختصّ والمُصاب، ويتم خلاله تحليل شعور المدمن تجاه الإباحيّات، وذلك قبل مشاهدة هذا المحتوى وخلالها وبعدها، بالإضافة إلى تحليل شعوره بعد التوقّف عن مشاهدة الإباحيّات لمدّة طويلة، وبالتالي يهدف العلاج النفسي إلى تحديد أسباب الإدمان، وتغيير شعور الإنسان تجاه المواد الإباحية. [2][3] وتشمل أشكاله ما يأتي: [1][2][4]

  • العلاج المعرفي السلوكي: يُعدّ العلاج المعرفي السلوكيّ (CBT) أكثر فائدةً وفعالية من الأدوية والأشكال الأُخرى للعلاج النفسي، وهذا حسب الجمعيّة الأمريكيّة لعلم النفس، وهو يتضمّن ما يأتي:
    • التعرّف على الأفكار أو المواقف التي تُحفّز إدمان الإباحيّة.
    • استبدال السلوكيات السلبية التي تُعزز الإدمان، وتعلّم كيفية التعامل مع الرغبة في مشاهدة المواد الإباحيّة.
  • العلاج النفسي الديناميكي: يُحاول المعالج التعرّف على الأفكار، والذكريات، والأفعال اللاواعية التي تؤدي إلى إدمان الإباحيّة، وذلك من خلال إجراء الحوارات مع المصاب، وذلك لتحديد كيف يصبح إدمان الإباحية مستمرًا أو تلقائيًا.
  • علاج القبول والالتزام: يبدأ علاج القبول والالتزام (ACT) بقبول فكرة الإدمان والاعتراف بها، مع التعرّف على الأفكار السلبية التي سببت إدمان الإباحية، ويتم من خلاله تشجيع المدمن على التصرف وفقًا للقيم الإيجابية.
  • العلاج الجماعي: يُقدّم المختصّ العلاجَ لمجموعةٍ من المصابين بإدمان الإباحيّة، حيث إنّ وجود مجموعةٍ تشترك في الحالة المرضيّة ذاتها قد يُقلل من شعور المُصاب بالذنب أو الوحدة.
  • العلاج الأسري: يُوصى بتطبيق هذا الشكل العلاجيّ عندما يؤثر إدمان الإباحيّة على العلاقة بين الزوجين، أو أفراد العائلة.

اقرأ المزيد: العلاج النفسي الديناميكي

المجموعات الداعمة

يتشارك أفراد المجموعةِ بالرغبةَ في التخلّص من إدمان الإباحية، وهذا ما يُشجع الجميع على الالتزام، ويُغيّر من نظرة المُدمن لنفسه. [2][5]

وقد لا تشمل هذه المجموعات على أفراد مختصّين، حيث إنها تعتمد على مشاركة الخبرات بين المصابين، وقد تستخدم المجموعات خطة تتضمن 12 خطوة للتعافي، وتختلف هذه الخطوات بين مجموعة وأُخرى، ويُذكر من أمثلتها: [2][3][5]

  • الاعتراف بإدمان الإباحيّة، وتأثيراته على الحياة الشخصية.
  • الإرادة الصادقة والعزيمة على ترك إدمان المواد الإباحيّة.
  • محاسبة الذات بصدق عند الوقوع في الخطأ أو الزلل.
  • الاعتذار من الأشخاص الذين تعرضوا للأذى من المصاب أو قصّر المصاب في حقهم بسبب إدمان الإباحيّة.
  • مشاركة تجربة التعافي مع الآخرين لمساعدتهم على التخلص من الإدمان.

العلاج الدوائي

قد يترافق استخدام الأدوية مع طُرق العلاج الأخرى للحصول على أفضل النتائج، ولكن من الجدير ذكره أنه لا يوجد دواء مُخصص لعلاج إدمان الإباحيّة، بل إنّ بعض الأدوية قد تٌفيد في هذه الحالة، ويُذكر منها: [1][2]

  • مضادات الاكتئاب: قد تُستخدم مُثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة لتقليل الميولات الجنسية أو الرغبة الجنسيّة المُلحّة لدى المُصابين بإدمان الإباحيّة، ومن أمثلتها: إسيتالوبرام (Escitalopram)، وسيرترالين (Sertraline). [1][3]
  • مثبتات المزاج: عادة ما تُصرف لحالات اضطراب ثنائي القطب المتزامن مع الهوس بالتخيلات الجنسيّة أو السلوك الجنسي القهريّ، وتُفيد هذه المجموعة الدوائيّة في تخفيف الأعراض، ومن أمثلتها: الليثيوم (Lithium)، وحمض الفالبرويك (Valproic acid). [1][4]
  • الأدوية الأفيونية: تتمثّل بالنالتريكسون (Naltrexone) الذي يُقلل من الشعور بالنشوة أو المتعة المرتبطّة بإدمان الإباحيّة أو فرط الرغبة الجنسية (الإدمان الجنسي)، وذلك من خلال تأثيره على منطقة معينة من الدماغ. [1][4]
  • مضادات الأندروجين: تُثبّط هذه الأدوية تأثيرات الهرمونات الذكريّة المعروفة بالأندروجينات (Androgens)، وبهذا تُقلل الرغبّة الجنسيّة والميل إلى مشاهدة الإباحيّات. [4]

للمزيد: أنواع الإدمان

نصائح للتغلب على إدمان الإباحية

يُمكن للمصاب التوقّف عن إدمان الإباحيّة من تلقاء نفسه ودون الحاجة إلى العلاجات المذكورة سابقًا، ولكنّ هذا الأمر يعتمد على درجة الإدمان لديه، ومن التوصيات المهمّة للتوقف عن إدمان الإباحية ما يأتي: [3][6]

ملاحظة المحفزات وتسجيلها

تُسهم هذه الطريقة في التعرف على السبب الرئيس لإدمان الإباحية، سواءً كان مرتبطًا بمشاعر مُعيّنة، أو أوقات، أو أنشطة، مما يُسهّل التعرّف على أفضل طريقة للتعافي، حيث يُوصى باستخدام مُذكرة لتسجيل النقاط الآتية: [3][6]

  • الوقت الذي تزداد فيه الرغبة بمشاهدة المواد الإباحيّة.
  • الدوافع أو المُحفّزات التي تدفع الفرد لمشاهدة الإباحيّات.
  • تسجيل الشعور عند الرغبة بمشاهدة الإباحيّات.

حظر المواقع المشبوهة واستخدام الأقفال الإلكترونية

تُفيد هذه الخطوة في منع المصاب من الوصول إلى هذه المواقع عند الشعور بالرغبة بمشاهدة المواد الإباحيّة، وبالتالي مساعدة الفرد على التعافي من خلال التعرّف على الدافع وراء المشاهدة. [3][6]

طلب المساعدة من الآخرين

بالإمكان استشارة صديق أو شخص مُقرّب وإخباره بإدمان الإباحيّة لديك، أو مشاركة الخطّة العلاجيّة معهُ، وذلك لتحفيز الفرد على العلاج وكبح الرغبة التي لديه. 
أحيانًا قد يمنع الشعور بالإحراج أو الذنب الفرد من العلاج، ويُمكن عندئذٍ استشارة المختصّ أو أحد المجموعات الإلكترونية التي تهدف لعلاج إدمان الإباحيّة، إذ إن هذا يضمن الحفاظ على راحة وخصوصيّة المصاب. [3][6]

اكتساب عادات إيجابية

قد يُعزى إدمان الإباحية إلى كثرة أوقات الفراغ أو الشعور بالملل، ومن المفيد اكتساب عادة جديدة في هذه الحالة، حيث تُشتت الذهن عن الرغبة بمشاهدة المواد الإباحيّة، ومن الأمثلة على العادات الإيجابية: [3][6]

  • قراءة كتاب.
  • ممارسة هواية.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة، حيث إنّ الالتزام بها قد يُسهم في إفراز الإندورفينات (Endorphin)، وهي هرمونات مرتبطة بالسعادة والاسترخاء.

تعلم أساليب الاسترخاء

تدعم هذه الأساليب العلاجات السابقة، حيث تُساعد على تحديد شعور الفرد في اللحظة الحالية والاعتراف بهذه المشاعر، ومن ثم مساعدة الفرد على التعامل مع هذه المشاعر والتخلّص منها بسهولة. وتشمل هذه التقنيات التخيل، والتنفس العميق. [3][6]

اقرأ أيضًا: خطر الإباحية عبر شبكة الإنترنت

نصيحة الطبي

يهدف علاج إدمان الإباحيّة إلى تقليل أضرار ومخاطر الإدمان، وتعلّم التصرّف السليم تجاه الرغبة بمشاهدة المواد الإباحيّة. وتوجد العديد من الطرق العلاجيّة التي تتضمّن العلاج النفسي، والأدوية، والمجموعات الداعمة.

بإمكانك سؤال الطبيب عن طرق علاج إدمان الإباحية عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارة الطبية عن بعدٍ التي يُوفّرها موقع الطبي على مدار 24 ساعةً وطيلة أيام الأسبوع.